• ما وراء عيد المرأة - طارق شفيق حقي

    ما وراء عيد المرأة - طارق شفيق حقي
    لوحة للفنان بيكاسو
    نقل أحد الأصدقاء مقولة لكاتب غربي ينتقد فيها الكاتب رجال الدين، ثم جاءت التعليقات لتنال من رجال الدين الإسلامي فهل هناك إشكالية ما في ذلك ؟
    الناقل الذي نقل المقولة قام بانتقاد رجال الدين الإسلامي رغم أنه لا يوجد مصطلح لرجل دين في الدين الإسلامي ، فالكاتب الغربي حتماً انتقد رجال الدين المسيحي وتسلطهم لأنه أصلاً لا يعترف بالدين الإسلامي كدين سماوي ولا بنبيه ولا يعترف بالمشرقيين ، ولو قدر له الزمان وعرف الشخص الذي نقل عنه مقولته لتقزز منه بكل سرور.
    في هذا المقال سأستعرض إشكاليات معرفية في العقل العربي، وأقوم بتفكيكها لعواملها الأولية، ولنفهم بشكل درسي سأقوم بتشبيه المثال المدروس لطبقة جيولوجية تتضمن عدة طبقات .
    وفي هذا السياق يقوم الفكر الاستشراقي بتسمية الدين الإسلامي " بالدين المحمدي" ، وقد يظن العقل العربي أنهم يقصدون مقابلة الدين المسيحي بالدين المحمدي .
    - الفرقة الدينية التي أسسها البريطانيون في الهند كانت تسمى الأحمدية نسبة إلى " أحمد " صلى الله عليه وسلم ، زعيم هذه الفرقة الأحمدية يدعى " غلام أحمد ميزا " الذي يعني "خادم أحمد" فغلام تعني "خادم" ، ومن ثم أعلن خادم أحمد أنه المسيح المنتظر وأسقط الجهاد ضد البريطانيين ، ولخطر الجهاد على الاستعمار البريطاني سارعت بريطانيا لدعم الجماعات المقربة منها وابتدعت لهم الأحمدية والبهائية والقرآنيين وزعيم القرآنيين كان يعيش في أمريكا واسمه رشاد خليفة وقد ادعى النبوة ثم وجد مقتولاً ويخلفه اليوم أحمد صبحي منصور وهو كذلك أحد أنبياء الماسونية ويشكل موقعه على النت مفرخة ومرجعاً للصديد لكل القرآنيين، وما زالت بريطانيا وأمريكا تبيض بيضها الفاسد في بلاد المسلمين.
    - تسمية الدين الإسلامي بالدين المحمدي يقصد منه نسب الدين إلى محمد، فهم يقولون بأن محمد هو من ألف هذا الدين ، فإذا قلت لهم لكنهم يقولون الدين المسيحي نسبة إلى المسيح، سيقولون لكن المسيح هو ابن الله وبالتالي لا غضاضة في ذلك لديهم، ويأتيك من يقيس قياسهم بكل سذاجة ولا يعرف ألاعيبهم وخبثهم.
    - وهذه نقطة في غاية الأهمية فأي فرقة من فرق المسلمين تسقط الجهاد ضد الغرب فهي مرضي عنها وهي أداة طيعة بيدهم والأمثلة واضحة وجلية .
    لكن لا غضاضة في أن نطلق على الجهاد المقاومة لأسباب سياسية فيسقط في يد العدو، وربما نحن بحاجة للإجابة على السؤال : هل يمكن أن ينتج المسلمون منتجاً إسلامياً مغفلاً من المنشأ أو " صنع في " ؟
    ربما كانت منتجات الإسلام الحضارية كلها خالية من المنشأ فكانت للإنسانية جمعاء لكن هذه الصناعة الدقيقة بحاجة لكلام تفصيلي ربما نستعرضه في مقال آخر.

    • إذا نظرنا إلى فرقة الأحمدية أو فرقة القرآنيين أو فرقة البهائية تتوضح في أذهاننا معنى كلمة " فرقة " من التفرق والافتراق وقد جاء في المعجم عن فرّق : باعَد بين أَفْراد جماعة، مَنَع اتِّصالهم، بدَّد أو شتَّت شَمْلًا، بَعْثر، فَرَط عِقْدًا.
    • بينما الفرقة الدينية هي جماعة من الدين لا يمكن أن تتعارض مع الفرق الدينية الأخرى وبالتالي هي دين جديد وقيامها بتعاليم جديدة ما هو إلا تفرقة للدين الأصلي، وحتماً هذا هو المقصود من حديث تفترق أمتي فتفترق من الافتراق وكل من يفرق الأمة ويشتت شملها حتماً سيكون في النار لأنه سيضيعها في الدنيا قبل الآخرة ويسهل عمل عدوها الخارجي.
    • إننا أمام همجية فكرية ما ، وصراخ للخواء والظن ،يتأمل المثقف المشرقي الخطاب الغربي ومفردات ومصطلحات المنتج الحضاري أو غير الحضاري الغربي فينظر إليه من خلفيته الفكرية والثقافية والدينية بكل ضحالة وإسفاف وتدني معرفي.
    • نحن بحاجة للسؤال دائماً عن البديهات، نحن بحاجة لكامل السؤال الغبي الأحمق السخيف السطحي فيما نظنه حقاً وعيناً ومتعارفاً ومعروفاً.

    اللوحة الفنية
    ====

    • لطالما سألت نفسي لماذا كانت لوحات عادية أو غير عادية لها هذه الأسعار الباهظة التي لا يتقبلها العقل المشرقي، ولكن بعض المسقفين يُروجون لمنطقية هذه الأرقام الفلكية.
    • لا شك أننا بحاجة لفهم الشخصية الغربية وتاريخها النمائي، فالغرب لقرون طويلة كان يعبد الصور والأيقونات وينظر إليها كأنها جزء لا يتجزأ من الدين المسيحي، حتى جاء الدين البروتسنتي وطالب بنزع هذه الصور من الكنائس وعدم عبادتها ،وعبادة الأضرحة حتى قام الملك هنري عام 1540 بتهديم أضرحة القديسين التي كانت تعبد في أوربا وكان عصر الاصلاح الديني، حتماً الاصلاح الديني لا المذهبي.

    هل كان اصلاحاً دينياً أم مذهبياً ؟

    • ولنقارن كيف يقرأ العقل العربي كلمة اصلاح وكيف يوظفها في مجتمعه ودينه المختلف كلياً عن دين الآخر والملابسات المختلفة .

    هي حقاً كانت تعني اصلاح ديني بينما كان لا بد من القول اصلاح مذهبي ، فهل كانت الكاثوليكية ديناً ؟

    • هنا تولد المعرفة لنعرف أن ما نعتبره مذهباً انطلاقاً من ثقافتنا وديننا ومجتمعنا هو لدى الآخر ليس بمذهب أو طائفة بل هو دين افترق عن دين الآخر كلياً.
    • فالسنة والشيعة مذهبان إسلاميان يتفقان في الأصول ويختلفان في الفروع ، هناك خلافات سياسية بينهما تتعلق بالمُلك أكثر منها دينية تتعلق بشرع الله، رغم المحاولات الحثيثة للغرب لتحويلها لدينية .
    • فالشيعي لا يمنع زواج الفتاة الشيعية بسني والعكس صحيح وسجلات النفوس في غير دولة عربية تشهد بذلك، كما إن السني لا يمنع الشيعي من الصلاة في مسجده والعكس صحيح ولعل اليمن مثال دقيق على ذلك حيث لا يوجد مساجد خاصة للسنة ومساجد خاصة للزيديين، وقد نجد عبر التاريخ شيعياً أو علوياً حكم السنة والعكس صحيح.
    • لكننا بقليل من الاطلاع سنعرف أن الأديان المسيحية تحرم زواج ابنها من الدين الآخر ،لأنها تكفر كل من لا يتعبد على طريقتها، كما تحرم تعبد أو تناول الآخر في كنيستها ولا تعترف بمعموديته، والحرب الأهلية في فرنسا في النصف الثاني من القرن السادس عشر كانت لهذه الأسباب، كما إننا لليوم ربما لن نرى حاكماً لأمريكا إلا وسيكون من أتباع الديانة البروستانتية والحاكم الوحيد الذي حكم أمريكا وكان كاثوليكياً كان جون كندي وقد اغتيل بشكل غريب، وفي فرنسا العلمانية إلا وسيكون كاثوليكاً وهكذا وفي بريطانيا العلمانية يحق فقط للبروتستانت التربع على العرش الملكي.

    نذكر على سبيل المثال لوحة
    لوحة The Cards Players
    وهي من أعمال الفنان بول سيزان والتي رسمها عام 1895، وكان آخر سعر شراء لهذه اللوحة 273 مليون دولار والتي قامت بشرائها دولة قطر في سنة 2011.

    • No. 5لوحة
    • رسمها الفنان بول جاكسون بولوك عام 1950، وكان المستثمر المكسيكي ديفيد مارتينيز هو آخر من قام بشراء هذه اللوحة بمبلغ 164.7 مليون دولار.
    • Le Rêvegلوحة
    • رسمها الفنان بابلو بيكاسو سنة 1932، وقد قام بشرائها أيضاً رجل الأعمال الثري ستيفن كوهين بمبلغ قدره 157.9 مليون دولار سنة 2013.
    • إذن السعر الباهظ لهذه اللوحات الفنية له خلفية عقائدية راسخة في النفوس ، ومع صعود الرأسمالية والنمط التسليعي كانت هناك إضافة جديدة لهذه الخلفية الدينية.
    • وإذا أضفنا الصراع بين الفن الواقعي الذي كان يمثل الفكر الاشتراكي المدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي والفن للفن أو لنقل التكعيبية أو السريالية ... لنقل الفنون التي تقابل الفن الواقعي والمدعومة من قبل أمريكا، ستتبلور لدينا قيمة جديدة مضافة للوحات الفنية وهي أبعاد الصراع الأمريكي السوفيتي، فحين تدفع المخابرات الأمريكية في لوحات بيكاسو التكعيبية التي تخرب أبعاد الجمال الإنساني فهي ترفع من قيمة هذه الفن في المجتمع المادي والذي يربط لجمال الفن بعلو ثمنه ولازالت ولحات بيكاسو معلقة في متحف الفن الحديث في نيويورك.
    • هنا علينا أن ننظر إلى كل ظاهرة سياسية أو فنية أو اجتماعية أنها مقطع جيولوجي تتكون من طبقات عديدة فالمقطع المعرفي حول ارتفاع سعر اللوحة الغربية: 1- طبقة عبادة الأيقونات - 2- سياسة التسليع الرأسمالي 3- الحرب الثقافية الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي .
    • ويمكننا أن نضيف أن اللوحات الفنية أصبحت عنصراً هاماً من عناصر التمويل الخفي وتبييض الأموال فيمكن لأي وكالة استخبارات أن تمول أحد الأدباء دون أن يدري بشراء مقتنياته الفنية ، والاقتناء الفني للوحات لدى بعض الأدباء العالميين أصبح سياسة مكشوفة وفي سوريا قبيل حرب الناتو عليها كانت سفارات عديدة لدول غربية تدفع بسخاء في لوحات مغمورة لكنها كانت سياسية لدعم الأصوات المخالفة وصبغها بحصانة ما وتمويلها بشكل ذكي.

    الغناء والسمفونيات
    ==========

    • ما ينسحب على تقديس اللوحات الفنية ربما ينعكس على الغناء، فالغناء الذي نظن أنه مجرد غناء وإنشاد في المشرق ليس كذلك في الغرب.
    • الغناء من منطلق المقطع الجيولوجي في أحد أبعاده هو دين يتعبد ، وبدأ تنظيم الغناء الديني في عهد البابا غريغوري الكبير واتخذت الألحان اسمه " الألحان الغريغورية " وبشكل رسمي في القرن الثامن ولم تكن مصاحبة للموسيقى وحين أدخلت الأدوات الموسيقية أحدثت جدلاً ومع انتشار البروتسنتية في أمريكا فتحت المجال لكامل الحرية بدمج الموسيقى الدنيوية بالدين المسيحي حتى صارت الكنائس تقدم شكلاً من أشكال الأوبرا وربما هناك سمفونية شهيرة وهي سمفونية هللويا لهاندل ، ودور الأوبرا وأهميتها لدى الغرب ونحن نقلدها في المشرق القذة بالقذة دون أن ندرك أبعاد ذلك.
    • حتى موزارت وبتهوفن وفريدي والعشرات غيرهم قدموا معزوفات سميت بالمعزوفات المقدسة ذلك لأنهم عزفوا ما يسمى السيمفونيات الموسيقية المسيحية.
    • فحين يسمع الغربي وإن كان علمانياً أو ملحداً لهذه السمفونيات فهو ينطلق من هذه الخلفية المقدسة لها وأترك لكم ما يظنه العقل العربي حين يحاول تقليد الغربي بالاهتمام والانصات لهذه المعزوفات.
    • أنا لا أقول بأن لا نستمع إليها فنحن نستمع إلى المغنية فيروز وهي استقت الكثير من الترنيمات المسيحية المقدسة ما نستمع إليه في أغانيها بل وفي ذات الكلمات.
    • لكن علينا أن نفهم و نميز الخلفية التي ينطلق منها الغربي حين يستمع لهذه السمفونيات والأغنيات ونعرف ما هي خلفيتنا التي يجب أن ننطلق ما إن كان لنا هوية ثقافة نتمسك بها .
    • وقد يقول أحدهم لدينا الأناشيد الدينية في الإسلام،نعم لكن الفرق أننا لا نتبعد بها وليست مقدسة لدينا كما هي السمفونيات الغربية المقدسة.

    صديق
    ====

    • قد نستخدم هذه الكلمة من باب الصداقة ، وحين يخاطبنا أحدهم ويقول صديقي فنظن أنه يقصدها من باب الصداقة، لكن لنسلط الضوء على معنى هذه الكلمة لدى البعض
    • تقول القديسة تريزا الأفيلية:

    "الصلاة ليست سوى كونك في علاقة صداقة مع الله. أي فضل عظيم يمنح الله أولئك الذين يضعهم في صحبة أشخاص صالحين."
    فكلمة صداقة وصديق وصديقي لها دلالة مقدسة في الديانة المسيحية وأبعاد استخدامها تختلف من المسيحي للمسلم.
    كما إن لكلمة صديق طبقة معرفة أخرى ، فهناك أصدقاء الكنيسة.

    • والحملات أو الإرساليات التبشيرية تستخدم طرقاً للتقرب من المسلمين فتسمي كل من يحاورهم بصديق ، وهناك مصطلح أصدقاء الكنيسة وقد جاء في بنود إحدى الإرساليات التبشيرية : " أن تكون الصداقات هو الاسلوب الأساسي الذي نتمكن بواسطته من التغلب على تعصب الناس مما يمكن المبشرين من عرض آرائهم بسهولة."

    يقول المبشر جون فان ايس الذي قال:
    "أن الآمال بتحقيق النصر النهائي لملكوت الرب في الجزيرة العربية كثيرة واكيدة وباهرة".
    وليس فقط في الجزيرة العربية ولم يكن التبشير خاصاً بالمسلمين بل إن الإرساليات التبشيرية أيام الاستعمار كان تستهدف تنوير مسيحي الشرق وقلب ديانتهم - طائفتهم - لطائفة أخرى كمثال يوجد في مصر 18 مليون قبطي لهم 2500 كنيسة ويوجد خمسمائة ألف بروستاتتي لهم 1000 كنيسة فهذا يطرح علامات استفهام كبيرة وفي ذلك يقول الأنبا مكاريوس إن الكاثوليك والبروتستانت قدموا مع الاستعمار وفي سورية الكلية السورية البروتستنتية التي تحولت إلى (الجامعة الأميركية) في بيروت عام 1868م، وكان التدرج واستخدام تعابير خاصة لها دلالة لدى المبشر ككلمة " صديق"
    عيد المرأة
    =====

    • بدأت الأمم المتحدة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الواقع في 8 آذار في سنة 1975، وأعلنت تلك السنة "السنة الدولية للمرأة". ثم أعلنت عن العقد [1976-1985] عقداً مخصصاً لتدارس وضع المرأة في دولها ومجتمعاتها.
    • ودعت الجمعية العامة في الأمم المتحدة في قرارها 32/142 في عام 1977 الدول إلى إعلان يوم من أيام السنة يوما للأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي، وذلك وفقا لتقاليدها وأعرافها التاريخية والوطنية. وبناء عليه، قررت بلدان عديدة جعله عيدا وطنيا.
    • في عام 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية

    مكانة المرأة لدى الغرب :
    لقد كان الكثير من الشعوب الماضية تذهب في نظرتها السلبية تجاه المرأة إِلى درجة أنها تعتقد أحياناً إِنّ عبادة المرأة وما تقدمه في سبيل الله لا تقبل ، وكان الكثير من اليونانيين يعتقدون أنّ المرأة كائن نجس وشرير وأنّها من عمل الشّيطان ، وكان الرّوم وبعض اليونانيين يعتقدون أنّ المرأة ليست ذات روح إِنسانية أساساً ، وأن الرجل وحده هو الذي يحمل بين جنبيه مثل هذه الروح دون غيره.
    والملفت للنظر أن العلماء المسيحيين في إسبانيا كانوا يبحثون ـ حتى إِلى الآونة الأخيرة ـ في أن المرأة هل تملك ـ مثل الرجل ـ روحاً إِنسانية أم لا ؟ وأن روحها هل تخلد بعد الموت أم لا ؟
    وقد توصلوا ـ بعد مداولات طويلة ـ إِلى أن للمرأة روحاً برزخية ، وهي نوع متوسط بين الروح الإِنسانية والروح الحيوانية ، وأنه ليس هناك روح خالدة ـ بين أرواح النساء ـ إِلاّ روح مريم.
    عبادة مريم
    ======
    جاء في صفحة الكنيسة القبطية على الفيسبوك :
    "يؤمن الكاثوليك أن عبادة مريم هي أعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة وانه يجب تقديم العبادة لمريم مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الافخارستيا).
    في القرن الخامس الميلادي ظهرت جماعة وثنية عبدت النجوم، وأطلقت على كوكب الزهرة اسم "ملكة السماء". وعندما آمن أتباع هذه الجماعة بالمسيحية أرادوا أن تكون لهم ملكة في السماء، فأخذوا القديسة العذراء مريم ملكة لهم، وأصبح ثالوثهم هو الآب والابن والعذراء مريم. وهو بكل تأكيد ثالوث خاطئ قاومته الكنيسة في أوائل القرن السادس حتى أنهته. وقد ذكر القرآن تلك العقيدة فى سورة المائدة:
    وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ (سورة المائدة 116)"
    عبادة المرأة :
    =======
    وجاء في كتاب قصة الحضارة لول ديورنت : " وأخذت عبادة المرأة الشهوانية تنافس عبادة مريم العذراء الروحية، ونودي بالحب على أساس مستقل تقدر به قيم، وأوجد مثلاً عليا لأداء الخدمات لهم، وقواعد السلوك، وكان فيه تجاهل للدين معيب حتى في الوقت الذي كان يأخذ مصطلحاته ويصوره."
    كما جاء : " وأبهجت عبادة المرأة ربات الصالون اللائي جعلن الكتاب دستور سلوك الحب الأفلاطوني"
    ومن الفلاسفة من عرف بعبادة المرأة أوغست كونت
    تسليع المرأة
    ======
    ثم أن جاءت الرأسمالية وقدرتها العجيبة على تسليع كل شيء ، وأصبحت المرأة سلعة رخيصة في سوق الرأسمالية.

    • ربما يظن البعض أن عيد المرأة العالمي له بعد إنساني أو يقصد به عيد الحب أو عيد الأم لكن المراد من هذا العيد بعد سياسي واقتصادي.

    في البعد الاقتصادي فقد تناول الدكتور ديفيد هارفي في كتابه حالة ما بعد الحداثة

    • تقنية استغلال المصانع للمرأة، فحين دارت عجلة التصنيع برزت العمالة كعنصر هام في المصانع ذلك أن الرأسمالي استشعر خطر تكتل الرجال وغريزتهم الرافضة والمتمردة على استعباده لهم، فأدرك أن النساء تقبل بأي أجر يعطى لها كما إنها مستكينة لا تتمرد كما الرجل، ربما لن يستغنى عن الرجال لكن وجود عدد كافي من النساء يمنع حدوث عصيان شامل في مصانع الرأسمالي.
    • بعد تطور النقابات العمالية شعر الرأسمالي أن معركته خاسرة في أمريكا و أوربا فكانت فكرة نقل المصانع إلى الدول الفقيرة كالبرازيل والمكسيك والصين وتايوان والهند، حيث لا توجد أي قوانين تحمي المرأة من بطش الرأسمالية واستبعادها للعمال وخاصة النساء، بل ولدت عمالة الأطفال .

    لكن كان لا بد من شعارات خلابة لتحريض المرأة على العمل، فكان شعار تحرر المرأة في الهند كمثال والاستقلال المادي وهذا البريق الخلاب الذي مكن الرأسمالي من تسليع المرأة واستغلالها بشكل وحشي تحت أجمل الشعارات.
    أما البعد السياسي فتولد كحصيلة خبرات وتراكم معرفي من خلال التجربة الصناعية أو لنقل ما بعد الحداثة، فالرأسمالي الذي أدرك قدرته على استعباد المرأة في المصنع، أدرك أن ذلك بمتناوله في عالم السياسية.
    ولذلك كانت المرأة هي حصان طروادة لدى الرأسمالية لاختراق الأعداء، بل أمست في الحروب القذرة من الجيل الرابع هي الأداة لتهديم الدول.
    وبهذا العرض يكتمل المقطع الجيولوجي عن عيد المرأة وأبعاده التاريخية والاقتصادية والدينية والسياسية لدى الآخر.
    طارق شفيق حقي
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.