• رائد الوحدة "السيد محسن الأمين العاملي "

    رائد الوحدة "السيد محسن الأمين العاملي "
    كان محسن الأمين رائد الوحدة، فلم تثنه الإغراءات والعطاءات الفرنسية عن هدفه، فكانت كلمته في جميع مواقفه منطلقة من "إنّما المؤمنون أخوة"، وكان داعية حوار بين المسلمين، ولكن بشرط الانفتاح على أطروحة الآخر ودراستها من مصادرها الأصلية، بعيداً عن كل الخرافات والكذب والتزوير، وإذا ما حصل الخلاف فالقرآن هو الحكم "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول". في ضوء ذلك، نجد أن الأمين قد انطلق في منهجه الحواري والموضوعي بعيداً عن العصبية والميل إلى الهوى، محاولاً بذلك إعطاء الصورة الحقيقية عن التشيع، وهذا ما يتمثل بقوله: "إن الكثير مما نسبتموه إلينا لا يمثل حقيقة ما نحن فيه، ادرسوا ذلك ونحن مستعدون للحوار".
    ان سكناه في حي الخراب أو محلة اليهود حي الأمين اليوم وهو الحي مع ما يجاوره من الأحياء هي في الواقع عبارة عن تجمع الاقليات الاثنية في الشام، فحارة اليهود إلى جنب حارة الشيعة إلى جانب حارت المسيحين على اختلاف تنوعم إلى جانب الاكثرية السنية من اهل الشام، هذا الاختلاط كان أحد عوامل بروز شخصيته المتميزة إذ مارس سماحة الإسلام وعفويته الحقة في التعامل مع الاخرين ممن يخالفونه في العقيدة بل تعامل من منطلق الاخوة في الإنسانية فشارك الجميع هموم الحياة والمسرات والافراح ودمج جماعته بمحيطهم على انه امر طبيعي دونما تلك النظرة الغبية إلى الامور وصير التباين عنصر غنى وثراءن وهكذا كان فحاز اعجاب واحترام الجميع وتقديرهم.
    السيــــد محســــن الأميــــن العبقريــــــة الفــــذة (4) . .
    من كلمة الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق سنة 1992 م .
    نشرت في صحيفة تشرين السورية يوم الثلاثاء 31 / 12 / 2002 .
    وكان يتحمل الشدائد والمشاق ليبلغ مشتهاه في التحقيق والتدقيق ويكفي أن نشير إلى رحلاته ، ولا سيما رحلته العراقية الإيرانية لنتبين مدى ما قدم وبذلك ليصل إلى طلبته ، وتتجلى في مؤلفاته روح النصفة والنزاهة وحب الحقيقة ، وكان حريصاً على توثيق بحوثه وفكر مصادره ليكون القارئ على بينة مما بين يديه ، وقد بلغ عدد المصادر التي رجع إليها في تأليف كتابه أعيان الشيعة 393 مصدراً .
    وتقديراً لمكانته العلمية السامية وما قام به من جليل الأعمال والمآثر فقد اختاره إخوانه أعضاء المجمع العلمي في دمشق زميلاً لهم وانضم إلى مجمع الخالدين سنة 1361 هجري وشارك زملاءه في أعمال المجمع وآزرهم في مهمتهم ، وكان نعم العون والعضد حتى أختاره الله إلى جواره سنة 1371 هجري .
    سلسلة احياء تراث السيد محسن الأمين

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.