• نساء مغربيات صنعن التاريخ

    نساء مغربيات صنعن التاريخ
    الريسالي جليلة 15 سنة

    لعبت المرأة المغربية دورا كبيرا .من أجل بناء مغرب راقي ,عبر مختلف العصور بدءا بالدولة الإدريسية و انتهاءا بالدولة العلوية الشريفة.
    لكن هذا الدور لم يأت من فراغ .فوراء كل امرأة رجل عظيم .هذا ما سيوضحه هذا المقال المتواضع.
    كنزة الأوْرَبية هي إبنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيعية إسحاق بن عبد الحميد الأوروبي، وزوجة المولى إدريس بن عبد الله بن الحسن، بن علي بن أبي طالب ، الذي اغتيل وهي حامل بابنها الأول إدريس الثاني، كان لها دور كبير في إرساء قواعد دولة الأدراسة ، الذي تجلت خلال تدبيرها لإنتقال الحكم إلى إبنها إدريس الثاني مؤسس مدينة فاس، وهو لا يزال في الحادية عشر من العمر، حيث حرصت على تربيته وتعليمه كيف يحرص على حقه الشرعي في عرش والده، كما ساهمت في إرساء اللامركزية والجهوية حيث أمرت حفيدها محمد إبن إدريس الثاني بتقسيم أعمال المغرب بين إخوته. وبهذا أثرت كنزة بشكل كبير في سياسة المغرب.
    فاطمة الفهرية: تُلقب ايضا بأم البنين ، هي شخصية تاريخية خالدة في ذكريات مدينة فاس والتاريخ المغربي ككل ابوها كان رجل ذا مال وثروة طائلة، لم يكن له أولاد سوى بنتين هما فاطمة ومريم، فحينما توفى ورثته إبنتهاه، فقرت أن تخلد إسم والدها بخير ما درج عليه المسلمون باتخاد المساجد سلما للمجد، وذلك بإعادة بناء مسجد القرويين الذي ورثته عن أبيها، ومع أول أيام البناء أصرت على بدأ الصيام ونذرت أنها لن تفطر يوما حتى ينتهي العمل فيه، وعند إنتهاء البناء صلت فاطمة داخله صلاة شكر لله كان ذلك أول رمضان سنة 245 هجرية، ومنذ ذلك الوقت وجامع القرويين له دور كبير في في نشر العلم والمعرفة.
    الأميرة زينب تانفزاويت من قبيلة هوارة الأمازيغية كانت ذات شأن، صالحة متدينة و حكيمة و كانت أرملة أمير أغمات وتزوج بها الأمير أبو بكر اللمتوني وقد لعبت دورا بارزا وحاسما على مسرح الأحداث السياسية للدولة المرابطية وكان لها تأثير في توجيه تلك الإحداث.
    فقد كانت صاحبة نقل الإمارة والسلطة من أبي بكر وتزوجها يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية فكانت له عنوان سعده و القائمة بملكه و المدبرة لأمره و الفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب، كتب عنها الأستاذ محمد زنيبر مسرحية تاريخية بعنوان “عروس أغمات”، و قيل عنها “كانت من أحسن النساء و لها الحكم في بلاد زوجها بن تاشفين”.
    البطلة فانو بنت الوزير عمر بن يانتان المرابطية الصنهاجية من قبيلة لمتونة التي قامت بدور مهم في الدفاع عن مدينة مراكش وحالت دون استسلام الأمير اسحاق بن علي المرابطي للموحدين حتى لا يدخلوا مدينة مراكش ودافعت ببسالة عن قصر الحجر حتى قتلت سنة 545ه ودخلوا القصر، كانت تعرف بالملثم و على سبيل المعلومة فقط: قصر الحجر لم يتبق منه إلا جزء من حائط قرب معلمة الكتبية بمدينة مراكش.
    الأديبة زينب ابنة يوسف بن عبد المومن ابنة الخليفة يوسف بن عبد المومن الموحدي التي كانت عالمة بعلم الكلام و أصول الدين صائبة الرأي فاضلة الصفات، فهي المرأة الموحدية النموذج فكرا وسيرة ومذهبا ونزوعا، كتب عنها الشاعر علي الصقلي مسرحية شعرية تحت عنوان “الأميرة زينب”.
    السيدة الحرة: هي إبنة الأمير علي ابن موسى بن راشد، تميزت بذكاء وتحصيل ثقافي كبير انعكس على تصرفاتها وتكوين شخصيتها التي ساعدتها في حكم مدينة تطوان، وذلك راجع للتعليم الذي تلقته من طرف أشهر العلماء ورجال الدين في عصرها.
    عندما بلغت السيدة الحرة الثامنة عشر زوجت إلى قائد مدينة تطوان، وذلك سنة 1510 ميلادية، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هذا الزواج كان بمثابة تحالف متين بين قيادة شفشاون وقيادة تطوان من أجل تقوية جبهة الدفاع ضد البرتغاليين المحتلين لثغور شمال المغرب. وبزاوجها تمكنت من تولي أمور الحكم والتدبير رفقة زوجها، الشيء الذي مكنها من إكتساب تجربة كبيرة جعلتها تحكم بكل حكمة وذكاء بمقاليد الحكم، وهذا ما أورده كتاب تاريخ تطوان، حيث قال إنه إذا وقع بينها وبين حكام مدينة سبتة خلاف أدى إلى قطع المواصلات بين سبتة وفاس. خناة بنت بكار خناتة بنت بكار امرأة التحدي والقدرة على المواجهة زوجة المولى إسماعيل مؤسس مكناس زينب ابنة عبد المومن الموحدي زينب ابنة عبد المومن الموحدي التي شهد لها بحصافة الرأي وتمكنها من علم الكلام و أصول الدين .
    عائشة البحرية بطلة النساء المغربيات وفدائية قتلت من الظباط المستعمرين الكثير رفقة عدد من النساء وخلقت الرعب في صفوف الإستعمار هذه البطلة كانت رمز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي و الوفاء للزوج و القدرة على الصبر.
    و تجدر الاشارة إلى أن عائشة البحرية شخصية تاريخية بارزة في حقبة الاستعمار الفرنسي للمملكة المغربية. وكان سبب دخولها مغامرة المقاومة هو اغتيال زوجها في كمين كان ورائه الاحتلال الفرنسي.
    أرادت إثر ذلك الانتقام وتخليص أبناء جلدتها من حكر المستعمر فأصبحت تتربص للجنود الفرنسين و تقتلهم. و يُروى أنها بفروسيتها ومقاومتها رفقة عدد من النساء المغربيات الأرامل خلقت متاعب جمة للمستعمرين الفرنسيين وظلت هذه المرأة الملثمة الشحاعة تقاوم الاحتلال الفرنسي و مجهولة لقواة الاحتلال الفرنسي إلي حين وفاتها عن أحفاد عائشة يحكون انه، بعد سقوط جدهم ميتا في معركة المقاومة، لم يعد لعائشة مُعيلا يحرث أرض الأجداد أو يحصد بقل الأرض الخصبة.
    وبعد أن جرد المستعمر كل القرية من ذخائر الحبوب، لم يبق امام عائشة ومساعداتها سوى السطو على مخيم المستعمر لاسترجاع قوت ابنائها مما خلف قتلى في صفوف الفرنسيين وجعلها محاربة إلى ان سقطت شهيدة عقيدتها وتطلعها لحرية وطنها كنزة أم طلحة.
    رجاحة العقل وحسن التدبير لم يكن الحسن والأدب والكرم، هي الجواهر التي رصعت مسار حياة تميمة بنت يوسف بن تاشفين، بل زاد مسارها توهجا ما كان لها من رجاحة عقل وحسن تدبير.
    فقد تربت أم طلحة، في كنف دولة لم يكن فيها رجال الدولة وأمراؤها يرون غضاضة في تنشئة بناتهم على دراسة الأدب مع ما عرف عنهم من تشدد في الدين، يقول الأستاذ حركات إبراهيم تنشئة تميمة أخت علي بن يوسف سمت بها إلى مقام شهيرات عصرها في الأدب والكرم، يضيف صاحب الإعلام، إذ شاركت إلى جانب كثير من نساء المرابطين في الحركة الفكرية بنصيب وافر من العلم والأدب.
    هن نساء مغربيات صنعن تاريخ المغرب، حتى وإن ركزت غالبية الكتابات على أسماء السلاطين والملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب، أو أسماء العلماء والمفكرين والكتاب الذين ميزوا فترة معينة، إلا أن هؤلاء النسوة كانت لهن مكانتهن، وكانت كلمتهن مسموعة، وأوامرهن مطاعة فهل أنصف العرب و المسلمين الدور الذي لعبته المرأة المغربية كأمثال كنزة الأوروبية وزينب النفزاوية وفاطمة الفهرية والسيدة الحرة وغيرهم من النساء المغربيات في تسيير شؤون البلاد والعباد؟.

    عن موقع الحدث
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : نساء مغربيات صنعن التاريخ كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.