• أخطاء شائعة

    أخطاء شائعة *
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    * نُشرت المقالة في موقع اتحاد الكتاب العرب ـ جريدة الأسبوع الأدبي ـ العدد 840 ـ يوم 4 / 1 / 2003 ، ثم نشرت في كتاب ( في التراث واللغة ) عام 2004 ـ دمشق

    أنزل الله تعالى القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، فقال عزَّ من قائل : (( وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربياً لينُذرَ الَّذين ظَلمَوُا )) ( الأحقاف : 12 ) ، وتحدى العرب ـ وهم أهل الفصاحة والبلاغة ـ في نفيس بضاعتهم ، فقال : (( وإنْ كُنْتُمْ في رَيبٍ مما نَزَّلنا على عَبْدِنا فأتوا بسورةٍ مِنْ مِثْلِه ِ)) ( البقرة : 23 ) ، لكن الملكة اللغوية التي كانت بضاعة العرب النفيسة شاع فيها ـ بعد حين من الدهر ـ اللحن وشوائب الخطأ ، فوقع عدد من كبار الكتَّاب ـ بله آخرين من غيرهم ـ في شرك الأوهام 0

    هذه طائفة من الأخطاء الشائعة التي قد تغيب عن نظر القارئ العادي ، لكنها تلفت نظر القارئ الفطن ، المتابع ؛ ولهذا ينبغي على الكتَّاب (( اكتساب الملكة اللغوية بمراجعة كلام الفصحاء شعراً ونثراً ، والاطلاع على أنماط التعبير وأساليب التأليف عند هؤلاء ، ذلك لإحسان الأداء وإحكام البيان ، والكتابة بطبع وسجية )) . ( 1 )

    1 ـ خرجت القرية عن بَكرة أبيها :
    الصواب : خرجت القرية على بَكرة أبيها ، أي كلهم . يقول الرازي في ( مختار الصحاح ) : (( يقال جاؤوا على بكرة أبيهم ، أي جاؤوا كلهم )) .

    2 ـ تخرج من الجامعة :
    الصواب : تخرج في الجامعة . جاء في (مختار الصحاح) :(( وخَرَّجه في كذا تَخْرِّجاً ، فَتَخَرَّج )) .

    3 ـ يقف على مفترق الطرق :
    الصواب : يقف على مَفْرِق الطرق . جاء في (مختار الصحاح) : (( والمَفْرِق هو الموضع الذي يُفْرَق فيه الشعر ، وكذا مَفْرِق الطريق ومَفْرَقه ، ولا جمع له ، وهو الموضع الذي يَنْشَعب منه طريق آخر ))
    هذا الخطأ الشائع ( مفترق ) جاء في عنوان رواية جميلة ( مفترق المطر ) للأديب يوسف المحمود 0

    4 ـ العنـزة :
    الصواب : العَنْـز أو الماعِزَة وهي الأنثى من المَعْـز 0 أما ( العَنَـزَة ) فهي أطول من العصا ، وأقرب من الرمح ( مختار الصحاح ) 0يقول مؤلفا كتاب ( الإفصاح في فقه اللغة العربية ) : ((المَعَـز - ي المصباح - اسم جنس لا واحد من لفظه ، وهي ذوات الشعر من الغنم ، وجمع المَعَـز أمْعـز ومَعِيـز ، وواحد المَعْـز ماعـز ، والأنثى ماعـزة ، وهي العَنْـز ، والجمع مَوَاعـز )) . ( 2 )
    هنا يذكر أن البدوي لا يزال يتكلم على سجيته ، يقول : عَنْـز ومَعِيـز ، ولا يقول : عنـزة وعنـزات 0 وأذكر ـ في هذا المقام ـ أن القصة الفائزة بالجائزة الأولى ( في مسابقة محلة العربي للقصة القصيرة عام 1997 ) كانت بعنوان ( أولاد العنـزة ) للقاص والصحفي وليد معماري 0

    5 ـ كل المواقف التي مرت معي :
    الصواب : المواقف كلها التي مرَّت بي أو عليَّ 0 (( ومرَّ عليه ، ومرَّ به من باب رَدَّ )) ( مختار الصحاح) 0 وقال الله تعالى : ((وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّها ثُمَّ عرضَهُمْ على الملائكةِ)) ( البقرة : 30) ، وقال عزَّ وجل : ((وكُلَّما مرَّ عليهِ ملأ مِنْقومهِ سَخِروا منه )) .( هود : 38 ) ، وقال سبحانه وتعالى : (( وإذا مَرَّوا بهمْ يتغامزون)) . ( المطففين : 30 )

    6 ـ تَوفى إلى رحمة الله :
    الصواب :تُوفي إلى رحمة الله ، أو توفاه الله ، أي قبض روحه ؛ لأن الله هو من يتوفى الأنفس 0 قال تعالى : (( الله يتوفىالأنفس حين موتها )) .( الزمر : 42 )

    7 ـ أقيمت الزينات إحتفاء .... :
    الصواب : أقيمت الزينة حفاوة .. جاء في ( مختار الصحاح ) : (( وحَفِيَ به بالكسر حَفَاوَة، فهو حَفيّ ، أي بالغ في إكرامه وإلطافه والعناية بأمره )) .

    8 ـ حفلة زفاف فلانة على فلان :
    الصواب : حفلة زفاف فلانة إلى فلان . قال تعالى : (( فأقبلواإليه يزفون )) . ( الصافات : 94 ) . و(( زَفَّ العروس إلى زوجها، وزَفَّ القوم في مشيتهم يَزِفُّون بالكسر زفيفاً أسرعوا )) . ( مختار الصحاح )

    9 ـ يقعد ـ يجلس :
    الصواب : ثَمَّ فرق بين القعود والجلوس 0 جاء في كتاب (مختصر لآلئ العرب ) لسالم خليل رزق : (( الجلوس : يُقال لمن كان مضطجعاً ، والقعود : لمن كان قائماً ))( 3 ) 0 وفي ( فقه اللغة وسر العربية ) : (( الجلوس هو الانتقال من سُفْل إلى عُلو ، فيقال لمن هو نائم أو ساجد : اجلس 0 والقعود هو الانتقال من عُلْو إلى سُفْل 0 يُقال لمن هو واقف : اقعد 0وقد يكون جلس بمعنى قعد )) . ( 4 )

    10 ـ رؤية ، رؤيا :
    الصواب : إذا كانت بصرية أو يقينية فهي رؤية ، وللمنام والتخيل فهي رؤيا ( قطريب : لغتنا الجميلة ـ ص 280 ) . وفي (مختار الصحاح ) : (( الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد ، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين ، ورأى في منامه رؤيا )) 0
    قال تعالى : (( لا تَقْصُصْ رؤياك على أخْوَتِكَ فيكيدوا لك كَيْداً )) . ( يوسف : 5 )

    11 ـ القدح ، الكأس :
    الصواب : القدح هو الكوب الفارغ ، الكأس هو الكوب المملوء 0 في ( فقه اللغة وسر العربية ) : (( لا يقال كأس إلا إذا كان فيها شراب ، وإلا فهي زجاجة )) . ( 5 )
    قال الله تعالى : (( يُطاف عليهم بكأس من معين)) ( الصافات : 45 ) 0 وقال : ((ويُسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً)) ( الإنسان : 17 ) .

    12 ـ نعم ، بلى :
    الصواب : نعم جواب الاستفهام 0 قال تعالى : ((فهلْ وجدتم ما وعد ربُكم قالوا نعم )) . (الأعراف : 44 ) 0 وبلى جواب للتحقيق 0 قال تعالى :(( قالوا أولم ْ تكُ تأتيكم رُسُلُكم بالبينات قالوا بلى ))( غافر : 50 ) . وقال : (( وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْتُ بربكم قالوا بلى ))(الأعراف : 172) . وجاء في (مختار الصحاح) : (( وربما ناقض بلى إذا قيل : ليس عندك وديعة 0 فقولك : نعم ، تصديق . وبلى ، تكذيب 0 وبلى جواب للتحقيق ، توجب ما يقال لك ، لأنها ترك للنفي ، وهي حرف لأنها ضِدُّ لا )) . وجاء في ( جامع الدروس العربية ) : (( تختص بوقوعها بعد النفي ، فتجعله إثباتاً 0 والجواب بنعم يتبع ما قبلها في إثباته ونفيه )) . ( 5 )

    13 ـ الأذان ، الآذان :
    الصواب: الأذان هو الإعلام ، وأذان الصلاة معروف ، والآذان جمع أذن . قال الله تعالى : ((ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل)) (الأعراف :179 ) . وقال عزَّ وجل : ((وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر )) ( التوبة : 3 ) 0

    14 ـ الصالة ، الصالون = الردهة ، البهو :
    الصواب : يقال ردهة بدل صالة ، وبهو بدل صالون 0جاء في ( لغة العرب ) : (( الصالة لفظ فرنسي وألماني يدل غالباً على موضع متسع مسقوف ، يُتخذ مرفقاً لعرض التحف ، وبسط السلع أو سوى ذلك 0 وقد يستعملون ( الصالون ) ، وهو لفظ فرنسي وإيطالي من أصل لاتيني ، وهو في الإنكليزية أيضاً، ومعناه غالباً المكان المتسع المؤثث لاستقبال الزائرين )) . ( 6 )

    15 ـ كاد أن يقع :
    الصواب : كاد يقع ( بحذف أن ) 0 خبر كاد وأخواتها (( من أفعال الشروع ، يجب أن يتحرر من ( أن ) ، لأن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و ( أن ) للاستقبال ؛ فيحصل التناقض باقتران خبرها بها )) . ( 7 )

    16 ـ القفة :
    الصواب : القفعة ، هي شبيهة بالزنبيل بلا عروة ، أما ( القفة ) فهي (( ما ارتفع من الأرض ، وهي أيضاً الشجرة اليابسة البالية ، ومنه قولهم : كبر حتى صار كأنه قفة )) ( مختار الصحاح ) . وقال الثعالبي : (( القفة : الشجرة اليابسة )) . ( 8 ) ، وأضاف : (( وفي حديث عمر لمَّا ذكر الجراد عنده قال : ليت عندنا منه قفعة أو قفعتين )) .( 9 )

    17 ـ أمهات ، أمات :
    الصواب : أمهات ، تستعمل للعاقل 0 قال الله تعالى : (( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم )) ( النساء : 23 ) 0 وتستعمل ( أمات ) لغير العاقل . جاء في ( مختار الصحاح ) : (( أصل الأم أمهة ، ولذلك تجمع على أمهات ، وقيل ( الأمهات ) للناس ، و (الأمات) للبهائم )) .


    نَفَذَ - نَفِدَ :
    يقال ( نَفَذَ ) السهم ، و( نَفَذَت ) الرصاصة 0 ويقال ( نَفِدَ ) للشيء الفاني أو الزائل . و (( نَفَذَ السهم من الرمية ، ونَفِدَ الشيء نفاداً فني ، وخصم ( مُنافِد ) يستفرغ جهده في الخصومة )) 0 جاء في ( لغتنا الجميلة ) : (( نَفِدَ ـ بالدال ـ بمعنى : زوال الشيء 0 نَفِدَت البضاعة 0 وبالذال من النفاذ والتنفيذ 0 نفذنا التعليمات )) . ( 10 )

    18 ـ لا زال ، ما يزال :
    الصواب : في الماضي يقال ( ما زال )0 قال الله تعالى : (( فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين)) ( الأنبياء : 15 ) .
    في المضارع يقال ( لا يزال ) 0 قال الله تعالى : (( ولا يزال الذين كفروا في مريةٍ منه حتى تأتيهم الساعة ))(الحج: 55) 0

    19 ـ بستان محاط :
    الصواب : بستانمُحَوَّط. جاء في ( مختار الصحاح ) : (( الحائط واحد الحيطان ، وحَوَّط كرمه تحويطاً ، بنى حوله حائطاً ، فهو كرم مُحَوَّط )) .

    20 ـ اللسع ، اللدغ :
    الصواب : اللسع هو ضرب بالمؤخرة ، واللدغ ضرب بالفم . يقول الثعالبي : (( كل ضارب بمؤخرة يلسع كالعقرب والزنبور ... وكل ضارب بفمه يلدغ كالحية )) . ( 11 )

    وهذه طائفة أخرى من الأخطاء الشائعة نأتي على ذكرها بسرعة :

    21 ـ طيلة الوقت :
    الصواب : طوال الوقت .

    22 ـ شخصيات متنفذة :
    الصواب : شخصيات نافذة .



    23 ـ مناط به :
    الصواب : منوط به 0

    24 ـ استقل السيارة :
    الصواب : أقلته السيارة . جاء في ( مختار الصحاح ): (( أقل الجرة ، أطاق على حملها ، واستقل القوم ، مضوا وارتحلوا )) .

    25 ـ سواقة السيارة :
    الصواب : سياقة السيارة 0

    26 ـ قائد السيارة :
    الصواب : سائق السيارة 0

    27 ـ لوحة مباعة :
    الصواب : لوحة مبيعة . وفي ( مختار الصحاح ) : (( الشيء مبيع ومبيوع )) .

    28 ـ البؤساء :
    الصواب : البائسون . جاء في ( مختار الصحاح ) : (( وبئس الرجل بؤساً وبئيساً ، اشتدت حاجته ، فهو بائس )). هنا نذكر الرواية الشهيرة لفيكتور هيجو التي نُقِلت إلى العربية تحت عنوان ( البؤساء ) .

    29 ـ نعتذر عن نشر المقالة .. نعتذر عن عدم نشر المقالة :
    جاء في تاج العروس : (( العُذْرُ بالضم معروف ، وهو الحجة التي يعتذر بها ... وأصل الاعتذار : قطع الرجل عن حاجته ، وقطعه عما أمسك في قلبه ... واعْتذر من ذنبه ، وتَعَذَّر : تنصل )) . ( 12 )

    فهل على المحرر أن يعتذر : عن نشر المقال ، أم عن عدم نشر المقال، أم من عدم نشر المقال ؟


    الحواشي


    ــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ الزعبلاوي : لغة العرب ـ ص 3

    2 ـ الصعيدي ، وموسى : الإفصاح في فقه اللغة العربية ـ ص 368

    3 ـ سالم خليل رزق : مختصر لآلئ العرب ج2 ـ ص 120

    4 ـ الثعالبي النيسابوري : فقه اللغة وسر العربية ـ ص ـ 132

    5 ـ المرجع السابق ـ ص 15

    6 ـ الزعبلاوي : لغة العرب ـ ص 103

    7 ـ مصطفى الغلاييني : جامع الدروس العربية ج3 ـ ص 256

    8 ـ الثعالبي النيسابوري : فقه اللغة وسر العربية ـ ص 31

    9 ـ المرجع السابق ـ ص 264

    10 ـ حسن قطريب : لغتنا الجميلة ـ المصدر السابق ـ ص 287

    11 ـ الثعالبي ـ فقه اللغة وسر العربية ـ ص 9 ، 10

    8 ـ مصطفى الغلاييني : جامع الدروس العربية ج2 ـ ص292

    12 ـ الزبيدي : تاج العروس ج 12 ـ مادة عذر .
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : أخطاء شائعة كتبت بواسطة فتحي فطوم مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.