• العلاقات الدولية بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية ودولة المماليك

    العلاقات الدولية بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية ودولة المماليك
    طارق شفيق حقي

    اتهم الدكتور علي شريعتي وهو مفكر شيعي إيراني مدفون في السيدة زينب في دمشق ، اتهم الصفويين بأنهم انحرفوا عن منطق التشيع الذي هو منطق الثورة دائماً وتبنَّوا منطق الدولة وسخَّروا المذهب وعلماءه لتأييد دولتهم وسلطانهم ، كما اتهمهم بأنهم قدموا مصلحة إيران والمذهب على المصلح الإسلامية العليا ، ففتحوا معركة مع السلطان سليم العثماني في حين كان مشغولاً بحربه مع الغربيين البرتغاليين .


    كلام الدكتور شريعتي يفصل بين التشيع الديني ، والتشيع السياسي


    ولنقف عند الدكتور شريعتي لنعلم أنه من "أشد المنتقدين للنزعة الشعوبية للصفويين بالرغم من أنه فارسي العرق، بطريقة أكثر جذرية من غالب من تصدَّى لهذا الموضوع من الأدباء العرب".


    ويعتبر واحداً من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيداً عن هوى المذاهب والتمذهب. وسعى بكل ما أوتي من قوة إلى لملمة الصفوف تجاه الوحدة فانتقد ما سماه "التشيع الصفوي" و"التسنن الأموي" ودعا الي التقارب بين "التشيع العلوي" و"التسنن المحمدي".


    أمثال الدكتور شريعتي كثر في إيران ولكن الإعلام العربي المستقل والحر مقصر في التعرف على أنصار الوحدة الإسلامية في إيران ، بعكس الإعلام المأجور والطائفي الذي يجهد لإخفاء جهود هؤلاء المفكرين، ويجهد في التركيز على المتعصبين وقصاصاتهم الورقية .


    وعودة للأحداث التاريخية فكانت الدولة العثمانية تتقارب سياسياً مع دولة المماليك، وقد شارك المماليك الدولة العثمانية في حروبها ضد البرتغال
    لكن عاملاً سياسياً قد فرق بينهما وهو الدولة الصفوية
    وحدث التنازع بين الدولتين ثم معركة مرج دابق التي حصدت أرواح كثير من المسلمين
    حتى أنهى العثمانيون دولة المماليك ، وبطشوا بجيش قانصوه الغوري ثم استيلائهم على مصر في معركة الريدانية.


    وبدأت الخلافات تطفو على السطح مع بدء المواجهة بين السلطان سليم والشاه إسماعيل الصفوي سلطان فارس، حيث سعى كل منهم للتحالف مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر.
    وأرسلت كل منهم السفارة تلو السفارة للسلطان قانصوه الغوري طالبين منه التحالف، فأما الشاه إسماعيل فقد حذر قانصوه من خطورة سليم الأول على ملكه وبين له أن عدم تحالفهم سيمكن السلطان سليم من الاستفراد بالواحد تلو الآخر والقضاء عليه خصوصاً مع توقيعه للهدنة مع الأوروبيين، بينما حث السلطان سليم السلطان قانصوه على التحالف ضد الصفويين.
    ورغم أن قانصوه الغوري أرد التقرب من السطان سليم الأول بعد انتصاره في معركة جالديران، لكن الجميع قد عرف إن كلاً من الطرفين بات يضمر للآخر.




    هذه الخلافات التاريخية التي حدثت بين ثلاث دول إسلامية وهي دولة المماليك ودولة العثمانيين ودولة الصفويين بحاجة للدرس وأخذ العبر
    ففي حين كان يجب عليهم توحيد الصف وعدم الطمع بممتلكات بعضهم، والتوحد ضد عدوهم كمساعدة المماليك للعثمانيين في حروبهم ضد البرتغال.
    لكنهم تنازعوا ففشلوا، لقد انتقد علي شريعتي الدولة الصفوية لأنها لم تقف مع الدولة العثمانية ضد البرتغال وكانت تسعى لمصلحة دولتها لا لمصلحة الدين.
    والظاهر إن كل من هذه الدول كان يضمر الشر للآخر، فقد غدر علاء الدولة المملوكي بالعثمانيين، وقدر إسماعيل الصفوي بالعثمانيين، وغدر العثمانيون بالدولة الصفوية في معركة جالديران و غدر بالمماليك في معركة مرج دابق.


    هذا المثلث الفارسي التركي العربي ، السني الشيعي يمثل الإسلام عموماً
    لم ينتبه للعدو في الخارج.
    فجاء عقاب الله على يد المغول
    فدك المغول حصون الدولة الصفوية و قضوا عليها تماماً
    وأسروا السلطان بايزيد العثماني
    والعجيب أن من المماليك هم من هزمهم شر هزيمة في المعركة التاريخية " عين جالوت" على يد أحد أبطال هذه الأمة قطز
    لكن هزيمة المغول كانت ستصبح أسهل لو اتحدت الدول الإسلامية لمقاومة العدو المشترك، لكنهما لربما كانوا يفرحون بالنار تأكل بين جارهم وما عرفوا أنها ستصل إليهم.
    سياسياً هل يمكننا أن نستفيد من أخطاء الماضي ، وإلا سيأتينا مغول يلتهم الأخضر واليابس وقد كان لكنه بمسمى جديد وهو " داعش ".


    وهل لنا بقطز آخر يرفع شأن هذه الأمة مرة أخرى ؟


    طارق شفيق حقي
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : العلاقات الدولية بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية ودولة المماليك كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.