• لغة الضاد أ.د. منى الياس

    لغة الضاد
    أ.د. منى الياس

    قال المتنبي:
    لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وللحب ما لم يبقَ مني وما بقيَ
    العين: حاسة البصر والرؤية تكون للإنسان وغيره من الحيوان والجمع أعيان وأعينُ. قال تعالى (ألهم أعين يبصرون بها) وتصغير العين عُنينْة. أما قوله تعالى (واصنع الفلك بأعيننا) فمعناه: بإبصارنا إليك. وقال غيره: بإشفاقنا إليك وفي التفسير: المراد بأعيننا: تحت رعايتنا.
    والعين: هو الذي يبعَث ليتجسس الخبر. وفي حديث الحديبية:«كأن الله قد قطع عيناً منَ المشركين» أي: كفى الله منهم منْ كان يرصدنا ويتجسّس علينا أخبارنا.
    وفي الحديث: (العين حق وإذا استغسلتم فاغسلوا). يقال: أصاب فلاناً عينٌ: إذا نظر إليه عدوٌ أو حسود فأثرت فيه فمرض بسببها. وفي الحديث أيضاً: (رقُيّةً إلاّ من عينٍ أو حمةٍ). ونحن في الدارجة نستعمل لفظ «معيون» بالمعنى نفسه، فنقول: فلان معيون، ومال معيون أي محسود. فهو صحيح الاستعمال في الدارجة كما هو في الفصيح. أمّا قولهم: أتيت فلاناً فما عين لي بشيء وما عيّنني بشيء، أي ما أعطاني شيئاً. والعين والمعاينة: النظر. وقوله: ورآه عياناً: لم يشكّ في رؤيته إياه، ورأيت فلاناً عياناً أي: مواجهة. وعِيان مصدر من عاين الشيء إذا رآه بعينيه. والناس يستعملونه بفتح العين وهو خطأ لأن العَيان بفتح العين مصدر من عان الماء والدمع بعين أي سال. ويقال عبدُ عينٍ وصديق عين لمن يخدمك ويصادقك رياءً وهو من المجاز قال الشاعر:
    ومولىً كعبدٍ أمّا لقاوُه
    فيرُضى وأما غيبه فظنونُ
    ومن المجاز: أنت على عَيني أي في الإكرام والحفظ جميعاً. وقولهم: أنت على رأسي أي في الإكرام فقط. والعَيَن: عِظم سواد العين وسعتها والجمع منها عِينٌ. قال تعالى: (وحورٌ عينٌ) عِيْنٌ: جمع عيناء وهي واسعة العينين.
    والعَين: يَنبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري. وفي الحديث (خير المال عينٌ ساهرة لعينٍ نائمة) والأعيان: ولد الرجل من امرأة واحدة مأخوذ من عَيْنِ الشيء وهو النفيس منه وهو من أعيان الناس أي من أشرافهم قال جميل:
    رمى الله في عَيْنَيْ بيّنة بالقذَى
    وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادح


    تشرين
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.