كان هناك قس نصراني يذهب لشيخ مسلم كل يوم ملحاً عليه بأن يترك الإسلام ويتخذ النصرانية ديناً جديداً له وكان دائماً ما يردد هذه العبارات :
"إنك تهدر وقتك يا شيخ تصلي خمس مرات فى اليوم قياماً وركوعا قياماً وركوعاً
وتصوم شهراً بأكمله، إنك تضيق الخناق على حياتك إذ إنك لا تقرب لحم الخنزير.. الخ .. والله ليس توقاً لكل ذلك !! '
إن أردت الخلاص يا شيخ فكل ما عليك فعله هو أن تؤمن بأن الله أرسل ولده الوحيد إلى العالم ومات من أجل خطايك ولك الخلاص بعد ذلك.
آمن أن الله قد نزل إلى الارض ومات من أجل خطاياك، آمن بهذا وستدخل الجنة.
كان هذا القس النصراني يذهب كل يوم إلى الشيخ المسلم ويقول له نفس الكلام و كان ملتزماً بذلك حيث لم يغب يوما عنه، مما جعل حياة الشيخ المسلم تعيسة، إذ لم يستطع التخلص منه بسهولة وكان دائماً ما يفكر في كيفية النجاة من هذه المعضلة؟
فكر الشيخ مراراً وتكراراً، إلى أن هداه الله إلى فكرة رائعة فنادى بكبير مساعديه وقال له ((عندما يأتي القس النصراني إلينا غداً ، أمكث قليلاً ثم تعال إليّ وأهمس في أذني ))
و فى اليوم التالي جاء النصراني كعادته، وجلس وبدأ في سرد قصته اليومية محاولاً تنصير الشيخ المسلم كالعادة ،وعندها جاء المساعد إلى الشيخ وهمس فى أذنه كما قال له...!!
فبدأ الشيخ فى البكاء !! بكاءً شديداً ،فأراد القس النصراني أن يعرف ما الذي يبكيه !
القس النصراني : ماذا حدث ؟
الشيخ المسلم : لا أريد التحدث الآن ؟
القس النصراني : إهدأ يا شيخ وأخبرنا ماذا حدث ؟
الشيخ المسلم : لا أستطيع ، فالأمر عظيم.
لقد كانالشيخ يمثل البكاء فى الحقيقة.
القس النصراني : يا شيخ قل لنا ما هذا الأمر العظيم؟! لقد بدأت أعصابي بالتوتر.
الشيخ المسلم : لقد وصلتني أخبار محزنة، أن (الملك جبريل) قد مات....!!.
القس النصراني ضحك بسخرية وقال : هل أنت أحمق...!؟ الملائكة لا تموت أيها الشيخ المسلم !!
قال الشيخ : إذا كنت أنا أحمقاً لأني قلت أن الملائكة تموت، فكيف بمن يقول بأن الله الذي خلق الملائكة قد مات ؟
قصة رواها الشيخ احمد ديدات رحمه الله في إحدى محاضراته.
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال