• إنه العيد مرة أخرى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    إنه العيد مرة أخرى، عيد الطاعة والاستجابة
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

    اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ

    ليست فرحة العيد إلا فرحة مصغرة للفرحة الكبرى الذي يفرحها المسلم بين يدي الله
    وليس العيد إلآ مقاربة للنهايات الصغرى والكبرى
    فكما يحسّ المؤمن لحظة العيد بسهولة ما قدم من طاعات لقاء هذا الفرح الكبير
    سيشعر بذلك لحظة نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الأبدية
    سبحانك الله كم ألفت بين قلوب المسلمين وكم هم اليوم مختلفون
    سائر الأمة الإسلامية صامت في رمضان في يوم واحد وأفطرت في يوم واحد
    ولم تحدث هذه الوحدة قبل اليوم

    "لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

    لقد صام السني والشيعي والعلوي والأباضي والزيدي في يوم واحد وأفطروا في يوم واحد
    لقد مسهم جوع واحد وعطش واحد ، كانت قلوبهم تختلف في مسألة سياسية، وكانوا موحدين وجودياً
    كان يدعون رباً واحداً يأملون رحمة واحدة ينتظرون عيداً واحداً
    لقد برزت الطاعات كأبرز موحد للأمة ، لقد فرضت طاعة الله توحيد الصف
    لقد فرقت السياسة ولقد وحد الإسلام
    لقد فرقت الأطماع وتراب الدنيا الزائل، ووحدت الأماني بجنة الخلد ورضى الله
    هل يعي ساسة اليوم قيمة الطاعات في بناء الوحدة الوطنية
    هل يعي الساسة اليوم قيمة الهوية في توحيد المجتمع
    إنه العيد هوية وإنها الطاعة هوية
    وإنها الوحدة هوية
    وكل عام أنتم بألف خير

    طارق شفيق حقي
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.