• كلمة عن سقيفة بني ساعدة وهرطقات طرابيشي

    كلمة عن سقيفة بني ساعدة وهرطقات طرابيشي
    طارق شفيق حقي
    أورد جورج طرابيشي في كتابه هرطقات عن الديمقراطية العلمانية والحداثة كلاماً عن المؤامرة التي جرت في سقيفة بني ساعدة كما يدعي ويشرح
    وكلام طرابيشي ليس جديداً، وربما قال به كثير من المسشترقين، وبعض الروايات العربية
    لقد هرطق طرابيشي كما هرطق غيره لكن المشكلة أن من ينتقد ما جرى في سقيفة بني ساعدة يمدحها من حيث لا يعلم
    حين اختلف أبو بكر وعمر وعلي ، على موضوع الخلافة كما يدعي من يدعي فيما جرى في سقيفة بني ساعدة هل حملوا السيف و استنصر كل واحد منهم بعشيرته
    ولقد كانت عشيرة علي بن أبي طالب عشيرة كبيرة و علي ذاته له مكانته بين المسلمين فهو البطل المغوار صمصامة العرب وفارسها الأبي الشجاع لا يستكين ولا يعرف الخوف ،
    وقد أبى المسلمين الذهاب لمعرفة أخبار العدو
    في معركة الخندق فكان علي البطل الفدائي الذي غامر بنفسه وقد كانت القلوب خائفة
    وهو هو من نام في فراش النبي وقد دخل فرسان قريش ، ولم يخف من رماحهم وسيوفهم وفدى النبي بروحه
    هذا علي بن أبي طالب فلماذا تنسبون له الخوف والجبن حاشاه هذا علي أمير المؤمنين أسد الحكمة والعلم
    لقد كان أمير المؤمنين عمر يستشيره في كل صغيرة وكبيرة وكان يقول في كل مناسبة: بئس الأرض ليس فيها أبو الحسن.
    وقد زوج علي عمر ابنته فهل يفعل ذلك المتخاصمون السياسيون نعم لقد اختلفوا سياسياً ، ولنقل أن علياً كان أولى بالخلافة
    لكن هل رفعوا على بعضهم السيوف وانتصروا لأهوائهم بالسيف بالله عليكم أيها العرب وأيها المسلمون كفاكم طفولية
    كفاكم سطحية ولقد عركتكم الحوادث، و طحنكم الربيع العربي لقد سحقتكم صراعات الساسة فيما بينهم، لقد دمركم عراك المعارضة
    والأنظمة الحاكمة لقد دمرت دول كاملة بسبب خلاف سياسي على الكرسي وتأتون لتنسبون تخلفكم ومشاكلكم ليوم السقيفة
    ليت كل الحكام والمعارضة يختلفون كما جرى يوم السقيفة ليتهم يتصاهرون كما تصاهر المختلفون سياسياً يوم السقيفة
    ليتهم يسمون أولادهم كما فعل علي وعمر أما آن لهذه الأمة أن تنضج وتقدر الأمور بمقاديرها آما آن لنا أن نترك هذا السجال الحاد غير النافع الذي دام لقرون
    ماذا يفيدكم تناول ما جرى في يوم السقيفة إن كان خيراً أو شرإن كان حقاً أو باطل أم تريدون صبغ السقيفة بطائفيتكم وحقدكم وغلكم دعوا السقيفة للتاريخ، واهتموا بربيعكم الآخاذ دعوا السقيفة للسقيفة
    لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيثما دار"
    لكن هل كانت الولاية التي يقصدها النبي الكريم، الولاية السياسية أم ولاية العلم ونور النبوة؟؟
    وأيهما لأعلى مكانة : الولاية السياسية أم الولاية الروحية للمسلمين ؟؟
    هل كان الرسول محمد ملك المسلمين أم نبيهم ، هل كان الرسول محمد رئيس المسلمين أم نبيهم ؟
    إن الحوادث اليوم بأرض الشام وجهل العامة ورفعهم لشعارات تنم عن جهلهم من مثل :
    قائدنا إلى الأبد محمد صلى الله عليه وسلم
    هذا الخلط بين الرئيس السياسي
    والنبي صلى الله عليه وسلم هو ذات الخلط بين ولاية علي بين أبي طالب و تقيد الناس لها بالولاية السياسية
    أهل البيت هم روح هذه الأمة وهم ولاتها الحقيقون
    أما أن يكون الولي هو قائد الدولة السياسي ، فربما يسىء ذلك للدعوة البيضاء
    لم ينكر أحد من المسلمين ولاية علي الروحية العلمية ولن ينكر أحد ولايته السياسية حين تولاها لا ممن كان في عهده إلا من الخوراج المرفوضين ليومنا هذا ولا من كان في عهدنا فلم تزل ألسنة السنة تترضى على الخلفاء الأربع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
    تولي الخلفاء للخلافة بعد رسول الله ليست بقضية منزلة ولا هي من أحاكم الشرع والدين
    فليختلف فيها من يختلف وليقل رأيه من أراد لكن على أن لا تشقوا صفوف المسلمين وتفصلوا جماعتهم التي هي أمنكم القومي،أمن السنة والشيعة، فاحذروا من هذه المهاترات فإن جهال هذه الأمة قد تكاثروا اليوم أكثر من البغاث
    لا تتقاتلوا فيما لم يتقاتل عليه من تتقاتلون لأجلهم واختلفوا كما أردتم لكن لتكن أخلاق السقيفة أخلاقكم لو دريتم روعة الاختلاف في عهد أجدادكم فيا ليتكم تتعلمون الفهم الحقيقي للخلاف السياسي ، دون سفك دماء وحمل سلاح.
    والحمد لله رب العالمين
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.