• التطرف والتحجر في كل دين…ترجمة لمقال من موقع كاثوليكي متشدد (الجزء الاول)

    التطرف والتحجر في كل دين…ترجمة لمقال من موقع كاثوليكي متشدد (الجزء الاول)


    صحوة الإسلام فرصة أيضاً لأوروبا - رضا خالدصورتان كانتا علامتين بارزتين هذين الاسبوعين الاخيرين.
    الاولى هي مسخرة “الصلاة المشتركة” التي اقيمت في الفاتيكان تحت رعاية البابا فرنسيس الاول حيث كانت لليهود اليد العليا وهذا امر ليس بالمفاجىء لان قداسته يحب اليهود اكثر من الكاثوليك التقليديين.
    الثانية هي السقوط المدوي لمدينة الموصل حيث قام غزاة الدولة الاسلامية بالعراق والشام من بين ما قاموا به بحرق الكنائس.
    لقد حذر البابا بيوس العاشر من الخطر واعطى الاسلحة الضرورية للتصدي للفتنة الكبرى الحداثية الكافرة التي تستهدف الكنيسة الكاثوليكية ولاتزال تستهدفها الى اليوم.
    وقد كافح الى جانبه العديد من البابوات ضد “الديمقراطية المسيحية” وضد “الاشتراكية المسيحية” – هذه الضلالات التي تعادل الضلالة البروتستنتية.
    لكن ذلك لم يكفي لوضع حد للتدهور البطيء للاكليروس الكاثوليكي – المخترق من الداخل والمهاجم من الخارج- مثله مثل المؤمنين الذين انخرطوا اكثر فاكثر في ردة تلفيقية بالخلط بين الايمان الكاثوليكي والديمقراطية والاشتراكية والوضعية الخ
    لقد ادى ذلك بعد الفاتيكان الثاني – والذي لم يعترف ابدا بشكل صريح باليهودية والاسلام- الى هجوم اخير لقوى الانحلال لتفرض على الكنيسة غض البصر امام اليهودية والكيان الصهيوني.
    وايضا وان بدرجة اقل امام العالم الاسلامي .
    علاوة على ان الكرسي المقدس برع في اوامره للدول الكاثوليكية التي تجعل من الايمان الحقيقي اساس الدولة ان تتخلى عن هذا المبدا لصالح حرية المعتقد – مبدا ليبرالي ولد ته البروتستنتية والماسونية
    منذ مدة قصيرة راى الجميع البابا فرنسيس الاول واقفا على قبر هرتزل –مؤسس الحركة الصهيونية- والذي كان البابا بيوس العاشر قد ندد بمشروعه المنافي للعقيدة الكاثوليكية. كما رايناه كذلك واقفا امام حائط المبكى – هذا الحائط الذي هو من بقايا المعبد الذي جاء المسيح نفسه معلنا عن هدمه.
    واخيرا راينا البابا مصححا دين الهولوكوست و”ملايينه الستة من الموتى” والذي صار الركن المركزي للديمقراطية الملحدة والواح قانونه المتمثلة في حقوق الانسان.- هذه الحقوق التي ولدت ضمن حلقات الليبراليين المضادين للكهنوت والتي تم تفعيلها بصفة خاصة من قبل الثورة “الفرنسية”.
    بل لقد مضى البابا ابعد من ذلك واتخذ الامر حجما خطيرا حين وقف مواقف صريحة في ضلالها لصالح اليهود اذ اعفاهم من دخول المسيحية وذلك ضد كل تعاليم الكنيسة والاباء منذ الاف السنين.
    أي كاثوليكي يقبل بان المسيح والقديس بولس اخطا بدعوة اليهود الى اعتناق المسيحية وهما من اليهود؟
    لقد بلغ الامر بالبابا ان ندد بمحاكم التفتيش مرددا التفسير الثوري والماركسي لهذه المؤسسة المبنية على التقوى في صراعها ضد الكنيس اليهودي والضلالات الفاسدة التي تسعى دائما الى تدمير كنيسة الله.
    لقد كتب البابا ” لاافهم محاكم التفتيش فليس بوسعكم ان كنتم مسيحيين ان تهاجموا يهوديا لانه يمثل جذور عقيدتكم” دون اعتبار ان المسالة لم تتعلق يوما ب”مهاجمة” اليهود لانهم يهود بل لاقتلاع الضلالات وبؤر العداوة للكاثوليكية في المجتمعات المسيحية فان القول بان اليهودية – التي لم تدم تحديدا الا لمعاداتها للمسيح- هي “جذور العقيدة الكاثوليكية” فهذا من جنس الضلالات الصريحة التي لاجدال فيها.ان اليهودية ليست سوى الرفض العنيد للاعتراف بالمسيح من قبل بعض الفئات اليهودية التي حالما توفي المسيح طاردت الحواريين في القدس من اجل قتلهم
    ان اليهودية بالنسبة للكاثوليك هي مسالة منتهية منذ وفاة المسيح على الصليب وانبعاثه ولم تعد سوى قضية امن عام كفرقة ماكرة اقسمت على هلاك كنيسة الرب ويسرها ان تلعب دور اداة الشيطان.
    لكن مرة اخرى يشهد البابا فرنسيس على الداء الذي يصيب زماننا داء ذاتية الفلسفة الحديثة وان الانسان وحده هو مقياس الواقع.
    وهكذا يصرح البابا ببساطة “لا افهم” ولانه لايفهم ينتج عن ذلك مراجعة سياسة اتبعها العديد من الاباء منذ قرون.
    ولانه لايفهم يعيد تقييم سياسة اثمرتها كنيسة كاثوليكية اورثودكسية لاشك فيها في ضوء حكم حديث متكون من عاطفة ومراسيم ديمقراطية او ماركسية انتشرت بين الجمهور العريض.
    الخلاصة انه يحاكم مؤسسة كاثوليكية مقدسة بادوات فكر معاد للمسيحية اي بالانتقادات الموجهة للمسيحية والمعممة في مجرى مياه الملحد والديمقراطي والاشتراكي والفوضوي ضد محاكم التفتيش
    للتذكير …ليس للبابا ان “يفهم” ما كان عليه عمل السلف قبله لعدة قرون
    اذا كان ذلك من اجل اعادة النظر في اسس المهمة المؤداة لان الحقيقة لاتتبدل وماكان حقا بالامس يطل حقا اليوم لانه مثلما قال المسيح ” السماء والارض تمضيان ولكن اقوالي لاتمضي”
    انجيل متى 5/18
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.