• هَمْـسٌ لعيونٍ تونسـية

    هَمْسٌ لعيونٍ تونسية



    غَازَلْتُ رِمْشَكِ سَاحـراً وكَحيـلا


    لَمَّا رأيتُ بِـكِ المَسـاءَ جَميـلا


    لمَّا شَهِدْتُ بِكِ الصَبـاحَ مُعَطَّـرَاً



    لمَّا لَمَسْتُ بِـكِ النسيـمَ عَليـلا



    وحَضَنْتُ فيكِ الشَّمسَ وهي أصيلةٌ


    وعَشِقْتُ سِحرَكِ بُكْـرَةً و أصيـلا


    حَدَّثْتُ أقراني .. ومَـا قَرْطَاجَـةٌ


    تِلكَ التي تُسبـي الفـؤادَ قتيـلا


    قَزَحيةُ العينينِ فـوقَ رموشِهَـا


    شَهِدَ الزَمـانُ مَلاحِمَـاً وفُصـولا


    يا تونسَ الخضراء.. يا أنشُـودَةً


    ما الشِّعرُ إن يَكُ في هَواكِ بَخيلا؟


    يا تونسَ الشَقـرَاء يـا عربيَـةً


    رَتَّلْتُ حُبَّكِ .. فاسمَعـي التَرْتيـلا


    مُذ أصبَحَ التَاريخُ صَوْتَ عُروبَـةٍ


    مُذ أشرَقَ الإسـلامُ كـان كفيـلا


    سَقَطَتْ حضَاراتٌ وأنـتِ عظيمـةٌ


    وكَبيـرةٌ مُنـذُ القـرونِ الأولَـى


    فالقَيـروَانُ ..منَابِـرٌ.. ومـآذنٌ


    وحُسامُ عُقْبَةَ لَـم يَـزَلْ مَسلُـولا


    والرومُ تَشهدُ أن رَمْلَكِ قـد غَـدا


    عِندَ الجِهَـادِ فَوارِِسَـاً وصَهيـلا


    يَا نورَ أرضِ الله يـا مَسحُـورَةً


    مِـن وجنَتَيـكَ أعَـاوِدُ التقبيـلا


    فأرَى الجَمَالَ بكُلِ شَبْـرٍ هَزَّنـي


    وأرَى بكُـل زُجَـاجَـةٍ قنـديـلا


    وأرَى بنبضِِ العاشقيـنَ حكايـةً


    وأرَى العيونَ السَاحِـرَاتِ دليـلا


    وأشُمُ وردَ الياسميـن فـلا أرَى


    إلا بـلاداً.. أصبَـحَـتْ إكلـيـلا


    الشِّعرُ يَسألُنـي وأنـتِ عَرُوسُـهُ


    أنـي أرَاكَ مُهَـذَّبَـاً وخَـجُـولا


    مازالَت الأشواقُ تَفتِـكُ بالفَتَـى


    فَتْكَـاً ومـازالَ الفـرَاقُ طويـلا


    والنيـلُ حَمَّلَنـي نسَائِـمَ شَوْقِـهِ


    ولقد وَفَيْتُ وجِئْتُ مِنـهُ رَسـولا


    وحَمَلْتُ مِن أرضِ الكِنَانَةِ فَرْحَةَ ال


    شَّوْقِِِ الـذي لا يَقْبَـلُ التأويـلا


    وحَمَلْتُ للخَضراءِ لَهْفَـةََ عاشِـقٍ


    وحَمَلْتُ مِن نَبْضِ الحَمامِ هَديـلا


    وحَفَظْتُ للخضراءِ عَهْـدَ مَحَبَّـةٍ


    والعَهْدُ كانَ ولـم يـزَلْ مَسـؤلا


    حَضْنُ العُروبَةِ كَانَ عُشَ يَمَامَـةٍ


    وقد احتـوَى القـرآنَ والإنجيـلا


    والشِّعرُ يَجمعُنَـا فَعَـلَّ قصيـدة ً


    تَهدي القلوبَ وتَستنيـرُ عُقـولا


    وتَعودُ أرضُ الرافديـنِ عزيـزةً


    وتكـونُ قُـدْسُ اللهِ أقـومَ قيـلا


    ويُغَـادِرُ الدُخـلاءُ كُـلَ ثنـيـةٍ


    لَن يُصبحَ الوَطنُ العزيـزُ ذليـلا


    يا تونس السَمْحَاء ألـفُ تحيـةٍ


    أزِِفَ الرحيلُ ومـا أردتُ رَحيـلا


    فعيونُ سُوسَةَ أو رُموشُ صَفَاقِسٍ


    آيـاتُ حُسـنٍ فُصِّلَـتْ تفصيـلا


    فتبـارَكَ الرحمـنُ جِـلَّ جلالُـهُ


    خلَََقَ الجَمَـالَ وأحكَـمَ التَنزيـلا


    والشِّعرُ أحلامي غَفَوَتْ ُبحُضْنِـهِ


    عِندَ المَسَـاءِ برِقَّـةٍ ..ليَقُـولا :


    إن العيـونَِ التونسيـةَ قِـصَّـةٌ


    وصَمًَتُ في حَرَمِ الجمَـالِ طويـلا



    ثروت سليم


    أحييكم من تونس الخضراء
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : هَمْـسٌ لعيونٍ تونسـية كتبت بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات 2 تعليقات
    1. الصورة الرمزية ثروت سليم
      ثروت سليم -
      شكرا لك أخي طارق
      شكرا لأسواق المربد الغراء على نشر قصيدتي بمجلة المربد
      خالص تحياتي
      الشاعر : ثروت سليم
      جمهورية مصر العربية
    1. الصورة الرمزية حكمت الجاسم
      حكمت الجاسم -
      صرتُ أشتهي زيارة الشقراء الخضراء بعد قرأتي لهذه الملحمة العصماء أكثر من ذي قبل
      لله درّ يراعك ما أجوده
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.