• مسميات متعددة ووجهات نظر متباينة ... وتبقى حلب خالدة



    حلب

    عمر مهملات
    اختلف العديد من الدارسين والباحثين في تسمية مدينة حلب لقدمها وتعاقب الحضارات والشعوب عليها التي تتسم بخصائص وسمات خاصة بها واثرت بدورها على المدينة الى جانب كثرة المرويات والشواهد والعمائر التي أثرت في ذلك.
    وتبقى حوادث ووقائع التاريخ مجال أخذ ورد لأنه في الغالب غير موثق أو مكتوب وهذا يعود الى الأزمنة والعصور التاريخية وتطور الكتابة فيها ونستعرض اليوم وجهة نظر الباحث عامر رشيد مبيض حول تسمية حلب لأن في تعدد الاراء والنظريات اغناء للمادة التاريخية وحزمة أمل للوصول الى الحقيقة .‏
    لم يحر العلماء في تفسير اسم مدينة أو قرية كما حاروا في تفسير لفظ ( حلب( فقالوا: إنها من الاسماء التي تنتاب مفسريها الحيرة والقلق .‏
    لغة ايبلا العربية الكنعانية السورية‏
    حسب كوكبة من العلماء العرب السوريين فإن عظمة اكتشاف مملكة ايبلا لايكمن في عمارتها وفنونها المتميزة وحسب بل في محفوظاتها الوحيدة في الألف الثالث قبل الميلاد .. وإن ظهور هذا الكنز الكتابي في سورية يعد الدليل الوحيد على اقدم ثقافة سورية شامية عربية .. وهذا يعني أن اصول العربية التي نتكلم بها اليوم تبدأ من هنا على مستوى النص على الاقل, وحسب المصادر العلمية الموثوق بها للدكتور علي القيم : إن اللغة الايبلائية أقدم لغة عربية فهي مشابهة للاكادية التي ظهرت أولاً في عهد ( شروكين) 2370 ق.م ثم هي أصل اللغة الكنعانية .‏
    ويقول العلامة الايطالي باولو ماتييه: تعد حلب عاصمة بلاد يمحاض مركزا حضاريا مهما وسلطة سياسية في شمال سورية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ويعتقد ماتييه أن ايبلا قد تحولت في هذا العصر الى مدينة ثانوية في دائرة السلطة الحلبية القريبة منها.‏
    عروبة لفظ حلب‏
    إن لفظ حلب ورد للمرة الأولى في الشهادات الاثرية في بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد وخلافاً لمعظم مدن الشرق العربي الشهيرة التي اندثرت بعد قرون من الازدهار استمرت الحياة في حلب رغم أقسى الكوارث الطبيعية والبشرية وقد كشفت نصوص ايبلا وماري وآلالاخ أن العرب الكنعانيين أول من سكن سورية .. وكان انتشار الاثار الكنعانية في كثير من البلاد ولاسيما البعيدة لهذا فإن لفظ حلب الذي ظهر لأول مرة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد بلفظه في عصر ملك حلب العربي الكنعاني سومو ايبوخ ( صاحب السمو الاب أو الأخ) لم يعد بحاجة الى تأويل أو تخمين لان العلماء العرب السوريين يؤكدون أن اللغة العربية وليس السومرية ( الهندواوربية) كانت وماتزال المفتاح لفهم وترجمة النصوص الايبلائية ولهجاتها.‏
    يقول الدكتور محمدمحفل: إن لغاتنا القديمة يجب أن ندرسها انطلاقا من اللغة العربية فاللغة العربية جاءت وجبّت ماقبلها واحتوت الاكادية والبابلية والاشورية والآرامية ويقول الدكتور فيصل عبد الله - جامعة دمشق-:‏
    لم يكن في نية علماء التاريخ القديم في الغرب في أي وقت أن يقيموا الصلة بين انسان الامس الذي كتب بتلك الكتابات السحرية وابداع تلك الحضارة التي باتت من الجذور الاقدم للحضارة الانسانية وبين انسان اليوم الذي يعيش بلا انقطاع في تلك المنطقة .. ولم يجد هؤلاء العلماء من مصلحتهم القومية ولا الشخصية ( العلمية ) نسبة القول أن فضل قيام الحضارة القديمة يعود لاسلاف عرب اليوم وحضارتهم ولغتهم انهم يتجاهلون ذكر العرب والعربية واستمرارية الحضارات القديمة في العربية وحضارتها .. وإن من كتب التاريخ هو الذي يمتلكه ونحن للاسف لم نكتب تاريخنا القديم الذي يمتد الى خمسة آلاف عام...‏
    أسماء المدن والقرى القديمة‏
    في سورية عربية كنعانية‏
    إن العلامة الدكتور الفونسو آركي ومن نقل عنه لم يوضحوا لنا سبب تسمية حلب بهذا الاسم رغم أن تسمية المدن والقرى والمزارات وأسماء الآلهة عند العرب الكنعانيين السوريين , كان لها ثلاثة مدلولات:‏
    1- دلالة طبيعية‏
    قاسيون : قاسي+ ون = قاسيون وهو بالفعل جبل قاس , بردى : وهو نهر دمشق الشهير , معناه البرد من البرودة.‏
    2- دلالة دينية: بابل معناها ( باب ايل- باب الله ) سرجلا( سراج ايل : أي نور الإله ايل) حريتان ( إله الحرية , لأن ال¯ ان في العربية الكنعانية تعني ( إله ).‏
    3- دلالة عسكرية : ماري جذرها ( مر) ومعنى المر القوة جاء في القرآن الكريم( ذو مرة فاستوى) ومعنى ( ماري ) هنا بمعنى القوي - الماري , تدمر : جذرها دمر , ومعنى دمر في لسان العرب دمر.‏
    4- أسماء شخصية: في العصر السلوقي نقرأ اسماء مدن وقرى تحمل دلالة شخصية اسم الام أو الزوجة أو الحبيبة ( أفاميا- انطاكية- راميتا , لاودكيا)‏
    أما لفظ - حلب - لم يحمل أياً من الدلالات ( الطبيعية أو الدينية أو العسكرية أو الشخصية) بل هو اسم بصيغة الفعل (حلب - يحلب- تحلب ) حلب إبراهيم أغنامه , فنحن نقول : زاد تزيد( يزيد ) ناخ ينوخ ( تنوخ) اسم قبيلة عربية مسيحية قبل الاسلام وبعده غلب يغلب ( تغلب ) قبيلة عربية سورية قبل الاسلام.‏
    كما عرفت اللهجات العربية الصيغ الثلاث من الأفعال: ( الماضي- المضارع - الامر) ولابد من الاشارة الى أكثر الفقهاء يعتبرون ان الفعل اسبق من الاسم والفعل اساس الاشتقاق لكن الاسم الآن جب الفعل وليس الاسم اصلاً.‏
    إن الاحساس بالمعاني يسبق اختراع الكلمات إن الحلبيين يؤمنون ايماناً راسخاً بمقامات إبراهيم الخليل الثلاثة فيها وبكثير من المقامات الأخرى في جوار حلب.‏
    ابراهيم الخليل زار حلب‏
    بالأدلة العلمية والاثرية‏
    إن العلماء العرب يقولون: إن وجدنا دليلا واحدا قلنا ( نظن) وإن وجدنا دليلين قلنا ( نرجح) وإن وجدنا ثلاثة أدلة فما فوق حق لنا أن نقول( نقرر) لهذا فإن رأي العلامة ألفونسو آركي ومن وجهة نظري وحتى تاريخ قراءته الثانية لنصوص ايبلا لم يأت بدليل واحد على أن لفظ ( حلب) ورد بلفظه( ح-ل-ب) كما ورد في نصوص ماري بل ورد ( ح-ل-م) في نصوص ايبلا وثمة فرق كبير وشاسع بين الكلمتين ( حلب) و ( حلم) وكل كلمة تنضح بمعناها في العصر العربي الايبلائي السوري.‏
    إن كلمة حلب وردت لأول مرة بلفظها دون تصحيف وحسب المعطيات الاثرية حلب وتحديدا في العصر العربي الكنعاني في القرن التاسع عشر قبل الميلاد ويرجح بعض العلماء أو يكادون أن هجرة ابي الانبياء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كانت بين احد التاريخين 1991-1786 ق.م أي قبل حوالي اربعة آلاف سنة ففي عهد ملك حلب العربي الكنعاني سومو ايبوخ او ابنه ياريم ليم تباركت حلب بهجرة سيدنا ابراهيم الخليل إليها وإقامته فيها فترة من الزمن اذ كان اسم المدينة منذ سنة 2370 قبل الميلاد ( أرمانوم أي أرض الامان ثم استمدت اسمها ( حلب ) من قصة ابراهيم الخليل أثناء حلبه الاغنام في تل المدينة.‏
    ويقول العلامة الحلبي محمد الانطاكي ( رحمه الله )‏
    هذا القول يظل صحيحاً مابقي المعنى الحقيقي حيا في الأذهان وما ظل المجاز واضح العلاقة محسوسها.‏
    ويقول العلامة صبحي الصالح في كتابه( دراسات في فقه اللغة): ((ولاشك أن هناك تلازماً بين المناسبة الطبيعية وبين الألفاظ والمعاني)).‏
    إن اسماء المدن والقرى والأماكن في أنحاء الوطن العربي وتخومه كافة تعد المادة الأولى اللغوية للعربيات التي استمرت منذ غابر العصور في لفظها وتواترها , وهي أسبق من اكتشاف النقوش الكتابية وقراءتها التي بدأت في بدء الربع الأول من القرن التاسع عشر فإذا اعتمدنا على علم الدلالة فإن هناك تلازما بين مناسبة حلب ابراهيم الخليل أغنامه وتسمية الاموريين ( الكنعانيين العرب ) اسم مدينتهم حلب .‏
    إن كلمة ( حلب ) بقيت في الاذهان منذ أربعة آلاف سنة بالمعنى الذي تحمله وهو دليل قاطع أن مدينة حلب استمدت اسمها من حلب سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام أغنامه فسمى الأموريون ( الكنعانيون العرب ) مدينتهم حلب .‏
    ابراهيم الخليل في قلعة حلب‏
    يعد المؤرخ الحلبي الكبير ابن العديم المتوفى سنة 660 ه¯/1261 م أول من تحدث عن ( بيت الصنم) في قلعة حلب‏
    أقول : إن ابن العديم أورد عبارة ( بيت الصنم) في روايته وحسب مصادره بدلا من اسم الإله( حدد : إله الطقس) وهذا دليل قاطع جازم في صحة روايته لأن العرب السوريين في مدينة حلب في العصر العربي الكنعاني كانوا يقولون ( بيت الصنم) بدلا من ذكر اسم الههم الوثن( حدد : إله الطقس ) وقد جرت العادة في الديانات الوثنية أن يتجنب العباد ذكر الإله بالاسم بل بألقابه تعظيماً واحتراماً له.‏
    لم يكتشف أحد قبل المؤرخ الحلبي ابن العديم معبد الإله ( حدد) الذي سماه ( بيت الصنم) في قلعة حلب الذي تحدث عنه قبل حوالي 800 سنة.‏
    قال ابن العديم ( اسم حلب عربي لاشك فيه وكان لقبا لتل قلعتها وإنما عرف بذلك لأن ابراهيم الخليل - صلوات الله عليه- كان اذا اشتمل من الأرض المقدسة ينتهي الى هذا التل فيضع به أثقاله ويبث رعاءه الى نهر الفرات والى الجبل الاسود وكان مقامه بهذا التل فيضع به بعض الرعاء - رعاة ورعيان- ومعهم الأغنام والمعز والبقر حسب مصدر ابن العديم فصار اليه ابراهيم أي وصل الى بيت الصنم المعبد في رأس تل قلعة حلب.‏
    قال ابن العديم فأخرج - ابراهيم الخليل - الصنم وقال لمن حضره من الكنعانيين ادعوا إلهكم هذا أن يكشف عنكم هذه الشدة فقالوا : وهل هو إلاحجر ? فقال لهم: فإن أنا كشفت عنكم هذه الشدة ما يكون جزائي? فقالوا له : نعبدك! فقال لهم : بل تعبدون الذي أعبد , فقالوا نعبد.‏
    فجمعهم - ابراهيم- في رأس التل ودعا الله فجاء الغيث وضرب ابراهيم عليه السلام برأس تله حيث أقلع الغيث فآمنوا برسالة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وتوافدوا اليه من كل وجه وكان يجلب أغنامه في وقت محدد وكان الكنعانيون الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم : ألا إن ابراهيم قد حلب فهلموا فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم .‏
    السؤال المهم‏
    ما مصداقية هذه الرواية التاريخية التي سجلها ابن العديم في تاريخه وهي هل متطابقة مع المكتشفات الاثرية لمعبد إله الطقس ( حدد) في قلعة حلب من قبل البعثة المشتركة الوطنية السورية الألمانية ولماذا تعد طلاسم وشعوذات التوراة السبعينية عند عدد كبير من الباحثين مصدر ثقة رغم أن التوراة لم تصمد أمام المكتشفات الأثرية.‏
    الجواب‏
    إن المكتشفات الأثرية في قلعة حلب في الأعوام 1996-2005 تتطابق تماماً مع رواية ابن العديم التي ذكرها في كتابه قبل 800 سنة إذ لم يكن ابن العديم قد رأي بيت الصنم( معبد حدد) الذي ذكره في تاريخه لأن المكان الذي اكتشف فيه معبد إله الطقس بيت الصنم في قلعة حلب كان فوقه منشآت أيوبية, وإن المعبد المكتشف كان تحت سطح أرض تل القلعة بحوالي 9 أمتار.‏
    حددت رواية ابن العديم طوبغرافية بيت الصنم ( معبد الإله حدد) بدقة متناهية إذ ورد في رواية ابن العديم فصار إليه ابراهيم أي وصل الى بيت الصنم ( المعبد ) وعن مكان المعبد قال ابن العديم : ( في رأس تل قلعة حلب ).‏
    وهكذا فإن الحقيقة التي لالبس فيها هي أن البعثة الاثرية التي اكتشفت معبد الإله حدد في قلعة حلب اعتمدت يقيناً على رواية ابن العديم الذي حدد المكان في رأس التل ( قلعة حلب ) وعرف اسم ( بيت الصنم) وهذا دليل قاطع جازم على أن نبي الله ابراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والسلام قد مر في حلب وصعد تل حلب ( القلعة حالياً) وإن حلب كان اسمها ( أرمانوم) ثم استمدت اسمها الحالي ( حلب ) من حلب ابراهيم الخليل عليه السلام لأغنامه في وقت محدد وليس البقرة كما توهم العامة وكان العرب الكنعانيون ( الأموريون) الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم :( ألا ان ابراهيم قد حلب فهلموا, فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم) .‏
    أما أول ما ذكر كلمة( شهباء ) صفة لمدينة حلب هو ابن شداد المتوفى سنة 684ه¯/1285 م في تاريخه: وتلقب بالشهباء والبيضاء وذلك لبياض أرضها لأن غالب أرضها من الحجارة الحوارة وترابها يضرب الى البياض وإذ أشرف عليها الانسان ظهرت له بيضاء.‏
    ومما لاشك فيه أن معبد الصنم في تل قلعة حلب كان موجوداً قبل قدوم ابراهيم الخليل عليه السلام الى حلب ويعود زمن تأسيس المعبد الى منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد حوالي 2500 ق.م حين كان اسم حلب ( ارمانوم) وهذا الكشف الاثري يعلل سبب تغيير اسم ( أرمانوم) الى ( حلب ) من حلب ابراهيم الخليل لاغنامه.‏
    المعطيات الاثرية والتاريخية:‏
    يؤكد الدليل الاثري المكتشف في قلعة حلب ( معبد حدد) إله الطقس ما قاله ابن العديم في كتابه ( زبدة لحلب 1/9) : اسم حلب عربي لاشك فيه وكان لقباً لتل قلعتها .‏
    قال العلماء إن وجدنا دليلاً واحداً قلنا: ( نظن ) وإن وجدنا دليلين قلنا (نرجح) وإن وجدننا ثلاثة أدلة فما فوق حق لنا أن نقول (نقرر) .‏
    وبناء على ماقاله العلماء فيجب أن ( نقرر) أن حلب استمدت اسمها من قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام والأدلة كثيرة:‏
    - رواية مؤرخ حلب الكبير ابن العديم‏
    - المكتشفات الاثرية في قلعة حلب تؤكد رواية ابن العديم فضلا عن أن معبد الصنم للإله الحلبي الكبير -حدد- وجد في المكان الذي حدده ابن العديم حيث قال: وصل ابراهيم الى بيت الصنم أي المعبد في رأس تل قلعة حلب.‏
    - إن الفترة الزمنية التي تحدد هجرة ابراهيم الخليل ووصوله حلب متطابقة تماماً مع الفترة الزمنية التي جدد فيها ملوك حلب الأوائل ( سومو ايبوخ- ياريم ليم- حورابي ابن ياريم ليم ) معبد إله الطقس (حدد) في تل المدينة - قلعة حلب - في بداية القرن التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد والذي اكتشف في الأعوام 1996-2005 .‏
    - إن هجرة أبي الانبياء ابراهيم الخليل الى حلب كانت في الأعوام 1991-1786 ق.م أي قبل حوالي أربعة آلاف سنة.‏
    أما تسمية معبد إله الطقس المكتشف في قلعة حلب بالمعبد الحثي فهذا يعد خطأ تاريخياً فاضحاً لأن الآثار المكتشفة تسمى بأسماء المدن وليس بأسماء الشعوب ( ماري - ايبلا- آلالاخ- تل العمارنة..الخ) ولست أدري لماذا هذا الصمت المطبق على استثناء مدينة حلب بدلا من أن يقولوا معبد حلب , قالوا المعبد الحثي ( أي هندو أوربي) ولا أريد أن أدخل في التفصيلات هنا لأن المجال لايتسع فإنني أنبه في هذه العجالة بأن معبد حلب المكتشف في قلعة حلب عربي كنعاني سوري واكتفي بدليل واحد مما قاله عالم الآثار الفرنسي رينه دوسو: في وقت مضى كان كل تمثال صغير يكتشف في سورية يوصف بأنه حثي.. في حين أن الحثيين لم يستخدموا أبدا غير الاختام , أما اليوم وبعد أن أصبح تصورنا للأمور اكثر وضوحاً فإن الافتتان نفسه نعود لممارسته على الحوريين والميتانيين اللذين يزيدان فهمنا الخاطئ لهم كلما كانت معرفتنا بهم أقل.‏
    يقول العلامة الدكتور سهيل زكار: إن تقارير الاثاريين الغربيين هي حتى الآن تحمل من التناقضات أكثر مما تحمله مرويات العهد القديم وعلى كل باحث عدم تصديق قراءات النصوص مع التفاسير وإعادة النظر بكل شيء.‏
    يقول الدكتور سلطان محيسن: إن هناك من يرفض هذه الحقيقة ويصعب عليه أن يكون أصله من المشرق العربي القديم مدفوعاً باعتبارات عنصرية لاتمت الى جوهر البحث العلمي النزيه بصلة.‏

    جريدة الجماهير الحلبية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.