• صدور رواية المنبوذ في طبعة ثالثة للروائي عبد الله زايد

    صدور رواية المنبوذ في طبعة ثالثة بمقدمة من الروائية الاسبانية روسا ريغاس والناقد توماس نفارو

    الروائية روسا ريغاس


    الناقد توماس نفارو

    صدرت رواية المنبوذ، من تأليف عبدالله زايد، في طبعة ثالثة، عن الدار العربية للعلوم - ناشرون، وتصدرتها كلمة الروائية الأسبانية روسا ريغاس، والناقد الأسباني توماس نفارو، وذلك نقلا من مقدمة الأديبين الاسبانيين اللذين كتبا مقدمة الرواية في نسختها الأسبانية، حيث قالت الروائية روسا ريغاس:
    تختلف الطرق السردية بين رواية وأخرى، بعضها يكون السرد فيها، مثل السيل المنهال، فيأتي على شكل شخصيات كثيرة، مواقف، أحداث متسلسلة ومتعاقبة، لتشكل مع بعضها بعضا كلا مجتمعا، وهناك قصص وروايات، تقوم على قاعدة وخطة عمل، لها ماض، حاضر، ومستقبل. والبعض الآخر، يدخل في نمطية العجائبية السحرية، فيها كائنات خارقة للطبيعة، تسعى إلى تحطيم القوانين الموضوعة وكل ما يُعتبر تابوت. وهناك روايات تتناول الحب، أو الأُسرة، أو الأحلام، وعقبات تعترض طريق البطل فتمنعه من تحقيق أحلامه... إذن هناك آلاف الأساليب للقص عند الكُتاب، والخيارات أمام الروائي واسعة وعديدة،وهوامش المناورة غير محدودة، كما هو الأمر بالنسبة للروايات الواقعية أو المبتكرة.

    الرواية التي نقدم " المنبوذ"، للروائي السعودي عبد الله زايد، تضعنا أمام بناء روائي إبداعي أصيل للغاية. الرواية تعالج رحلة رجل يسافر ليزور والده المريض، و خلال السفر الذي يستغرق اثنتين و سبعين ساعة، يستعرض القاص أمام أعيننا مشاهد من طفولته ومن قريته، العادات والتقاليد المفروضة على المواطنين وضرورة التمسك بها وبالدين، الحب، الطيبة، سوء طبيعة الإنسان وأهمية العائلة، والتعلم في هذا السياق، من الحرية، من وجهات النظر والآراء المختلفة و من حرية التعبير.
    ولكن، في هذه الرحلة، لا تُطرح كل هذه الأمور، الشيء الوحيد الذي يُفاجئ في هذه القصة، هو سريرة رجل ومكنوناته، هذا الرجل بمجرد محاولته أن يكون حرا، يجد نفسه منبوذا من الذين لا يملكون الشجاعة ليكونوا مثله أحرارا، وخاصة من الذين لا يفكرون في التغيير ولا يطمحون إليه على الإطلاق.
    بلغة شعرية بسيطة ومؤثرة، موروثة بلا شك، من تراث آداب اللغة العربية التي تحاكي الشعر، ننتهي لنتقاسم دموع رجل، ليس لفشل رحلته، ولا لأنه اكتشف أن عالم ناسه وأهله بعيد كل البعد عن روحه وتفكيره، فهو لا يزال مخلصا للطريق الذي اختار، على الرغم من جعله منبوذا دائما. قصة هذا الرجل، هي قصة كل إنسان ينظر إلى العالم بعين الصدق والنبل والكرامة، شغله الشاغل هو النضال، منطلقا من نفسه ، من الأقرب إليه، بحثا عن عالم أفضل من الذي قدمه له أبوه وأسرته.
    إنها رواية تمتلك جمالية المضمون المفاجئ، كما تمتلك لغة شعرية أخاذة، جعلتنا نستشف مدى روعة الرواية بلغتها الأصلية، اللغة العربية التي نشعر بالحنين لمعرفتها، التعبير عن العواطف، وصف المشاهد الطبيعية ومواقف النزاع، كل هذا، جعلها تصل إلى حبكتها الأعلى الخاطفة الساحرة.

    من جانبه، قال الناقد الأسباني توماس نفارو: إن الحب الحلمي العام في الأدب العربي المعاصر، يحيا من خلال حب أبوي هو نتاج علاقة لازمة بين الأب والابن، تتضمن قيما إنسانية تهز العواطف والمشاعر وفاء، واحتراما لشخص الأب. لم يستطع الكاتب الإفلات من هذه الديناميكية الناطقة بل على العكس، فقد استعملها كوسيلة ليطلعنا على أحداث الرواية المنطلقة من واقع مجتمعي عربي، حدده الكاتب ،جغرافيا، في شبه الجزيرة العربية الشاسعة المساحة التي تجتازها قطارات عديدة محملة بالمسافرين المنتقلين من مكان لآخر بحثا عن محطة معاصرة ينهون أسفارهم فيها.
    يطرح عبد الله زايد في روايته المتناقضات التي يتكون منها هذا المجتمع ،القوي والغني بالمال والطاقة والتكنولوجيا، وفي مقابل ذلك، نجده مجتمعا متحفظا محتفظا بعاداته السياسية ـ الدينية، يخشى الحرية التي يشعر بها وكأنها التحدي الأعظم له بطرحها عولمة القرن الحادي والعشرين. هذه المتناقضات يطرحها لنا الكاتب في أسلوب رقيق جميل أصيل، يراعي فيه المشاعر العامة.
    حيث إنه استطاع ،بعذوبة النسيم الرخيم، تلوين رغباته بالتعقل وبالرصانة احتراما لانتمائه إلى حضارة عربية تراهن على مستقبل ارتقائي متطور، وقد أعلن عنه الكاتب في الفجر الجديد مستعملا شخصيتي الأم و الأب للدخول، ودون تعقيد، في وصف عادات وأجناس وشرائح بشرية وطبقية مجتمعية. إنه بمثابة شرفة حقيقية مفتوحة
    للجهة المعاكسة، ليظهر لنا ومن دون أي تحيز، قضايا شخصية، خفايا وبواطن تقاليد اجتماعية ثقافية من المستحيل أن نجدها في الأدب والإعلام الغربي اليوم.
    عبد الله زايد، لم يتحاش النقد الإيجابي البناء، بل قدمه لنا على أنه الحقيقة الوحيدة. هو ينتقد سلطات الفساد الشريرة، التي تضع النساء العربيات في خطر دائم باتخاذها قرارات مجحفة بحقهن، غير عادلة، مغلوطة وخارجة عن أية شرعية دولية. الكاتب يعلن عن الحاجة الملحة إلى تغيير مفصلي والحاجة إلى مجتمع مدني يتساوى به الأشخاص دون أي نوع من أنواع التفرقة .
    "المنبوذ" تعبير عن وجع ذاتي حميمي ، دام ومزمن، ونعيش هذا الوجع من خلال الصفحات التي تطرح معاناة البطل من الداخل ومن الخارج. هو في تعرض دائم لقصاص مناف للعقل، ضائع داخل الزمن الذي لم يعد له وجود، يسعى لتخصيص هذا القهر الدائم أو لتدميره، و ذلك لتحقيق أغراض مضى عليها الزمن، مريضة إنسانيا، لا تزال قابعة حيث تراها العين المجردة أو لا تراها.

    وقد احتفت الدار العربية للعلوم بالطبعة الثالثة، حيث صدرت في إخراج وغلاف جديدين. يذكر أن رواية المنبوذ، صدرت الطبعة الأولى منها في عام 2005 ثم جاءت الطبعة الثانية في عام 2006م، وفي عام 2007م صدرت مترجمة إلى اللغة الأسبانية بمقدمة من الروائية الأسبانية روسا ريغاس، والناقد الأسباني توماس نفارو، وفي مطلع هذا العام صدرت الطبعة الثالثة من هذه الرواية، التي جاءت في 184 صفحة من القطع المتوسط.
    ولعبدالله زايد، رواية أخرى بعنوان: "ليتني امرأة" وكتاب ضم النثر والقصة والشعر بعنوان" لأنك إنسان".
    ====================== ====
    الصور المرفقة مع الخبر:



    1.الروائية الأسبانية روسا ريغاس 2.الناقد الأسباني توماس نفارو 3.غلاف المنبوذ في نسخته الأسبانية 4.غلاف المنبوذ في الطبعة العربية الثالثة
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.