• القوامة - واقعها في المجتمع

    بسم الله الرحمن الرحيم


    القوامة

    واقعها في المجتمع



    كتبها: فيصل الملوحي


    تقديم:

    (كيلا تفهمونا غلط )


    معنى القوامة

    في كتب التفسير واللغة


    سأستعرض معنى القوامة في كتب التفسير واللغة كيلا يتوهّم بعض القراء أن القوامة تعني أثرة و استعبادا، إنّما هي مسؤوليّة ليس للرجال أن يتهاونوا بأمرها، ولا للنساء أن يحقّرن من شأنها.

    وبمراجعة كتب التفسير نجد أن المفسّرين - الجلالين والطبريّ وابن كثير ..- يذكرون أن الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء يَعْنِي أُمَرَاء عَلَيْهِنَّ أَيْ تُطِيعهُ – المرأة - فِيمَا أَمَرَهَا اللَّه بِهِ مِنْ طَاعَته وَطَاعَته أَنْ تَكُون مُحْسِنَة لِأَهْلِهِ حَافِظَة لِمَالِهِ.


    و جاء في لسان العرب: القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ومنه قوله– تعالى-الرجال قوّامون على النساء،.إنما هو من قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن، قِوامُ العيش:عماده الذي يقوم به. وسُمّوا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها.
    وقال صاحب الصحاح في اللغة: فلانٌ قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، هوالذي يُقيم شأنهم:

    ففي كتب التفسير كان الحديث عن وصفه القوامة، وفي كتب اللغة عن الغاية منها

    أي أنّ الأول يكمّل الثاني، و لا تعارض!



    قال الله – تعالى -:

    « إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۞ الحجر 9»



    ولذلك لن ينجح أحد في تحريف هذا القرآن الكريم، فقد حفظـــــه في المصحف الذي لا تختلف نسخه في أرجاء المعمورة، وفي صدور المسلمين. فكم من محاولة أرادوا بها تحريـــف الكلم عن مواضعه، ولكن سرعان ما يفضح الله أمرهم فتخيب آمالهم. نحن نتكلّم عن نصّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفــــــه، أمّا تأويلات هذا النصّ فقد نجحوا في الدخول بها إلى عقول بعض المسلمين.
    لقدحاولوا في بداية ما سمّي عصر النهضة أن يرتدّ المسلمون عن دينهم، فخاب مسعاهم، ثمّ لجؤواإلى أسلوب آخر هوالتشكيك في أحكام الإسلام وتحريف معاني القرآن الكريم، فكان رمي العلماء مثلاً بأنهم يميلون إلى تقييد عقول الناس واستعبادهم فكريّا،وأن الفقه ذكوريّ ( ميّال إلى الذكـــــــــور لأن الفقهاء كلّهم تقريباً من الرجال – ولا يشغلنّكم خطأ اللفظ لغويّاً!)،


    ومن ذلك قوله تعالى:

    «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقـوا من أموالـــــــهم ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهـــــــــــــــن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلا ،إن الله كان عليـــــّا كبيرا ۞ النساء 34 »

    هم يتمنَّوْن ( والتمنّي في اللغة رغبة بشيء من المحال الحصول عليه كما تمنّى الشاعـــــــــر الشيخ أن يعود الشباب: ألا ليت الشباب يعود يوما!!) كما تلقي الشياطين في روعهم أن يكون النصّ على هذه الصيغة:


    النساء قوامـــــــــــــات على الرجال بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقن من أموالهن، فالصالحون قانتون حافظون للغيب بما حفظ الله والذين تخَفْن نشوزهم فعظنهم واهجرنهم في المضاجع واضربنهم فإن أطاعوكُنّ فلا تبغين عليهم سبيلا إن الله كان عليا كبيرا۞النساء 34 »


    ملحوظتان:
    1 – الكلام في سرّكم، هذا الكلام يتردّد معناه على ألسنة النساء في المشرق، ومن يحاول من الرجال أن يشاركهنّ في جلسات يميلون فيها إلى التقرّب!، ولكن لو ردّدتُ هذه المعانـــيَ على المجتمع الغربي الذي أعيش في كنفه، فسيسخرون من هذا الجنون!! فقد صار البيــت عندهم بلا راعٍ، أو قل: مضى عصر التخلّف الذي يُبحث فيه عن بيت آسر ( أُسْرة )!!
    2 - لا تخشَوْا أبداً على القرآن الكريم من أمثال هذه المحاولات البائسة للتحريف، فلقد استقرّ في المصاحف وفي الصدور.

    خاتمة أدبيّة
    فيها شطحات الشعراء
    وأفتى – بلسان الحال، لا بلسان الكلام - بعض أصحاب العمائم ، المشار إليهم بالبنان :
    -ونحن في زمن غاب فيه بعض بني آدم عن ميادين المروءات، وباتت حواء تحلف بالطلاق في الإدارات، وفراش المداعبات، والرجال-ممن قالت فيهم الآية الكريمة: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ۞ النحل:106 )، فاركعوا لصاحب الأمر في هذه الدنيا الفانية، في المحافل العامة، وتحت سقف الزوجية المقدس، وإياكم والسجود – ما استطعتم إلى ذلك سبيلا -، وإلا فاجعلوه من الضروارت التي أباحها لكم رب العباد.


    وغفرانك اللهم.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : القوامة - واقعها في المجتمع كتبت بواسطة فيصل الملوحي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.