• معهد أميركي: آن الاوان للاتفاق مع إيران

    معهد أميركي: آن الاوان للاتفاق مع إيران
    الولايات المتحدة (آسيا) : نشر مركز "الرقابة على الاسلحة والحد من الانتشار" مقالا بقلم الباحثة "ليسي هيلي" اشار فيه الى ان رغبة طهران باستمرار المفاوضات النووية يُشير الى تغيير في لهجة إيران مقارنة بالمفاوضات السابقة.


    الرئيسان بارك أوباما وأحمد نجاد


    وحث مجموعة 5+ 1 على خفض العقوبات المفروضة على ايران ان ارادت الاستفادة من هذا التغيير.

    ويشير المركز الى ان الدفء بدا يظهر في العلاقات بين ايران وامريكا لاول مرة بعد الرسالة التي وجهها الرئيس الامريكي باراك اوباما بمناسبة عيد النيروز ومد يد الصداقة لايران، فضلا عن ان الرئيس الاميركي وفي تصريحات ادلى بها خلال آذار العام الجاري عبر عن امله بان يتخطى البلدان التوتر القائم وصولا الى السلام والصداقة بين شعبي البلدين.

    ويُلفت المقال إلى أن "النقطة الاساسية هي هل بامكان اميركا وحلفائها الاستفادة من النفوذ الذي حصلوا عليه بواسطة العقوبات المفروضة على ايران للتوصل الى اتفاق نووي أم لا؟"

    وترى الكاتبة ان هذا الامر يفرض على امريكا وحلفائها اتخاذ خطوات لبناء الثقة عبر اعتماد مواقف معتدلة تمهد الارضية للتوصل الى اتفاق نهائي.

    ويشير المقال الى ان مجموعة 5+1 تأخذ بزمام المبادرة في الوقت الراهن (حسب تعبيره) ويضيف: رغم ان ايران تعاني من مشاكل بسبب العقوبات المفروضة عليها وعدم استقرار الاوضاع في البلد الذي يعد اهم حليف لها بمنطقة الشرق الاوسط اي سوريا، الا ان على المجتمع الدولي خفض مستوى الحظر في مقابل تعاون ايران للتوصل الى اتفاق نهائي .

    كما يشير الى قيام إيران باكمال مشروع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة لاكمال مخزونها من اليورانيوم الضروري لصناعة قنبلة نووية - الخط الاحمر الذي وضعته (اسرائيل) لشن هجوم عسكري على ايران (حسب التقرير) رغم حذرها لعدم تخطي الخطوط الحمراء- ويرى ان الاشهر المقبلة ستكون حيوية للتهرب من المواجهة العسكرية .

    وتلفت الباحثة الامريكية الى المعلومات الاستخباراتية الامريكية التي تؤكد ان ايران لم تتخذ اي قرار سياسي بانتاج السلاح النووي وتشدد على اخذها بنظر الاعتبار.

    وتتابع: لكن تدشين ايران جيلا جديدا ومتطورا من اجهزة الطرد المركزي سيقلل المدة اللازمة لانتاج السلاح النووي ان وجدت مثل هذه النية. ورغم ان ايران لازالت بحاجة لعدة سنوات بغية امتلاك السلاح النووي الا ان امريكا لن تقف مكتوفة الايدي حيال صناعة او تجربة اي قنبلة نووية. الرئيس الامريكي باراك اوباما وفي تصرح للقناة الثانية الاسرائيلية قال: ان تمكنا من تسوية خلافاتنا عبر القنوات الدبلوماسية فاننا سنكون قد حصلنا على حل جذري. ولكن ان لم يتحقق هذا الامر فان جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة .

    ويعتقد التقرير ان طهران وواشنطن لا ترغبان بالتسوية على حد سواء لتستنتج بان هذا الامر هو الذي حدا بالجانبين الى انتهاج سياسة ممارسة الضغط ويضيف : ان الالية التي تمارسها ايران للضغط هي التقدم النووي الذي تحققه ، فيما تحاول امريكا ممارسة الضغط على ايران من خلال العقوبات والاجراءات السرية والتلويح بشن هجوم عسكري . لكن كما يبدو فان العقوبات تركت تأثيرها وان الوقت حان للاتفاق . فخلال المحادثات الاخيرة التي عقدت في الماتا رحبت ايران بجهود امريكا وحلفائها لالغاء بعض العقوبات والتنازل عن طلب اغلاق منشاة فوردو الا انها في الوقت ذاته اعلنت بان هذه الاجراءات غير كافية . ورغم ذلك وصف كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي المحادثات بانها شكلت منعطفا .

    وترى هيلي ان هناك مؤشر آخر يزيد من الآمال وهو ان ايران ترغب بعقد جولة اخرى من المحادثات مع الدول الست في الموسم القادم ( 14 حزيران) الذي يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الايرانية، تلك الخطوة التي شكلت بحسب المقال مفاجئة للجانب الاخر لاسيما وان الكثير كانوا يعتقدون بان ايران وخلال هذا الظرف الخاص ستركز على القضايا الداخلية. وقد يكون هذا الامر مؤشر على رغبة طهران بالتوصل الى اتفاق، فقبل محادثات الماتا التوقعات كانت تشير الى ان ايران سترجيء الجولة الجديدة من المحادثات الى موسم الصيف .

    وينوه المقال الى ان تصريحات جليلي ورغبة طهران باستمرار المفاوضات تكشف عن تغيير كبير في لهجة هذا البلد مقارنة بالمفاوضات السابقة ويشدد على ضرورة ان تقوم مجموعة 5+1 بخفض العقوبات المفروضة على قطاع الذهب والمعادن الثمينة وشراء قطع غيار الطائرات المدنية ان كانت تريد استثمار هذه الظروف .
    وتشير هيلي في ختام مقالها الى انه ورغم المؤشرات الايجابية التي تبدر من ايران الا ان مجموعة 5+1 باتت اكثر حذرا بسب المواقف الايرانية السابقة وهو ما يعني انها بانتظار خطوة ملموسة قبل ان تعقد الامال على التوصل الى اي اتفاق .

    في المقابل على امريكا وحلفائها اتخاذ خطوة ايجابية مبنية على تسوية القضايا العالقة والغاء العقوبات تدريجيا في مقابل الاجراءات التي تقوم بها ايران . القيام بخطوة او خطوتين مثل الغاء بعض العقوبات في مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة من شانها تحسين العلاقات المسمومة بين ايران وامريكا على مر السنين الماضية. اضافة الى ذلك فان اتخاذ مثل هذه القرارات من شانها وقف تقدم ايران باتجاه العبور من العتبة النووية. الخطوات الصغيرة بامكانها تلطيف العلاقات المتازمة بين طهران وواشنطن منذ سنين. وقد آن الآوان لكي ندرك مدى قيمة هذه الفرصة الثمينة ونرد عليها. وفي غير هذه الحالة فان الفرصة المتاحة لوقف حصول ايران على السلاح النووي، حسب زعم المقال، ونشوب حرب شاملة اخرى في منطقة الشرق الاوسط، ستفوت علينا.

    إعداد: عمار مغنية
    وكالة آسيا
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.