• كوريا.. معركة «الرعب النووي» تقترب من حافة الهاوية

    بين من يعتبرها مجرد مناورات كلامية خادعة بنكهة نووية، ومن يرى أن الأوضاع تنذر بتصعيد يدفع شبة الجزيرة الكورية إلى حافة الهاوية، تحتل الأزمة مع كوريا الشمالية واجهة الأحداث الدولية بعد تصعيد سياسى وعسكرى غير مسبوق منذ حوالى نصف قرن، فى ظل التهديدات بين الكوريتين باللجوء إلى استخدام السلاح النووى، وتهديد بيونجيانج باستهداف مواقع استراتيجية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بما يدق طبول الحرب النووية.ويرى الكثير من المراقبين أن التوترات الأخيرة اشتعلت بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً العام الماضى، اعتبرته سول وحلفاؤها تجربة لإطلاق صاروخ بالستى، تلته تجربة نووية ثالثة مثيرة للجدل، وإعادة تشغيل مفاعل يونجبيون النووى المتوقف منذ 2007 مما حمل مجلس الأمن على فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج، أدى إلى تهديدها بشن حرب نووية وبتوجيه ضربة نووية وقائية، تلته بقطع الخط العسكرى المباشر الساخن مع كوريا الجنوبية، وحديث الزعيم الكورى الشمالى كيم يونج أون (28 عاماً) أن الجيش وضع خططاً تكتيكية تهدف إلى «محو الأعداء بسرعة البرق»، وإعلان بلاده التصديق على ضرب الولايات المتحدة نووياً.فى المقابل، هددت كوريا الجنوبية بالرد على أى استفزازات من جارتها، وتعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفتها سول، وحركت القوات الأمريكية مدمرات وأنظمة ضد الصواريخ الموجهة وأنظمة رادار بحرية قرب سواحل كوريا الشمالية، بجانب طائرات «بى 52» وطائرات الشبح «بى 2»، فضلاً عن نشر نظام دفاع صاروخى (ثاد) خلال الأسابيع المقبلة فى إطار تدريبات ومناورات مشتركة بين واشنطن وسول.ورغم الهدنة التى أنهت الحرب الكورية (1950-1953) من خلال معاهدة سلام رسمية، ظلت شبه الجزيرة الكورية منطقة حرب من الناحية التقنية حتى اليوم، إلا أن الخبراء العسكريين يشككون فى أن تكون كوريا الشمالية قادرة على شن الهجمات التى تهدد بها، ويرون أنها تستهدف من تصعيد لغة الحرب تأكيد قدرتها ليس فقط على مهاجمة جارتها الجنوبية، وإنما ضرورة أن يتعامل معها الآخرون كدولة «نووية» فعلية، وليس مجرد دولة تحوز بعض القدرات النووية، فيما يرى البعض أن ما يحدث هو تعبير عن رغبتها فى إبرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة. ومن جانبها، أكدت الباحثة فى المعهد الملكى المتحد للخدمات بلندن، أندريا برجر، لموقع «بى بى سى» الإخبارى أن كوريا الشمالية تعتقد أنها لن تؤخذ على محمل الجد فى محادثات السلام إلا إذا دخلتها وفى حوزتها قوة عسكرية كبيرة، وهذا يتماشى كثيراً مع النظام التاريخى لبيونغ يانغ الذى يعتمد على العسكرية فى المقام الأول».إلا أن واشنطن تدرك أن التعامل مع كوريا الشمالية كدولة «نووية» يفتح مجالاً لن ينتهى من سباق التسلح فى المنطقة، وسيكون بمثابة بداية العصر الآسيوى النووى الثانى بعد الصين وإسرائيل والهند وباكستان، كما ترغب فى تكريس تواجدها لتعزيز علاقاتها مع الاقتصاديات الصاعدة فى آسيا، أما كوريا الجنوبية فتبدو على طريق اتخاذ قرار نهائى بتملك السلاح النووى.ورغم أن تمركز قوات أمريكية فى كوريا الجنوبية واليابان يثير قلق بكين من أن يجرى حصارها و«احتواؤها»، فإن غضب الصين من كوريا الشمالية يفوق قلقها من المقاتلات الأمريكية.ويتخوف العالم من أن تعود شخصية الزعيم الكورى الشمالى الفكاهية والغريبة بنتائج مدمرة على البلاد والدول المجاورة، فى ظل وجود تساؤلات حول من يدير شؤون البلاد والأوضاع الاقتصادية للدولة التى تقع على رأس قائمة الدول الأشد فقراً.ويعتقد المراقبون أن الجنرالات العسكريين هم أصحاب السلطة، التى تتمتع برابع أكبر قوات مسلحة فى العالم، بـ1.19 مليون جندى فى الخدمة العسكرية الفعلية.وفى محاولة إلى دفع الاقتصاد فى البلاد، قرر البرلمان تغيير معظم وزراء القطاع الصناعى فى البلاد، وتعيين خبير اقتصادى لرئاسة الحكومة. وأكد الباحث فى المعهد الصينى - الأمريكى بجامعة جنوب كاليفورنيا، مايك شينوى، لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن كوريا الشمالية تمر بمرحلة انتقالية، حيث يسعى أون إلى إحكام قبضته على السلطة، وتبنى توجه سياسى أكثر «شعبوية» من خلال رغبته فى تحسين الوضع الاقتصادى لبلاده.مغامرات «كيم» تدفع الصين للتخلى عن تحالف «بيونجيانج»

    تمثل التهديدات التى أطلقتها كوريا الشمالية بشن حرب نووية ضد الولايات المتحدة اختباراً جدياً لبكين حليفة بيونجيانج، إذ تتجه أنظار العالم إلى أن تمارس الصين ضغوطا كبيرة على الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون لتجنيب العالم مخاطر حرب نووية غير محسوبة المخاطر.كانت وسائل الإعلام الصينية تثنى على كوريا الشمالية بصفتها موقعا رائعا للاستثمار، لكن بعد أن أجرت بيونجيانج تجربتها النووية الأخيرة وأطلقت صاروخا بعيد المدى وهددت بقصف مواقع أمريكية أصبحت الصين لاعبا مركزيا فى عقوبات جديدة فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، وهو أمر يرى فيه خبراء صينيون تغيرا رئيسيا فى سياسة بكين تجاه جارتها الفقيرة. كوريا الشمالية تنقل صواريخ قرب «حدود الأعداء» وواشنطن تطلب «وقف الاستفزازات»


    طالب البيت الأبيض، كوريا الشمالية بالكف عن تهديداتها، إثر تصعيد نظام بيونجيانج حربه الكلامية ضد الولايات المتحدة، بإعلانه أن جيشه حصل على إذن بتوجيه «ضربة نووية» للأراضى الأمريكية. وفى الوقت الذى يستعد فيه الجيش الأمريكى لمواجهة ما وصفه وزير الدفاع، تشاك هاجل، بـ«خطر حقيقى» تشكله بيونجيانج، أفادت تقارير بأن كوريا الشمالية حركت على سواحلها الشرقية صاروخاً متوسط المدى قادراً على ضرب أهداف فى كوريا الجنوبية واليابان.

    «الشبح».. سلاح «الاستفزاز» السري الأمريكي

    نفذت القاذفة الأمريكية «بى 2» التى تعرف باسم «الشبح» طلعات جوية فوق كوريا الجنوبية فى مهمة قال مسؤولون أمريكيون إنها طلعة «دبلوماسية»، بينما اعتبرتها بيونجيانج خطوة استفزازية، وأن مشاركة تلك الطائرات فى الطلعات الجوية فى كوريا الجنوبية بمثابة تهديد لأمنها، وأصدر الزعيم الكورى الشمالى كيم جونح أون تعليمات بتوجيه صواريخ بلاده لضرب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. واشنطن تستعرض قدراتها العسكرية

    فى مواجهة تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة، صعدت الولايات المتحدة من استعداداتها العسكرية للتصدى لأى عمل عسكرى قد تقدم عليه بيونج يانج. ويعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إرسال نظام دفاع صاروخى (ثاد) المضاد للصواريخ إلى جزيرة جوام بالمحيط الهادئ، التى تحتوى على إحدى القواعد الأمريكية العسكرية، هو أحدث حلقة فى سلسلة الاستعدادات الأمريكية لتعزيز قواتها فى المنطقة. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الولايات المتحدة تعمل على تسريع نشر نظام (ثاد) خلال الأسابيع القليلة 10 دول تحمل «الدمار النووي» للعالمتملك أكثر من 24 دولة حول العالم التكنولوجيا النووية، ولكن القليل منها فقط يملك فعليا أسلحة وقنابل نووية، والقليل كذلك تحوم حوله الشكوك بامتلاكه السلاح النووى أو السعى لذلك. وتعتمد إحصائيات القدرات النووية العسكرية على تقديرات لمراكز الأبحاث من مصادر عسكرية وتقارير استخبارية، حيث لا تتوفر معلومات رسمية موثقة من الدول التى تمتلك أسلحة نووية.
    كيم جونج أون.. «الطفل المزعج»

    «لا يمكن التنبؤ بأفعاله ودقة قراراته ونتائجها».. هكذا يوصف رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، الذى ورث السلطة، إثر وفاة والده كيم جونج إيل فى ديسمبر 2011. وفاجأ «كيم»، الذى عين برغم صغر سنه برتبة جنرال بـ4 نجوم، العالم بأكمله بإعلان دولته النووية الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، وهى الدولة الأكبر فى العالم، والمعروف عن جيشها بأنه الجيش الأول على الكرة الأرضية من حيث الإعداد والتجهيزات والتدريبات، إلا أن كل هذه الحقائق لم تمنع «كيم» من إعلان الحرب والتهديد بتوجيه ضربة نووية خلال يومين إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو التهديد الذى يعد الأول من نوعه للجيش الأمريكى الضخم... .بارك كون هيه.. امرأة فى مهمة نووية
    « أقف أمامكم اليوم كربانة سفينة تحاول توجيه دفة سفينتها وسط الأمواج المتلاطمة للتاريخ».. تعود هذه الكلمات إلى بارك كون هيه، وهى أول امرأة تتولى رئاسة «البيت الأزرق»، الوصف الذى يطلق يسمى على المقر الرئاسى فى كوريا الجنوبية، إلا أن «بارك»، بعد أيام قليلة من تولى منصبها وجدت نفسها فى وسط أزمة مع كوريا الشمالية وتهديد بحرب نووية.

    المصري اليوم
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.