• فلسطين ومعركة اليوم في الأمم المتحدة!

    فلسطين ومعركة اليوم في الأمم المتحدة! بقلم الدكتور ماجد توهان الزبيدي (جامعة فيلادلفيا)

    تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة في ساعة متاخرة من ليلة اليوم الخميس طلب فلسطين لرفع تمثيلها في الأمم المتحدة إلى وضع" عضو مراقب"تمهيدا لمشاركة فلسطين في منظمات دولية فاعلة على غرار إنضمامها مؤخرا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو"،إذ من المتوقع أن الطلب سينال موافقة العدد المقرر في مثل هذه الحالات وهو 98 عضو من بين 194 عضو هم أعضاء الأمم المتحدة،في ضوء عدم إشتراط موافقة كافة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن،مما يعطي الأمل بنجاح الخطوة الفلسطينية المهمة ،في وقت يعتقد مراقبون محايدون أن الطلب الفلسطيني قد ينال موافقة أكثر من 120 عضوا!

    يأتي هذا الطلب في ضوء حقائق باتت ماثلة للعيان في مقدمها أن المفاوضات الثنائية مع العدو الصهيوني هي عبثية بإمتياز وأنها ساهمت في زيادة وتيرة الإستيطان في ارض الضفة الغربية المحتلة وزيادة عدد المستوطنين إلى مايقرب من ضعف عددهم قبل إتفاق أوسلو بين منظمة التحرير ودولة العدو في 13/9/1993م.،وبات واضحا أن الإدارات الأميركية المتلاحقة منذ ذلك التاريخ تتبع في شأن حل القضية الفلسطينية وجهة نظر العدو ،إلى درجة أن مبادرات مثل"رؤية بوش"أو "بوش فيجن"و"خارطة الطريق"و"مؤتمر مدريد"وعشرات المؤتمرات من طابا لواي ريفر لواشنطن لم تكن إلأ مسرحيات لكسب الوقت لبناءالالاف من الشقق السكنية من حول القدس والتجمعات الإستيطانية الكبرى في الضفة الغربية!

    ويأتي الطلب أيضا في ظل ظروف عربية وفلسطينية وإسلامية مؤاتية تشبه تماما الظروف التي تلت حرب رمضان المجيدة عام 1973م عندما رفعت نتائج تلك الحرب منظمة التحرير الفلسطينية ، إلى فضاءات لم تكن متوقعة،مما يعني ان نتائج الربيع العربي الجاري وخاصة التغيير الذي طرأ في مصر فضلا عن صمود المقاومة الفلسطينية الباسلة وتشكيلها معادلة جديدة في ردع الغزاة الصهاينة على غرار نتائج إنتصارات المقاومة اللبنانية الباسلة منذ العام 200م ولغاية العام 2006م وطردها لجيش العدو بقوة السلاح من أرض جنوب لبنان، ،وظهور وحدة شعبية وسياسية غير مسبوقة بين الفلسطينيين منذ عقد ونيف من الزمن إثر معادلة حرب "حجارة السجيل" التي تتلخص في :"غزة مقابل القدس وتل أبيب وهرتسيليا"!!،ساهم هو الاخر في توقع النجاح الكبير لطلب نيل عضوية فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة،بعد أن كانت الدبلوماسية الأميركية ووزارة المعتوه" افيغدور ليبرمان" تشيعان في العالم :مع أي الفلسطينيين نتحدث؟ومع أي حكومة من حكومتي الفلسطينيين نتفاوض؟وهل من نوقًع معه إلتزام سيقبل به الطرف الثاني؟الأمر الذي ساهم في خديعة وزارات الخارجية في الإتحاد الأوروبي واعطى الفرصة الذهبية لتحلل العدو من معاهداته وإتفاقياته مع السلطة الفلسطينية،وهو أمر كان يشارك فيه بطريقة غير مباشرة نظام حكم المخلوع مبارك!!

    ولعل السبب الرئيس الثاني لزيارة وزيرة خارجية الولايات المتحدة "هيلاريون كلينتون" الأخيرة للأرض المحتلة،هو تهديد القيادة الفلسطينية بقطع المساعدات الأميركية عنها وغض الطرف عن ممارسات العدو غير القانونية تجاه الفلسطينيين ،والتحذير من الإنهيار الشامل لمؤسسات السلطة إن هي لجات إلى خطوتها الراهنة اليوم بالتوجه للأمم المتحدة بما يعني وضع ملف التفاوض بيد المجتمع الدولي من جديد بعد الإتفاق على ثنائية الحل الفلسطيني مع العدو برعاية الولايات المتحدة من جهة، والخوف من دخول فلسطين لعضوية المحكمة الجنائية الدولية مما يعني طرح الفلسطينيين لمسائل الإستيطان والحواجز والإعتداءات الأمنية والعسكرية للعدو امام قضاة تلك المحكمة ،وهو امر يشكل خطرا كبيرا على سمعة العدو وحاميته الإدارة الأميركية نيابة عنها ووكالة من العدو، في ضوء إستخدام هذه الإدارة لتلك المحكمة في خصوماتها وكيدها ضد دول إسلامية وعربية تناصبها العداء!

    ويبقى القول أن التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام هو يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ،يحتفل يحتفل به العالم بعد أن دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، للاحتفال في 29 تشرين الثاني سنويا بهذا اليوم ،تخليدا لذكرى (القرار 32/40 ب) في ذلك اليوم من عام 1947 والذي اعتمدت الجمعية العامة فيه قرار تقسيم فلسطين (القرار 181)ألى دولتين :عربية ويهودية،قامت على إثره الدولة الثانية ولم تقم للآن الدولة الأولى!.

    وفي كل المقاييس لن يكون الوضع السياسي للفلسطينيين بعد معادلة حرب غزة الجديدة مثلما كان الوضع عليه قبل ذلك،لأن الوحدة السياسية بين الفلسطينيين باتت قاب قوسين أو أدنى في ضوء تغير قطب الرحى السياسي في المنطقة المنطقة: مصر!

    mzubidi2008@gmail.com

    29/11/12

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.