• متطوعون ينسحبون بالجملة من صفوف الإرهابيين في حلب

    شهدت الآونة الأخيرة انسحابات بالجملة لشبان متطوعين في صفوف المسلحين في مناطق النزاع بحلب على خلفية إدراكهم عدم عدالة القضية التي يدافعون من أجلها وعبثية معركتهم التي تدار بأجندة خارجية أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من مدينتهم.


    وتداركاً لمزيد من الانسحابات التي تغير في موازين القوى، وعدت قيادات المسلحين مقاتليهم بزيادة الرواتب من 10 آلاف إلى 17 ألف ليرة سورية على الرغم من أن أعداداً كبيرة منهم لم تقبض أي راتب بعد. وأوضح أحدهم أن الوعود بزيادة الرواتب خلبية «الهدف منها تعويض أعداد الشبان الذين تخلوا عن سلاحهم أخيراً وكسب مزيد من المتطوعين المراهقين العاطلين عن العمل في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها المدينة ونزوح أعداد كبيرة من سكانها إلى المدارس والمساجد دون أي معيل لهم».
    وكشف مسلح آخر أنه تطوع مع أخيه في الشهرين الأولين من بدء معركة حلب «ولم نتلق أي نقود مقابل ذلك، وكانت مهمتنا تقتصر على الوقوف في الحواجز المتنقلة التي كنا نقيمها في الأحياء الشعبية مثل المشهد والسكري والفردوس وغيرها من دون الخضوع لأي دورة تدريبية على حمل السلاح، أي إننا لم نشارك بالفعل بأي عملية قتالية ووجودنا بأعداد كبيرة للإيهام بكثرة عدد المقاتلين الذين يلجأ بعضهم إلى سرقة المحال التجارية والمنازل لتأمين دخل لهم، وهؤلاء ألقى الكثير منهم السلاح بعد تأمين ثروة لا بأس بها حيث يبيعون مسروقاتهم بثمن بخس في أسواق خاصة بها».
    ورفض رب أسرة العرض المقدم لولديه من رفاقهم في الحي من أجل الانضمام لصفوف المسلحين «إذ أغروا ولدي بأنهم سيقبضون راتباً شهرياً مقداره 17 ألف ليرة سورية من أجل مساعدتنا على التغلب على ظروف المعيشة التي نعاني منها وأنهم بذلك يعفون من الخدمة الإلزامية بمجرد سقوط النظام لكننا لا يمكن بأي حال من الأحوال المشاركة في تخريب مدينتنا ووطننا وسنظل كذلك ولو متنا من الجوع...».
    وآثر شبان من أبناء المدينة الالتحاق بخدمة العلم ضمن حملات السوق الأخيرة للدفاع عن مدينتهم واستقرار وطنهم ضد الأجانب الحالمين بفرض سيطرتهم عليه بخلاف ما تروج له قيادات المسلحين عن زيادة أعداد متطوعيهم.
    ويلجأ المسلحون إلى إجبار بعض المراهقين في الأحياء الشعبية الفقيرة للالتحاق بكتائبهم تحت التهديد وتصفية أفراد عائلاتهم، ويشهد على ذلك الكثير من الحالات التي دفع فيها الأب والإخوة حياتهم ثمن رفضهم القتال إلى جانب جلاديهم والمتآمرين على أمن بلدهم.
    كما نفى مصدر مسؤول ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة بـ«1.5» طن من المتفجرات قرب حاجز قصر الضيافة في حلب مؤكداً أن هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً.
    ودعا المصدر في تصريح لوكالة «سانا» وسائل الإعلام المختلفة إلى توخي الدقة والتأكد من أي معلومة قبل نشرها.
    وفي ريف دمشق، أكدت مصادر أهلية مقتل المئات من مسلحي ميليشيا «الجيش الحر» ليلة الإثنين الثلاثاء خلال هجوم شنوه على قواعد عسكرية في الغوطة الشرقية، وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن «المئات من المسلحين هاجموا هذه القواعد، ونجح عناصر الجيش العربي السوري الموجودون فيها بإحباط الهجوم وكبدوا المهاجمين خسائر فادحة». ومضت المصادر تقول: «لقد فر المسلحون بعد مقتل المئات منهم».
    وقالت مصادر أهلية أخرى لـ«الوطن»: إن الاشتباكات في حي التضامن جنوب دمشق تواصلت بين وحدات الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة لليوم الثاني على التوالي، موضحة أن وحدات الجيش تتقدم في الحي وتكبد المسلحين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
    وبدأت وحدات من الجيش صباح الإثنين عملية عسكرية واسعة في حي التضامن جنوب دمشق لتطهيره من مجموعات مسلحة تسللت إليه.
    بدورها، قالت وكالة الأنباء «سانا» إنه «في إطار مهمتها الوطنية واصلت قواتنا المسلحة أمس ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعتدي على الممتلكات العامة والخاصة وتروع أهالي السبينة وزملكا والسيدة زينب والتضامن في دمشق وريفها وقضت على عدد من أفرادها».
    وذكر مصدر مسؤول أن وحدة من القوات المسلحة «اشتبكت مع مجموعة إرهابية في بلدة زملكا وصادرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتها» موضحاً أن «الاشتباك أسفر عن القضاء على جميع أفراد مجموعة ما يسمى «لواء تحرير دمشق» مع متزعمها الإرهابي محمد عبد السلام ادريس».
    وأضاف المصدر: إن وحدة من القوات المسلحة قضت خلال اشتباكها مع مجموعة إرهابية قرب مشروع الحسينية الجديد في منطقة السيدة زينب بريف دمشق على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين، وأشار إلى أن وحدة أخرى «نفذت عملية نوعية دمرت خلالها سيارة مفخخة قرب دوار السبينة كان الإرهابيون ينوون نقلها إلى مكان آخر ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم».
    وفي حي التضامن اشتبكت وحدة ثالثة «مع مجموعة إرهابية قرب جامع العثمان وقضت على العديد من الإرهابيين وأصابت آخرين».
    وذكر مصدر مسؤول أن «وحدة من عناصر الهندسة فككت عدداً من العبوات الناسفة زرعها الإرهابيون قرب جامع الزبير في الحي قبل أن يفروا هاربين تحت ضربات الجيش القاضية باتجاه بلدة يلدا بريف دمشق».
    كما اشتبكت وحدة من القوات المسلحة «مع مجموعة إرهابية مسلحة في بساتين اللوان بدمشق وأوقعتهم بين قتيل ومصاب».
    وذكر مصدر مسؤول أنه «تم القضاء على معظم أفراد المجموعة الإرهابية الذين استهدفوا أحد حواجز الجيش بالأسلحة في بساتين اللوان قرب داريا

    الوطن
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.