• "القبة الحديدية" ترسب مجدداً وتفقد ثقة الصهاينة

    الاعلام الحربي- غزة

    تفقد منظومة القبة الحديدية شيئاً فشيئاً ثقة الصهاينة القاطنين جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، في المستوطنات الواقعة فيما يسمى بـ" غلاف قطاع غزة"، والتي تطالها القذائف الصاروخية التي تطلقها فصائل المقاومة رداً على الاعتداءات الصهيونية المتواترة على سكان القطاع.

    وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال أجرى سلسلة من التجارب في الرابع من الشهر الحالي لفحص التطورات التي تم إدخالها على القبة الحديدية، إلا أن صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ذكرت أن هذه القبة لم تعترض صواريخ الجهاد الاسلامي التي أطلقت من قطاع غزة صوب أهدافها في فلسطين المحتلة خلال جولة التصعيد الأخيرة، التي قادتها سرايا القدس.

    وتشهد جبهة قطاع غزة موجة من التصعيد الذي بدأه الاحتلال منذ يوم السبت الماضي، واستشهد خلاله 6 فلسطينيين من بينهم مجاهدين من سرايا القدس وأصيب 52 آخرون، فيما ترد المقاومة بقصف بلدات الاحتلال المحاذية لغزة بوابل من الصواريخ والقذائف.

    والقبة الحديدية نظام دفاع جوي متحرك طُور من قبل شركة "رافئيل" العسكرية الصهيونية لأنظمة الدفاع المتقدمة، والهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.

    وكان الكنيست الصهيونية أقر زيادة ميزانية وزارة جيش الاحتلال عن الحد الأعلى للميزانية السنوية، ليبلغ حجمها 60,7 مليار شيقل (15,8 مليار دولار)، بعد أن أظهرت القبة الحديدية إنفاقاً متزايداً عند مواجهتها صواريخ المقاومة.

    ويرى محللان سياسيان أن هذه المنظومة الدفاعية باتت محل سخرية وفقدت ثقة الصهاينة بعد فشلها في تحقيق أهدافها التي جاءت من أجلها، وهو الأمر الذي يزيد من حدة السخط الشعبي على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي ينفق ملايين الدولارات على هذه المنظومة دون فائدة.

    فشل المنظومة

    ويوضح المحلل السياسي حسن عبدو أن القبة الحديدية نظام حظي في الماضي بتأييد واهتمام ودعم كبير من الحكومة الأمريكية، إلا أنه وبشكل واضح ثبت فشله في تحقيق الهدف الذي صُنع من أجله، واستطاعت صواريخ المقاومة وطائرة أيوب التي أطلقها حزب الله أن تكشف عورة هذه القبة.

    وقال: "إن القبة الحديدية أظهرت فشلها في مواجهة صواريخ المقاومة وكذلك تجلى فشلها عند عدم مقدرتها كشف الطائرة الاستطلاعية أيوب التي أطلقها حزب الله، لذلك لم يعد الصهاينة يثقون بها".

    وأكد "عبدو" أن هذه المنظومة باتت محل تساؤل لدى الخبراء الصهاينة حول مدى جديتها وأهميتها في مواجهة صواريخ المقاومة أو الدفاع عن الأجواء عند اندلاع حرب مستقبلية، مقارنة بحجم الأموال التي أُنفقت عليها والتي كان آخرها المنحة الأمريكية التي تزيد عن مليار ونصف مليار دولار.

    وأضاف: "المقاومة استطاعت ضرب العمق الصهيوني في مناطق مختلفة وأن تصيب أهدافاً، وهذا يدل على أن الصهاينة لم يعودوا يهتمون بهذه القبة أو بالإجراءات التي تتخذ من أجل تحسينها، بل تحول ذلك إلى غضب متزايد ضد رئيس الحكومة نتنياهو".

    وبيّن أن القبة الحديدية ألقت بآثارها السلبية المعنوية والمادية على الكيان الصهيوني، مستدركا: "على صعيد الجانب المعنوي باتت محل سخرية لدى الصهاينة والخبراء العسكريين، أما اقتصادياً فقد باتت مرهقة مادياً بعد إنفاق مبالغ طائلة على تجاربها وأثبتت فشلها أمام المقاومة".

    صراع حامي الوطيس
    من جهته، أكد المحلل السياسي المتخصص بالشئون الصهيونية وديع أبو نصار، أن صراعاً حامي الوطيس يدور بين الأوساط الصهيونية الرسمية حول مدى جدية ومنفعة منظومة القبة الحديدية التي باتت تكلف الاحتلال أموالًا باهظة رغم أنها لا تنجح في العادة في اعتراض صواريخ المقاومة في غزة.

    وقال: "إن أكثر من نصف قادة الاحتلال يؤيدون وقف المنظومة لأسباب عديدة منها: أنها رغم تكلفتها المالية الباهظة إلا أنها اعترضت عدداً صغيراً نسبيًا، كما أن التكلفة لا تبرر شراء المزيد من صواريخ هذه المنظومة".

    وأوضح "أبو نصار" أن القبة الحديدية تواجه مشاكل بسبب قصر المسافة التي لا تمنح مجالًا للمنظومة بصد الصواريخ، فضلاً عن أنها تؤثر سلبًا على الميزانية العامة.

    وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تخشى أن تدخل في عجز كبير خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الصهيونية، كما أن "نتنياهو" يخشى من غضب سكان بلدات (غلاف غزة) بسبب فشل أداء هذه المنظومة في تحقيق هدفها.

    ولفت النظر إلى أن الصهاينة باتوا لا يثقون بالقبة الحديدية ولا يعتبرونها مصدراً للأمن والأمان من صواريخ المقاومة، مضيفاً: "إن سكان البلدات الصهيونية المجاورة لغزة يخشون التصعيد الصهيوني على القطاع أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؛ لأنهم يعرفون أن الثمن سيكون كبيراً ومكلفاً".

    ونوه إلى أن تكلفة إطلاق صاروخ واحد من القبة الحديدية تجاه صاروخ فلسطيني، لا يقل عن 100 ألف شيكل، وهو الأمر الذي يزيد من أعباء الكيان الصهيوني الاقتصادية ويجعل هذه المنظومة عبئا كبيراً أمام عدم فعاليتها.

    وذكر أن جيش الاحتلال سبق وأن أوقف عملها بسبب فشلها في اعتراض صواريخ المقاومة، ولكن الجيش يرى أنها ستكون ذات فائدة أكبر في أي حرب مستقبلية مع لبنان أو إيران أو أي دولة أخرى باستثناء غزة

    سرايا القدس
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.