تحولات ورقاء تحولات ورقاء عاد الغريب يعتريه حزن البلاد كلها يشعر باللوم الشديد , لم يخطر بباله أن تتحول ورقاء لفراشات تتطير نحو النار, في أخر تجربة قام بها تحولت تلك المرأة إلى زهور يانعة بالرغم من جمالها لكنها كان يعشق الشجرة أكثر , لم يحزن على المرأة التي تحولت إلى صخرة صماء أو تلك التي تحولت إلى طير طار في السماء بعيدا أو التي تحولت إلى عطر فاح بالوادي لكن حزنه على ورقاء جعل ناراً تسري في عروقه استحال فكره كرة نار وأصبحت الحكمة لديه ضربا من الجنون والعبث, فقد توازنه وأحس أنه يمشي فوق الأرض , في طريق عودته إلى القلعة كانت طيور تطير فوقه وأزهار تلاحقه وعطر زكم انفه وصخور تتدحرج من جانبه ركض هاربا كانت كل القبور تلاحقه وما إن دخل قلعته حتى شاهد الحكيم على باب القلعة . إنهم إنهم يلاحقونني قال الغريب للحكيم من هم قال الحكيم . إلا تشم رائحة هذا العطر انظر انظر وأشار بيده إلى الخلف لكن الحكيم لم يتحرك ودخل إلى القلع مباشرة , نظر الغريب إلى الخلف لكنه لم يشاهد أي شيء , سال عرقه واضطرابه على كامل جسده , ثم دخل القلعة - ما بك أيها الغريب - لقد ماتت ورقاء أيها الحكيم... ماتت وتحولت إلى فراشات واحترقت بالنار - وأنت أين كنت . - لقد حاولت أن أمنعها عن النار لم أقدر لم أقدر كانت الفراشات تقترب هائمة إلى النار دفعت واحدة فارتمت أرضا بلا حراك خشيت أن أقضى على الباقيات , لكنها ظلت تحوم حول النار حتى احترقت كلها.كنت كالمجنون أقاتل الهواء وأطوح بيدي . - ولماذا لم .......كان الحكيم يتابع... – صاح الغريب لماذا لماذا ... لماذا هذه التجربة أصلا ً لم أعد أريد شجرة ولا ثماراً كف عني نصائحك. - قال الحكيم: هوذا الطريق أيها الغريب محفوف بالهزائم محفوف بالأوجاع لكنك لا بد أن تصل إلى هدفك , لو أنك دفعت الفراشات أرضا أرضاً كانت ستتحول مرة أخرى إلى ورقاء لن تموت تحت الأرجل لكنها العاطفة قد أعمتك ,الرأفة في غير مكانها ,صاح الغريب بغضب: وما يدريني أيها الحكيم وما يدريني أنها ستتحول وتنهض مرة أخرى لماذا لم تقل لي لماذا لم ترشدني. - لماذا لم تخبرني أنك ستجري تجربة هناك في المقبرة, كنت أحسب أن لا مكان للحب بين القبور لكنك اندفعت وراء نزوة عابرة ,ويحك أيها الغريب يجب أن لا يربكك عطشك, يجب أن يزيدك قوة.. ويحك. - صمت الغريب ....لازال يتذكر مشهد احتراق الفراشات يبكي في ذاته .. أيها الحكيم ... لماذا كان يجب أن تكون النار حاضرة , ربما لم تكن الفراشات ستحترق. - ضحك الحكيم حتى قهقه يا صغيري لو لم تكن النار موجودة كانت ستتحول ورقاء إلى شجرة بل كل النساء كن شجرات لكنها هي الشروط عزيزي, لا تعترض على ذلك كن حذرا . - لن اعترض لكن الم تكن هناك طريقة تحول ورقاء إلى شجرة بوجود النار . - استغرب الحكيم من السؤال لم يكن يدري إجابة له ولم يكن يستطيع الاعتراض عليه فانسحب من المكان تاركا الذهول يخيم على المكان صمت صارخ عم القلعة . وكأنه كان هناك من يستمع إلى الغريب و حكيمه وتسللت إلى المكان هسهسة بعيدة كانت أشبع بدندنة مألوفة هوذا... هوذا صوت ورقاء تغني الأغنية ذاتها في مقبرة الرجل الواحد تذكرها فهو يعرفها جيدا كان يستمع إليها كل ما ذهب للمقبرة . - صاح ماذا تقول أيها الحكيم بقبر واحد لورقاء قبر واحد جاءه صوت الحكيم متخامداً إياك أن تعود للمقبرة إياك . - عادت الدندنة قوية وقد نسجت عليها كلمات جديدة على لحن ورقاء كانت تقول : أنت زرعتني أنت أنت قتلتني أنت أنت زرعتني أنت أنت حرقتني أنت مرت لحظات اعترك الغريب وجدران القلعة حتى كادت أن تطبق على أنفاسه فخرج من القلعة عاد الغناء , زفر الغريب وأخذ بالبكاء بكاء مرير ثم بالعويل لكن شدة بكائه لم تمنع الأغنية من الوصول إلى أذنيه وقلبه : أنت قتلتني أنت حرقتني كان يطوح بيديه في الهواء كأنه يبعد طيور الظلام عنه. مشى هائما يبحث عن وجه ورقاء في كل شجرة في كل صخرة في كل وردة ظل يمشي حتى وصل إلى مقبرة الألف امرأة هناك كان الصوت أقوى .. رددت كل القبور وراء ورقاء : أنت قتلتني أنت أنت حرقتني أنت كفى صاح الغريب ..أنا لم أحرقك .... لم أحرقك عاد الصوت شامتا: أنت قتلتني أنت أنت حرقتني أنت أنت من أعجب بشكل بالنار وغرك حسيسها ولونها ما دريت أنها الاحتراق بل لم تحس إلا حين صرت رماداً أسودا ً كنت تتلذذين بهواك. خرس الصوت حينها جلس الغريب منهكاً على حافة المقبرة نكس رأسه وغرق في حزنه, كانت شلالا يغدق فوق رأسه وينابيع ماء أسود تفيض من تحته وظل ساعات وساعات ................ بعد تلك الفترة رفع رأسه حاول أن ينهض لم يقدر سحب رجله لم تتحرك قيد أنملة كأنها معلقة بألف يد اجمع كل قواه وصرخ يا الهي نهض, كانت أطرافه قد قيدت بألف سلسلة وسلسلة .. وقد امتدت من كل قبر سلسة حديدية كبلته, جمع كل قواه وهو القوي لكن سلسلة لم تنقطع كان كالنمر الهائج يزمجر ها هو الغريب قد كبل بألف سلسلة بعيدا عن قلعته وجنوده والحكيم وعادت دندنات ورقاء ترد خلفها كل نساء المقبرة الألف : أنت قتلتني أنت أنت حرقتني أنت .
Originally Posted by عبدالوهاب موسى إشارة راقية الى التوكل لا التواكل. الى السعى والأخذ بالأسباب لا الى التكاسل. دمت بخيروإبداع أخى طارق ولك محبتى فى الله أشكر مرورك الكريم وتعليقك الذي وصل لقلب القصة أحبك الله في ما أحببتنا فيه لك تحياتي أستاذ عبد الوهاب موسى
Originally Posted by ايناس ياله من مغزى ذاك الذي قرأته لما كتبت أناملك سيدي.. ذاك يجعلني أفكر في مدى فهمنا لما يحدث من حولنا..هل ترانا نحسن الفهم أم نحن نؤجله حتى نفاجىء أو ربما نفتعل التفاجىء تماما مثلما حدث مع صديقك.. علنا نصحو قريبا و يعود الفهم واحدا لا يختلف عليه اثنان..مبنيا على فهم صحيح لدين الاسلام.. ذلك ما فهمت و أرجو ألا أكون قد أخطأت.. سلام الله عليك تماماً هو وصفك الدقيق نحن نؤجل حتى نفاجىء الأمر يستحق الوقوف والتأمل بصمت عميق تحياتي لك
إشارة راقية الى التوكل لا التواكل. الى السعى والأخذ بالأسباب لا الى التكاسل. دمت بخيروإبداع أخى طارق ولك محبتى فى الله
[B]ياله من مغزى ذاك الذي قرأته لما كتبت أناملك سيدي.. [/B] [B]ذاك يجعلني أفكر في مدى فهمنا لما يحدث من حولنا..هل ترانا نحسن الفهم أم نحن نؤجله حتى نفاجىء أو ربما نفتعل التفاجىء تماما مثلما حدث مع صديقك..[/B] [B]علنا نصحو قريبا و يعود الفهم واحدا لا يختلف عليه اثنان..مبنيا على فهم صحيح لدين الاسلام..[/B] [B]ذلك ما فهمت و أرجو ألا أكون قد أخطأت..[/B]
تجربة الرد على المدونة تجربة واحد ..... . .