View RSS Feed

طارق شفيق حقي

البيادر الخضراء ..من هنا كان البدء

Rate this Entry
البيادر الخضراء


ما أجمل أن تعيش الأحلام معنا .. ونراها تسبح في أوراقنا البيضاء فتخضر جمالاً وروعة تتجاسد الأحلام مع الأوراق فتغدو كسفن عشق تبحث عن ميناء تحتضنه شوقاً وتعباً في نهاية قصة أو قافية قصيرة , هي ذي الوريقات جرداء كأنها وادي بغير ذي زرع تهتز وتنمو فوقها غلال وأعناب هي ذي الأحلام تجد تربة خصبة ينمو كل صف في سطره فيعلو إلى السطر الأعلى وتنمو جذوره إلى الأدنى . خيال واسع يضرب باحثاً .. تتنقل الأصابع ويداوم بحثه هذا القلم , عما تبحثين أيتها الأصابع , أراك تسافرين من درب إلى درب وتتنقلين في طيات الأوراق تنزلين أودية وتصعدين جبالاً وهذه الوريقات سبل وعوالم .. كنت أظن أن بياض الورقة يمتلئ بأفكارنا هذه الكلمات تظهر من بنات أفكارنا , لكنني الآن أعلم أنني كالممسك بمظهر وهو يظهر العوالم المختبئة بين طيات هذه الصفحات , أحس أحياناً أن هذا المظهر



الذي أمسكه بيدي كريشة رسام خفيفة أو كأزميل ينحت في حجر صوان ينهكني فأرميه , ما باله يتقلب هذا القلم السحري , أراه أحياناً بساطاً طائراً يبحر في دنيا الأسطر ويكون خفيفاً يعلو بي فوق الغمام. فوق الجبال تحملني النسائم وأنظر إلى الأرض من فوق , فأرى الناس جميعاً طيبين .. يستحقون الشفقة والمحبة .. أحب كل الناس , وأحياناً يمسي هذا القلم أشبه فأس أو محراث يحرث في أرض قاسية واصطدم بأحجار غلاظ وأرى الناس كلهم يقفون أمام محراثي فأكره أفعالهم وأحار بن الأمرين سبيلاً .
أحياناً أشعر به كغواصة تغوص بي إلى عوالم غريبة فأرى كلمات تبحر وارائنا تتكلم عن رحلاتنا فهذه عوالم محورة وهذه عوالم الجان وتلك طلاسم مبمة وأخرى غيبيات لا تقرأ الآن بل تمور وتخبر عن أسرار وأسرار .
أحياناً يغرقني في مداده فأشعر بأني لا أفهمه أولا أفهم نفسي , وأحياناً أضيع في الليل الذي يخرج من رأسه وأمسي لا أبصر يدي فيه , وأحياناً أراه كما فرات ناصع للجميع أحياناً يأخذ بالحداء فأنسى نفسي ويسكت بعدها فأرى نفسي قد قطعت مسافات بعيدة ما كنت لأقطعها لولا صوته , وأحياناً أجده أخرساً ثقيلاً يتبعني حمله , وما أعرف إذا كنت أنا أحمله أم هو يحملني , صحيح أنني أمسك به , لكنه يمسك بي هو أيضاً .
أجدني أمسك بذيله فتراه يطير ويعلو إلى الفضاء وكأني أمسك بطائر خرافي وتنسال علي الأنوار فأحسبه كبراق يعرج بي .
وأحياناً أحس كأني أمسك بمارد أخرق أهوج يشتعل هرجاً ومرجاً وأحياناً أحس كأني أمسك بحشرة تلسعني وتؤلمني وأحياناً أحسه يتحول من براعم غصنة إلى أشواك تشوكني .
يأخذني أحياناً للقاء أجمل الجميلات ويشعل في الكلمات فأكتب قصائد الشوق فيها وأحياناً يأخذني كرم مقدس ويفسر لي الغيبيات ويعلمن التأميل والتفسير فأكتب الاتهامات وأبوح بأجمل الدعاء .
أحياناً يكون كسماعة الطبيب أو ميزان الحرارة وأحياناً حاد في يد الجراح أحياناً يكون أداة في يد كاهن أو عراف يضرب بالرمال .
وأحياناً كمسبر في بد عامل .. يكون كبندقية أو راجمة صواريخ يكون كترس أو مضادات أرضية .
يكون كمنارة فوق بحور الأوراق , لكنه أحياناً ينطفئ فانطفأ وأتخبط بين أمواج الكلمات والحروف وأبقى أرتطم بإشارات التعجب وأتعلق بإشارات الاستفهام واستنجد بحرف الياء .
فسبحان الله من علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .
Tags: None Add / Edit Tags
Categories
Uncategorized

Comments

Leave Comment Leave Comment

Trackbacks

Total Trackbacks 0
Trackback URL: