مشاهدة تغذيات RSS

داود سلمان الشويلي

تجليات الاسطورة - قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني - تقنيات بناء الشخصية (*)

تقييم هذا المقال
تجليات الاسطورة
قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني

تقنيات بناء الشخصية (*)

داود سلمان الشويلي

من اعقد العوالم في حياتنا المعاشة – الآن وفي كل الازمنة - هو عالم الشخصية الانسانية ، فهو عالم معقد ، متنوع الاتجاهات على الصعيد النفسي والاجتماعي والثقافي ، حتى تعددت الصفات التي تصف كل اتجاه تتجهه اليه هذه الشخصية او تلك ، فنجد الشخصية الانسانية تحب وتكره ، وللحب والكره درجات لها اسماءها المختلفة ، وكذلك فأنها تقوم بالحسد ، ...الخ .
ولما كان هذا هو ديدن الشخصية الانسانية في معترك الحياة ، نرى ان فنون الادب السردي التي تتحدث عن شخصية ما قد نقلت تلك الصفات من واقع الحياة الى هذا الفن ، فتنوعت عند ذلك صور الشخصية في العالم السردي كتنوعها في عالم الواقع .
الا اننا نجد بعض فنون السرد ( الفن القصصي خاصة ) قد عقـّدت عالم الشخصية اكثر مما هي معقدة في الواقع .
ولا نجانب الصواب اذا قلنا مع القائلين: بأن السرديات – فن القص خاصة – هي فن الشخصية ،ذلك لان هذا الفن يقوم بأبداع شخصية ما ، فالملحمة انتجت لنا شخصية جلجامش ، وانتجت ما وصلتنا من احداث عن عنترة شخصية عنترة ، وكذلك القول عن الاميرة ذات الهمة ، واساطير كثيرة انتجت شخصيات في التاريخ الانساني مثل: شمشون ، وهرقل ، ...الخ.
وعندما نأتي الى الكتب السماوية وما تحويه من قصص نجدها قد انتجت شخصيات من مثل : يوسف ، وايوب وسليمان على سبيل المثال.
ويضم نصنا المدروس مجموعة من الشخصيات الرئيسية واخرى ثانوية ،اضافة الى شخصية حيوانية وهمية هي الذئب، ويمكن توزيعها كالآتي :
آ - الشخصيات الرئيسية ، وهي :
يوسف ، الاب ، الاخوة ، العزيز ، زوجة العزيز .( شكل – 1 -)
ب - الشخصيات الثانوية ، وهي :
رجال القافلة ، السجينين ،الشاهد ، النساء ، الملك . ( شكل – 2 -)
ج – الشخصية الحيوانية :
الذئب ( وهي شخصية وهمية ) .
يقول الجاحظ في كتاب الحيوان عن الذئب : (( ولذلك قال أبو علقمة: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف رجحون، فقيل له: فإنّ يوسف لم يأكُلْه الذّئب، وإنما كذبوا على الذِّئب؛ ولذلك قال اللّه عزَّ وجلّ: (( وَجاؤُوا عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كذبٍ))، قال: فهذا اسمٌ للذئب الذي لم يأكلْ يوسف)). (1)
وللشخصية في هذا النص ، كما في نصوص كثيرة ، سماوية ام وضعية ، قديمة ام حديثة ، فنية ام غير فنية ، دور كبير في اطراد السرد، فهي المهيئة للاحداث ، والمساعدة للشخصية الرئيسية على ان تنمو في الحياة لتبقى حية ، وهي تختلف عن الشخصية المانحة في القصص الشعبي (2) ، ذلك لانها تساعد البطل على استمراريته في الحياة ، وفاعليته فيها ،أي انها شخصية مساعدة.
فالوارد – ساقي القافلة - عندما يـُخرج يوسف من البئر فأنه قد ساعده على ان يستمر في الحياة ، أي انه انقذه من موت محتم .
والسجين قد ساعده في نشر خبرته بتفسير الرؤى امام الملك ، ومن ثم استمراره في الحياة.
ان كل الشخصيات الاساسية او الثانوية لها دورها في بناء سردية النص ، او في بناء شخصية البطل على المستويين الواقعي والفني .
ان الشخصية الرئيسية لهذا النص ( القرآني والتوراتي والاسطوري) هو يوسف ، اما الشخصيات الاخرى ( رئيسية وثانوية ) فأنها تدور حولها لتهيء الاحداث لها من خلال تسبيبها او المشاركة فيها .
ويمكن ان نصنف الشخصيات حسب المكان في مجموعتين توصل بينهما مجموعة ثالثة تدخل لمرة واحدة ثم تخرج من النص دون العودة له مرة اخرى.
المجموعة الاولى :
الاب ، الاخوة .
المجموعة الثانية :
العزيز ، زوجة العزيز ، السجينان ، الملك ، الشاهد ،النساء .
اما رجال القافلة ( السيارة ) فهم الاداة التي نقلت يوسف الى المكان الثاني – انها شخصية رابطة - ، بعيدا عن اهله .
***
الشخصية الرئيسية :
وهو يوسف ، اذ يبدء النص مباشرة به وبرؤياه التي رآها في المنام ووصية ابيه يعقوب له الا يقصص رؤياه لاخوته فيكيدون له حسدا .
مثل هذا البدء من نقطة اساسية ومفصلية في حياة الصبي يوسف دون الرجوع الى ما سبقها من امور واحداث ربما مرت بحياته قبل الرؤيا، قد جعل السرد يتخذ له تقنية كثيرا ما استخدمتها فنون القص الشعبي كـ ( السالفة ، الحكاية بكل انواعها ، الاسطورة) وكذلك فن القص الحديث ، وتسمى هذه التقنية بالسرد الدائري .
يخرج يوسف مع اخوته الى الرعي ، فيرمون به الى الجب بعد ان بيتوا ذلك ، ويعودون الى ابيهم ليخبروه ان الذئب قد اكله ، بعد ان يضعوا على قميصه دما غير دمه ( كذبا ) ليحتالوا على والده بذلك ، الا انه لم يصدقهم أدعائهم ذاك .
تأتي سيارة ( قافلة تجارية ) فتخرجه من الجب وتأخذه معها الى مصر لتبيعه هناك الى عزيز مصر .
يظل يوسف في قصر العزيزالذي يوصي زوجته ان تكرم مثواه ، فتقع زوجة العزيز في حبه ، وتحتال على يوسف بتغليق ابواب البيت، وتطلب منه ان يطارحها الغرام، الا انه يرفض ، ويهرع راكضا نحو الباب ، فتجره اليها ممسكة به من قميصه، فيتمزق القميص ، في هذه الاثناء يدخل زوجها وصديق له فتخبره – كاذبة - ان يوسف طلب منها ان يطارحها الغرام الا انها رفضت ، الا ان صديقه يتحقق من القضية ،ويخبر العزيز ان زوجته هي الفاعلة ، وذلك لو كان قميص يوسف قد تمزق من الامام لكان هو الفاعل الا ان القميص قد تمزق من الخلف، وهذا يعني انه كان هاربا منها وهي التي لحقت به ، وهذا اول تحقيق جنائي يذكره القرآن في التاريخ ( التفاسير تذكر انه طفل رضيع من اهل البيت ، او ابن عم العزيز) .
يشيع الخبر بين نساء الطبقة العليا في المجتمع ، ولكي تريهن الشخص الذي يلمنها عليه ، تدعوهن الى بيتها ، وتقدم لهن فاكهة مع سكاكين لتقشيرها ، وتأمره بالخروج اليهن، وعندما يرينه يجرحن ايديهن لشدة اندهاشهن من جماله.
تحتال زوجة العزيز لتدخله السجن ، فيما هو يتمنى ذلك ليبتعد عن غوايتها ، ورغم معرفة الزوج بكيد زوجته الا انه يسجن يوسف .
في السجن يدخل معه شابان ( خادما الملك )، وفي يوم ما يطلبا منه ان يقوم بتعبير رؤاهم، فيقوم بذلك ، وعندما يخرج الشابين ، يطلب يوسف من احدهما ان يخبر سيده الملك عنه .
في يوم ما يرى الملك رؤيا لا يستطيع كل معبري الرؤى ان يفسروها ، فيتذكر ساقي الملك يوسف ، فيخبر الملك ان في السجن شخصاً يستطيع ان يعبر له رؤياه ، ويقوم يوسف بتعبير رؤيا الملك ، فيطلب الملك ان يأتوا بيوسف اليه ، فيرفض ، لانه سجن بغير ذنب وطلب ان على الملك ان يتحقق في ذلك ، فيرسل الملك الى زوجة العزيز والنسوة ، فتعترف بذنبها ، ويخرج يوسف من السجن ويصبح وزيرا للملك. (3)
تتحقق رؤيا الملك فتجتاح المنطقة مجاعة ، فيحتاج اهل يوسف الى الحبوب ، فيرسل يعقوب أبنائه الى مصر ليشتروا الحبوب من وزيرها (يوسف)، فيطلب منهم يوسف دون ان يعرفوه ان يأتوا باخيهم من ابيهم في المرة الثانية والا فأنه لم يزودهم بالحبوب .
يطلب الاخوة من ابيهم ان يسمح لهم برحيل اخيهم الصغير ( اخ يوسف من امه وابيه ) ليكتال معهم والا سوف لم يزودهم العزيز بشيء ، ويأخذ الاب ( يعقوب ) منهم ميثاق عهد بأنهم سيحافظون عليه .
وبحيلة السرقة ، يبقي يوسف على اخيه ، ليذهب الاخوة الى ابيهم دونه.
لا يصدق الاب ( يعقوب ) بما قاله الاخوة ( النص القرآني يلمح بمعرفة يعقوب بحال يوسف ) فيطلب منهم ان يعودوا الى مصر ليأتوا بأخبار يوسف واخيه، ((يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) .
عندما يصل الاخوة الى يوسف يعرّفهم بنفسه ، ويطلب منهم ان يأخذوا قميصه الى ابيه ، فيفعلوا ذلك ويجتمع شمل العائلة .
من خلال الاحداث التي مرت بشخصية يوسف ، نرى ان هناك اكثر من شخصية ساعدت على بنائها، واقعيا وفنيا ، من خلال مشاركتها في صنع الاحداث ، او بتسبيب حدوثها ، بحيث اصبحت هذه الشخصية اما قوية بها او من خلالها او ضعيفة ، مما جعل بناءها في اضطراد ، وفي حالة نمو بصورة ايجابية .
فيوسف نجده في حالة ضعف معنوي في فترة الصبا ( رميه في الجب ، وبيعه )، وضعيفا امام المرأة في برهة زمنية قصيرة (ولقد همت به وهم بها)، وهو يستجيب لطلباتها (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ) وثالثا عندما يأس من ان يعيش بعيدا عن الغواية (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) .
و النص يبين لنا مسار هذه الشخصية في مكانين مختلفين .
ففي المكان الاول (كنف العائلة ) يبين لنا النص ان هذه الشخصية هي صاحبة رؤى( في النص القراني رؤيا واحدة وفي النص التوراتي رؤيتين ) ، فيما تصبح في المكان الثاني معبرة للرؤى( تعبير رؤى السجينين ورؤيا الملك ). اذ من خلال رؤيا يوسف ينشأ فعل كيد الاخوة له ورميه في الجب ، أي ان الرؤيا( وهي هنا فعل استشرافي للمستقبل ) تكون مسببا لفعل هام في النص ، اما رؤى السجينين فهي على الرغم من انها استشراف لمستقبلهم، الا انها تكون سببا لان يعرف الملك به بعد تعبيرها ، وتبقى رؤيا الملك هي المسببة لان يتحول يوسف من حال الى حال ، اذ تكون بسببها براءته ومن ثم يكون هو العزيز في مصر .
هكذا تكون للرؤى- في هذا النص – فاعلية سردية.
اضافة للرؤى ، كانت للحيلة فاعليتها في النص وسرديته ، اذ نجد يوسف يحتال لجعل اخيه سارقا للمكيال ليبقيه عنده .
ان النص يقدم لنا انسانا يعتريه الضعف والقوة ، ويهم بالوقوع في الغواية ، ويستخدم الحيلة .
يقول النيسابوري: ان الاضافات التي اضيفت الى اسم يوسف كثيرة ، منها :
- رؤيا يوسف.
- ذئب يوسف .
- قميص يوسف .
- حِسن يوسف .
- ريح يوسف . (4)
***
شخصيات المجموعة الاولى:
الاب ، الاخوة .

الاب :
وهو«يعقوب» اسم عبري معناه «يعقب» أو «يمسك العقب» أو «يحل محل». ويعقوب هو ثالث آباء اليهود، وهو ابن إسحق وجَدّ اليهود الأعلى وتوأم عيسو الأصغر. اثتاء ولادته أمسك بكعب قدمه (بالعبرية: عقب)، ومن هنا كان اسمه (تكوين 25/26). (5)
يقدم لنا النص هذه الشخصية كشخصية عارفة بكل شيء (كلي العلم)، مستشرفة للمستقبل ، ذلك لانها شخصية قدسية ( نبي) ، وعلى الرغم من قدسيتها فأن النص لا يبعدها عن بشريتها ، فهي بريئة بحيث تنطلي عليها كل حيلة رغم معرفتها بحدوثها مستقبلا ، وهي تحزن ، وتمرض حالها حال البشر الاخرين.
النص لا يذكر لنا تعبير الاب لرؤيا ابنه ، الا انه يوحي بوقوع أمر جلل ليوسف ، فتتخذ هذه الشخصية دور الناصح ، فيطلب من يوسف ان لا يقصص رؤياه لاخوته كي لا يكيدوا له ، وعلى الرغم من ذلك تقع المكيدة .
تظهر هذه الشخصية اكثر من مرة ، وفي ظهورها هذا تساعد في بناء السردية ، عندما تساعد في بناء الشخصية الرئيسية للنص ( يوسف ) .
فهي تبدأ بالنصيحة ، ثم بالخوف على حياة البطل، ومن ثم الحزن على فقده ، وبعدها الحث على البحث عليه وعلى اخيه ، دون ان تفقد الامل في ايجاده ، او في معرفة حياته المستقبلية.
وهي كذلك المسببة في فعل رحيل الاخوة عدة مرات الى مصر ، اما للميرة ، او للبحث عن يوسف واخيه ، اذ لولاها لما تم الرحيل من قبل الاخوة .
واذا كان النص يبدأ بيوسف وابيه ( ذكر رؤيا يوسف ) فأنه ينتهي بهما ، اثناء اللقاء ومجيئها الى مصرللقاء الابن ، فيكون عند ذلك بناء سردية النص بناء دائرياً.
ان الشخصية هذه شخصية قدرية ، تؤمن بما صنع وسيصنع لها القدر(الله في النصوص المقدسة)، مسلمة كل شيء في حياتها له ، ولا تقف حائلا لرد ما يصيبها .
فهي تعرف بأن ابناءها سيكيدون لاخيهم الصبي (يوسف) الا انها لا تمنع هذه المكيدة بعدم السماح بمرافقة يوسف لهم ، فتقع المكيدة ، وتبدأ احزانها ، ولا تنتهي هذه الاحزان الا في نهاية النص عندما يلتقي بأبنه المفقود ، من هذا الجانب فأن النص في هذا المجال معني بحزن الاب على الابن المفقود ، ويمكن ان يكون هذا النص نص الاب الحزين ، الاب الصابر الذي لا يضيع الامل.
مثل هذه الشخصية وبمعرفتها بما سيأتي وبصبرها ، ساعدت البطل كثيرا في بناء شخصيته على المستوبات كافة .
وعلى الرغم من ان شخصية يوسف هي المحورية في النص- وكذلك في النص القرآني حتى سميت السورة بأسمه - الا اننا وجدنا ان شخصية الاب هي الطاغية اكثر في النص ،اذ ان احداث النص كلها تدور حول يوسف ، لكننا نجد ان الكثير من هذه الاحداث قد وقعت بسبب الاب ، او انه يعلم بها اساسا (من خلال نبوته).
اذ كان يعلم بما سيجري لابنه ، وكان يعلم بأن الذئب بريء من دمه ، وكان يعلم ان ابنه حي يرزق ، وكان يعلم انه سيلتقي به ، وهذا ما يستشف من النص وليس من قدسية يعقوب او مما قاله المفسرون .
فعندما يخبره يوسف برؤاه يرد عليه قائلا : (( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للانسان عدو مبين * وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم )) رغم اننا لا نستطيع الجزم بقائل العبارة الاخيرة ، الا انها مترابطة ومكملة للعبارة الاولى .
وعندما يطلب الاخوة من ابيهم ان يسمح ليوسف بالذهاب معهم للمرعى ، فأنه يجيبهم قائلا : (( إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون)).
وعندما يعود الاخوة بقميص يوسف ملطخا بالدم ويخبروه بما جرى ، يقول لهم : ((بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )) .
وعندما يطلب يعقوب من ابنائه ان يدخلوا المدينة من ابوا ب متفرقة – مع عدم علمنا السبب - : (( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) .
وفي نهاية النص يطلب من ابنائه ان يبحثوا عن يوسف واخيه، لانه يعلم بوجودهما حيين: ((يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه)) .
وهكذا تتبين كلية العلم عند الاب ، واذا كان النص القرآني يعزو ذلك الى النبوة ، فأن اغلب النصوص السردية الوضعية تبعدها من تلك القدسية وتعطي اسبابا اخرى.
***
الاخوة:
يتقاسم النص ثيمتان رئيسيتان ، هما :الحسد ، والعفة .
ان ثيمة حسد الاخوة لاخيهم المفضل ، دفعت بالنص لان يتحرك بفاعلية الى امام في القسم الاول للنص التي تدور احداثه في المكان الاصل للعائلة ، وظلت ظلال هذه الثيمة تفعل فعلها في القسم الثاني ، بعد ان يصبح يوسف عزيزا(وزيراً) ، فيما الثيمة الرئيسية الثانية ، وهي العفة ، انبنت عليه احداث القسم الثاني لتجعل وتيرة السرد تتصاعد ويكتمل بناء الشخصية .
والحسد هنا ليس معناه (ضربة العين ) بالمفهوم الشعبي ، ولكنه المرض الاجتماعي الذي يصيب اشخاصا ما – لاسباب عديدة - ويدفعهم الى ارتكاب جريمة ما بحق الشخص المحسود .
كان يوسف الابن المفضل عند ابيه ، ولم يذكر النص اسباب هذا التفضيل ، الا ان ما تناقلته السِنة الرواة والمفسرين - وهي حتما تنقل عما تناقلته الذاكرة الشعبية الجمعية من اسباب ، وكذلك الاسرائيليات- هو ان يوسف من زوجة اخرى اكثر شبابا من ام الاخوة ، فيما يذكر النص التوراتي ان السبب هو كثرة رؤاه التي يستشف منها حصوله على الغلبة في قابل الايام .
ومن الحسد هذا انبنى السرد ، ومن الحسد هذا عُرف يوسف .
اذن كان الحسد بداية لوقوع جريمة ، وهذه الجريمة هي رمي يوسف في الجب ، والجب هذا – على الرغم من انه على طريق القوافل - يمكن ان يكون قبرا لمن يرمى فيه .
ولو لم يرمى يوسف في الجب لبقيت حياته كحياة اخوته ، راع ليس الا ، ولما كان السرد ، ولما كانت هناك شخصية يوسف ، ولما كان هناك نص اصلا .
من فعل هذه الشخصيات كان السرد .
لهذه الشخصيات ( الاخوة) حركة واحدة ذات فعالية عظيمة في القسم الاول من النص ، ولكنها تعود بالظهور اكثر من مرة في القسم الثاني ، الا ان ظهورها يأتي بالدرجة الثانية من حيث الفاعلية ، وانما تكون الفاعلية له .
ان هذه الشخصيات وعلى الرغم من فاعليتها في بناء السرد ، الا انها لم تكن ذات تأثير فعال في بناء الشخصية ، ولا في نموها ، اذ انها لم تفعل شيئا في ذات الشخصية ، لكن فاعليتها كانت في اظهار البطل وفي السرد ، وبناء النص .
ورب ساءل يسأل : ان النص القرآني يذكر ان يوسف قد اسر في نفسه ما سمع منهم من اتهام له بالسرقة ، وهذا صحيح ، الا اننا لم نجد لهذه الثيمة أي تأثير على حياته في مصر ، بل ان كل الذي اصابه من تغير ذاتي وموضوعي كان بفعله هو .
***
شخصيات المجموعة الثانية :
العزيز :
اول ما قابل يوسف في مصر هو عزيزها (الوزير) ، وتذكر التوراة ان الذي اشتراه هو مخصي الملك (فُوطِيفَار)، اذ اشتراه بثمن بخس من جماعة القافلة ، وهذا له دلالته في ان يوسف اصبح عبدا يشترى ويباع ، وهذه احد المحن التي مر بها ، الا ان العزيز وبحكم حرمانه من الاولاد ، اوصى زوجته ان تهتم به، ((وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)).
وللعزير دور كبير في حركة السرد وتوليد الاحداث ، فلولاه لما كان ليوسف ذكر في مصر.
ان دخول هذه الشخصية حياة يوسف ، وايضا دخولها في عملية السرد ، جعلت الاثنان – حياة يوسف والسرد – يتقدمان بأطراد الى امام وبفعل حركي ، اذ كان لهذه الشخصية دور في انشاء الاحداث .
- قامت بأنقاذ يوسف وتحويله من عبد الى شخص اخر شبيه بالابن مع مملوكيته.
- سبب غير مباشر في احداث المراودة .
يوحي النص ان العزيز لم يرزق بأبناء، وهذا معناه اما ان يكون عقيما ، او غير كامل الاهلية الرجولية ، ومهما كانت حالته، وكثير من النساء اللاتي وضعهن مثل وضع زوجة العزيز ، تشعر نقصا في حياتها ، فتعوض عن ذلك النقص بالبحث عنه خارج مخدع الزوجية ، ولا نستثني بعض الرجال الذين يمرون بمثل هذه الحالة .
اضافة لذلك ، ما تنقله المرويات الاسطورية ، أي الاضافات المحايثة للنص الالهي ، من ان يوسف كان جميل زمانه ، وهذا معناه وجود حالة هيام ومن ثم شبق جنسي نحوه من قبل زوجة العزيز التي وجدت فيه المعوض عما تمر به في كنف رجل في مثل حالة العزيز اضافة الى انه ربما كان كبير السن.
فضلا عن ذلك فأن وجود شاب بجمال يوسف ، وامرأة بوضع زوجة العزيز في مكان واحد وحدهما يدفع كليهما الى الاخر (ولقد همت به وهم بها) ، (ما اجتمع اثنان الا والشيطان ثالثهم ح كنا يقول الموروث الشعبي) .
هنا نقف عند كلمة ( هم بها ) ، هل كان هذا الهم هو انجذابه نحوها ووقوعه بالغواية ، ام كان غير ذلك ؟
ولما كانت دراستنا للنص دراسة ادبية ، فأننا سنتجاوز ما قيل في بعض التفاسير تحت تأثير معصومية الانبياء من ان يوسف هم بأن يضربها ، او يردعها ، او ...الخ ، الا ان النص وهو يؤكد ذلك سارع في الوقت نفسه الى القول : (ولقد همت به وهم بها).
***
زوجة العزيز :
لا يقدم لنا النص سوى هيامها بيوسف ، والمكيدة له، وما اعدته للنساء من وليمة، لتبين لهن صدق مشاعرها تجاه شخص بجمال يوسف ، ومن ثم اعترافها امام الملك بخطئها.
لم يسمها النص القرآني ، الا ان النص التوراتي يسميها (زليخة)، فأخذت اغلب التفاسير به ، فتأثر العامة بذلك . (6)
وتذكر المصادر التي تحدثت عن قصة يوسف من خارج القرآن عن نهاية زليخة: (( مات العزيز وتملك يوسف وافتقرت زليخا وعمي بصرها فجعلت تتكفف الناس فقيل لها لو تعرضت للملك ربما يرحمك ويعينك ويغنيك فطالما كنت تحفظينه وتكرمينه ثم قيل لها لا تفعلى لآنه ربما يتذكر ما كان منك إليه من المراودة والحبس فيسيء إليك )).
ويرسم ابن كثير مشهد المراودة بأسلوب سردي ، اذ يقول :
(( ... حين خرجا يستبقان إلى الباب يوسف هارب والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت فلحقته في أثناء ذلك فأمسكت بقميصه من ورائه فقدته قدا فظيعا يقال إنه سقط عنه واستمر يوسف هاربا ذاهبا وهي في إثره فألفيا سيدها وهو زوجها ثم الباب فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها وقالت لزوجها متنصله وقاذفة يوسف بدائها ما جزاء من أراد بأهلك سوءا أي فاحشة إلا أن يسجن أي يحبس أو عذاب أليم أي يضرب ضربا شديدا موجعا فعند ذلك انتصر يوسف عليه السلام بالحق وتبرأ مما رمته به من الخيانة و قال بارا صادقا هي راودتني عن نفسي وذكر أنها اتبعته تجذبه إليها حتى قدت قميصه)). (7)
***
السجينان :
هما ساقي الملك وخبازه ، يسجنهما الملك في السجن الذي سجن فيه يوسف ، ويرى كل واحد منهما رؤيا ، ويعبر لهما يوسف تلك الرؤى، الا اننا نجد هناك فرقا كبيرا في الرؤيتين بين النص التوراتي و النص القرآني .
الرؤيتان في التوراة :
رؤياالساقي : (( رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي، فِيهَا ثَلاَثَةُ أَغْصَانٍ أَفْرَخَتْ ثُمَّ أَزْهَرَتْ، وَمَا لَبِثَتْ عَنَاقِيدُهَا أَنْ أَثْمَرَتْ عِنَباً نَاضِجاً. وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَتَنَاوَلْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَوَضَعْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِهِ)).
التعبير: (( الثَّلاَثَةُ أَغْصَانٍ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ. بَعْدَ ثَلاََثَةِ أَيَّامٍ يَرْضَى عَنْكَ فِرْعَوْنُ، وَيَرُدُّكَ إِلَى مَنْزِلَتِكَ حَيْثُ تُنَاوِلُ فِرْعَوْنَ كَأْسَهُ، تَمَاماً كَمَا كُنْتَ مُعْتَاداً أَنْ تَفْعَلَ عِنْدَمَا كُنْتَ سَاقِيَهُ)).
رؤيا الخباز : (( رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً حُلْماً، وَإِذَا بِثَلاَثَةِ سِلاَلٍ بَيْضَاءَ عَلَى رَأْسِي. وَكَانَ السَّلُّ الأَعْلَى مَلِيئاً مِنْ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِمَّا يُعِدُّهُ الْخَبَّازُ، إِلاَّ أَنَّ الطُّيُورَ كَانَتْ تَلْتَهِمُهُ مِنَ السَّلِّ الَّذِي عَلَى رَأْسِي)).
التعبير : (( إِلَيْكَ تَفْسِيرَهُ: الثَّلاَثَةُ السِّلاَلُ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقْطَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ فَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ)).
اما في القرآن الكريم ، فأن الرؤيتين هما :
رؤيا الساقي :
(( إني أراني أعصر خمرا )).
تعبيرها :
(( يسقي ربه خمرا)) .
رؤيا الخباز :
(( إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه)) .
تعبيرها :
(( يصلب فتأكل الطير من رأسه)) .
هكذا يلخص النص القرآني الرؤيتين ، لانه غير معني بتفاصيلهما الدقيقة .
وقد توافق النصان في نهاية السجينين ، فأحدهما يقتل والاخر ينجو ، والذي ينجو ينسى – لفترة - وصية يوسف له بأن يذكره امام الملك .
***
الملك :
للملك دور كبير في حياة يوسف ، فهو الذي مكّن يوسف ان يكون مسؤولا عن الجانب الاقتصادي في المملكة ، وهو الذي اخرجه من السجن ، وكذلك هو الذي برأه من مكيدة زوجة العزيز عندما ارسل بطلبها للوقوف على حقيقة المراودة فأعترفت ببراءة يوسف .
في النص القرآني يسمي هذه الشخصية بالملك ، فيما النص التوراتي تدعوها الملك مرة ، والفرعون اخرى .
***
الشاهد :
هذه الشخصية من اكثر الشخصيات اشكالية عند المؤرخين والمفسرين في النصوص المحايثة للنص المقدس .
فالنص التوراتي لم يذكر ثيمة الشاهد ، اما النص القرآني فيقول عنه: ((وشهد شاهد من أهلها))، فمن يكون هذا الشاهد ؟
هناك اقوال عدة ، وتشخيصات كثيرة لهذه الشخصية، فمنهم من يقول انها طفل رضيع كان في البيت ، ومنهم من يقول انها ابن عم العزيز او اخيه ، ونحن اذا ابتعدنا عن هذه التكهنات نقول انه شخص عاقل حكيم كان يرافق العزيز عند عودته الى بيته.
يقول ابن كثير :
(( وقد اختلفوا في هذا الشاهد هل هو صغير أو كبير على قولين لعلماء السلف فقال عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس وشهد شاهد من أهلها قال ذو لحية وقال الثوري عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس كان من خاصة الملك وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم إنه كان رجلا وقال زيد بن أسلم والسدي كان ابن عمها وقال ابن عباس كان من خاصة الملك وقد ذكر ابن إسحاق أن زليخا كانت بنت أخت الملك الريان بن الوليد وقال العوفي عن ابن عباس في قوله وشهد شاهد من أهلها قال كان صبيا في المهد وكذا روي عن أبي هريرة وهلال بن يساف والحسن وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم أنه كان صبيا في الدار واختاره ابن جرير وقد ورد فيه حديث تزوجها فقال ابن جرير حدثنا الحسن بن محمد حدثنا عفان حدثنا حماد هو ابن سلمة أخبرني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكلم أربعة وهم صغار فذكر فيهم شاهد يوسف ورواه غيره عن حماد بن سلمة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة بنت فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج ونصف بن مريم )).(8)
***
النساء :
لم يذكرهن النص التوراتي لانه لم يذكرحادثة الوليمة ،الا ان النص التلمودي يذكرهن، اما النص القرآني فيدعوهن بـ : ((نسوة في المدينة)) كن قد اشاعن خبر مراودة امرأة العزيز لفتاها ، فتعد لهن مجلسا ،وتسلمهن سكاكين :
(( ...(قالت) : اخرج عليهن. فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن.
وقلن: حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم .
قالت: فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين)) .
النص لم يبين لنا لماذا قدمت لهن السكاكين ؟ فراح المفسرون يقدمون طروحاتهم حول السبب ، ولكن اغلبهم يتفق على ان امرأة العزيز قدمت لهن الفاكهة ( قيل تفاح، وقيل اترنج ، وقيل غيرهما ).
اذن ، ترك النص كما في غير موضع من نصوص القرآن ، ماذا قدمت لهن ؟ ام انها لم تقدم شيئا لهن سوى السكاكين ؟
***
أسماء الشخصيات:
من الامور الهامة في القصص القرآني ، وكذلك في القصص الشعبي والاساطير ،هو ان اغلب الشخصيات دون اسماء ، وقد ورد هذا النص في القرآن وكل شخصياتها – عدا يوسف وابيه – لم تسم بأسم .
وقد قلنا سابقا ان هذا النص – ربما - عرف بين العرب قبل الاسلام كأسطورة ، او واحدة من القصص الشعبي التي كانت تسلي العرب في لياليهم الطوال ، خاصة ان التوراة تذكرها ( اقرأ النص التوراتي كما ثبتناه )، وسميت بعض شخوص النص بتأثير من التوراة ، لهذا نجد ان المفسرين اطلقوا اسماء كثيرة على شخوص النص بتأثير من التوراة او مما كان يروى قبل الاسلام .
ان الدراسة ترى ان اهتمام النص (القرآني) لم يكن بالشخص ومن ثم بأسمه ، وانما كان الاهتمام منصبا على الفعل المولد للحدث (9)، أي ان الشخصية القرآنية هي الحدث نفسه ، فما الفائدة في ان نعرف اسماء الاخوة ، او اسم زوجة العزيز ، اوالشخص الذي شهد ، او اسماء السجناء ، اذ اكد هذا النص عدم دلالية الاسماء ، طالما انها تدخل النص لتفعل فعل ما وتخرج منه ،دون ان يكون لها استمرارية لفعل اخر ، لهذا نجد ان ابا يوسف ( يعقوب) – رغم انه نبي معروف – فأن ذكر اسمه جاء بسبب تعدد افعاله ، ومشاركته بطولة النص .
ومن الجدير بالذكر ان القصة القصيرة الحديثة – ومجمل الفنون السردية – اتبعت هذه الطريقة ، وهي الاهتمام بالفعل ( الحدث ) وليس بفاعله .
وكذلك حدث الشيء نفسه بالنسبة للاماكن ، سوى مصر ، وترى الدراسة ان السبب في ذكرها في النص كان ليبين الانتقال من منطقة غير ذات حضارة وغير مدنية (حضارة رعوية) الى منطقة فيها مدنية وحضارة ، وفيها ملك وعزيز وسجن ... الخ (حضارة زراعية)، لان الاسم هنا لا دلالة له سوى ما كانت تعنيه مصر في ذلك الوقت .
ومن هذا المنطلق ، يعطينا هذا النص صورة عن كيفية الانتقال من المجتمع الرعوى الى المجتمع الزراعي – الحضاري .
فبينما كان يوسف واهله يعيشون في مجتمع رعوي ، كان هناك مجتمعا زراعيا متقدما في الحضارة ، ينتقل اليه يوسف ومن ثم اهله اليه .
ولما كان علماء الاجتماع يضعون المجتمع الرعوي قبل المجتمع الزراعي حضاريا ، فأن النص هذا يعد لبنة اساسية في كيفية التطور .
***
الهوامش:
* هذا فصل من كتابي (تجليات الاسطورة - قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني) ، يمكن قراءة الكتاب على شبكة الانترنيت.
1 – الحيوان – الجاحظ – قرص الشعر.
2 – انظر وظائف بروب. راجع كتابنا : القصص الشعبي العراقي من خلال المنهج الموفولوجي - الموسوعة الصغيرة - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد - 1986 .
3 – كيف نقبل ما قاله الشيخ الصدوق في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 141) برنامج المعجم - الاصدار الثالث
(( وأما غيبة يوسف عليه السلام فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب لم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف وإخوته وأبيه وخالته )).
هل ظل يوسف وهو الوزير بدون تدهن واكتحال و طيب؟ مع العلم ان بعض المصادر تذكر انه تزوج من امرأة العزيز بعد موت زوجها .
هذه بعض الاضافات التي جعلت من النص ان يكون اسطوريا .
وكذلك ما جاء في الكتاب نفسه ص141 من اضافات:
((قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك ؟ قال له : بموضع كذا وكذا : فقال له : فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد : يا يعقوب ! يا يعقوب ! فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم ، فقل له : لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن وديعتك عند الله عزوجل لن تضيع ، قال : فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغمانة : احفظوا على الابل ثم نادي : يا يعقوب ! يا يعقوب ! فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل فقال له الرجل : أنت يعقوب ؟ قال : نعم فأبلغه ما قال له يوسف قال : فسقط مغشيا عليه ، ثم أفاق فقال : يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزوجل ؟ فقال له : نعم إنى رجل كثير المال ولي ابنة عم ليس يولد لى منها واحب أن تدعو الله أن يرزقني ولدا ، قال : فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عزوجل ، فرزق أربعة أبطن أوقال ستة أبطن في كل بطن اثنان )).
وقد جعل الشيخ الصدوق من يوسف ملكا بينما الذي يظهر من القرآن وبعض الاخبار انه اصبح وزيرا (عزيزا).
وكذلك من الاضافات التي ذكرها الكتاب، وذكرها غيره من كتاب سيرة يوسف وما جاء في بعض التفاسير ، ان يعقوب قال لاولاده عندما جاؤا بقميص يوسف وعليه دم كذب : (( قال لهم : يا بنى ألستم تزعمون أن الذئب قد أكل حبيبي يوسف ؟ قالوا : نعم ، قال : مالى لا أشم ريح لحمه ؟ ! ومالي أري قميصه صحيحا ؟ هبوا أن القميص انكشف من أسفله أرأيتم ماكان في منكبيه وعنقه كيف خلص إليه الذئب من غير أن يخرقه ، إن هذا الذئب لمكذوب عليه ، وإن ابني لمظلوم " بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون " وتولى عنهم ليلتهم تلك لا يكلمهم وأقبل يرثى يوسف )).
4 - ثمار القلوب في المضاف والمنصوب- والمنسوب لأبى منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبى النيسابوري- قرص مكتبة الادب.
5 - ماخوذ من مقدمة موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية".
6 – ومن اطرف ما قرأت: قصة يوسف وزليخا في مصارع العشاق للسراج القاري، يقول : ((لما خلت زليخا بيوسف، عليه السلام، ارتعد يوسف. فقالت زليخا: من أي شيء ترعد،إنما جئت بك لتأكل وتشرب وتشتم رائحتي، وأشتم رائحتك. قال: يا أمة الله، لست لي بحرمة. قالت: فمن أي شيء تفزع؟ قال: من سيدي. قالت: الساعة، إذا نزل من الركوب،واخذت بيدي الكأس المذهب والإبريق المفضض، سقيته شربةً من السم، وألقيت لحمهعن عظمه. قال لها: لا تفعلي، فلست ممن يقتل الملوك، وإنما أخاف من إله السماء. قالتله: فعندي من الذهب والفضة والجواهر والعقيق ما أفديك منه. قال: هو لا يقبل الرشا.
قالت: دع عنك هذا! قم اسق أرضي. قال: لا ازرع أرض غيري.قالت: فارفع رأسك انظر إلي! قال: أخاف العمى في آخر عمري. قالت: فمازحني ترجع إلي نفسي.قال: يا أمة الله! لست لي بحرمة فأمازحك. قالت: فلا صبر لي عن هذه الذؤابة التي بلغت إلى قدميك، ليتني وسمتها مرةً واحدةً. قال: أخشى أن تحشى من قطران جهنم، يا هذه، هوذا الشيطان يعينك على فتنتي، لا تشوهي بخلقي ذا الحسن الجميل، فادعى في الخلق زايناً، وفي الوحوش خائناً، وفي السماء عبداً كفوراً.
قال وهب: ولان من يوسف، عليه السلام، مقدار جناح بعوضة، فارتفعت الشهوة إلى وجهه، وفاستنارت، وكان سرواله معقوداً تسع عشرة عقدةً، فحل أول عقدة، وإذا قائل يقول من زاوية البيت: إن الله كان عليكم رقيباً! ثم حل العقدة الثانية، فإذا قائل يقول: ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. فأوحى الله، عز وجل، إلى جبريل: الحقه، فغنه المعصوم في ديوان الأنبياء! فانفرج السقف في أقل من اللمح فنزل جبريل، عليه السلام، فضرب صدره ضربةً، فخرجت شهوته من أطراف أنامله فنقص منه ولد، فولد لكل رجل من أولاد يعقوب، عليه السلام، اثنا عشر ولداً، ما خلا يوسف، عليه السلام، فإنه ولد له أحد عشر. فقال: يا رب ماذا خبري؟ لم ألحق بأخوتي في الويد، فأوحى الله، عز وجل، إليه: إن الشهوة التي خرجت من أناملك حاسبناك بها.
وبإسناده قال وهب: لما أراد الله بيوسف الخير قامت زليخا إلى طاق لها، فارخت عليه ستراً، وكان لها في الطاق صنم من خشبٍ تعبده، فقال لها يوسف، عليه السلام: ماذا صنعت؟ قالت: استحييت من إلهي أن يراني أصنع الفاحشة. قال: فأنت تستحيين من إله من خشب لا يضر ولا ينفع ولا يخلق ولا يسمع ولا يبصر، فأنا أستحيي ممن أكرم مثواي، واحسن مأواي، واستبقا الباب.قالت زليخا: يا يوسف، بليت منك بخصلتين: ما رأيت بشراً أحسن منك، والثانية زوجي عنين. فلما تزوجها يوسف، عليه السلام، فأبصر بعينيها حولاً قال: يا زليخا! أو حولاء؟ قالت له: ما علمت؟ قال: لا والله! قالت: ما استحللت أن أملأ عيني منك.
قال وهب بن منبه: وكانت زليخا ممنوعة من الشقاء، وكانت أجمل من بطشابع صاحبة داود، عليه السلام)). ( مصارع العشاق – السراج القاري )- قرص الشعر.
7 - تفسير ابن كثير:ج2 -476 .المكتبة الالفية.
8 – المصدر السابق - المكتبة الالفية.هكذا وردت في النص ، خطأ مطبعي :(.... وصاحب جريج ونصف بن مريم ) و الصحيح هو عيسى بن مريم.
9 – لم يذكر القرآن اسماء شخوص القصص التي وردت فيه من مثل : أسماء أصحاب الكهف وذي القرنين واسم الرجل الصالح، وصاحبي الجنتين، والشخص الثاني في الغار ... الخ .
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق