ليس للوهم مكاناً
by
, 08/02/2010 at 06:05 PM (6001 Views)
كنتُ أراقب عينيه الجملتين ، الصغيرتين ، لكني لم أرى نفسي بل رأيتُ أمراة أخرى تحتل مكاني وتعيشُ أحلامي وتداعب خصلات شعره وتدفن نفسها بين أحضانه .
أما أنا فعبارة عن تمثال لم يعد موجود ، أو نعشاً حُمل على الأكف بعد طول انتظار لهذه الحياة المريرة .
لقد وجدتُ نفسي أعيش أوهاماً بل كنت أصطنعه لذاتي ، وبقيتُ صامتة أبحثُ عن وسادتي المخملية علها تكون مدفن لدموعي وأحزاني .
أجل أنا إنسان لم تعد موجودة بعد رحيله هكذا قال لي حين استدار مخلفاً ذاك الصمت المرعب فأنا في نظره اشباه كلمات ، بل عبارات فارغة .
ولكن بعد سنوات عدة وجدتُ نفسي اليوم بعدرحيله أنني عشتُ أوهامه اإلا أنني صامدة كصمود هذا التمثال الذي نعتني به ولن أعود لهذا الجنون الذي صعقني يوماً ، ولن أساير هذا الحزن الذي غافلني في لحظة وعانقتُ وسادتي المخملية ، لم تعد هكذا فمزقتها بيدي ووجدت لنفسي عالماً لا أعيش فيه أوهامي .......