المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة / طعم الرحيل



فكري داود
05/09/2005, 08:37 PM
[align=center:39b974b2e0]طَعْمُ الرَّحِيل*[/align:39b974b2e0]

كَمَنْ فاجأه التّـَذَكُّـر، دَبَّ الانتفاضُ في بدنه...
قبضَتْ كفُّه الصغيرة، على سبَّابتي اليُمنَى, خرج صوتُه متقطعا, قال:
أبى.. هيا إلى صلاة الجمعة.
يومان فقط مرَّا، على قدومي من البلد الخليجي ـ لأجازة قصيرة ـ، كوب الشـاي ـ بعد الفطور ـ لم ينضب بعد، قلت:
لم يدخل الوقت بعد يا فارس.
عَلَتْ جبهتَه خطوطٌ أقلُّ من سنوات عمره العشر, قال:
كثيراً ما يدخل الوقت، وأنت هناك.
ارتبكت هزاتُ رأسي, أفرَجَ فمي عن همسة وَاهِنَة:
من أجلكم كان الرحيل.
حاولَتْ حِيلَةُ أمه، أن تشغله عن مواصلة الحوار، نجحتْ في ذلك للحظة، يحتل حلقها ـ منذ آخر عيد ـ طعم المرارة, يتردد في صدرها ـ إلى الآن ـ تساؤله الصعب:
إلى متي أذهب، إلى الصلاة وحيدا،ً يا أمي؟!
عادت عيوننا لتلتقي، حاولتْ كفْه جذب يدي، بَدا إصراره أقوى من أي شيء.
بدأت أقدامي أولى خطوات الاستجابة...
أوقفتني كلماته:
ليس قبل ارتداء بدلتك الجديدة.
قلت:
جلبابي جديد، وغالي، و...
قال معترضا:
أبو الولد ( فاروق)، يبدو ببدلة جديدة، عند كل صلاة، وفي الأعياد، و...
عَضَّتْ أسنانُ أمه شفتَها السفلى، في محاولة لإسْكاتِه.
...
عجزتْ ملامحي، عن خلق تعبير مناسب يسبق الكلام.
واصلَ كلماته:
في العيد, وأنت بعيد, تضم أحضان الكبار كل الصغار, أما أنا فـ...
فاجأني جفاف الحلْق, وانحدرتْ تحت عينيَّ، كراتٌ صغيرة ساخنة.

ــــــــــــــــــ
القصة من مجموعة : نبش في ذاكرة الحصار.

طارق شفيق حقي
05/09/2005, 08:40 PM
[align=center:3ce8d68ff8] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بك في المربد الأستاذ فكرى داود


المربد يرحب بك اجمل ترحيب

سيكون لك ترحيب يليق نتعرف اليك عن قرب في واحة المربد


ثم نعود للقصة هنا

تحياتي[/align:3ce8d68ff8]

فكري داود
05/09/2005, 08:53 PM
الأستاذ الأديب / طارق شفيق حقي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل الشكر والتقدير لترحيبك النبيل.
أتمنى أن تروقك كتاباتي
كما أتمنى أن أكون إضافة ـ ولو بسيطة ـ للمربد...
مع خالص الود
فكري داود
قاص وروائي وباحث مصري
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو نادي القصة بالقاهرة
عضو نادي أدب دمياط

سمير الفيل
06/09/2005, 12:00 AM
[align=center:cd7cb64c99]
مرحبا بالكاتب الجميل
القاص والروائي فكري داود ..
أمس الأول قدم فكري داود ورقة حول الثقافة وعوالم الأنترنت
ليته يبثها هنا
شكرا للموقع
شكرا طارق .. [/align:cd7cb64c99]

فكري داود
06/09/2005, 03:11 PM
شكرا لأخي الكاتب الكبير / سمير الفيل:
وإلييك وإلى أهل المربد ورقتي في الندوة التي نظمتها مكتبة مبارك بدمياط يوم الأحد الموافق 4/9/2005م
ـــــــــــــــــــــــــ
[align=center:190de6d22a]المكتبة المعلوماتية الحديثة[/align:190de6d22a]
لاشك أن المكتبات، ودور الوثائق والأرشيف، عَبْر انبثاقها وتواجدها في حضارات وادي النيل، وسائر الحضارات القديمة، قد مرت بتطورات متلاحقة، خصوصا في وظائفها المتمثلة، في حفظ النتاج الفكري والحضاري وتنظيمه، وتسهيل مهمة استرجاعه، ووضعه في خدمة المستفيدين.
وقد حتَّمتْ التطورات التقنية والعلمية والمعلوماتية، تطور هذه المؤسسات الثقافية التعليمية الاجتماعية، لتصبح شبكات معلومات متطورة، قادرة على التعامل والتفاعل، وتلبية احتياجات الباحثين والدارسين، في شتى الموضوعات والمجالات، محققة بذلك قفزة كبرى، متخطية الحواجز المكانية والزمانية، بين بلدان العالم، مما يمهد لظهور المكتبات الإلكترونية، وبذلك يتحتم تطور مهام أمين المكتبة، ليتحول إلى خبير أو استشاري معلومات، أو أمين مراجع، وموجه أبحاث، للعمل فيها، مسخراً بذلك خبراته ومهاراته، في تقديم معلومات دقيقة وفورية، لأنواع مختلفة من المستفيدين والباحثين ..
فقد أسست جامعة كاليفورنيا في بيركلي (Berkely)، مدرسة نظم المعلومات (SIMS)، الخاصة بتكوين أمناء المعلومات، بحيث لا يقتصر دورهم على إدارة التكنولوجيا، وإنما إدارة المعلومات والناس معاً.
ومن خلال مسح بعض الدراسات، والنتاج الفكري الخاص بهذا الموضوع، يمكن توضيح دلالات ومعاني بعض المصطلحات بشكل موجز:
1ـ المكتبة المهيبرة أو المهجنة :
هي المكتبة التي تحتوي على مصادر معلومات، بأشكال مختلفة منها التقليدية والإلكترونية.
2- المكتبة الإلكترونية :
هي المكتبة التي تتكوّن مقتنياتها، من مصادر المعلومات الإلكترونية المختزنة، على الأقراص المرنة (Floppy)، أو المتراصة (CD-Rom)، أو المتوافرة من خلال البحث بالاتصال المباشر (Online)، أو عبر الشبكات كالإنترنت.
3- المكتبة الافتراضية :
يشير هذا المصطلح إلى المكتبات التي توفر مداخل أو نقاط وصول (Access)، إلى المعلومات الرقمية، وذلك باستخدام العديد من الشبكات، ومنها شبكة الإنترنت العالمية، وهذا المصطلح قد يكون مرادفاً للمكتبات الرقمية، وفقاً لما تراه المؤسسة الوطنية للعلوم، وجمعية المكتبات البحثية، في الولايات المتحدة الأمريكية.
4- المكتبة الرقمية :
هي المكتبة التي تشكل المصادر الإلكترونية الرقمية كل محتوياتها، ولا تحتاج إلى مبنى، وإنما لمجموعة من الخوادم (Servers)، وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام.
وفي أوربا يتعاون أمناء المكتبات العامة، من أجل تطوير طرق قياسية لحفظ الدوريات العلمية، التي تصدر إلكترونياً، ففي فرنسا يتم تنفيذ مشروع لبناء مكتبة رقمية بالغة الحجم، ويعمل المكتبيون على رقمنة الأعمال الفرنسية، ومنها الأعمال الأدبية، بما في ذلك المؤلفات الكاملة لبلزاك، ووثائق الثورة الفرنسية، التي يتم حفظها في أسطوانات متراصة (CD-Rom)، ويذكر (دانييل رينو) مساعد مدير المكتبة الوطنية الفرنسية، أن في المكتبة الرقمية نحو 86 ألف عنوان، لا تضم عيون الأدب الفرنسي فحسب، بل مختلف الموضوعات، وخرائط وصورًا فوتوغرافية نادرة وقديمة.
والهدف الحالي للمشروع، هو البحث عن أفضل التقنيات والتطبيقات، التي يمكن استخدامها، لحفظ ما يطلقون عليه اسم (المواد المولودة رقمياً born - digital)، وتشمل هذه المواد كل شيء، من المجلات العلمية الإلكترونية، إلى المنشورات على الويب (WWW)، والأسطوانات الليزرية المتراصة (CD-Rom) وغير ذلك.
ومن الأمثلة الأخرى مكتبة جامعة كرانفلد (Granfield University Library) في المملكة المتحدة، و مكتبة جامعة ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من أوائل المكتبات التي صممت لتكون مكتبة إلكترونية تحتوي على حواسيب، وطابعات، وأجهزة قراءة وغيرها، ومن مميزات هذه المكتبة أن القارئ يستطيع أن يحصل على المواد المطلوبة من الحاسوب مباشرة، أو تصور له عند الحاجة، وترسل إليه بالفاكس.
وإذا كانت مصادر المعلومات الورقية ستظل تتعايش مع مصادر المعلومات الإلكترونية إلا أن الأخيرة ـ كما يرى الكثيرون ـ، ستكون هي المتفوقة والمهيمنة، في المستقبل في ظل الزحف الإلكتروني المتنامي، والشبكات المتطورة. (1)

[align=center:190de6d22a]مكتبة مبارك و الخدمات المكتبية والمعلوماتية:[/align:190de6d22a]
تقدم مكتبة مبارك العامة الخدمات المكتبية والمعلوماتية التالية
• إتاحة مصادر المعلومات الورقية وغير الورقية التي تتضمن الكتب والمراجع والمطبوعات الحكومية والدوريات والمواد السمعية والبصرية والوسائط المتعددة والنقاط الإلكترونية والإنترنت والمكتبة الرقمية.
• الإرشاد : إرشاد المستفيدين إلى مواقع المصادر المناسبة داخل المكتبة وخارجها
• الخدمة المرجعية : الإجابة على الاستفسارات المرجعية بواسطة المصادر المرجعية الورقية وغير الورقية.
• البحوث الببليوجرافية: البحث في قاعدة البيانات الببليوجرافية للنظام الآلي باستخدام أسماء المؤلفين أو عناوين المواد أو موضوعاتها وعرض بيانات المخرجات على الشاشة أو تخزينها على الوسائط الإلكترونية أو إرسالها بواسطة البريد الإلكتروني أو طباعتها على الورق.
تقوم الأقسام المختصة بإعداد قوائم ببليوجرافية خاصة تتعلق بالأنشطة الثقافية أو مجموعات الاهتمام أو الأحداث الجارية على المستوى المحلي أو العالمي.
• عرض مجوعات اهتمام للأحداث الجارية وموضوعات الساعة
• النقاط الإلكترونية E-Points : هي خدمة مستحدثة تقوم فكرتها على تجميع مصادر المعلومات الإلكترونية المتعلقة بأحد المجالات الموضوعية وإتاحتها في جهاز كمبيوتر واحد.
• المكتبة الرقمية: تتيح المكتبة بموقعها على الإنترنت عدد من المصادر الرقمية للندوات التي أقامتها المكتبة، كما تتيح الوصول إلى عدد من المواد الرقمية المتاحة على الإنترنت.
• الإنترنت: تقدم المكتبة خدمة الإنترنت بالوحدة المخصصة بقسم الكبار بالطابق الثاني من مبنى المكتبة.
معلومات عن وحدة الإنترنت
الإحاطة الجارية بالمقتنيات الجديدة: قائمة تصدر كل ثلاثة أشهر تتضمن بيانات المواد الجديدة التي اقتنتها المكتبة وأتاحتها خلال هذه الفترة.
الإحاطة الجارية بالمقتنيات الجديدة
• قائمة المقتنيات الأساسية بمكتبة مبارك العامة : قائمة بالمجموعات الأساسية من الكتب، والمواد السمعية والبصرية والوسائط المتعددة التي يُقبل عليها أعضاء المكتبة بالإضافة إلى مختارات من أعمال رموز الثقافة والأدب والفكر والعلوم ومختارات من مواد الأحداث التاريخية والوطنية. يستفيد من هذه القائمة المكتبات التي ترغب في بناء مقتنياتها أو تطويرها أو تحديثها. تتيح مكتبة مبارك العامة هذه القائمة بالشكل المطبوع أو المختزن على الأقراص المدمجة.(2)
[align=center:190de6d22a]الثقافة المعاصرة على شبكة (الإنترنت)[/align:190de6d22a]

الإنترنت والكتاب:

تهتم الآن عشرات المواقع بنشر الكتاب، لاسيما الكتاب الأدبي، وهناك الكثير من اتحادات الكتاب، والمنتديات الأدبية صممت لها مواقع على الشبكة العنكبوتية، بل هناك مواقع تخصصت في جنس إبداعى مثل موقع القصة العربية، ومواقع عدة للشعر، وتكفي لمسة سحرية واحدة، لتجد أمامك آلاف العناوين التي يمكن أن تفتحها قارئا أو ناسخا وما إلى ذلك، هذا إلى جانب بعض المواقع، التي تقوم بالنشر الإلكتروني، لكتب الراغبين بموجب عقود،
تحتوي على شروط ملزمة، لكل من الناشر والمنشور له ـ دار النشر الإلكتروني ـ، كما يكفي أن تنشر قصتك أو قصيدتك، في موقع ما، لتفاجأ بعد ساعة بعشرات القراء، وعشرات التعليقات على نصك، وهذا لا يمنع أن هناك تعليقات استهلاكية، لبعض الهواة غير المتخصصين، إلا أنهم على أية حال يمثلون شريحة من المتلقين.
ولقد تم ـ أخيرا ـ، تكوين ما يعرف باتحاد الكتاب الألكتروني، ورئيسة الروائي الأردني/ محمد السناجلة، ونائبه الشاعر المصري / أحمد فضل شبلول، وبعضوية نخبة من الكتاب كالروائي المصري منير عتيبة.

ثورة الإنترنت :

إن ثورة الانترنيت فاقت في اكتشافها، ثورات تكنولوجية سابقة كاختراع الراديو، ثم التلفزيون في أول ظهورهما.. وهذا الانطباع المقارن بين الثورات التكنيكية، يدلي بميزة الإنترنت على غيره من المخترعات، بكونه قد تخطى الحواجز الجغرافية، بخطوات تتسابق مع الزمن في أداء إعلامي أسرع - على وجه العموم -، وينبغي أن لا يكون ذلك على حساب الدقة والمصداقية، وخصوصاً في مجال نقل الأخبار أو التعليق عليها، إذ بدأت شعبية الإنترنت تتزايد بين الجمهور، وتلك مسألة ينبغي أخذها بكل اعتبار، بسبب كون الإنترنت قد غدا وسيلة أكثر تقريباً لمسافات الاتصال، وروح التواصل المعلوماتي.ولعل ما يميز هوية الإنترنت عن باقي مخترعات الإعلام، هو اعتماد الشخص العامل عليه على نفسه للوصول إلى المعلومة المرادة، مما يعني أن المشاركة بين ذلك الشخص وجهاز كمبيوتر الإنترنت، تتيح الفرصة لأن لا يكون المستهلك مستقبلاً فقط بل ومرسلاً أيضاً.

العولمة والإنترنت:

التساؤل المطروح اليوم أمام المجتمعات التي دخلت القرن الحادي والعشرين من أحد أوسع أبوابه الإعلامية: هل ما يقدمه الإنترنت من مواد ومعلومات يتسم بالحياد والعلمية، وهل أن الجميع يستفيدون من خدمة الإنترنت بالدرجة المطلوبة نفسها؟ ففي الدول المدعية نفسها بـ (الديمقراطية) ، ومعها البلدان المنطلقة لنيل الديمقراطية، يشاع فيما بينها، أن الإنترنت سيكون منطلقاً لنشر الديمقراطية في العالم، وسيساهم الإنترنت أيضاً مساهمة عظيمة في تطوير التوجه للمشاركة السياسية في الحكم، وبدرجة متوقعة أكثر في البلدان النامية. وربما يشير ذلك إلى بدء الاعتماد، على خدمات الإنترنت في العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية في تلك البلدان، كعربون على هذا الطريق.ومع بروز حالة التفهم لمبادئ العولمة في العلاقات والاصطفافات الدولية، تسود بعض الآراء المتحفظة أحياناً، والمبينة أن النخبة، بشطريها النخبة البرجوازية والنخبة المالكة - من دون الطبقة المثقفة المفكرة -، هي وحدها التي تستفيد من التكنولوجيا المتصاعدة، ومنها جر خدمات الإنترنت إلى مشاريعها، فقد أضحت التكنولوجيا والثقافة صناعة متلازمة، مع الاعتراف أن الإنترنت، شئنا أم أبينا، هو اختراع يعمم التبعية له، ويعمل على تقديم الخدمة للأقوى، الذي هو الغرب بكل ما يوظفه لصالحه من إمكانيات مادية وفكرية وثقافية وإعلامية ومعنوية، كي تكون خطط سيطرته عبر عولمته قريبة المنال بصورتها الأخيرة.

الصحافة والإنترنت:

لقد أحدث الإنترنت حركة عارمة في عالم صناعة الصحافة، فغالبية الصحف العالمية تحجز موقعاً لها في شكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، أي إن منطقاً جديداً قد فرضته المنطلقات الصناعية الإعلامية المعاصرة، المعتمدة على الانترنت، بعيداً عن المألوف والكلاسيكي والتقليدي، من أجل تبادل معلوماتي أفضل.. وإن شبكة الإنترنت مشاعة الآن بأكثر من (170) بلداً، ويتابعها ما يفوق (60) مليون شخص، يعمل عليها في مختلف أصقاع العالم، والجمهور يتوجه في هذه الحقبة الزمنية، إلى الإنترنت للحصول على الأخبار والمعلومات والإعلانات ومصادر المعرفة في آن واحد، وجل ما يخشى من كل ذلك، هو تراجع الأخلاق وتقهقر الآداب العامة، أمام أخطبوط نمط الحياة الغربية، التي تكاد أن تتفشى بثقلها الأنجلوساكسوني على شبكة الإنترنت، وبغض النظر عما تجنيه الصحافة من فوائد كثيرة، نتيجة اعتمادها على الكفاءات والتسهيلات، التي يقدمها الانترنت، حيث المعطيات الصحفية الأوفر من المعلومات المتنوعة، وفتح باب الحوار أيضاً مع الغير، من أجل الوقوف على جوانب الأحداث المختلفة في العالم، لكن كل ذك يرسخ اليقين فعلاً، بأن نمط الإنتاج الصحفي قد تغير وسيتغير أكثر لصالح الصحافة وثقافة الصحف، وبمعنى استكمالي فإن المختص في العمل على الإنترنت، أصبح في متناوله بنك من المعلومات، وعلاقات مصدرية عديدة، تصب في قناة الثقافة والمعلوماتية.

التواصل بين الأفراد والمجتمعات عبر الإنترنت:

تؤكد المتابعات العامة أن شبكة الإنترنت هي أهم مصدر من مصادر الأخبار والمعلومات والعلوم والمعرفة، إذ يتناقل عبرها الكثير من عروض الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون، وكذلك وكالات الأنباء، التي تشكل بمجملها روافد مهمة للتواصل بين الأفراد في المجتمع الواحد، وفيما بينهم وبين المجتمعات الأخرى، أي إن شبكة الإنترنت تلعب دوراً رئيسياً حين تقدم الكم الهائل من المعلومات.. فهي شبكة وسيطة لمن يريد أن يعرف كيفية التأقلم مع الظروف الجديدة، التي مهدت لها الإعلاميات المختلفة، وسحبها الإنترنت إلى عصره. وبهذا يمكن القول إن رسالة الإنترنت ذات طابع شمولي يخوض بكل جدارة سلباً أو إيجاباً في أغلب المجالات المعنوية، التي تريد العولمة الغربية تجييرها لصالح مدرسة النظام الغربي المعروف بعدم البراءة، فيما يريده من المجتمعات الأخرى، كالإصرار على تصدير الثقافة الغربية الاستهلاكية إلى العالم، بغية التحكم بمصير البشرية وفقاً لمبدأ التبعية، المطلوب أن تجسده العولمة في جانبها السلبي، رغم أن تجارب الحياة أثبتت أن هناك استحالة تحول دون الركون إلى عملية تسطيح العقول، مهما كانت عملية تغليف المصداقية الخادعة محكمة.

الإنترنت والتعامل مع الكم الهائل للمعلومات:

إن الإنترنت ما زال في طور الممارسات الحرة، وإن المتعاملين مع كفاءاته لم يتخطوا بعد الهوة الممكن أن تؤدي بالسوية الأخلاقية إلى ما لا تحمد عقباه، ما لم يتم ترك أو هجران العروض الإعلانية المتعلقة بتشجيع عمليات الفساد، والإفساد الحادثة نتيجة ما يسمى في الغرب بـ(توطيد الممارسات الحرة)..
...
يُنهي د. أحمد محمد صالح كتابه المهم "صدمة الإنترنت وأزمة المثقفين" بسؤال صادم، يقول فيه:"إذا كان المستقبل لا يحتاج إلى البشر! فهل المستقبل يحتاج إلى العرب!؟".
يرى المؤلف في تمهيده، أن ثورة الاتصالات ـ وتحديداالإنترنت ـ قلصت الزمن، وانتفت المسافة بين الحدث والخبر )أنت حيث لا مسافة) مما أدى إلى توزيع القوة في النظام
العالمي الجديد لمصلحة الدول الأكثر تقدما تقنيا.
وهو يشير إلى أن قمة جنيف للمعلوماتية ـ التي عقدت في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر 2003 وحضرها 67 رئيس دولة ورئيس حكومة، وحوالي ستة آلاف من ممثلي المنظمات الدولية
والأهلية والقطاع الخاص ـ أكدت على أهمية التعدد الثقافي واللغوي على شبكة الإنترنت، والحفاظ على التقاليد والتراث الوطني للشعوب. (3)
تداعيات شبكة الإنترنت:
غير أنه لا يغادر التمهيد قبل أن يطرح مدى حاجتنا لدراسة مستمرة لتداعيات شبكة الإنترنت الاجتماعية والفكرية والثقافية والقانونية والأخلاقية. ومن ثم يطرح بعض
التساؤلات، من أهمها: ما تأثيرات المعلوماتية على المجتمع؟
وما الذي نقصده حين نقول إن الإنترنت أعادت تشكيل المجتمع؟ وكيف يتصل ويتواصل الناس؟ وكيف غيرت أنماط الاتصال الجديدة، الطريقة التي يعمل بها الناس؟ وكيف تؤثر الزيادة المتضاعفة السريعة في أعداد المستعملين للإنترنت، في تقليل وتقليص القيود وشروط
التعليم الجامعي مثلا أو العمل السياسي؟ وكيف تؤثر الويب www على الطريقة التي يبحث ويستعمل فيها الناس المعلومات الصحيحة؟
بلا شك أنها أسئلة قد تبدو سهلة وبسيطة، وكلها تصب في أثنوجرافيا الإنترنت في تفاعلها مع السياقات الاجتماعية والثقافية والمؤسساتية.

ملحوظات أخيرة:

ورغم أن بعض الكتاب يرون أن النشر الورقي في طريقه إلى الزوال، فلا أجد إلا القول بأن أجيالا تربت على الكتاب الورقي تكونت لديها عادة لذيذة، سيحيون من أجلها دوما، مهما تفاعلوا مع كل الوسائط الحديثة، وسيظل الإنسان يحلم بطباعة قبلة على يدي حبيبته عندما يلتقي بها في الواقع الطبيعي، وليس في الواقع الافتراضي، وأيضا يهم الإنسان أن يلتقي بأخيه الإنسان سواء في صالون أدبي في البيت أو المنزل الطبيعي، أو في قصر ثقافة أو نادي أدبي، أو اتحاد كتاب في الواقع الطبيعي وليس الواقع الافتراضي.

هوامش:
1ـ مجبل لازم مسلم المالكي* / أحد مواقع الإنترنت.
2ـ موقع المكتبة على الإنترنت.
3ـ من عرض أ. أحمد فضل شبلول لكتاب: صدمة الإنترنت وأزمة المثقفين / د. أحمد محمد صالح كتاب الهلال / دار الهلال بالقاهرة (العدد 655).
هذا والله أسأل التوفيق

[align=left:190de6d22a]فكري داود
قاص وروائي وباحث
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو نادي القصة
عضو نادي أدب دمياط
2/9/2005[/align:190de6d22a]

طه غضة
08/09/2005, 08:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا لا تنشرها في موضوع جديد




عجزتْ ملامحي، عن خلق تعبير مناسب يسبق الكلام.
واصلَ كلماته:
في العيد, وأنت بعيد, تضم أحضان الكبار كل الصغار, أما أنا فـ...
فاجأني جفاف الحلْق, وانحدرتْ تحت عينيَّ، كراتٌ صغيرة ساخنة


أعجبني الوصف في هذه الجمل تجديد في التعبير

سلمت يداك

فكري داود
09/09/2005, 01:53 AM
شكرا لطات أخي الكاتب طه
معك حق ، ربما كان من الأفضل نشر ورقة الندوة في موضوع جديد، ولعل القائمين على اللأسواق هنا يتولون ذلك مشكورين...
أشكرك على ملحوظتك عن القصة..
تحياتي
فكري

طارق شفيق حقي
09/09/2005, 01:09 PM
[align=center:3dab3ac972] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أستاذ فكرى يمكنك نشر الموضوع في قسم قضايا أدبية
واذا أحببت نحذفه من هنا أو نبقيه لا مشكلة في ذلك[/align:3dab3ac972]

فكري داود
10/09/2005, 02:11 AM
الأخ الأستاذ / طارق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا جزيلا على اهتمامكم
مادامت ليست هناك مشكلة بالنسبة لكم ، فلا بأس ببقائه هنا....
وإن أردتم نقله إلى قضايا أدبية فلا مانع لديَّ.
تحياتي القلبية
فكري

طارق شفيق حقي
10/09/2005, 12:52 PM
[align=center:182c82676d] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نعود اليك أستاذ فكرى

قصة مكثفة جميلة تحمل بوح اللحظات الانسانية الحارة التي تشد المرء

دخول جميل للقصة دون مقدمات طويلة مترهلة

وصف شاعري وأجمل ما يزين القصة القصيرة ذلك

تعابير مبتكرة

القصة حاكت على محور الدراما و الولد حرك هذا المحور

لكنها لم تكمل سيرها كان التعب والشوق وقسوة الحياة كفيلة بمنعها

كان يجب بنظري ان لا تفف هذه العجلة

هذه اللحظة الانسانية الصادقة تنتظر شيئا لم يظهر في النهاية

هكذا ارى
رغم جمال الأسلوب وهي مجرد وجهة نظر

لك تحياتي القاص فكرى [/align:182c82676d]

الترحيب بك على الرابط

http://merbad.net/mon/viewtopic.php?t=1107

فكري داود
12/09/2005, 02:18 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المبدع الأستاذ / طارق
أشكرك مرة ثانية لعودتك إلى النص...
القصة عندي تُبنى حرفا حرفا، في رأسي هدف مقلق يدور، متى وصلت إليه أطرح القلم جانبا وفورا ، مهما كان الشجن والتداعي، وربما لوتركت نفسي لجعلت من هذا النص القصير رواية، ولكن عبر تقنيات أخرى ، ليست كتقنيات القصة القصيرة، التي من أهم سماتها التكثيف، وترك مساحة لعقل القاريء لكي يعمل حتى بعد الانتهاء من القراءة، فهو إذن فاعل ومتفاعل ومكمل للنص.......
وأيا كان رأيك أخي العزير، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، كما يُقال..
تحياتي ومودتي
فكري