المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنوب القلب يمين الذاكرة . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
09/04/2008, 02:08 AM
جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جنوب القلب يمين الذاكرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=233058&Sn=CASE

جنوب العراق عربي من منتهى شط ّ العرب حتى مبتدأ الفراتين ، باق جنوبا لقلب العراق وثقله وأس ّ مبناه ومعناه ويمينا لذاكرة رقمها صعبة قراءة تضاريسه ، وشبه مستحيلة محاولات تهجّيه لكل غريب . هذا الجنوب ، الذي صار صدرا لرماح الغزاة ، ومغرزة خناجر ، ومزرعة تجارب لإحتلالين ، على الظن ّ أنه سينكر قدر الله في خلقه مسلما عربيا ، هو الفخ ّ والمصيدة لكل طامع به دون وجه حق ّ وهو المنفذ الوحيد للغرباء عندما يندحرون .

+ + +

فمن مشروع ( بايدن ) الصهيوني الى مشروع ( الحكيم ) الأيراني ، مرورا بمشاريع تجار الحروب الأكراد ، تبلّلت تربة الجنوب بدماء شرفائه المقتولين على برائتهم منزلقا للقبول باحتلالين ، ومشروع تقسيم مخالف لكل القيم والأعراف ، يمتطي الطائفية والقومية العنصرية سلاحا لتدمير شامل ، ويقتبع مظلاّت تجار الحروب درعا لحماية اللصوص الأجانب من متعددي الجنسيات الذين يحكمون عراق اليوم ( الجديد ) . ومن إجتهاد هذا لذاك في تفسيخ اللحمة العراقية الى ( حصص ) قوميات وطوائف عنصرية على زخ ّ إعلامي لامثيل له في تأريخ المنطقة يجد المتابع أن الرؤى الصهيونية والأيرانية هي سيّدة الاعلام وآنسته العجوز .

+ + +

وبين ( مالكيّ ) مملوك و( مالكيّ ) حر ّ مافتح الله من أبواب ، فهذا ( نوري ) ، الذي باع قدر الله في خلقه عربيا من عشيرة عربية لمن اشتراه من ايرانيين في حزب الدعوة ولمن اشترى ولائه من أمريكان ، ( صال ) وجال بوجه عراقي وأذرع أميركية وأيرانية ضد كل ما هو عربي في العراق ، فأعدم وقتل وهجّر ونهب وسلب دون تردد ولاوجل تحت حماية من إشتراه من الحوزتين في واشنطن وطهران ، حتى زاد عديد ضحاياه عن مليون قتيل وأكثر من خمسة ملايين مهجّر ومهاجر .

وهذا آية الله ( فاضل المالكي ) ، المقيم في قم ، يعلن أن مايفعله معممّو الاحتلالين لايتجاوز وظيفة ( حمّالة الحطب ) في العراق ويقول : ( أنا هنا في أيران ، وارى انهم لايسمحون لأي مرجع ديني ، حتى لو كان أعلم العلماء ، أن يتدخل في شؤونهم الداخلية والسياسية . نحن في العراق نقول لهم لاتتدخلوا بشؤوننا الداخلية تجنبا للحساسيات والاختراقات ، لأن المرجع ابن البلد أفهم بشؤون بلده .. بصراحة أفتي : بأنه لايجوز لمرجع غير عراقي الأصل ان يتدخل في الشأن السياسي العراقي سواء في قم أو في النجف ، ووجوده في النجف لايعني أنه عراقي ) !! .

ومعروفة هي أسماء المراجع ( غير العراقية ) التي تدير البلد ، في جنوبه بشكل خاص ، على فتاو تدخلت حتى في لبس السراويل وإشارات المرور في الشوارع ، ولكنها لم ( تفت ) ولم تدن علنا وبصراحة الاحتلال الأمريكي والاحتلال الأيراني ، لأن أميركا جيّرتها ورقة لعب في الجنوب ، كما تفعل أيران في آن ، لصالح الدولتين وطالح الشعب العراقي في شقّه العربي بشكل خاص ، ولعل مذكرات سيئ الصيت ( بريمر ) كانت من أوفى الوثائق التي أكدت أبعاد اللعبة الطائفية التي ماخدمت طائفة عربية عراقية قدرما أضرت بها لصالح الاحتلالين .

( هل من الإنصاف أن يسمح لعلماء غير عراقيين في النجف أن يتصرفوا في الشأن السياسي والفتوى ، بينما لايسمح للعراقي الأصيل أن يعلن رأيه وصوته ؟! . هؤلاء المراجع من اصل أيراني يصولون ويجولون في بلادنا ، والسبب أنهم جزء من معادلة تم ّ التفاهم عليها وفق أجندة أقليمية ودولية أن يكون هؤلاء الغطاء الشرعي لهذه العملية السياسية الخاطئة ، وهم دخلوا للعراق من كل القنوات حتى الحوزة والدين ) !! .
هكذا يتساءل آية الله ( فاضل المالكي ) .

ولكن !! .

وقف اللواء ، ( رائد شاكر ) ، قائد عمليات كربلاء ، والقى خطبة حماسية لأفواج الطوارئ من حزبي الدعوة ( الاسلامية ) ومنظمة ( بدر ) ، الأيرانيين ، وقال لهم ما نصّه :
( أؤكد لكم بأنها المعركة الأخيرة لإنهاء التيار العروبي في التيار الصدري ) !! .
تأكيدا لما ذهبت اليه المراجع الأيرانية التي تحكم العراق الآن وتنفيذا لأوامر ( نوري المالكي ) ، وختم خطبته في فقه عملية التفريس بأمر واضح وصريح لأتباع أيران من حملة الوجه العراقي الزائف : بقتل جميع الجرحى من ( التيار العروبي الصدري ) ، فصفقت أميركا ونامت على ظهرها مسترخية أيران .

+ + +

وبعيدا عن كل المؤاخذات الوطنية المطروحة ضد تيار ( مقتدى ) ، قريبا من حقيقة أن معظم من ينتمي الى هذا التيار هم من العراقيين ، نجد أن ملخص مشروع الاحتلالين هو القضاء على ( التيار العروبي ) سواء أكان شيعيا أم كان سنيا ، بأياد عراقية وأمريكية وايرانية على طريقة : توزيع الثارات على دروب الضياع .
ولكن ؟! .
حتمية التأريخ وحتمية اعمار البشر تفيد بحكمة : ( لو دامت لغيرك ماوصلت اليك ) ، وحقيقة : عمره العراق مادام لأحد وما طال عليه احتلال .

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=233058&Sn=CASE
http://2arraseef.blogspot.com