المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة جداً- محمد ملوك



طارق شفيق حقي
06/04/2008, 04:25 PM
وصلت الرسالة التالية للمربد:



قصص قصيرة جداً







بقلم : محمد ملوك



ـ كاتب مغربي ـ


قرش وقـــــــــــــــرش

إشتد ضيقه ،، فسأل زوجته عن القرش الأبيض الذياحتفظ به لليوم الأسود ...
أجابته بحزن وأسى:
ـ لقد أكله قرش عديم اللون ، يقال والله أعلم أنه منفصيلة آدمية

حل لأزمة اقتصــــــــــــــــاد !!!
بلغت الأزمة الإقتصادية ذروتها ، ونزل الناس إلى الشوارع متظاهرين ، فقرر المسؤولون بعد فرض حالة الطوارئ ، بيع الوطن والهجرة نحو الخارج .

جبار !!!
تجبر في حياته، وعاث في الأرض خبثا وفسادا ، فلما أدركه الموت ، وغسله الحاجب ضاقت أبواب المساجد بنعشه ، وأبت غياهب الأرضاستقباله ، لترضى به بطون الكلاب بعد أخذ ورد


رسالة من طرزان
ساعي البريد يطرق باب دارنا ، ومنغير استئذان يلقي برسالة خضراء وينصرف .
فتحت الرسالة وقرأت :
<< من طرزان إلى صديقه الوفي: جوابا على سؤالك بخصوص أحوال الغابة فالحداثة غيرت مجرى الأحداث هنا ، والعيشأصبح لا يطاق ، فقد غابت الأسود واستأسدت القرود ، فصار الحمارملكا على الجميع >> .
السكن البديل

مدن الصفيح كشفت عورة المسؤولين ،وأحرجتهم أمام عشرة مليون سائح ، فقرروا هدم المدن ، واعتقال الصفيح ،وترحيل الناس نحو المراحيض العمومية ومخافرالشرطة الوطنية .



تلونات

بلغ إلى علم السيد الحاكم أن الحرباء تنافسه في عملية التلون ، فأرسل لها على جناح السرعة من يجردها من حاستها الجلدية ، ويلبـِــسها تهمة المس بالمقدسات .


أشباه رجال

أخبار غزة وأخواتها أجلت النوم من عيني صلاح الدين ، فأقسم بالله جهد أيمانه ليحررن فلسطين والبقاع وما جاورهما ... تحمس الناس للقسم العظيم وساروا خلفه على قلب رجل واحد ، وحين وصل إلى الأقصى، إلتفت إلى جيشه الجرار فنادى بأعلى صوته :
" أينكم يا أشباه الرجال ولا رجال "
ـ لم يجد إلا الصدى يرد عليه صوته


هواية خطرة

إختزل هوايته في تجويع الكلاب وتطويعها وإرغامها على تتبع آثاره وخطواته ،
جاعت الكلاب أكثر من اللازم ، وبدل أن تحرك أذيالها فرحا بقدومه ، حركت أنيابها لتلتهمه بسرعة قل نظيرها


سن الرشــــــــد

كانا يتدارسان أخبار الماضي والحاضر والمستقبل ، وفجأة سأله ببراءة الطفولة :
ـ متى يصل الإنسان إلى سن الرشد يا أبي ؟؟؟؟
فكر مليا ثم أجابه بلوعة حارقة :
ـ إذا فقد الإنسان عقله وجن جنونه وخرجت تصرفاته عن نطاق المألوف والمعتاد فكن على يقين أنه وصل إلى سن الرشــــــــــد .

تنفس واختنــــاق

سأله صديقه الوفي :
لماذا تكتب ما دامت الحال هي الحال ،ولماذا تتعب نفسك في البحث عن رؤوس أقلام لأفكار لا تزيدك إلا هما وغما ، ولماذا لا تبحث عن شيئ يغني ويسمن بدل هذه الكتب التي أضعفت بصرك وشغلت وقتك وأفقرتك فيزمن وصل فيه غيرك ممن لم يقرأ حرفا واحدا إلى وحدات الوزارات وأعلى الإدارات؟؟؟أجابه بثقة في النفس وسعة في الصدر :
ــ أكتب لأتنفس هواء لا يعرفتركيبة نسماته إلا من غازل الحرف في جنح الليالي وقبل صفحات الكتب على ضوء الشموعواختلى بالكلمة ليضاجعها سرا كي يرى بعد ذلك حملا يزيل عنه حملا ثقيلا . ، وأقرألأحقق أمر رب كريم ولأصنع لي مكانة في الزمان والمكان لا يصنعها لا الجاه ولاالمركز ولا غير ذلك ....
وأنت لماذا لا تكتب مادمت تملك القدرة على ذلك ؟؟؟ـ أنا لا أكتب ولن أكتب لأنني لا أريد أن أختنق .
أزمــة سكن

إزدرد طعام الفطور بسرعة خيالية ثم تمدد فوق أريكة بالية ، وعلى ورقة ناصعة البياض وبقلم رصاص غير منجور قطـَّع أمواج بحر طويل ولسان حاله يردد : " فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل " ، وفي الليل البهيم الأسود سألته عجوز تقوس ظهرها من كثرة الركوع للخلق والخالق :
ـ ماذا كتبت اليوم يا ولدي ؟؟؟
أجابها بكبرياء قل نظيره :
ـ لقد كتبت قصيدة من مائة بيت وبيت .
نظرت إليه نظرة شزراء ، وتأملت بعينيها في البيت الذي تطالبها جدرانه بتسديد ما عليها من أشهر الكراء ثم قالت له :
خذ المائة بيت واسكن فيها من غير حسد ، وهب لنا البيت المتبقي فقط .