المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الفن والسياسة وأشياء اخرى



محمد سرحان
04/04/2008, 11:24 PM
يقول لك أحدهم : شتان شتان بين الفن والسياسة !

وانا أصر أن السياسة والفن صنوان لا يفترقان !

عموما

على مائدة هذا الموضوع ساطرح بعض الوجبات النقاشية ... وجبات فيها بهارات من الفن والسياسة ... هذه الوجبات أعدتتها في فترات معينة ... ولا أشك أنها وبطبيعة الموضوعات التي تطرحها ما زالت ساخنة للتقديم ... فأنا مؤمن أنها ضد التعفن او البرودة

محمد سرحان
04/04/2008, 11:37 PM
في بداية الستينات تناقل المصريون على ألسنتهم كلمات أحمد شفيق كامل التي ترنم بها العندليب :


ضربة كانت من معلم ... خلى الاستعمار يسلم !!


وطبعا المعلم هنا هو عبدالناصر


وانا سأسأل : أين ( المعلمية ) فيما فعله عبدالناصر ؟


هل كان كبت الحريات في عهده ( معلمة ) ؟


هل كانت محاربة الدين .... ونشر مفاهيم ( الرجعي والتقدمي ) وركوب الموجة الستالينية والخروتشوفية هي المعلمة ؟


هل كانت نكبة 67 التي كانت من مخلفات نظامة ( معلمة ) ؟


إذا كانت المعلمية في نظر الناصريين .... الكلام الذي كان يعلكه جمال من قبيل ( سنرمي اسرائيل في لبحر ) فهذا شيء آخر تماما !


عموما الحديث عن العهد الناصري سال فيه حبر كثير ..قليلهم يمدح وكثيرهم يذم


وعبثا يحاول محمد حسنين هيكل في حلقاته على الجزيرة أن يصور الفردوس الذي عاش فيه المصريون زمن جمال ... وهو في الواقع فردوس من الجحيم !!


حتى إن اولئك الذين وضعوه في مرتبة الملائكة أبان حكمه... عادوا ليضعوه في مرتبة الأبالسة ...


أقول هذا الكلام على هامش نواح بعض الفضائيات على عهد جمال


إن كنت تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم !!

محمد سرحان
04/04/2008, 11:55 PM
ما لا يعرفه الكثيرون عن عاهل المغرب الراحل أنه كان من سدنة الفن الجميل

فقد كان يولي الفن والموسيقى بالذات اهتماما يوازي اهتماماته في تصريف شؤون رعيته

وكان يخص بوده أم كلثوم وعبدالوهاب والعندليب بالذات

وكثيرة هي الصور التي توثق تلك العلاقة الحميمية التي جمعته بهم

وكان عبدالحليم حافظ يحرص على التغني ببلاط الملك حتى إنه خص مولاي رشيد بأغنية جميلة ومولاي رشيد هذا من ابناء الملك وولي العهد الحالي

وكان هذا الملك يقيم الندوات الموسيقية مع كبارالفنانين... بل إنه كان يناقشهم حتى في ادق التفاصيل التي لا تعني ( السميع العادي ) بقليل أو كثير ... من قبيل المقام الموسيقي المستخدم في الأغنية ومجيء هذه الكلمة في هذه الأغنية بدلا من تلك الكلمة وهلم جرا

وانطلاقا من هذا كان يرى أن من واجبه تكريم الفن وأهله ... فلا عجب ان نقرأ في سيرة عبدالحليم حافظ مثلا ان الملك تكفل بعلاجه كاملا في خريف حياته

الزعماء السابقون كانوا يملكون حسا فنيا !!!

محمد سرحان
16/04/2008, 06:34 PM
الكلثوميون يقرنون معشوقتهم بصفات الكمال والذكاء ...ويذهبون في ذلك مذاهب متطرفة


وربما هم محقون في ذلك إلى حد بعيد ... فهذه السيدة استطاعت بحنكة ودهاء أن تتسنم ذروة عرش الأغنية العربية طوال قرن كامل !!... وما زالت


ويزعمون - وهذا صحيح ربما - أن أم كلثوم متذوقة للشعر العربي ولها أياد كثيرة في مضمار خدمة العربية من خلال غناء كثير من القصائد على مدى سني حياتها


فكما رأيناها ترنمت بقصائد لشوقي وحافظ وابن النبيه والشريف الرضي الخ


ولكن قد يحق لأم كلثوم أن تغني ما شاءت من قصائد ... ولكن لا يحق لها أيضا ان تعبث في التراث العربي


في اغنية " أراك عصي الدمع " اركتبت أم كلثوم خطأ بحق أبي فراس الحمداني


فالذين استمعوا للقصيدة سيدركون أن ثومه قد عبثت بالشطر الثاني فاختل الوزن


فالحمداني يقول :


بلى أنا مشتاق وعندي لوعة .... ولكن مثلي لا يذاع له سر


فماذا فعلت هي ؟


أبدلت نعم ببلى


والحجة أن الشعب المصري يتطير من ذكر البلاء


وفي رأيي أن هذه حجة أقبح من ذنب !!


فما علاقة حرف الجواب ( بلى ) بالبلاء

محمد سرحان
16/04/2008, 06:53 PM
كانت الساحة الغنائية في الستينات والسبعينيات ميدانا لحرب ضروس بطلاها فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ


كان العندليب الداهية يمثل الجديد في كل شيء ... بينما كان الأطرش كأحد أقطاب الحرس القديم في الغناء العربي


وجمعية ( المنتفعين ) من الخلافات بينهما ما فتأت تضرم نار العداوة كل ما خفت أوارها


فريد الأطرش - بحكم طيبته - دُفــِع َ دفعا باتجاه هذه الحرب دون أن يدري


يقول بعض الخبثاء أن عبدالوهاب أشغل فريد بعبدالحليم حتى يبقى بعيدا عن المقارنه به


وربما هذا الزعم فيه شيء كبير من الصحة


الذي يستمع لأحاديث فريد يدرك بلا عناء مقدار الطيبة التي تسكن قلب هذا الرجل


ولكن الإسراف في الطيبة قد يدفع صاحبه إلى مستنقع من المشاكل ... وهكذا كان الأطرش دوما ...


رجل أتعبته المشاكل وأثرت في قلبه ... فسكب معاناته على أوتار عوده الخالد

د.ألق الماضي
17/04/2008, 10:13 PM
نتابع تحليلك...

محمد سرحان
18/04/2008, 12:04 PM
أهلا بألق الماضي ... لقبك يثير في نفسي شجونا تصلني بالأمس العظيم

يبدو أن لقبك وموضوعي بينهما من الوشائج العميقة ما يجعلهما في نقطة التقاء دوما

ودعيني- في هذا الصدد - أجزم أن هروبك للماضي له ما يبرره ...

ذلك أننا نفتقد ألق الحاضر ... ويبدو أننا سنفقد ألق المستقبل

ولعل هذا يبرر سر عودتي لتلك الحقبة القريبة البعيدة من عمر الفن العربي

لأني أفتش عن ألقنا المفقود في ضجيج فن هذه الأيام

محمد سرحان
20/04/2008, 07:57 PM
ما من موضوع إلا وضربت فيه الأغنية العربية بسهم ... شانها في ذلك شأن الأغاني في التراث الغنائي لجميع الأمم طريفها وتليدها ...

ولكن مما يدعو إلى التوقف والتريث عند التفكير بمسيرة الأغنية العربية... أن ثمة موضوعاً جديدا طرق باب الشعر في الأغنية العربية

ذلك هو شعر الحيرة باختصار ...

شعر الحيرة والتساؤل قضية ضاربة في جذور الشعر العربي ... وطرقه شعراء كبار قديما .. كأبي العلاء المعري في ديوانه سقط الزند مثلا الذي يعد غابة من التساؤولات الوجودية الخطيرة ...

أما ما يعنينا فهو إدخال هذا النموذج الفلسفي على لأغنية العربية .. متى وكيف بدأ ؟

ظهرت نبرة الحيرة في بعض الفترات من موضوعات الأغنية العربية ...ولعل أقربها مثالا ... ما تناوله إيليا أبي ماضي في بعض أشعاره التي اختارها عبدالوهاب للغناء ... هل تذكرون قصيدة (( لست أدري )) ومطلعها الشهير :
جئت ُ .. لا أعلم من أينا ... ولكني أتيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت !!

لا أعلم شيئا عن ظروف هذه القصيدة .. التي تلقفها عبدالوهاب سريعا ليخرجها في ثوب موسيقي أنيق
كما اني لا أعرف بالضبط التاريخ الفعلي لغنائها .... ولكن ما أعرفه جيدا أن هذه الأغنية أرّخت لما أسميه شعر الحيرة في الأغنية العربية إن جاز التعبير

ما يهمنا أن شيئا جديا أضيف لموضوع الأغنية العربية بعيدا عن التغزل بالحبيب والشكوى من جفائه الخ ذلك من الموضوعات التقليدية التي ألفنا سماعها ...

وهنا استطيع القول أن عبدالوهاب - كموسيقي وملحن ومطرب - كان له قصب السبق في انتقاء هذا النوع من الأغاني ... ولعله من المفارقات الغريبة ... أنه قد أسدل الستار على حياته الفنية الطويلة بأغنية تلتحف بكلمات الحيرة والتساؤل ... (( من غير ليه )) التي نظمها مرسي عزيز

جايين الدنيا ما نعرف ليه ... ولا رايحين فين ولا عايزين أيه !
مشاوير مرسومة لخطاوينا ... نمشيها في غربة ليالينا
يوم تفرحنا ويوم تجرحنا ... واحنا ولا احنا عارفين ليه!!


ولمرسي عزيز بعض النماذج الأخرى في التساؤل والحيرة

ولعل هذا أغرى شاعرا كبيرا من طراز محمد حمزة إلى الولوج في هذا الباب ... وطبعا الأمثلة على ذلك كثيرة ولعل أبرزها حليمياته

لاحظوا معي النموذج التالي لشعر محمد حمزة :

من أغنية بعنوان (( مين انا )) غناها العندليب في مسلسل اسمه (( أرجوك لا تفهمني بسرعة ))

مين أنا ... ؟
عايز أعرف مين أنا ... ؟!
ليه أنا ....؟
عايز أعرف ليه أنا .... ؟
اختارت الدنيا الميعاد ... واختاروا اسمي في الميلاد
لا كان بإيدي بدايتي ... ولا بإيدي نهايتي
مين أنا ؟!

ربما قد يتفق البعض... وربما قد يختلف حول هذا النموذج الشعري في الأغنية العربية ...
ولكنه طبعا فرض نفسه في فترات معينة من مسيرة الأغنية العربية ... التي كانت دوما تبحث عما هو جديد

محمد سرحان
23/04/2008, 08:26 PM
لا أخال أن أغنية بلغت حظها من الكمال ما بلغته قارئة الفنجان ... ذلك أن هذه الأغنية قد اكتملت فيها اضلاع الثالوث الابداعي : الكلمة ، النغم ، الصوت ... فجاءت لوحة صارخة الجمال ...


في أواخر السبعينات رَسَمَ التلفزيون البحريني ( انتاجيا ) - فيما أظن - هذه الأغنية لوحة ً سينمائية ... والحق أنك لو شاهدتها فلسوف تبصر امامك لغة سينمائية بلغت أقصى حظوظها من فرادة العبقرية السينمائية


والممثلون - وهم مغاربة - استطاعوا تجسيد هذه الملحمة النزارية الحليمية تجسيدا طاول أديم سماء الإبداع


رجل ذو شاربين كثيفين يتدثر بثياب بالية ... اتقنتْ ملامحه لغة اليأس والقنوط ... فتجده هائما على وجهه منذ بداية هذه اللوحة السينمائية


يدخل على تلك المشعوذة التي يسكن الرعب في كل زاوية من زوايا وجهها ... ولسوف يبلغ ميزان الرعب الزئبقي منك مبلغا عظيما عندما تجدها وقد بدأت بتحضير جنودها من الشياطين فتهتز تلك ( النجفة ) ساعة دخوله عليها في مشهد يثير شعر رأسك ...


وعندما يصل بك الغناء الى قوله " فحبيبة قلبك نائمة في قصر مرصود " تصافح عيناك تلك المرأة التي خلدت بغيبوتها في مخدعها.. ذاك المخدع الذي تكتنفه الأسوار من كل جانب ايحاءً باستحالة أن يصل إليها ذاك المعذب البائس


الأغنية طويلة ومن العسير ان اتتبع معك دقائق تلك الصورة السينمائية


ولكن يكفيك أن تعود بين الفينة والأخرى لمحطة ( سفن ستارز ) التي تحرص على امتاع أعيننا بتلك اللوحة العظيمة بين حين وآخر


عموما مناسبة الحديث حولها .. هو ما أراه مما يسمونه الفيديو كليب هذه الأيام


فهيهات هيهات لما تشاهده يا رعاك الله

محمد سرحان
24/04/2008, 08:26 PM
محيي اسماعيل ...


هذا الرجل ذي الملامح النفسيه الـ"هستيرية" ".. التي تلهبك بعنفوانها وبكبريائها وبانفعالاتها المتضاربة فتشعل جوارحك


ما زال في الظل !


رغم أنه يقف على بركان هائل يضج عبقرية وإبداعا


إن من يتابع أعماله في : الأخوة الاعداء ... وريال فضة ... وتحقيق ... الخ
سيتوقف عند تلك العبقرية الفذة التي تتسرب في كل لفته وفي كل همسة يلعبها


لست أدري لمَ لمْ يأخذ موقعه المناسب في ( طابور ) النجومية حتى الآن ؟


إن السينما لم تضع هذا الفنان من حيث يجب ان يكون !


*************************
على هامش هذا الموضوع


يبدو أن انفعالات محيي اسماعيل انتقلت من إطار الشاشة المربع إلى تضاريس الورقة المربعة


بالإمس وقعت عيناي على رواية ولكم أن تعجبوا بأن مؤلفها هو نفسه الفنان محيي اسماعيل


الرواية معنونة باسم ( المخبول ) قرأت فصلين منها فأصابني الإعياء حقا !!!


سأحدثكم عنها عندما أنهي قراءتها ... رغم أن رأسي بدأ تنفجر من قراءة الفصول الأولى

طارق شفيق حقي
24/04/2008, 11:22 PM
محيي اسماعيل ...


هذا الرجل ذي الملامح النفسيه الـ"هستيرية" ".. التي تلهبك بعنفوانها وبكبريائها وبانفعالاتها المتضاربة فتشعل جوارحك


ما زال في الظل !


رغم أنه يقف على بركان هائل يضج عبقرية وإبداعا


إن من يتابع أعماله في : الأخوة الاعداء ... وريال فضة ... وتحقيق ... الخ
سيتوقف عند تلك العبقرية الفذة التي تتسرب في كل لفته وفي كل همسة يلعبها


لست أدري لمَ لمْ يأخذ موقعه المناسب في ( طابور ) النجومية حتى الآن ؟


إن السينما لم تضع هذا الفنان من حيث يجب ان يكون !


*************************
على هامش هذا الموضوع


يبدو أن انفعالات محيي اسماعيل انتقلت من إطار الشاشة المربع إلى تضاريس الورقة المربعة


بالإمس وقعت عيناي على رواية ولكم أن تعجبوا بأن مؤلفها هو نفسه الفنان محيي اسماعيل


الرواية معنونة باسم ( المخبول ) قرأت فصلين منها فأصابني الإعياء حقا !!!


سأحدثكم عنها عندما أنهي قراءتها ... رغم أن رأسي بدأ تنفجر من قراءة الفصول الأولى




أشاطرك الرأي تماماً

لكن فكرة تحوله للكتابة تعد أجمل وأنجع

محمد سرحان
25/04/2008, 07:51 PM
لكن فكرة تحوله للكتابة تعد أجمل وأنجع



لا اتفق معك في ما تذهب إليه صديقي طارق


لقد قراتُ ما كتب ... وأنا محاصر بأقراص وجع الرأس من كل مكان ...


فالقصة - وأطلق ذاك مجازا على قصته - ليست من القصة في شيء ...بل هي جنين مشوه لا تكاد تعثر له على نسب يصله بالقصة أو الرواية أو حتى المسرحية !


إنها أشبه بـ ( حواديت ) الجدات المملة اللائي يروينهنّ لنا كي ننام عندما كنا صغارا


ولذلك - وبحزم لا يقبل التردد- أهيب بمحيي اسماعيل أن يغسل يديه من محاولة الكتابة القصصية


وأن يصرف جهده للتمثيل فقط فذاك أجدر به