المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القتل هو الحل عند الفاسدين



الزاهد
31/03/2008, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ضاع الحق بين عنجهية الفاسدين وغطرسة الطغاة من الذئاب
المسعورة، التي ترتدي ثوب الحملان، وما عاد الأمر يستحق النظر فيه، والدنيا بخير
مادام الشر خارج غرف نومنا،ا ولم يعد قتل الجار يشكل مسألة ذات قيمة لجاره، فكثرة الأموات
جعلتنا لانبالي أن نرى المزيد، ماتت في نفوسنا معايير الحق والعدالة، وأعشى نظرنا
الخوف من الناس فلم نعد نخاف الله في شيء، ولاشيء من الإيمان في الصدور، فلم يبقى
لله (في تفكيرنا) أي شيء في تدبير هذا الكون بل نحن المدبرون ولابد لكي نعيش أن
نحمل السلاح حتى وان كنا لانجيد استعماله.


لقد أصبح القتل هو الحل السحري لكل مشاكل الناس في عصر
الانحراف والفساد، فإذا أرادت القاعدة أن تثبت ولائها لله، شرعت بقتل من لم يتعرض
لها ولم يسمع بها يوما، سواء كان في تنزانيا أو غيرها بحجة ضرب سفارة الشيطان.
واذا اراد حزب الفضيلة بسط سيطرته على سرقة النفط من بين اظهرنا وبعلمنا وتحت أنظارنا،
شرع بقتل كل من يتحرك ضميره لقول كلمة حق يدحض بها باطلهم، الذي جاوزت نتانته
الحدود والجغرافيا، ولكي يثبت جيش المهدي ولائه للحكومة الفاسدة المفسدة، شرع بقتل
جماعة احمد الحسن (كما صرح بذلك أكثر من طرف من جيش المهدي) لأنهم انتفضوا بوجه
الحكومة الفاسدة التي اعتقلتهم بدون إبداء أي سبب، وإذا أراد جيش المهدي ان يقول
للحكومة التي وقف الى جنبها في محرم انها مخطئة، ولاتسير بجادة الصواب، بل أصبحت
من اكبر المفسدين، شرع بقتل من تطاله يدة من الناس الذين يصدف وجودهم امامه في لحظة
غضبه. وإذا أراد المجرم بوش أو سلفه المراهق كلينتون أن يتقدم في الانتخابات
الرئاسية أرسل طائراته لتقصف الآمنين الأبرياء في العراق وأفغانستان.
الكل أصبح يمارس القتل، حتى من لايملك لقمة العيش، أصبح
يشتري السلاح من أول مبلغ من المال تطاله يده ليقدمه على قوت عياله، وحجته إن الكل
مسلح، ولابد له أن يحمي نفسه من الطوارئ، وهو يعلم إن الطوارئ التي جعلته يشتري
السلاح ستأخذه على حين غره، ولا تنتظره ليختبر سلاحه، منذ متى أصبح السلاح هو الحل
لكل المشاكل، من هو قدوتنا في ذلك، وهل في الأذهان من روايات التاريخ للشعوب السالفة
ما يفيد إن السلاح كان حجر الزاوية في تطورهم واستقرارهم.


لننظر لحالنا ونتأمل، من يقتل من؟ ومن يحكم بقتل من؟
ماهي المقاييس التي يتم على اساسها القتل؟ من لديه صلاحية القتل؟ هل هذا القتل
بامر الله وان لم يكن بامره هل هو برضى الله؟
والجواب إن الكل يقتل، ومن لم يقتل لحد ألان فقد بيت
النية للقتل بحيازته للسلاح، والكل أصبح يمتلك الصلاحية لإصدار الحكم بالقتل، إن
لم يكن مباشرة فبالتحريض تارة وبالسكوت عن القتلة تارة أخرى، ولم يعد بوسعنا أن
نضع مقاييس للقتل فلقد انفرط العقد، فالذين يتباكون على قتل عبد الله الرضيع بين
يدي الحسين عليه السلام يقتلون كل يوم أطفالنا ويسممون الشوارع التي تعد خطاهم
لمدارسهم والتي أصبحت طريقهم للموت، وأخيرا فالكل لديه صلاحية القتل مادامت القضية
تقيد ضد مجهول ومادام أهل المجني عليه لايستطيعون حتى استلام جثته لأنه من أهل السنة
والطب العدلي يحكمه جيش المتطرفين الذين لاكرامة عندهم لميت.


والأعجب هو المواقف المتناقضة التي تصدر من الطرفين،
التي ترى الباطل حقا اذا كان يصب بمصلحتها، وترى الحق باطلا اذا خالف اتجاهها،
وبهذا الخضم من الانفلات الأخلاقي، يتحدث كل من الطرفين عن تعسف الاخر وظلمه له،
وهل هناك ظَلَمَه غيركم، لانعلم لكم موقف ولانرى لكم مبدأ، فلقد اصطف جيش المهدي
مع الحكومة وزمرة الحكيم، ضد الأبرياء من أنصار المهدي، في العاشر من محرم، وعاثوا
بهم قتلا وتشريدا، وهنا نسألهم هل علمتم لهم ذنبا؟ً أم مارستم عليهم هوايتكم
بالقتل؟ كيف تقصيتم الأمر وعرفتم الحق من الباطل وبدأتم بالقتل ولم يمر بعد نصف
ساعة على بدء التظاهرة التي خرج بها أصحاب اليماني ليستنكروا فساد المفسدين الذين
استباحوكم هذه الأيام. وأصبح على أثرها كل من يكره جاره يتهمه بأنه من جماعة اليماني
والدولة تستجيب وتعتقل وتعذب وتقتل دون محاكمة، واذا بأهلنا في رعب وخوف من ردة
فعل المتغطرسين والجهال من المتسلطين، حتى إن الأصنام الأربعة في النجف والذين لم
نسمع لهم نهيق في موقف ولا عواء في مظلمة، أفتوا بالقتل لينالوا نصيبهم من الطغيان
والاجرام دو ن سماع صوت المقابل، فهل كان موقف الحكومة مقبول ليصطف معه جيش المهدي
(الحوزة الناطقة) والأصنام الأربعة (الحوزة الصامتة)، إذا كان الجواب لا، فقد أجرمت
الحكومة وأجرم جيش المهدي (ولاعتب على الأصنام النيام) بحق من وقف بوجه الحكومة في
محرم . واذا كان الجواب نعم، فأن جيش المهدي ومن وجهة نظره وبحسب تصرفه في محرم لايرى
في استباحة الحكومة له في هذه الأيام أي خطأ أو إخلال بمبدأ، لان الحكومة تقوم الآن
بنفس الفعل الذي مارسته ضد جماعة اليماني وايدهم جيش المهدي بذلك بقتله لجماعة
اليماني، فجيش المهدي يفعل الان كما فعل جماعة اليماني في البصرة، والذي أباحت الحكومة
وجيش المهدي قتلهم، وحسب ادعاء الحكومة انهم (جماعة اليماني) رفعوا السلاح بوجه
الدولة، أي إن جيش المهدي يؤيد قتل من يرفع السلاح بوجه الحكومة، وهذا بالضبط
مايفعله جيش المهدي الان انه يرفع السلاح بوجه الحكومة.
ان الانسان ودون ان يعلم يكتب بخط يده ويطلب بمقتضى
افعالة الطريقة التي تناله بها العدالة الالهية في الدنيا والآخرة ورغم إننا نرى
ما يحدث في الدنيا من العبر ولكننا لا نعتبر لأننا دنيويين.


علنا نستفاد من هذه القصة التي يرويها لنا الصدوق،
للاعتبار والتفكر بحكمة وعدالة السماء.
((عن قصص الأنبياء للجزائري) روى الصدوق قال: غار النيل
على عهد فرعون، فأتاه أهل مملكته، فقالوا: أيها الملك أجر لنا النيل، قال إني لم
أرض عنكم، ثم ذهبوا فأتوه، فقالوا: أيها الملك نموت ونهلك، ولئن لم تجر لنا النيل
لنتخذن إلها غيرك، قال: اخرجوا إلى الصعيد، فخرجوا فتنحى عنهم حيث لا يرونه و لا
يسمعون كلامه، فألصق خده بالأرض، وأشار بالسبابة وقال: اللهم إني خرجت إليك خروج
العبد الذليل إلى سيده، وإني أعلم أنك تعلم أنه لا يقدر على إجرائه أحد غيرك،
فأجره، قال: فجرى النيل جريا لم يجر مثله، فأتاهم فقال لهم إني قد أجريت لكم النيل
فخروا له سجدا، وعرض له جبرائيل ع فقال: أيها الملك، أعنّي على عبد لي، قال فما
قصته قال عبد لي ملكته على عبيدي، وخوّلته على مفاتيحي، فعاداني وأحب من عاداني
وعادى من أحببت، قال لبئس العبد عبدك، لو كان لي عليه سبيل لأغرقته في بحر القلزم،
قال أيها الملك اكتب لي بذلك كتابا، فدعا بكتاب و دواة، فكتب ما جزاء العبد الذي
يخالف سيده فأحب من عادى وعادى من أحب إلا أن يغرق في بحر القلزم، قال أيها الملك
اختمه ، فختمه ثم دفعه إليه، فلما كان يوم البحر أتاه جبرئيل ع بالكتاب فقال: خذ
هذا ما استحققت به على نفسك، وهذا ما حكمت به على نفسك)).
لكن لابد هنا ان نقول الحق، ليس محاباة لاحد على حساب
احد، ولكن لكي نشهد امام الله بالحق، ان ما قامت به الحكومة الفاسدة بحق أصحاب
اليماني، وما تقوم به حاليا،ا يعتبر إجرام ما بعده إجرام، ومعصية كبيرة ترتكبها في
كل قطرة دم تسيل من جسد إنسان، حتى وان كان هذا الانسان مخطئا. فليس كل خطأ يواجه
بالقتل والتشريد، ولازلتم تستنكرون على عثمان نفي ابا ذر الى الربذة، لأنه واجهه
بقول الحق كما علمه الرسول الكريم (ص). وعلى أيديكم أصبح كل من يقول الحق طريد
شريد منفى كما كان أبي ذر رحمه الله، ألا لعنة الله عليكم وعلى القتلة المارقين من
جنسكم على مر الزمان