د.مقبل العمري
30/03/2008, 07:20 PM
" قصيدة السيف والنطع "
بدوتُ فلا أهلي صحبتُ ولا ربعي
وغادر أصلي وحده دونما فرعي
لأني على الأسفار غير معودٍ
فأنك قد أحدثت صدعاً على صدعي
أسامة لولا أنت ما كنتُ راحلاً
ولو لا اضطراري للتفوق بالطبع
أقمت ولا أرضى فراقك مرةً
فما بال مثلي بالثلاث وبالسبع؟!
ولولا رأيتُ العلم للناس نافعاً
وأنت حبيبي أولُّ الناس بالنفعِ
فما لي رأيتك بالمطار وقد بدتْ
عليك علاماتٍ من الحزنِ والدّمعِ ؟
فديتك يا أغلى الورى وأحبهم
"خلا"حب ربِّي أو "خلا" صاحب الشَّرعِ
أتحسب أني قد أطيقُ فراقكم
وكيف يطيقُ الأصل بعداً عن الفرعِ؟؟
ولكنها يا طيًبَ الأصل خطوة
أُمرنا لنمشيها على الضيقِ والوسعِ
فراقٌ ولو تدري أنا لا أُحبهُ
فديتك فادرك أنّهُ ليس من صنعي
أأرضى بأن أقضي فراقاً وغربةً
وأسلمكم للهمِّ والشوقِِ والجوعِ ؟ !
وأسلم نفسي للهموم وللجوى
وشوقٍ إليكم لا يغادر من روعي؟!
محالٌ ولكنً الكفاح ضرورةٌ
وفرق ُُأحبَّ الناس من ذلك النوعِ
فعد يا ولى العهد للبيت وانتظر
ونم هادئاً حتى أوافيك عن وضعي
إذا كنتَ قد فارقتْ والحزنُ سائدٌ
غداً سيمنُّ اللهُ بالقربِ والجمعِ
لكل حبيبٍ يا أخا الليثِ غدوةٌَ
وكلٌ غريبٍ قد يصير إلى رجعِ
متى شاء ربَّ البيتِ للمرءِ أوبةً
تكفّلهُ في حالةِ الوترِ والشَّفعِ
****
بنيَّ أتدري أي ريبٍ أرابني ؟
وقضَّ عليَّ مضجع العيش ياسبعي ؟
تنبأتُ أنَّ الجهلَ للمرء صفعةٌ
ونصبٌ لمعتادٍ على الضمِّ والَّرفعِ
وأن الذي لا يعمر العلم نفسَهُ
يقلبها من ذات وضعٍ إلى وضعِ
يموتَ ويحيا بين برو فاجرٍ
ويشمخُ أنفا ثم يُخفرُ بالجدعِ
تُقلده الأيامُ يوماً وظيفةً
إذا ألفت منهُ الرهافةَ في السمعِ
وإنْ عرفتهْ ليس طوع بنانها
ألمت بهِ كرهاً طبائعُ ذي الطبعِ
وطوعهُ أذنابهم دونَ رحمةٍ
وجرَّعةُ الأتباع ذلاً بلا طوعِ
*****
وليس تشفعه لديهم كفاءةٌ
ولا وطنٌ يحتاجُ دفعاً بذي دفعِ
فليس لحرٍ جاهلٍ من وسيلةٍ
سوى العلم يرقى بالصنائعِ والصّنعِ
يعش ربُّه حراً وينأى برأسه
عن الذل بين الصمتِِ كرهاً أو القطعِ
فبئس حياةٌ يا بني ذليلةٌ
معلقة في قبضةِ السيفِ والنَّطع!
****
لهذا تراني يا حبيبي مها جراً
كطيرِ فلاةٍ طار يوماً إلى نبعِ
فدعني حبيبي لا تبالي بغربتي
عسى الله أن يذهب ضري من نفعي
عسى نورهُ يذكي فؤادي بشمعةٍ
فأوقد في صنعاء جيلاً من الشَّمعِ
نبرٌ بأمٍ كم رضعنا حليبها
تباركتَ يا ضرعَ امّ بلقيسِ من ضرعِ!!
صنعاء – أسمرة – الخرطوم
الخميس 21 يونيو 2001م
هوامش:
** أهديتها إلى ولدي أسامة الذي ودعني في أحدى رحلاتي لطلب العلم فبكى على أرض المطار حباً ولوعة...هذه لوعةٌ بلوعة ،ودمعةٌ بدمعة ،وهذه شمعةٌ يستضيء بها ومن معه.
*** هي أم ديواني السيف والنطع
بدوتُ فلا أهلي صحبتُ ولا ربعي
وغادر أصلي وحده دونما فرعي
لأني على الأسفار غير معودٍ
فأنك قد أحدثت صدعاً على صدعي
أسامة لولا أنت ما كنتُ راحلاً
ولو لا اضطراري للتفوق بالطبع
أقمت ولا أرضى فراقك مرةً
فما بال مثلي بالثلاث وبالسبع؟!
ولولا رأيتُ العلم للناس نافعاً
وأنت حبيبي أولُّ الناس بالنفعِ
فما لي رأيتك بالمطار وقد بدتْ
عليك علاماتٍ من الحزنِ والدّمعِ ؟
فديتك يا أغلى الورى وأحبهم
"خلا"حب ربِّي أو "خلا" صاحب الشَّرعِ
أتحسب أني قد أطيقُ فراقكم
وكيف يطيقُ الأصل بعداً عن الفرعِ؟؟
ولكنها يا طيًبَ الأصل خطوة
أُمرنا لنمشيها على الضيقِ والوسعِ
فراقٌ ولو تدري أنا لا أُحبهُ
فديتك فادرك أنّهُ ليس من صنعي
أأرضى بأن أقضي فراقاً وغربةً
وأسلمكم للهمِّ والشوقِِ والجوعِ ؟ !
وأسلم نفسي للهموم وللجوى
وشوقٍ إليكم لا يغادر من روعي؟!
محالٌ ولكنً الكفاح ضرورةٌ
وفرق ُُأحبَّ الناس من ذلك النوعِ
فعد يا ولى العهد للبيت وانتظر
ونم هادئاً حتى أوافيك عن وضعي
إذا كنتَ قد فارقتْ والحزنُ سائدٌ
غداً سيمنُّ اللهُ بالقربِ والجمعِ
لكل حبيبٍ يا أخا الليثِ غدوةٌَ
وكلٌ غريبٍ قد يصير إلى رجعِ
متى شاء ربَّ البيتِ للمرءِ أوبةً
تكفّلهُ في حالةِ الوترِ والشَّفعِ
****
بنيَّ أتدري أي ريبٍ أرابني ؟
وقضَّ عليَّ مضجع العيش ياسبعي ؟
تنبأتُ أنَّ الجهلَ للمرء صفعةٌ
ونصبٌ لمعتادٍ على الضمِّ والَّرفعِ
وأن الذي لا يعمر العلم نفسَهُ
يقلبها من ذات وضعٍ إلى وضعِ
يموتَ ويحيا بين برو فاجرٍ
ويشمخُ أنفا ثم يُخفرُ بالجدعِ
تُقلده الأيامُ يوماً وظيفةً
إذا ألفت منهُ الرهافةَ في السمعِ
وإنْ عرفتهْ ليس طوع بنانها
ألمت بهِ كرهاً طبائعُ ذي الطبعِ
وطوعهُ أذنابهم دونَ رحمةٍ
وجرَّعةُ الأتباع ذلاً بلا طوعِ
*****
وليس تشفعه لديهم كفاءةٌ
ولا وطنٌ يحتاجُ دفعاً بذي دفعِ
فليس لحرٍ جاهلٍ من وسيلةٍ
سوى العلم يرقى بالصنائعِ والصّنعِ
يعش ربُّه حراً وينأى برأسه
عن الذل بين الصمتِِ كرهاً أو القطعِ
فبئس حياةٌ يا بني ذليلةٌ
معلقة في قبضةِ السيفِ والنَّطع!
****
لهذا تراني يا حبيبي مها جراً
كطيرِ فلاةٍ طار يوماً إلى نبعِ
فدعني حبيبي لا تبالي بغربتي
عسى الله أن يذهب ضري من نفعي
عسى نورهُ يذكي فؤادي بشمعةٍ
فأوقد في صنعاء جيلاً من الشَّمعِ
نبرٌ بأمٍ كم رضعنا حليبها
تباركتَ يا ضرعَ امّ بلقيسِ من ضرعِ!!
صنعاء – أسمرة – الخرطوم
الخميس 21 يونيو 2001م
هوامش:
** أهديتها إلى ولدي أسامة الذي ودعني في أحدى رحلاتي لطلب العلم فبكى على أرض المطار حباً ولوعة...هذه لوعةٌ بلوعة ،ودمعةٌ بدمعة ،وهذه شمعةٌ يستضيء بها ومن معه.
*** هي أم ديواني السيف والنطع