عبدالله الطليان
30/03/2008, 04:37 PM
وضع على نعشه الخشبي مسجى بقماش أخضر , يوجد فيه بعض بقع الدم , النسوة يبكين وينتحبن بألم وحرقة , والدمع يغسل العيون المحمرة , والرجال ملتفون حول الجسد بعضهم واجمون متجلدون , وآخرون يجاهد الحزن والألم في إخراج دموعهم , والأطفال من خلف النوافذ العتيقة يتزاحمون لكي يخطفوا ببصرهم نظرة على الجسد الذي سوف تلتهمه الأرض لكي يجاور من سبقه الذين ركبوا العزة والكرامة وعانقوا البطولة ,
ــ يصيح احدهم أيتها النسوة كفوا عن البكاء وأعطونا زغرودة فرح فهذا زفاف , لقد اعتدنا على الموت والقتل , إن هذا الجسد حي يرزق عند الله , تعالت عبارات التكبير ... الله أكبر . الله اكبر.... جاءت الأم وهي تبكي بصوت عالي يمزق أنياط القلب مندفعة , دعوني أقبله .. دعوني احتضنه غمرته بجسدها وأخذت تزيد في عويلها , فجذبها الأب بقوة ,
ــ وقال : إنه كان ينتظر هذا القدر فعليك بالصبر والدعاء ,
حمل على الأعناق فتعالت أصوات التكبير من جديد وأطلقت بعض النسوة زغاريد , وراحت الأقدام تسير في اتجاه المقبرة , فتطاير الغبار أخفى بعض معالم صوره المعلقة على الطريق ,
وري الثرى وبناءً على وصيته فقد كتب على قبره
لم أرض أن يكون سلاحي كلمات جوفاء
فالوطن من أجل أن يتحرر فلا بد من التضحية والفداء
ــ يصيح احدهم أيتها النسوة كفوا عن البكاء وأعطونا زغرودة فرح فهذا زفاف , لقد اعتدنا على الموت والقتل , إن هذا الجسد حي يرزق عند الله , تعالت عبارات التكبير ... الله أكبر . الله اكبر.... جاءت الأم وهي تبكي بصوت عالي يمزق أنياط القلب مندفعة , دعوني أقبله .. دعوني احتضنه غمرته بجسدها وأخذت تزيد في عويلها , فجذبها الأب بقوة ,
ــ وقال : إنه كان ينتظر هذا القدر فعليك بالصبر والدعاء ,
حمل على الأعناق فتعالت أصوات التكبير من جديد وأطلقت بعض النسوة زغاريد , وراحت الأقدام تسير في اتجاه المقبرة , فتطاير الغبار أخفى بعض معالم صوره المعلقة على الطريق ,
وري الثرى وبناءً على وصيته فقد كتب على قبره
لم أرض أن يكون سلاحي كلمات جوفاء
فالوطن من أجل أن يتحرر فلا بد من التضحية والفداء