المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكلي بالطربوش أحلى ...



نشيد الربيع
30/08/2005, 05:29 PM
.
.
.




مقتطع ..







قال :

أتعرف يا أبي .. لقد زرت بيتكم الذي نشأتَ فيه .... ذهبت إليه بالأمس .. لأني سمعت أنكم قررتم بيعه .. فأحببت أن أراه قبل أن يذهب ....

بدا لي أول ما رأيته جميلا مهيبا .. لكنه ذلك الجمال الذي تحجبه ملامح الكبر التي بدت عليه .... تجاورت نوافذه في إيقاع بديع .. وهو كأكثر الأبنية التي بنيت على هذا الطراز في ذلك الوقت مربع القاعدة يتساوى طوله مع عرضه إلا قليلا ... مكون من ثلاث طوابق ... يربطها من الداخل سلم بدايته في الردهة الرئيسية للطابق السفلي ....

أحسست به يبتسم لي .. لعله لم يعتد أن يزوره أحد من جيلنا بعد أن أغلق ولم يعد يسكنه أحد .. ولا يفتح إلا مرات قليلة لينظف ..... وأنا أفتح الباب سمعت صوتا بنادي باسمك ... فالتفت فإذا عجوز تجلس في دكان على الرصيف الآخر ...

سألتني : أنت ابنه .

قلت : نعم .

قالت : لكأني بأبيك عائدا من مدرسته .. مسرعا إلى جدته يقبل يدها ... أتراك سمعت عن جدة أبيك ... كانت سيدة هذا الحي بلا جدال .... تمضي كلمتها على الكبير والصغير .. الرجل والمرأة .. من ابنائها وغيرهم من أهل الشارع .... كأنوا يقصدونا للمشورة ولفض نزاعاتهم .... وكانوا ينزلون على حكمها ...

أذكر يا أبي أنك حدثتني يوم أن عضبت من إحدى بناتها ( عمتك) لأنها اخطات في أحد اخوتها خطأ كبيرا .. فحكمت على العائلة كلها أن تقاطعها وزوجها .... ثم لقيتك عمتك هذه وابن عم لك في الطريق مرة .. فاعطتك ( قرشا ) تشتري به ( فول سواني ) وعرفت جدتك .. فحكمت أن تبيتا ليلتكما دون عشاء .... وحاولت إحدى بنات عمك أن تهرب لكما العشاء ... فقلت لها ( لأ .. نينة قالت لأ يعني لأ ...)

بقى يا راجل في حد بنوتة زي القمر يصعب عليها وتجيب له عشا تهريب ... ويردها .... دا أنتوا كنتو مملين بشكل ...

المهم دخلت البيت وأضأت مصابيحه .. ما كنت أنتظر أن تعمل لكنها أضاءت ... فطالعتني صورة كبيرة على الجدار لرجل في عنفوانه ... عرفته سريعا لأني أرى هذه الصورة في كل بيت من بيوت أقاربنا ... هو جدك ... لكنني لم اسمع عنه كثيرا .. ربما لأنه مات صغيرا ...

أدرت عيني في المكان .. فكأني دخلت زمانا غير الذي نعيش فيه ... كأني في متحف ...

آه . هذه جدتك ... ترمقني صورتها التي على الحائط .. كأنما تريد ان تعرف من هذا الذي اقتحم صمت السنين وأقلق خلوتها .. لعلها تعرفني بالشبه الذي بيننا ... قد يبدو على ملامحها الحكمة والقوة ... لا أدري .. لعله خيل إلي ...

وهذه طاولة الطعام الكبيرة التي كان يجتمع عليها .. عشرين ... وربما ثلاثين شخص ... يأكلون معا كل يوم .. هم كبار العائلة ... اما أنت وجيلك فتأكلون بعدهم .. (الأدب حلو ) ...

وغرف البيت كثيرة تسع هذا العدد كله ... ابوك واخوته واخواته وأزواجهم وابناؤهم وبناتهم .... كاني اسمع جلبتكم تملأ المكان ....

كل منكم له خصوصيته في هذا الدار ... في غرفته .. ومع ضيوفه .. وفي رايه وحديثه وقراراته ... إلا ما يمس المصلحة العليا للبيت... تجتمعون في الصباح والظهيرة ووقت العشاء عند جدتك . فكأنه عهد الأخوة بينكم تكتبونه ثلاث مرات في اليوم ....

لا أدري لما الإصرار على بيع هذا البيت .. سألت مرة .. قالوا : إن ثمنه كبير وهو لو وزع على الورثة ووارثيهم لنال كل واحد قسطا وفيرا ...

سألت : اتبيعون تارخكم ... أتتركون ذكرى أيامكم .

قالوا : تارخنا نحمله في صدورنا ... يعيش داخلنا ... تاريخنا لا تحكيه الحجارة ... تحكيه الأنفاس .. تحكيه بسمة ترتسم على الشفة إذا تذكرت عهدا جميلا.. أو دمعة تفر من العين إن ذكرت حزنا دفينا ... فأي معنى للبناء ..

عجبت لهذا الحديث كثيرا .. وتكلمت كثيرا لكن أحدا لم يسمع ....

دخلت غرفة جدي ووجدت في خزانتها طربوشا لف بعناية ... حتى إن لونه بدا كما هو لم يتغير .. ومعه قفاز ... لعله الذي تسلم به هدية أو درعا من الملك .. قلتم شيئا كهذا .. لا أذكر تحديدا ... المهم وضعت الطربوش على رأسي .. وحاولت أن أنظر في المرآة التي عكرت الأيام ماءها ... فإذا أنا أحلى بالطربوش ....

بابا ... لقد احببت بيتكم هذا كثيرا ...ايه رأيك تشتريه أنت ....

ابتسم .. ثم ضحك ... ثم نظر لأمي وقال :

ابنك دا مجنون ......

طارق شفيق حقي
30/08/2005, 06:16 PM
[align=center:3165f84643]سلام الله عليك

والله شكله بالطربوش أحلى

يوما قد رايت شيخا مسنا يلبس لباسا مشابها للباس الدكتور البوطي
الزي الشامي الجميل

فعمدت الى السلام عليه وقد احببته جدا وأحببت لباسه

أتعرف هي ثقافة غزتنا

علينا أن نشتري طربوشنا

تحية لك نشيد[/align:3165f84643]

حي بن يقظان
30/08/2005, 08:25 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مقتطع من اين هو متقتطع

كل التحيات للطربوش الاحمر :lol:

عشتار
30/08/2005, 09:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصة جميلة جداً.. وصفك للبيت وللأجواء العائلية فيه كان رائعاً

هناك الكثير من المواضيع التي تستحق النقاش
بين الماضي والحنين للمنزل الأول وذكريات الطفولة، والحاضر الذي يفرض علينا الحياة السريعة الخالية من أي حميمية كانت تجمع الأسرة الواحدة:


تجتمعون في الصباح والظهيرة ووقت العشاء عند جدتك . فكأنه عهد الأخوة بينكم تكتبونه ثلاث مرات في اليوم ....

ما المشكلة في جيلنا.. لماذا نشعر بأننا في منطقة وسطى معتمة لا ننتمي فيها للماضي ولا حتى المستقبل واضح المعالم
ترى هل كان الجيل الذي يسبقنا يحمل نفس هذا الشعور؟؟ هل كان ينظر للجيل الذي سبقه أو يتمنى أن ينفصل عن جيله الحالي؟؟ أم كان يعيش استقراراً وتوازناً مع نفسه ومع زمنه لا نشعر به نحن الآن!!
في حال خُيّرت بين أن تعيش في بيت العائلة القديم الواسع الموجود غالباً في منطقة شعبية نائية وبين بيت صغير عملي في وسط البلد بحيث يكون قريباً من العمل والسوق ويسهل عليك الاتصال بالعالم من حولك.. فأيهما تختار.. ذكريات الماضي أم مجاراة الحاضر؟؟

يقول الأستاذ طارق بأن علينا أن نشتري طربوشنا..
فهل نستطيع حقاًُ أن نرتدي هذا الطربوش في هذا الزمن؟؟
هل هو طربوشنا فعلاً؟؟ لماذا لا نرتدي طربوشاً خاص بهذا الزمن ونشعر بالاعتزاز به كما كانوا في السابق؟؟
لماذا تطاردنا عقدة النقص وتأنيب الكبار المستمر بأننا لسنا كجيلهم وأن جيلهم كان الأفضل..

وكذلك الموضوع الذي أشرت إليه سابقاً.. وهو عن سلطة المرأة الموازية لسلطة سي السيد بحال غيابه.. فأظن يا نشيد أن هذه السلطة ما تزال موجودة حتى الآن وخاصة عندما يغيب كبير العائلة فتحل زوجته محله.. حيث أن المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا لا تتمتع بهذه المكانة إلا عندما تبلغ من العمر عتياً.. فتكون الآمرة الناهية بين أولادها وأحفادها لأن وجودها هو ما يجمع العائلة ويربطها ببعض


شكراً لك نشيد
قصة جميلة بالفعل

طارق شفيق حقي
31/08/2005, 12:09 PM
أنا أعترض على الطرح اعلاه رغم جودة عرضه

لأننا ببساطة لا نحمل ما حملتنا اياه عشتار
ذلك أن الشكل الحالي هو شكل مستورد
ونحن نتكلم عن شكل قديم لا مانع من تطويره

أما عن لبس الطربوش حاليا
فكما اعتدنا لبس الجنز نعتاده مرة أخرى
ولو لبسه الأن الغرب لعدنا اليه
حاله حال القبعة الأمريكية

التي يلبسها الناس متفاخرين

نشيد الربيع
31/08/2005, 10:30 PM
[align=center:bad8973590]طارق :

مرحبا بك أو عابر ...


حي بن يقظان .

مقتطع من اي مكان .. حوار طويل ، رسالة ..

منور .. قولي صحيح . أنت أي ( حي ) في ثلاثة في الفكر الإسلامي ... حي ابن طفيل وحي ابن سينا .. والتالت دور انت على اسمه


تحياتي ..


عشتار :

يادي النور ..

كل عبارة لك طرقت فكرة ..وطبعا لن أستطيع المرور عليها جميعا ... لكن أحاول ..



لو كانت الأيام كلها سواء ... أو لو صح أن يقصر الخير على زمن بعينه لما أسقطت الشجرة ورقها في فصل لتخرج غيره أنضر وأبهى في فصل آخر ... ولما أقسم الله بالشمس ولا بالليل ... ولما كان النهار والليل آيتين ...

وكما قلت قبل ذلك ... مجرد محاولة نسخ الأيام ، أو ظن الخير في نسخها عجز ، ولو كانت لكان المنسوخ أبشع ممسوخ ..


يقول الأستاذ طارق بأن علينا أن نشتري طربوشنا..
فهل نستطيع حقاًُ أن نرتدي هذا الطربوش في هذا الزمن؟؟
هل هو طربوشنا فعلاً؟؟ لماذا لا نرتدي طربوشاً خاص بهذا الزمن ونشعر بالاعتزاز به كما كانوا في السابق؟؟
لماذا تطاردنا عقدة النقص وتأنيب الكبار المستمر بأننا لسنا كجيلهم وأن جيلهم كان الأفضل..

على حكاية الطربوش ... والزي عموما .. لم يخل زمان أو تمضي أمة لم يكن لها زي يميزها ، يكون شعارها وعلامتها ، حسب ما يحتاجون .. وكان الحرص عليه في المناسبات الرسمية أشد ، أذكر أن ( أبو جعفر المنصور ) أبى أن يدخل عليه إلا بلباس الدولة العباسة وقتها ولا أذكر تفاصيله ..

طبعا ، أنا لا أقصد الطربوش شخصيا . أنا لا أتخيل نفسي وأنا شايل على راسي (جردل) مقلوب .. إنما قصدت الخصوصية .. إن كان لكل امرئ من اسمه نصيب ، فيقينا له من وعائه نصيب . .

لابد من خطوط فاصلة تميزنا عن غيرنا .... في المؤتمر الذي حدثتكم عنه في موضوع ( عندما تكلم العلم بالعربية ) قال السفير الفرنسي وقد كان حاضرا .. إن الهدف الذي جعل فرنسا تتبنى هذه الفكرة هي خلق جبهة من الثقافات المختلفة التي لها وزن لمواجهة الثقافة الأمريكية التي يفرضها الوضع السياسي والاقتصادي للعالم ...

هذا التميز ليس ضربا من الترف الفكري نشغل به أوقاتنا .. إنما هي قضية وجود . مش وجود شخص لأنك موجود فعلا ، وعلى أي هيئة ستكون وموجودا .. (كشخص ) لكنها قضية وجود فكرة وثقافة ..هذا إن كنا معنيين بهذه الثقافة .

يقينا ، التميز ليس في الطربوش أو سواه .. أتمنى أن أكون واضحا .

أما حكاية الجو العائلي ... وبعبارة أخرى ( العائلة الممتدة ) التي تخرج عن حدود الأسرة الصغيرة .

كنت أعجب أي أهمية تكتسبها هذه الصلة ليرد في القرآن الكريم وفي مواضع كثيرة الإشارة لذي القربى وحقه ، وذكر الجار وما له ,. فإذا كان القرآن الذي لم يفصل أحكام الصلاة والصوم وتركهما للسنة ، يلح في مواضع كثيرة على هذه الصلة ويجعلها بعد التوحيد وبر الوالدين ، فهي ليست مجرد خلق حسن يتصف به أبناء المجتمع المسلم ، بل لا بد أن تكون دعامة أساسية لبناء هذا المجتمع .



في حال خُيّرت بين أن تعيش في بيت العائلة القديم الواسع الموجود غالباً في منطقة شعبية نائية وبين بيت صغير عملي في وسط البلد بحيث يكون قريباً من العمل والسوق ويسهل عليك الاتصال بالعالم من حولك.. فأيهما تختار.. ذكريات الماضي أم مجاراة الحاضر؟؟

طبعا لكل مقام مقال .. مش الفكرة المقام في البيت الكبير ، بقدر أن يقيم هذا البيت ومعناه في قلوبنا .. ليس كما يقيم الميت في القبر . إنما قيام حياة .


ما المشكلة في جيلنا.. لماذا نشعر بأننا في منطقة وسطى معتمة لا ننتمي فيها للماضي ولا حتى المستقبل واضح المعالم
ترى هل كان الجيل الذي يسبقنا يحمل نفس هذا الشعور؟؟ هل كان ينظر للجيل الذي سبقه أو يتمنى أن ينفصل عن جيله الحالي؟؟ أم كان يعيش استقراراً وتوازناً مع نفسه ومع زمنه لا نشعر به نحن الآن!!

يومنا الذي نعيشه هو خير أيامنا .. لأنه اليوم الوحيد الذي نستطيع أن نصنع فيه أنفسنا ..



وكذلك الموضوع الذي أشرت إليه سابقاً.. وهو عن سلطة المرأة الموازية لسلطة سي السيد بحال غيابه.. فأظن يا نشيد أن هذه السلطة ما تزال موجودة حتى الآن وخاصة عندما يغيب كبير العائلة فتحل زوجته محله.. حيث أن المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا لا تتمتع بهذه المكانة إلا عندما تبلغ من العمر عتياً.. فتكون الآمرة الناهية بين أولادها وأحفادها لأن وجودها هو ما يجمع العائلة ويربطها ببعض


دي قعدة تانية إن شاء الله .



أما عن لبس الطربوش حاليا
فكما اعتدنا لبس الجنز نعتاده مرة أخرى
ولو لبسه الأن الغرب لعدنا اليه
حاله حال القبعة الأمريكية

على فكرة .. انتو البلد الوحيد اللي عمل دوشة قبل ما يلغي الطربوش .. وقعدت الصحف تقول أيها أفضل الطربوش أم القبعة أم العباءة والعقال .. ومحاضرات ومؤتكرات .... وبعدين خرجتم كما خرجنا حاسري الرأس .. أما هنا فبعد الثورة المجيدة وفي رواية الميمونة وفي رواية المباركة .. كنا كلما قال فلان قولا .. قلنا آمين ونحن على ذلك من الشاهدين ...


[/align:bad8973590]