المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجساد على الرصيف



الحسن سعد الله
27/03/2008, 06:42 PM
من على شرفة المنزل الواقع في الناحية اللامنتهية من هدا الزمن,يجلس و هو يفرقع اصابعه تارة و تارة اخرى يحمل فنجان قهوته السوداء,يرتشفها قطرة قطرة,و برهة يضغط بشفتيه على بقايا ندى سودائه,و يمسك براسه بين يديه و ينظر الى الاعلىو انه يتامل في النجومو و في زرقة هدا المساء غير المعتادة,في لحظة جنون يحاول ان يعد النجوم, ويستعين باصابع يديه,فينسى انها كان تمسك افكاره و تتشتت هده الاخيرة تاركة فراغا كبيرا ,و تتفرق الاعداد و الارقام و الحروف,و تسيل قطرات القهوة لتلامس الهواء و تسقط على وجنتيه سوداء, باردة, تشعره حينها انه ما زال على قيد الحياة, يضع كفه على قلبه ليتاكد ان دقاته ما زالت لم توقف بعد,يحس انها مازالت متسارعة كتسارع افكاره القليلة,حين يتاكد ان اجله لن يحين بعد,ينحني براسه ربما شكرا,ينسى كل الهموم و بنظرة الىالاسفل يتابع خطوات الناس,هناك فى الشارع اسفل الشرفة,هناك الناس دهابا و ايابا,و يتامل فتيات في مقتيل العمر, يفترشن ارصفة الشارع,و يرتشفن من غباره ما يكفي للدهاب الى طبيب الامراض التنفسية,و يحملن بين اصابعهن النحيلة اجساما غريبة مشتعلة,يبتسم صديقي ابتسامة خجولة و يقول في نفسه.انها جديدة على هدا الرصيف,اساله عن ما هو الجديد ااتدخين ام ماداو يجيبني بصوت خافت لا انها الفتاة دات التنورة القصيرة الوردية اللون,اساءل نفسي ترى كيف عرفها؟يكمل كلانه و كانه سمع استفساري الا تشاهد؟؟ مادا؟انها ترتشف سيجارتها بنشوة و سعادة, وما الفرق يا صديقي عن الاخريات؟.لقد خبرت هدا المكان,حتى اسال شرفتي هاته,ان الاخريات يدخن سيجاراتهن بنوع من الازدراء و الاحتقار لانهن وصلن الى حد التخمة من هدا الشارع,.اضحك مستهزئا التخمة انها تطلق على تخمة الاكل ة ليس الدخان,المهم و صلك المعنى انت دائما هكدا تحاول التقليل من مستوى لغتي... انا لا اهتم لامرك المهم ما يهمني الان هو امر تلك الفتاة,لا اعرف انه شيء ما بداخلي يدعوني لانقدها من سطوة هدا الرصيف الملعون...؟