المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "...أمهليني..."



ماجدة2
25/03/2008, 08:43 AM
"...أمهليني..."


هي لم تنسى زمنا كان في عمرها
في طفولتها...في ربيعها...في...
هي لم تنسى ما غار عميقا في قلبها
ما ترسخ مثل الجذر في ذاكرتها
أفرحها بقرب ...آلمها بفقد...
دفعها إلى ركنها المنسيّ
لتنزوي بكل ما تحمله مع وِحدتها...
لتنسى أو ...لتتذكر...
سكّنتها الخلوة حينا...و حينا أرَّقها حنين و ذكرى...
و ألم...
ولجت يدها عميقا ...محاولة إجتثاث الألم من صدرها
و إذا به يلوح مربوطا بعروقها
أفزعها ...فأعادته و العروق إلى مكانه...عميقا في صدرها...
....

و إستوقفت فرس الزمان بكلمات...من عنائها

~ ~ ~


على رِسلك يا فرس الزِمان أمهِليني

فقلبي ما تغير من أعوام و ما فيني

أغيره بين الحين و الحين،... خليني

أخط على جدار أيامي و سنيني

ما راح من فقدي و حنيني

فخوفي ما تكون لي عودة

و لا يدق الفؤاد ثانية بمثل رنيني

الذي كان من ماضي زماني

و الذي لم يفارقني إلى الحين

خليني أكتب للشهيد ما سال من جفوني

ما كان من تعبي و نزفي و أنيني


~ ~ ~


كنتَ حيا ما عرفتَ الخوف والآهات

كنتَ حُرا ما عرفت الصمت و الترددات

ناضلت و كنتَ المِدفع في الساحات

كنتَ الأسد في أدغال الوغى و الغابات

و خلفك ركضتُ إلى الموت و النكبات

إلى الأنفاق إلى المجازر و المذبحات

و فيك عرفتُ ما الشجن ما الألم ما العبرات

و فيك عرفتُ ما المُرّ ما التيه ما الزفرات

و فيك عرفتُ ما الفقد ما الكبت ما الانفلات

و فيك سمعتُ أصوات العذابات

و تجرعتُ حنظل المذاقات

كنتَ الحرّ و الموتُ بل الشهادة رفعت

روحك إلى أعلى السموات

و ضمّتِ الأرض ضلوعك الطاهرات

إلى حين البعث بعد الممات

و من أجلك كنستُ مقابر الأموات

و سِحْتُ بين مهجور السكنات

فلم تبارحني الرغبات و لا الذكريات

و لا الحنين و لا الاشتياقات

بل انتصبت خيالاتك في كل الجنبات

و أجّجت فيّ نارا ضوَّت كل الركنات

فانتفضتُ مثل البركان بكل الثورات

و كسَّرْتُ الحجر القاسي كي أحطم كل الرغبات

كل الحنين كل الإشتياقات

تفتت الحجر و ما تحطمت الرغبات

و لا الحنين و لا الإشتياقات

أضناني القلب و أنهكتني الحيرات

و ما عرفت مكانا أستقطع فيه اللحظات

إلا هناك عند أطراف الغابات

ها أنا ذا أنتهي إليك يا كهف الظلمات

و أغطي مدخلك بأغصان الشجرات

و آوي إلى ركن رطب من الركنات

يفوح فيه الطحلب و التراب بميز الرائحات

و ها أنت تجاورني يا جدار الظلمات

تمنحني صمتا أو ربما إنصاتا

و لذراعي برودة اللمسات

ماذا أقول لك يا جدار أم ماذا أخط عليك من كلمات

خليني أخط عليك كل الكلمات

فما عاد قلبي يهوى الصمت في حضرتك

و لا عاد يعرف الهدوء و لا السكنات

إني الفرسُ... مُرَوِضُها آسِرٌ ... ساقها إلى الوغى

و ما في الوغى من أخوات

سكنتِ القلب بما لا يُمحى من الآثار

و الذكريات

حلقتْ روح المُرَوض إلى رب الملكوت

فلم تعرف الفرس بعده و لا خيالا من الخيالات

جمحت و ما عادت تحتمل القيد و الربطات

عشقت الانطلاق و الأرض الممتدة و الحُريات

و أثارت التُرب بغُبار و دكـّت بحوافرها العاديات

كل الحصى و صلب الحجر و الشوكات

و في القلب رَمْيٌ لِدَكِّ ما هو أمرُّ مما

علا الأرض من مرارات

لكن القلب أخفق عن محو ما لديه من مفقودات

و في قلب الأرض ترقد أجساد المفقودات

و في السماء تحلق أرواحها العبقات

و الحوافر ما توقفت عن الركض تجابه الريح

في السرعات...

تثير الأرض صبحا و عشيا... موريات مغيرات

~ ~ ~

يا الله ...حار القلب في تعبه و دُنياه و الأنَّـات

و زادت كمَّلت عليه ليالي المنامات

ما تركته يرتاح لا دقائق و لا ساعات

كيف الهروب؟ إلى أين؟ ...ضاقت الأنفاس والطرقات

إلاَّ إليك

إلاَّ إليك يا رب الأرض و السموات

أبو طلال العنزي
25/03/2008, 09:51 AM
جميلة ورائعة ...........

لا بد من شيء أقوله وهو : الطول لو راعيت نسبة الطول وحاولت الإيجاز والتكثيف لكان أدعى إلى اكتشاف جمل تعبر عن أشياء كثيرة ، ونستطيع حملها معنا إلى كل مكان .

علاءالبعبولى
27/03/2008, 11:24 AM
"...أمهليني..."




هي لم تنسى زمنا كان في عمرها
في طفولتها...في ربيعها...في...
هي لم تنسى ما غار عميقا في قلبها
ما ترسخ مثل الجذر في ذاكرتها
أفرحها بقرب ...آلمها بفقد...
دفعها إلى ركنها المنسيّ
لتنزوي بكل ما تحمله مع وِحدتها...
لتنسى أو ...لتتذكر...
سكّنتها الخلوة حينا...و حينا أرَّقها حنين و ذكرى...
و ألم...
ولجت يدها عميقا ...محاولة إجتثاث الألم من صدرها
و إذا به يلوح مربوطا بعروقها
أفزعها ...فأعادته و العروق إلى مكانه...عميقا في صدرها...
....


كيف الهروب؟ إلى أين؟ ...ضاقت الأنفاس والطرقات


إلاَّ إليك



إلاَّ إليك يا رب الأرض و السموات


*********************
الأخت الكريمه / ماجده
قال شوقى أمير الشعراء:تفـردت بالألم العبقـرى** وأنبغُ مـا فـى الحـياة الألـم
وقــال نــاجـــى: مَـن لـقـلـب مستطار اللب مَـن؟**كـلما عـاوده الـــتذكار جُــن
وقال الـمـتـنـبــى: ماذا لَقـيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شـاكٍ مِنْهُ مَحْسُـودُ
والله قريب من القلب الحـزين
وإن الله لا يـحــب الـفـرحــين
ومـا أروع الرجــوع الــى الله!
لـه الحـكـم والــيه ترجـعـــون
أجـدتى وصدقـتى فــأثـرتـى
.........علاء

ورد
27/03/2008, 11:26 AM
كيف الهروب؟ إلى أين؟ ...ضاقت الأنفاس والطرقات

إلاَّ إليك

إلاَّ إليك يا رب الأرض و السموات

اختي ماجده سلمت يمناكِ
رائعه حقاً
تقديري ومودتي

ماجدة2
27/03/2008, 07:47 PM
جميلة ورائعة ...........

لا بد من شيء أقوله وهو : الطول لو راعيت نسبة الطول وحاولت الإيجاز والتكثيف لكان أدعى إلى اكتشاف جمل تعبر عن أشياء كثيرة ، ونستطيع حملها معنا إلى كل مكان .

شكرا لمرورك الكريم أستاذي الفاضل أبا طلال
و أشكر ملاحظتك القيمة...نصك (خفقات 2-7) كان كثيفا...خفيفا ...يمكننا حمله إلى أي مكان...

علي عبدالرحمن
27/03/2008, 07:47 PM
الأخت العزيزة / ماجدة
اشتقنا بجد لتلك الكلمات التي تُفجر ... الأحاسيس.... و المشاعر....... لا أدري ما عساي أعلق على تلك المعلقة الرائعة ....... أنت ترسمين أجمل لوحات الوفاء ..... أخاف أن أقول لك لابد وأن تخرجي من ذلك الركن المنسي فربما هو سر أبداعك ...........
جميلة وأنت تقولين ...خليني أكتب للشهيد ما سال من جفوني *****ما كان من تعبي و نزفي و أنيني
رائع التعبير ..... فقد أصبت الهدف
حقيقي كل كلماتك معبرة ولكنك تُبدين أكثر تألق عندما تقولين
كنتَ حيا ما عرفتَ الخوف والآهات****
كنتَ حُرا ما عرفت الصمت و الترددات
لا أملك أي تعبير أعبر به غير... أنك حقا مبدعة
دُمت دائماً متألقة

ماجدة2
27/03/2008, 07:51 PM
كيف الهروب؟ إلى أين؟ ...ضاقت الأنفاس والطرقات

إلاَّ إليك

إلاَّ إليك يا رب الأرض و السموات

اختي ماجده سلمت يمناكِ
رائعه حقاً
تقديري ومودتي

أشكرك أختي الكريمة "ورد" ، مرورك وردي جميل دوما أينما حللتِ نوّرتِ المكان...
تحياتي لك يا وردة المربد

ماجدة2
27/03/2008, 08:08 PM
"...أمهليني..."




هي لم تنسى زمنا كان في عمرها
في طفولتها...في ربيعها...في...
هي لم تنسى ما غار عميقا في قلبها
ما ترسخ مثل الجذر في ذاكرتها
أفرحها بقرب ...آلمها بفقد...
دفعها إلى ركنها المنسيّ
لتنزوي بكل ما تحمله مع وِحدتها...
لتنسى أو ...لتتذكر...
سكّنتها الخلوة حينا...و حينا أرَّقها حنين و ذكرى...
و ألم...
ولجت يدها عميقا ...محاولة إجتثاث الألم من صدرها
و إذا به يلوح مربوطا بعروقها
أفزعها ...فأعادته و العروق إلى مكانه...عميقا في صدرها...
....


كيف الهروب؟ إلى أين؟ ...ضاقت الأنفاس والطرقات


إلاَّ إليك



إلاَّ إليك يا رب الأرض و السموات


*********************
الأخت الكريمه / ماجده
قال شوقى أمير الشعراء:تفـردت بالألم العبقـرى** وأنبغُ مـا فـى الحـياة الألـم
وقــال نــاجـــى: مَـن لـقـلـب مستطار اللب مَـن؟**كـلما عـاوده الـــتذكار جُــن
وقال الـمـتـنـبــى: ماذا لَقـيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شـاكٍ مِنْهُ مَحْسُـودُ
والله قريب من القلب الحـزين
وإن الله لا يـحــب الـفـرحــين
ومـا أروع الرجــوع الــى الله!
لـه الحـكـم والــيه ترجـعـــون
أجـدتى وصدقـتى فــأثـرتـى
.........علاء


أشكر مرورك الكريم أخي الكريم علاء
و أشعارك المنتقاة في الصميم ...هي أجمل هدية...

...لا أدري إن يحق لي قول ما أريد قوله...
لكن ...من الناس من يحكي خلجات النفس أو ربما المواجع ...لكنك تجدها في الأخير مجردة من الرجوع إلى الله عز و جلّ ...مع أنها كانت أو وُجدت لتدفعنا للعودة إليه

و من الناس من يذكر الله عز و جل دوما ...لكنه لا يحكي شيئا عن...عن خلجات النفس تلك...ربما هذا الفريق هو أقوى الفرق تجلدا بالصبر...و تماسكا

و من الناس من يحكي نقائصه أو ضعفه لكنه يربطها بالعودة إلى الله...لأن ...الأنس عند الله...

المغني بوب مارلي رغم كونه كان مسيحيا ...لكنه بشكل ما (و لو أنه يعني كان على ما كان فيه من الضلالة) ...لكني شعرت من خلال أغانيه أنه كان بشكل ما يذكر مواجعه ويذكر الله...لا أدري إن كان إحساسي في محله أم لا ...لكن ذاك ما شعرتُ به و ليس عند بوب مارلي فقط ...بل عند الكثير خاصة السود...ذلك ما يعجبني فيهم

مجددا أشكرك أخي علاء
تمنياتي لك بكل توفيق و تألق

ماجدة2
27/03/2008, 08:28 PM
الأخت العزيزة / ماجدة
اشتقنا بجد لتلك الكلمات التي تُفجر ... الأحاسيس.... و المشاعر....... لا أدري ما عساي أعلق على تلك المعلقة الرائعة ....... أنت ترسمين أجمل لوحات الوفاء ..... أخاف أن أقول لك لابد وأن تخرجي من ذلك الركن المنسي فربما هو سر أبداعك ...........
جميلة وأنت تقولين ...خليني أكتب للشهيد ما سال من جفوني *****ما كان من تعبي و نزفي و أنيني
رائع التعبير ..... فقد أصبت الهدف
حقيقي كل كلماتك معبرة ولكنك تُبدين أكثر تألق عندما تقولين
كنتَ حيا ما عرفتَ الخوف والآهات****
كنتَ حُرا ما عرفت الصمت و الترددات
لا أملك أي تعبير أعبر به غير أنك حقا مبدعة
دُمت دائماً متألقة


أشكر ، من كل قلبي ، مرورك العبق الجميل ، أخي الكريم عليّ

حقا أخي الكريم ، أحس بأن زادي الفكري ينضب كلما إبتعدتُ عن ركني المنسي،
أحيانا أحاول جاهدة رسمه في خيالي ...كي لا تفر مني كلماتي ...أو لتنبع ...ذلك الركن بمثابة المنبع لي...أحيانا يتراءى لي شبح الجفاف...و أحيانا يمثل حقيقة...فتفر كل الحروف...و لا يبق إلا الصمت ...
و للوقت دور
و للزمن دور
و للعمر دور
و لكل مرحلة سهلة كانت أو عصيبة دور...
و في كل مرحلة ما ندري ما نلقى ...لكن ...
لكننا ندرك أن المحاولة الصائبة هي تلك التي تكون في كنف الله...
و الله يجود جودا معنويا و فكريا و ماديا بدون حساب...
و الله هو المنبع الحقيقي لكل خير و عطاء...
أقول ذلك رغم كل شيء ...ضعف الإنسان لا يمنعه من معرفة ربه ...أليس كذلك؟

نسأل الله أن يأخذ بقلوبنا إليه (رغم كل شيء)

حفظك ربي أخي عليّ
دمت متألقا و رائعا

أبو طلال العنزي
28/03/2008, 09:26 PM
ما شاء الله عليك ، قد وصقت نصي بأفضل مما حاولت أن أصفه به ، أنا لا أنظر إلا أمامي أما مرآتي أضعها لعلني أجد فيها عشقي .