المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناديق عراقية !! جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
26/08/2005, 10:48 PM
جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
صناديق عراقية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من تراثنا العراقي ، الذي لم يعرف " المحاصصة " التي إستعصت في عجلات أماننا ، أغنية تقول : ( لفندي ، لفندي ، عيوني لفندي !! ألله يخلّي صبري !! صندوق أمين البصرة !! ) وفي عهدها الذي مضى كان ( ألأفندي ) لقبا ً لايمنح إلا ّ لموظف في الحكومة تؤكد ملابسه : السترة والسروال والسدارة ، علامات " أكيدة " على موظف حكومي ، وإستقرار حال من راتب سخي ، يفيض عن الحاجة ، ووجاهة لدى المجتمع ، تنطلق من ثقة عالية في شخص صاحبها الذي إستأمنته الحكومة على أموالها في ( صندوق البصرة ) العامر بالمال ، وهذا شرف لايولّى لكلّ من هبّ ودبّ ، بسدارة أو بدونها ، لذا تدعو المغنية من أعماقها ، وهي " صديقة " و " ملاّية " : ( ألله يخلي صبري ) !!

وعندما تطور الحال ، في صناديق المال ، على أيادي الحكومات المتعاقبة إلى زوال ، و( إستنفطت ) ــ من نفط ــ العراق عالميا ً فكثر المال ، صار منصب ( أمين الصندوق ) من أعز المناصب ، لايناله إلا ّ من حظي بالثقة القصوى ، من تلك التي لانرى مثيلا لها إلا ّ في مواثيق الثقة المشددة بين أفراد العصابات المتمرسة في اللصوصية ، وظهر نمط من هؤلاء ( يغسل ) ألأموال العراقية المنهوبة بكل أنواع المنظفات العقائدية تحت أسماء أخرى في دول أخرى ، وهو يضحك ساخرا ً من سذاجتنا ، على نغمات ذات ألأغنية : ( من ايديهم ، من أيديهم ، ضعنا من أيديهم ) ، فظلّ العراقي البسيط الذي لم ( يستؤمن ) على غير روحه ، المعدة دائما ً للطبخ في الحروب والمظاهرات المزوّرة والشعارات التي فارقت معانيها ، فقيراً ، مبعداً عن حالة ( أمين الصندوق ) الغارق في فعل ألإستنفاط ، فلم يجد من لم يستنفط نفسه في الوقت المناسب غير مقطع : ( ما تنفع الوسفات !! رحنا من أيديهم !! )

وكرّت سبحة ألأيام ياسادة ياكرام !!
ولم أذكر( السيدات ) لأننا بفضل بعض السادة الذين فقعوا من بيننا على على حين لقب إستحوذوا ، بإذن من انفسهم فقط ، على ( سيّدات ) وأجبرونا على أن ( ننتفش !؟ ) عليهن نفشة ديك واحد في صندوق ( القوّامين ) !! لذا أقول ، وكرّت سبحة التسميات والصناديق ، فصرنا ( أمناء جدد ) ثأروا من ( ألأمناء القدامى ) بالتطرف في وضع صناديق جديدة للبلد والناس توازعتها الحكومة المركز ، والحكومة ألأقليم ، والمناطق المتضررة ــ وكأن العراق لم يتضرر كله !! ــ وصندوق ( ألأجيال ؟! ) القادمة بعون ألله من صناديق آدم وحواء التي إستعصت على المصادرة والتقنين لأسباب لاتحتاج إلى شرح !! وكل هذا التطرّف في الحرص على أموال البلد ، وهو تطرف لاشك ( ببراءته ؟؟!!) ، جاء ليبعد العراقيين الورثة ، البسطاء ، العامة ، ممّن لاحول لهم ولاقوة إلا بالله الذي تركهم وقودا للحروب والشعارات ، عن حق إستلام ( إرثهم ) ممّا تبقى في صناديق ( ألأمناء القدامى ) من فضلات وممّا تبقى في صناديق الجدد ، الذين يريدون تقسيم صناديقهم على صناديق من صناديق في صناديق بعيداً عن صندوق واضح واحد تتساوى فيه الورثة وحسب أعدادهم وليس حسب ( إعدادهم القومي والطائفي ) للصناديق وكأن الصندوقيين الجدد ينشدون للبسطاء السذّج من العراقيين ألأغنية ذاتها من موقع صندوق ( المحاصصة اللّئيمة ) : ( بعيده ، بعيده ، حجاية بعيده !! أريده ، أريده ، للموت أريده !! )

فيرد ّ المواطن ،المثكول بنفسه قبل كل ّ شئ ، الذي حلم بالعدل وألأمان والمساواة الخالصة من كل دنس من ضفته ( البعيدة ) عن هؤلاء : ( ماتنفع الوسفات !! ضعنا من أيديهم !! ) ، وكأننا شعب كتب عليه أن يبقى نهبا ً لذوي الكفاءات الصندوقية ، يلطشون خيراتنا ويضعونها في حساباتهم الشخصية ، ونحن نتقبل العزاء في أنفسنا عندما نراهم ( يبكون ) علينا في وسائل ألإعلام ، و ( يضحكون من غبائنا !؟ ) على أسرّتهم الوثيرة التي إشتروها من دمائنا !! وهكذا الدنيا دواليك ــ من مرض الدوالي هذه المرّة ــ حيث نرى أننا بفضل ( الصندوقيين ) قد عدنا بأكثر من طريقة ، إلى آكلات شوك محمّلة بأثقال من ذهب لاتنال منها ــ مع انها إرثها الطبيعي ــ غير مرض الدوالي الذي نراه على أجندات من ورثونا في صناديق جديدة !!
( وماتنفع الوسفات !! )

arraseef@yahoo.com :roll: :roll: :lol: :lol: