المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخسـران ...



أبو شامة المغربي
20/03/2008, 07:40 AM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
الخسران
... فأقبل قاصدا عابثا يجني ما يضره، وانبرى متعمدا متهورا يحصد بنهم شديد ما لا ينفعه، ثم ود ظالما لنفسه لو أن بينه وبين زمن استقامته أمدا بعيدا، وحسب الفوز الكبير في المكر والغدر والخديعة، وظن الربح الوفير في الظلم والعدوان ...
ضاق صدره بما تلقى سمعه من النصح الجميل، وصم أذنيه مطلقا عن سماع كلمة الحق، وأجرى على لسانه لفظ الباطل، فاستبشر خيرا بما دأب يمسي عليه ويصبح من سيرة، وحسب النجاة في ركوب أهوائه والمعاصي، وأن غيث الصواب لم يخطئ أرضه، فغدا يصرخ في وجههم كلما خاطبوه بلسان النهي: ذروني وشأني ...
ثم إن هذا العبد الضعيف يا سادة، اختار لنفسه بعد الإهتداء ظلمة الشقاء، ونأى بها عن نور السعادة، فصار وجهه مسودا واغتربت في حياته العبادة، واتخذ في يقظته من شنيع القول وقبيح الصنيع ألف عادة وعادة، وضروبا شتى من الأذى وزيادة، واقتفى أثر الخير بالشر عدوانا بلا هوادة، وتعلقت نفسه الأمارة بالسوء بكل ضلالة كتعلق الرأس في منامه بالوسادة ...
مكث وحيدا معزولا في عسر مقيم، وانفض من حوله كل صديق وحميم، وانكب على وجهه في غابة الخسران يحتطب بفأس الغواية شوك الفساد وكل عمل عقيم، فلم يخفق فؤاده بالخير والمودة يوما ولا بالذكر الحكيم، ولم تفض عيناه بالدمع حزنا وندما لا في النهار ولا في الليل البهيم، بل جنى على نفسه وخاب إذ دساها في وديان الظلمات حيث ظل يهيم ...
والآن قد أوشك ما قصصناه عليكم يا سادة يا كرام على نهايته والتمام، وإني لأسأل الله تعالى ذا الجلال والإكرام، أن يرزقكم وإياي حسن الختام ...
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

ماجدة2
20/03/2008, 09:32 AM
ذلك هو الكابوس ... بل الوحش المرعب ... الذي يتربص بالنفس البشرية ليسكنها ... ليأسرها في الشرّ، ويلحق بها الخسران ... وبغيرها الأذية ليوهمها بقيد الطاعة ... وألم البلاء والحرمان مما عند الناس من الخير والحظية والعطية ... ليمنحها أعذارا واهمة ... ليُحرضها على التمرد ... أو ليست هي في زمن الحريّة؟
وكل همه أن تجرّ الآثام، وتهلك بسوء المنقلب عند النهاية الحتمية،
وتبوء بخسرانها إلى جهنم ... وتلقى في جهنم أصنافا ... من شرّ البريّة ...
فويحك يا ضعيف القلب من خطر ... يفترس الشاة المعزولة عن ربها بالعصية
سارع بالعودة إليه ... فما حمى القلب الضعيف ... غير رب الأرض والسماء العلية ...

أبو شامة المغربي
20/03/2008, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك مجددا أختي الكريمة
ماجدة
ورحمته تبارك وتعالى وبركاته
وبعد ...
عندما قرأت ما نثرته من كلمات على أديم هذه الصفحة، تذكرت بيتا شعريا لأبي الطيب المتنبي، عندما أنشد قائلا:
يهون علينا أن تصاب جسومنا*وتسلم أعراض لنا وعقول
حياك الله
http://www.latef.net/alnokhbah/images/smilies/i.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

بنور عائشة
20/03/2008, 05:09 PM
أهواء النفس تلكم هي المشكلة ...ولك هذا القول المأثور أخي أبو شامة ..

احذر الشيطان من اربع على عقيدتك ان يفسدها بالأراء وعلى عبادتك أن يفسدها بالأهواء وعلى عملك أن يفسده بالرياء وعلى خلقك أن يفسده بالخيلاء ...الخ

ـ مع تحياتي الأخوية .. دمت قلما مميزا .. كتابتك تذكرني بالقلم الذهبي الذي لا يزال يلهب الصفحات رغم مرور الزمن .. الرافعي ؟

تحياتي

أبو شامة المغربي
20/03/2008, 05:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
بنور عائشة
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك طيب الشكر الجزيل ونداه، ولك مسك التقدير وشذاه، على ما أشرق محلقا في سماء هذا السهل القصصي من حروفك السنية، ومن أحسن من الله قيلا، إذ جاء في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ، فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً، إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
سورة فاطر / الآية رقم 6
حياك الله
http://www.latef.net/alnokhbah/images/smilies/i.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)