الفاتح عفوا الزائر...

[ابو مريم]

كان يتهادى في مشيته ببذلته البنية وقد أحكم ربط عنقه ،حتى انتفخت
أوداجه ،تقدم وفتح باب حجرة السي المزلوف من دون استئذان فوجده غارقا
في محيطه يقول...
أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدوّ أمامكم، وليس لكم -والله- إلا الصدق والصبر.
واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوّكم ....
توقف الأستاذ لحظة وقد باغته الزائر بمنظره المرعب ،وقد بدت ملامح الرعب
على وجوه الأطفال ،خصوصا لما سمعوا ا لسي المزوف يأمرهم بالقيام احتراما
للفاتح عفوا للزائر...عم الحجرة هدير التلاميذ كطنين النحل ،بينما انهمك الأستاذ في
تقديم الوثائق والأوراق والكراسات و......كأنه مع شرطي المرور...
تاه السي المزلوف بين الخزانة ووسائله والسيد المراقب يحاسبه على كل شيء..
تبسم في وجهه وقال...أريد أن أحضر معك درسا في التربية البدنية...
تلعثم الأستاذ المبجل ،وخرج إلى الساحة ...كان يجري والتلاميذ من خلفه ،كان المشهد مثيرا ،
و الإعلام غائبا للأسف ،لكن التعليق ظل حاضرا ،الناس يضحكون... بلغ من الكبر عتيا...
إنه يجري و يقفز والأطفال يقلدونه ...
كان ينحني من حين لآخر، لا لشيء ولكن لالتقاط طربوشه الأحمر مرة
وجمع أنفاسه مرة أخرى ....مرت ساعة من الجري والقفز والمراقب جالس
تحت شجرة وقد غلبه النوم...
لقد تصبب الأستاذ عرقا ،والتصقت ملابسه بجسمه وهو يكتم غيضه ،ويغير المنكر
بقلبه وذلك أضعف الإيمان..