المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة: يقتل الشاعر امبراطورا



عبد المنعم جابر الموسوي
17/03/2008, 11:52 AM
عبد المنعم جابر الموسوي

المانيا

16.3.2008

Jabirab1@yahoo.de (Jabirab1@yahoo.de)

*********************************





يُقتلُ الشاعرُ إمبراطوراً





غنيتُ ما غنى الربيعُ ولا شدى

قبلي وبعدي والشفاه ُمكابره

صمتي كسجنِ الصخر ليس يفكُّهُ

كَلِمُ الرياح ِوثرثرات العابره

أما انتظارُ البابِ في جدرانِهِ

مامتدَّ كفٌّ يستفزُّ مشاعره

فاغتالني دربي وألغى خُطوتي

حتى استعانت بالظِلال الخائره

ولقد نقشتُ على الغصونِ مفاتني

عل َّالثمارَ بها ستغدو مُثمِره

وربطتُ في عُنق النخيل ِمآتمي

عشاً تأرجَح َشوقُهُ في طائره

وثملتُ أهزأُ من فنار ٍلم ينم

عند الشطوط ِملوّحاً للباخره

لاأمرُ جاءَ ولاأتى خبرٌ ولا

حنَّ الحبيب ُالى الوعود ِالغابره

كي أستريحَ ولا تحية ُشامتٍ

حتى انتهيتُ الى التخوم الصابره

كي أشتري صبراً وأكرعَ حُلوَه

شهدَ المذاقِ لكي أُبَلسِمَ خاطره

ماعاد غير الجرحِ أولى صحبةً

لاسيما استعذابهُ في الخاصِره!



شأني كشأن الساكناتِ بليلها

أنا واليراعُ وخمرتي والمِحبَره

سأقولُ عن ماذا وأكتبُ ماجرى

والليلُ ينهش ُفي ضلوع الخاطره؟

هَوَت الورودُ على الرصيفِ فأوجَعَت

قلبَ الثرى وحصاهُ لَبَّت كافره!

أوَ أتكئ وعصايَ جنح ذبابةٍ

أو أن أعي صبراً نواحَ القُبَّره؟

تلك التي تصبو إلي َّحزينةً

من رقة ٍجَمُدَت فصارت كاسره

لاتعتبي ياريحُ إن صفرت بذي

رئَتايَ من عزف اللحونِ الفاتره

أناْ عبد ُهذا النَوءِ يُطربُ وحشتي

فهو المَُحَدِّث ُوالسبابة ُممطره

ماذا جنى الشعراءُ غيرَ رُفاتهم

دفنوه ُفي لحد ٍوأوصَوا حافره؟!





ياويح غاباتي التي أمطرتُها

عسلاً وتفاحاً وشمساً مقُمره

وحللتُ حَبا ًفي الجذورِ أُريدها

تختالُ كرماً في السماء ِالعاشره

أوَ ليست الأعشاشُ صُنع َأناملي

أنا صِغتُها ذهبا ًقبابا ًعامره

أو ليست الأغصان ُشعَري حكتهُ

نَضِراً وعَمَّدتُ الثمارَ المُسكِره

أوَ ليس ناعورُ الجُنَينَة ِضحكتي

وهديره الدوّارُ صوت الحنجره

أوَ ليس كل الغيمِ حقلي والموا

سمُ جارياتي نهدُها والقنطره

فرسي ووشمُ الورد ِلوحاتي التي

نبتت بفِرشاتي زهوراً عاطره

أو ليس هذا الكوخ ُقصري ماله

أضحت نوافذهُ كُوىً متنكره ؟

ياطيرُ كم تجفو وقد صبغ الندى

جُنحيكَ من لحمي فصرتَ مُواتِره

أنَسيتَ شدوي والربابَ كقطرةٍ

عطشى وتشربها السفوحُ المقفره؟



إني ارتضيتِك خنجرا ًياحلوتي

فهو البريئُ ومهجتي المتآمره

ولقد حكمتُ عليه أن لاينثني

عن طعنِهِ وليْنتشي بمجازره

إني لأشعرُ في وجودكِ نزهةً

لاتسلبي فرحي به ياشاعره

ولقد رضيتكِ قبلُ أكثر جُنحةَ

هل إنَّ روحي في يديك مسافره؟

لاتُدملي جُرحي ففيه سعادة ال

دنيا وفوزي في حساب الآخره

إبقي على نَظَر الفؤاد ِبشوكةٍ

لاتنزعيها سوف يفقدُ ناظره

فلقد أحب َّالشوك َحين يؤزُّهُ

أزّاً وسمّى الورد َكفا ًغادره

ماذا سأجني منه غير رحيقه

أما النزيفُ فعرشُهُ في الذاكره

هيا استمدي من بقائِكِ في دمي

سرَّ الجمالِ ولا تكوني غافره

لارحمة في الحبِ ياأختَ الهوى

إن شئتِ صدقاً لاولا في أسطره

يلهو الحبيبُ كفارس ٍمتبخترٍ

فهو الكسيرُ برايةٍ متقاطره

لولا انهزامه ماستحالَ خُرافةً

وجداً ولا احمَرَّت بذاكَ دفاتره

هيا اجهزي فالصدرُ عصفورٌ بلا

سيفٍ وسيفهُ ريشهُ وأظافره

قلبي وأسقيه ِالمرارة َكلها

مابالها سلمى بدت متوتّره؟

أوَ ليس لي حق ٌأُباعُ وأُشترى

فالناسُ من قبل الغرام ِسماسره!

أوَ تعرفي الشعراءَ حين يسومُهُم

قتل ٌوسَبيٌ يولدونَ أباطره ؟!