المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ** كَــاتْرِينْ **



أحمو الحسن الإحمدي
15/03/2008, 06:27 PM
** كَــاتْرِينْ **
.

رِفْقـاً بِهِ .. لَفَحَـاتُ الْوَجْدِ تُدْمِعُهُ
يَا رَبَّةَ الْحُسْنِ آيُ الْحُـسْنِ تَصْرَعُهُ
.
نَبَتْ بِهِ الدَّارُ لاَ كَأْسٌ تُــؤَانِسُـهُ
وَ لاَ الْمَوَاوِيلُ مِنْ فَيْـرُوزَ تَنْفَعُـهُ
.
نَاوَلْتِهِ مِنْ وِدَادٍ أَلْـفَ مُتْرَعَــةٍ
فَلَيْتَ رَبْعَـكِ يَا كَاتْرِينُ مَـرْبَعُـهُ
.
لاَ تَعْذِليـهِ إِذَا مَا اعْتَلَّ مِنْ وَلَــهٍ
لَطَالَمَا مَـاتَ مُضْنَى الْقَلْبِ مُوجَعُهُ
.
مِنْكِ اسْتُبِيحَ فَلاَ حِصْـنٌ يَلُـوذُ بِهِ
وَ فِيـكِ وَحْدَكِ مَا يَلْقَاهُ أَجْمَعُـهُ
.
فِي صَهْوَةِ الْحُبِّ مَـا تُبْدِيهِ أَدْمُعُـهُ
وَيَعْلَــمُ اللَّهُ مَا تُخْـفِيهِ أَضْلُعُـهُ
.
أَعْيَى الْعَوَاذِلَ ، لاَ تُغْنِـي مَلاَمَتُـهُ
لَيْتَ الْمَلاَمَـةَ عَـنْ ذَيَّاكَ تَرْدَعُـهُ
.
رَآكِ فَيْنُـوسَ فِي أَعْلَـى مَدَارِجِهَا
فَـكَانَ مِنْ لَهَبِ التَّهْيَامِ مَصْرَعُـهُ
.
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ فِي لُبْنَـانَ لِـي قَمَراً
فِـي الْقَلْبِ لاَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ مَطْلِعُهُ
.
تَبَـارَكَ السِّحْـرُ مَا أَبْهَى غَلاَئِلَـهُ
يَا بِنْتَ بَابِـلَ فِي عَيْنَيْكِ مَنْبَـعُـهُ
.
أَرْنُـو وَمُقْلَتُكِ الْحَسْنَـاءُ تَغْسِلُنِي
وَتَغْرِسُ الْعِشْـقَ فِي رُوحِي وَتَزْرَعُهُ
.
فَكَيْفَ أَسْلَمُ مِـنْ عَيْنَـيْكِ فَاتِنَتِي
وَسِفْرُ هَارُوتَ فِي الأَحْدَاقِ مَوْضِعُهُ
.
كَزُرْقَةِ الْبَحْـرِ يَغْفُو خَلْفَ رَوْعَتِهَا
مِنْ جَــوْهَـرِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ أَلْمَعُهُ
.
إِذَا رَنَوْتِ تَهَادَى الشَّوْقُ فِي خَلَدِي
فَأَخْفِــضُ الطَّـرْفَ إِجْلاَلاً وَ أَرْفَعُهُ
.
أهْفُـو إِلَيْكِ وَلاَ أَلْوِي عَلَى أَحَـدٍ
كَأَنَّنِي فِي سَبِيلِ الْحُــبِّ أَذْرَعُــهُ
.
فَكَمْ سَلَكْتُ فَـلاَةً لاَ أَنِيسَ بِهَـا
وَكَــمْ سَهِـرْتُ عَلَى لَحْـنٍ أُوَقِّعُهُ
.
فَلَوْ رَأَى الرَّاهِبُ الرَّبِّـيُّ آسِرَتِـي
لَكَـانَ أَهْـوَنَ مَا يَـــفْنَى تَوَرُّعُـهُ
.
وَجْهٌ تَلأْلأَ كَـمْ أزْرَتْ مَحَـاسِنُـهُ
بِالْبَدْرِ فِي الأُفْـــقِ جَلَّ اللهُ مُبْدِعُـهُ
.
يَحُفُّهُ مِنْ أَثِيثِ الشَّعْرِ مُنْـسَـدِلٌ
يَفُوحُ مِـــنْـهُ أَرِيجُ الْمِسْكِ أَضْوَعُهُ
.
وَ الثَّغْرُ مِنْ فِتْنَـةِ الْفِرْدَوْسِ مُقْتَبَسٌ
أَشْهَى وَ أَطْيَــبُ مِـنْ خَمرٍ مُشَعْشَعُهُ
.
لَمَحْتُـهُ وَ يَتِيـمُ الـدُّرِّ مُنْتَـظِمٌ
وَ بَسْمَةٌ مِنْ ضِيَــاءِ الصُّبْحِ تُودِعُـهُ
.
أَسْتَلْهِـمُ الْفَنَّ مِنْ نَحْرٍ يُذَوِّبُنِـي
وَالْفَـنُّ فِي صَـدْرِهَا الْفَتَّــانِ أَرْوَعُهُ
.
عُلِّقْـتُهَـا وَبِوُدِّي لَوْ تُـعَانِقُنِـي
فَيَسْلُـوَ الْقَلْبُ أَوْ يَخْـبُـو تَلَـوُّعُـهُ
.
كَتَمْتُ مِنْ حُبِّهَـا الْفَتَّاكِ لاَفِـحَةً
لَوْ مَسَّهَـا جَبَـلٌ بِالأَلْبِ تَفْجَعُـــهُ
.
وَلَوْ تَبَدَّى لِرُومْـيُو بَعْضُ لَوْعَتِـهِ
لَمَاتَ مَا انْـهَـلَّ فِي جُولْيِيتَ مَدْمَعُهُ
.
إيهٍ فُؤَادِي تَهَاوَى مِنْ هَوَى رَشَـإٍ
يَا لَيْتَـهُ كَـانَ فِي مَغْنَـايَ مَرتَعُــهُ
.
زَانَ الصَّفَاءُ وِدَادِي فَـوْقَ هَامَتِهِ
مِنَ الْبَرَاءَةِ تِيـجَـانٌ تُـرَصِّـعُــهُ
.
كَمْ كَانَ كَالْوَرْدِ فِي الْوِِجْدَانِ أَكْتُمُهُ
عَنِ الْوُشَـاةِ فَمَـا يَبْدُو تَرَعْرُعُـهُ
.
يَسْمُو وَ أُنْشِدُ أَلْحَـان الْوَفَاءِ لَـهُ
فَلْيَشْهَدِ الْكَـوْنُ أَنِّـي لاَ أُضَيِّعُـهُ
.
نَثَرْتُـهُ بِدِمَـائِي فَاعْتَلَيْتُ بِــهِ
وَكَمْ عَلاَ بِبَهَـاءِ الْحُبِّ مُولَعُــهُ
.
فَنَفْحُـهُ بِنَدَى الأَبْيَاتِ أَنْشُــرُهُ
وَلَفْحُهُ بِصَدَى الآهَاتِ أَدْفَعُـــهُ
.
حَيِـيتُ لِلْعِشْقِ لاَ أَبْغِي بِهِ بَـدَلاً
وَالْعِشْقُ تَخْضَرُّ كَالرَّيْحَانِ أَرْبُعُـهُ
.
مُلاَءَةُ الْوَجْدِ تَخْتَـالُ الْقُلُوبُ بِهَا
كَالزَّهْرِ يَخْتَـالُ بِالْأَنْسَـامِ أَيْنَـعُهُ
.
للهِ وَجْهُكِ يَا كَاتْرِيـنُ أُبْـصِرُهُ
فَيَرْعَوِي اللَّحْظُ سِحْرٌ مِنْـكِ يَمْنَعُهُ
.
عَلَيْـهِ مِنْ سُبَحِ العَذْرَاءِ لاَمِعَـةٌ
وَمِنْ سَناً بِجِنَانِ الْخُلْدِ مَوْقِعُـــهُ
.
أَضُمُّ طَيْفَكِ فِي الْأَحْلاَمِ أَلْثُمُـهُ
وَيُحْزِنُ الطَّيْفَ أَنِّي لاَ أُوَدِّعُـــهُ
.
مَا لِلْمُتَيَّمِ فِي دَرْبِ الْغَرَامِ سِـوَى
وَصْلٍ يُمَتِّعُ أَوْ هَجْـرٍ يُشَيِّعُــهُ
.
إِذَا اخْتَلَفْنَـا بِأَدْيَـانٍ نَدِينُ بِهَـا
فَفِي الْمَحَبَّـةِ مَـا يُغْنِي تَخَشُّعُـهُ
.

طارق شفيق حقي
15/03/2008, 08:27 PM
سلام الله عليك

أي درر هذه التي نثرت هنا , بسامق الحرف وبهي السبك

أجدت وأطربت

لولا أني أمر كزائر هذه الأيام
لوقفت عن مطالع ومقاطع أبياتك , وقصيدك
حياك الله

محمد الكبيسي
16/03/2008, 12:00 PM
سلام الله عليك اخي
قصيده تفيض بالشاعريه 0 الذي يرغب في قراءة
هذه القصيده عليه ان يعيدها اكثر من مره فانه في
كل قراءه سيكتشف شئ جديد
تحيتي لهذا الابداع والتألق
مع تقديري

أحمو الحسن الإحمدي
16/03/2008, 02:39 PM
الأخ الكريــم طارق شفيق

بمرورك أيهــا البهي تورق الكــروم بصفحتي ..


تقبل جميل مودتي و تقديري ..

بنت الشهباء
16/03/2008, 08:12 PM
وهل من ينشد ألحان الوفاء وهو يعلو صهوة جواده
ليلمس الآفاق ويدنو من القمر ويغازله بأجمل تباريح الغزل
أن لا تنساب كلماته بأنسامها العليلة وتسكن في الصدر ليسعد من طيب
عبق حبها , وسمو صدقها !!!؟؟؟......
ما قرأته هو قطعة فريدة متميزة من ألوان الغزل العفيف أتت على لسان قلمك
أيها الشاعر الكبير
أخي حسن الأحمدي


ويسعدنا تواجدك هنا أيضا على أرض أسواق المربد أيها الشاعر المبدع المتألق بسمو جمال كلمه , وعبق ما بين سطوره

كريم محسن
23/03/2008, 03:01 PM
إِذَا اخْتَلَفْنَـا بِأَدْيَـانٍ نَدِينُ بِهَـــــــــا
فَفِي الْمَحَبَّـةِ مَـا يُغْنِي تَخَشُّعُـهُ


ايها المبدع الأحمدي

لو قرأ البغدادي هذه القصيدة الرائعة لظن انها له

معارضة جملية جدا ً

أحسنت

فراس العراقي
29/03/2008, 07:11 PM
منتهى الجمال اخي العزيز
تحية لك من القلب