المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأولمرتية ( مسرحية من ستة مشاهد )



محمد سرحان
14/03/2008, 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقدمة لا بد منها


لا خيل عندك تهديها ولا مال .... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال


هذه كانت كلمات أبي الطيب لكافور معتذرا عن ضيق ذات اليد ، فليس لديه إلا الشعر ليهديه . ولعمري لقد أهداه ما هو أنفس من المال !
وأجدني في هذا الموقف – موقف الذل والخنوع العربي- أمام غزة كموقف أبي الطيب رحمه الله
فليس لدي ما أملكه ... وما أملك إلا الشعر !
لذا فإني اقف أمام غزة العظيمة متضرعا ان تتقبل مني هذه ( الكُليمات) التي أحرقت كبدي وأبت إلا أن تسكب دمعاتها على الورق ...فلعلها – أي هذه الأبيات – تبوح بشيئ من محبته .. وهو يعلم أي محبة تحملها أحشائي له .
هذه الأبيات نضمتها بوحي من المسرحية (الألومرتية – البيرتسية – الكونداليرازيسية – البان كيمونية)
الخ .. الخ من سلسلة الأنساب التي تفيء إلى جذر واحد هو السيد إرهاب بن إرهابان الإرهابي .


همسة أخيرة :
للذين يشغلون انفسهم بالعروض وبحور الخليل ، أقول :


لقد تمردت على قوانين الفراهيدي الموسيقية واعلنت عصياني عليها - ولو مؤقتا -،


ولا عجب في ذلك فأفكار القصيدة تحمل بعضا من ذلك التمرد في أحشائها.. إن الوقت وفداحة الخطب لا تتيح لي أن أجلس جلسة ذلك الشاعر الذي يحتسي قهوته على مقعده الوثير، ويمتطي صهوة قلمه يزيد حرفا وينقص أخر كي يستقيم الوزن .
لا أقول إلا كما قال عبدالوهاب البياتي :" عندما أقول شعرا لا أسأل إن كان شعرا عموديا ام شعر تفعيلة!".
وانا طبقت تماما نفس (النظرية البياتية) فعندما أقول شعرا لا أسأل إن كان من الكامل أم من المتدارك !


تلك كانت التوطئة والآن ستكون القصيدة

محمد سرحان
14/03/2008, 12:50 PM
المشهد الأول :


(( أولمرت جالس يحتسي خمرته بإحدى جماجم أطفال غزة ، وإلى جانبه وزير حربه باراك ( ينكش) أسنانه بعظم شيخ فلسطيني بعد وجبة دسمة من الدم واللحم ))


يقول أولمرت الإرهابي :
- أيا باراك خبرني عن... الصواريخ هل جادت غواديها
- هل زلزلتْ غزة بقاعهُا ..وزلزلتْ من (جباليا) بواديها
- هل وأَدْتَ ( مخيماتهم ) ...وجعلت إلى أسفلها عاليها
- أشف ِ النفس يا ( باراك )... فليس سوى القتل يشفيها
- فعهدي بك صادق الوعد... إذا ما رُمْتَ غزة فسترديها


يجيبه الإرهابي باراك :


- أمثلك يا أولمرت لم يسمع ...ببطولتي وصوت مدافعي تعليها
- فوربك لأجعلن غزة قصة ....من الدم ، الأم للبنت تحكيها
- سأخلدها في سفر تاريخ..... بني صهيون مفخرة ترويها
- سأجعلن من أمهاتهم ثكلى... سأجعلن من نسائهم غنما أسبيها
- انا ظمآنٌ ! وكبدي حرى... بدماء بني غزة سأرويها
-سأصنع من (غزتهم) دمية ....ولبني اسرائيل أهديها


المشهد الثاني :


(( الإرهابي الأول بوش جالسا امام ( السي أن أن ) وقد أخذته نشوة الطرب وهو يرى صواريخ أحفاد القردة والخنازير تلطم وجنة غزة وومخيماتها )) فإذا به يقول وقد وقف منتصبا :


ارموا صواريخكم بني أبي ..فنعم القنابل ونعمت يد راميها
انا أراقب الوضع عن كثب .... وأمهد طريقا تسلكوا فيها
مجلس الأمن تحت إبطي ....وقراراته برجلي ّ أمضيها
هذا بولتون يحبرها وتلك رايس على مسامعهم تلقيها
لا تهنوا- نفسي فداؤكم - إني عضد صهيون وانا حاميها


المشهد الثالث : (( العملاء العرب وقد تورمت أقدامهم وهم يذرعون غرفهم جيئة وذهابا :


- لقد تعرت عمالتنا وقد ظهرت ( بلاوٍ ) كنا نخفيها
- فماذا نقول اليوم وفضيحتنا تصبح العرب وتمسيها
- ولكن لا خيار إلا ما ترون وسنسدد وعودا كنا معطيها


المشهد الثالث :
(( زعيم المقاومين وقد ألقى السلام عن اليمين وعن الشمال وطوى سجادة الصلاة وصرخ في ساحة الجهاد وهو يقول :


- خططوا ، كيدوا مكائدكم فرجال الله سترديها
- ما ضرَّ بلادنا -والله معها- أن تجتمع حرابكم لتدميها
- إن نفوس الرجال تعاهدت لا لغير الله العظيم تبليها


ثم يتحد صوت المجاهدين مع صوت قائدهم :


- امض ِ أخي امض ِ بنا فلغزة نحورنا نفديها
- رؤسنا على العدو قنابل واجسادنا رماحا سنبريها
- ودعهم – لا أبا لهم - في عروشهم البغاث يهريها
- ما خابت عصائب قوم اسم الله اولها ومحمد ثانيها