المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسافر ألقى برحله إليكم



محمد سرحان
14/03/2008, 10:13 AM
أيها السّادة
أما وقد حططت رحلي وألقيت بزادي وزوادي في هذه الفلاة ... فإني استميحكم عذرا بدقائق معدودات ...

أنفث فيها لكم ما يجيش في صدري ... واعتذر مسبقا لو أن في كلامي شيئا من الإطالة ...


ذلك أنني - وأنا بين ظهرانيكم - يتعاورني شعوران :

فأما الأول : فشعور بالانبهار .... إذ صافحت عيناي ما سال به مدادكم على صفحات هذا الملتقى البالغ الفرادة
وأما الثاني :شعور رائع بالانصاف ... !!!

الانصاف ممن ؟ وبم ؟ قد يقول قائلكم ..

فأما الانصاف ... فإنكم انتصفتم للثقافة الرفيعة من أدعياء الثقافة وسماسرتها في هذا الفضاء العنكبوتي ...

إني - أيها السادة - ولوقت خلا كنت أنعي حظ الثقافة والأدب الرفيع ... أجل ...كنت أنعي قلة ما يحفل به هذا الفضاء الالكتروني من زادٍ للأدباء وطلاب المعرفة يقيمون فيه أودهم ويشحذون به قرائحهم ...

وإن كنتُ أرى بعضا ممن يلتحفون بقشور الثقافة هنا وهناك إثناء تجوالي وأنا أذرع أروقة الانترنت جيئة وذهابا ... فما تقع عيناي إلا على ثلة ممن ينتسبون للثقافة والادب زورا وبهتانا ...وهي منهم أشد نكرانا ... فلا وشيجة بينها وبينهم

وكنت - ويا لسوء حظي - انتسب في بعض تلك الأندية وأنا اتعلل بالأماني وقد روضت جموح شكي فلعلي اجد ما اصبو إليه ... وكنت أحمل نفسي ما لا تطيق من مؤونة الصبر ... ولكن الحقيقة تأبى إلا أن تهتك حجب الظلام ... فأدركت بعد طول لأي أن ما كنت أتعلل به إن هو إلا محض أوهام ...

وما مثلي ومثل تلك الاندية العقيمة إلا كمثل مسافر في صحراء ...ركن إلى مهمهٍ قفر وهو يحسب أنه عثر على أنهار من عسل ولبن ... فما أن لسعته الشمس بسم أشعتها ... حتى أفاق وأدرك أنه قائم على بسيقان على الوحل .

فضربت صفحا عن هذا العفن الذي عشش وفرخ وضرب بجرانه حتى لا تكاد تميز الغث من السمين والتبر من التراب ... فألوذ بمكتبتي المتواضعه اطالع منها شيئا من زاد المعرفة اتبلغ به ... وقد انقطعت امالي من مكان اركن اليه في هذاالبحر الالكتروني الساحق العميق .

كنت أرى أقزام الثقافة يتفاخرون بالغثاء الذي يكتبون ... وهم ينسخون - من هذا المكان وذاك - ويلصقون .... فلا أشك أن هؤلاء القوم مخبولون .... وبما أوتوا من فتات العلم يتشادقون .... يمضغون شعارات الثقافة وهم أبعد ما يكونون عن الثقافة ...ولا أشك أنهم متأمرون على الثقافة المسكينة ... فلكم أن تعجبوا بعد ذلك من مبلغ ما استبد بي من الحزن وما تمكن من فؤادي من اليأس .... حتى أدرت لهذا الانترنت ظهري وغسلت منه يدي .

وتلحفت بصمتي وأنا أتميز من الغيظ .... وانتصبت علامات الاستفهام على لساني مثيرة زوبعة من الاسئلة لا تكاد تثور حتى تهدأ ولا تكاد تهدأ حتى ثور .... وطرق باب فؤادي بيت حافظ ابراهيم - رحمه الله - إذ يقول على لسان العربية الشريفة وهي ترثي حالها :

سقى الله في بطن الجزيرة أعظما يعز عليها أن تلين قناتي
أيهجرني قومي - عفا الله عنهم - إلى لغة لم تتصل برواة

فأدركت أن الحزن الذي تملكني قد تملك حافظا ..فمضى ينفث هذه الزفرات الحسرى .. ولكن ما عساي ان افعل ولم أوت ملكة حافظ في نظم ما يختلج شعوره ليطفيء به لظى حرقته ....

وما هي إلا أن جاءت تلك اللحظة التاريخية حين ضغطت على ذلك الرابط وأنا أبحث في أحد الموضوعات وإذا بي أقف على هذا البحر الخضم ....

وإذا بي - وقد بلغت مني الدهشة ما بلغت - وقد خيل إلي أني استشرف من على ربوة الجاحظ وهو يحبر كتبه هنا ، وذاك المبرد يملي كامله في اللغة على تلاميذه ... وهذا النابغة وقد ضربت له قبته يمارس النقد ... فيرفع من شأن هذا الشاعر ويحط من قدر ذاك ... بل وإني اسمع صهيل شعر المتنبي في قاعة سيف الدولة ...وذاك الاصمعي يروي اصمعياتة ويخلب ألباب مستمعيه وهو يتفنن باستخراج دقائق اللغة محللا وشارحا لها.

وبعد أن أفقت من غيبوبة الدهشة ... وذهبت عني انتفاضة الرعشة ... علمت ان في هذا المكان الف الف جاحظ والف الف مبرد ومتنبي ... فاكتست مدامعي بثوب الفرحة ....وطرب مني البنان والجنان .... وتذكرت قوله تعالى (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ))

أجل إنكم وبإذن الله الحق الذي تدمغ به باطل ادعياء المعرفة والأدب ....
أما الآن وقد قرت عيني بلقياكم ، وانفرجت أساريري برؤيا محياكم ، فإني اتقدم خالعا قبعتي في بلاطكم الشريف ... راجيا منكم أن تسبغوا على ( قُــليمي ) شرف مصاهرة أقلامكم الجليلة الخطر ... الحبلى بالدر والدرر ...عسى أن يكتسي - أي قلمي - بمطر الذي تقذفه سماء بيانكم ، وارعى غيث الادب التي تجود بها غيوم فكركم . واصطلي بدفء البيان الذي تلهج به ألسنتكم ...
فهل تردون مطلب هذاالمسكين أم تؤتونه سؤله ؟ وما إخالكم بذلك تظنون وتبخلون ... فماذا أنتم قائلون ؟!

طارق شفيق حقي
14/03/2008, 10:29 AM
سلام الله عليك أخي الكريم

وحياك وبياك والمربد ملفاك

وقفت وقفات متأنية عند هذه اللغة الجميلة , وهذا الأسلوب الرافعي الرفيع

و قد دخلت قسم الواحة وقد وقر في قلبي أني ألمح المواضيع ذات المطالب الوجدانية في الترحاب

لكني وجدت هنا رسالة أدبية جميلة لأديب وكده تقلبه بين المواقع

وإنا إن ضربنا الفكر بعداً عن أغراض الرسالة , تغمدتنا أحرفها الجزلة الجميلة بوافر الابداع وجميل الطلعة

وقد كنت أريد كتابة الرد حول الفكرة , لكني وجدت نفسي شغفاً بالرد على الأسلوب فنعما الكلام هو ونعما الأديب أنت
وأهلاً وسهلاً بك
لا غربة بعد يومك هذا
ولا وسيلة أفضل من الحرف لنعبر لك عن ذلك


وحياك مرة أخرى في بيتك أسواق المربد

محمد سرحان
14/03/2008, 11:19 AM
إني أندب حظي من بلاغة الوصف أيها السيد الجليل

فكيف .. بل وبم َ... أصف لك ذلك السيال العصبي من الفرحة ... الذي سرى في شعيرات دمي وقد احتضنتني كلماتك .. الدافئة دفء شمس نيسان !

لقد تبعثرت من على شفتي َّ الكلمات ... ولكن لا !
لن أجري في إثرها طلبا... ولن اتجشم عناء تعقبها ...

لأني مشغول الان بالنشوة ... نشوة اضطجاعي في نسيم ملتقاكم

فاتركني -يا رعاك الله - أعاقر ُ كأس فرحتي بلقياكم

د.ألق الماضي
14/03/2008, 08:29 PM
يالهذا البيان!!
بيان ينم عن أن صاحبه قد غذي الأدب ورضع لبانه....
حياك الله وبياك أخي الكريم في المربد الزاهر بين أخوة لك وأخوات...

طارق شفيق حقي
20/07/2008, 03:36 PM
أعود هنا اليوم لأتذكر أول مشاركة لك في المربدحقاً كان حرفك سلسبيلاً

يوسف أبوسالم
20/07/2008, 07:54 PM
أرأيت يا أخي محمد
كيف تقاطر إليك نخبة من محبي اللغة العربية
وبلاغتها وإشراقاتها وتجلياتها
على غير موعد أو معرفة سابقة
إنها البحر الكامن في أعماقه الدر والجواهر
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ......فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
وها أنت تغوص في لجج البحر
وتقبض على بعض درره وياقوته ومرجانه
وتنثرها لألاءة في جنبات هذا المربد الكبير
فلا يدري أحدهما كيف يحتفل بالآخر
وكلما التقت اللغة أحد محبيها
تنبت لها أجنحة جديدة
وتحوم حولها طيور الفردوس
وتتأود حروفها مشنشلة بالطيب
وتستقبلها جوقة من نايات الشرف
تعزف لحن هديلها

محمد سرحان
21/07/2008, 11:43 AM
السادة الموقرون

لقد أشعلتم على مسامات لساني معركة !

إن طوابير الأحرف تقف تنتظر دورها لتقديم باقات الشكر لطيب ردودكم

فأي بحر لجي من الحبور قذفتني به كلماتكم ؟!

إني اتوجه بالشكر الخالص للسيد " حظ سعيد" أن هداني لهذه الجزيرة المربدية

لقد حطمت كل سفني وقواربي لأغسل يدي من محاولة الخروج منها !

دمتم بود

الناصري
16/07/2009, 12:21 AM
..... أي مسافر هنا ألقى رحله ، وحبَّر حرفه ، وصقل صدفه ، وأطل من الشرفة ، كم كنت ظمآنا إلى مثل هذا البيان ، الذي تشمخ كلماته للعيان ، ويعيش سامعه في الجنان ، ويحار في جوابه اللسان ، حي هلا بكم نورا وسرورا وحبورا نفرش الأرض لكم زهورا ونتمنى إقامتكم دهورا........

أحمد العسكري
16/07/2009, 01:08 AM
أخي محمد
هون عليك
فأنت هنا بمحلك ومأواك
ولك متابعون وقراء مخلصون
غيرتك هذي على الأدب لهي مفخرة
وجود رسالتك وبلاغتها أعيت الحبر والمحبرة
لك ودي
وخالص أعجابي

سوسنة الكنانة
24/04/2010, 11:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد ساقتني رسالة المسافر الذي ألقى رحله هنا إليكم
ورأيت أنها كتبت الكثير بسطوري
فشدني العجب إذ لا يخطئني الحدس

وألقيت بها كلماتي الأولى

وها أنا أتشرف بينكم
سوسنة الكنانة

طارق شفيق حقي
24/04/2010, 07:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد ساقتني رسالة المسافر الذي ألقى رحله هنا إليكم
ورأيت أنها كتبت الكثير بسطوري
فشدني العجب إذ لا يخطئني الحدس

وألقيت بها كلماتي الأولى

وها أنا أتشرف بينكم
سوسنة الكنانة


نرحب بك سوسنة الكتابة في المربد


و قد ذكرت دونما قصد أن علينا أن نبارك للأستاذ محمد سرحان نيله درجة الدكتوارة

فألف مبروك به وأهلا وسهلاً بك في المربد