المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاهـد ...



أبو شامة المغربي
14/03/2008, 06:26 AM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
الشاهد
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
... ثم إنه لم ير يوما إلا عصي الدمع شيمته الصبر، ولم يسمع منه أحد أي شكوى مما ناله منه القهر، وحتى آثار الحزن الشديد لم يجد لها المبصر رسما قط على محياه، وكذلك لم يطلع على جرح الألم الذي حفر في نفسه عميقا أحد سواه، ولم يكشف لأحد كي الظلم الذي وشم فؤاده وأدماه ...
كان صبيا سعيدا في زمن مضى يسعى بين والديه، وكانت أمه تشفق كثيرا عليه، وتضطرب عيناها بالدمع الشجي كلما نظرت إليه، أما أبوه فظل يواري خشيته من فراق ابنه في يوم قادم لا يستطيع له تحديدا، لكنه يشعر كل لحظة باقترابه ولا يراه بعيدا ...
شب الصبي فصار يعد من أقرانه الفتيان، وسرعان ما حل اليوم المجهول ليشهد الفتى هلاك أمه وأبيه في ذات الآن، وليقرأ ببصره وسمعه فاتحة الأحزان، ثم ليعاين هدم البيت الذي قضى فيه صباه، ويحضر تحطيم الأشجار وردم البئر وكل الذي أبوه بناه، فلم يكن بصره ليخطئ ما أتى فجأة وغدرا على الأغراس والعشب الأخضر من دوس وقطع، وتهشيم وقلع، ولم يكن ليعمى عما زحف مدمرا على أرض أجداده من حفر وجرف وإغراق، وتسميم وقصف وإحراق، ثم إن أذنيه لم يكن ليطبق عليهما الصمم، وقد اجتاح سمعه الأنين والصراخ والألم، وعصف به هدير الجرافات في ليلة شبت فيها الظلم ...
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

ماجدة2
14/03/2008, 10:45 AM
و بعد كل ما صار ، كيف له أن يعود هذا الفتى؟
بأي قلب سيكمل مسيرة الحياة الباقية؟ ...هل سيستطعم الفرح يوما؟ أم سيصطنع ذلك عند الضرورة كي لا يُقلق القريب الذي يأبه لحاله؟
من القلوب... تلك التي إن سكنها الألم يوما...لا تستطيع العودة كما كانت قبلا...تحاول لكنها محاولة بتعب... محاولة للتأقلم ....وعودة لا تكون ملساء بل بآثار...
ماذا يبقى في القلب ...... ليت المولى يجود بصبر...حبذا...
إذ كثيرا ما تضيق الحال ......رغما
أراه يسافر في الزمن مع عائلة عزيزة... يرحلون من زمن إلى زمن و ما يدرون في أي زمن يدفنون بعضا من الأحبة...
و على البقية مواصلة الطريق ...بقلوب...
أراه قلبا يزداد رهفا و حِسا كلما كان الفراق ... يزداد حنانا و رِفقا بالكل ( هل سيُميز بين القريب و البعيد؟...أم سَيرى كل الصغار أولاده و كل الكبار إخوته...أظنه سيكون كذلك)...و حاجة إلى مصدر الحب و الحنان و الأمان تكبر...و تلك الحاجة... تدفعه إلى التضرع...
قلب مرهف الحس...