المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إني باقية



علي عبدالرحمن
09/03/2008, 08:59 PM
آه ه ه ه ه............... قابلتها ؟؟؟؟؟؟ فمنذ نعومة أظافري كنت أسمع عنها ، سمعت كثيراً عن قضيتها ، عن محنتها .
كم حدثت نفسي كثيراً وأنا طفلُ عن تلك القضية !!!! وسرٌ تعقيدها ، وقتها ... تمنيت ، أ ن أصبح محامياً لأُفند لها دواعي براءتها ، أو أكون شجاعاً فأمتطي جوادي وأنتزعها من أغلالها فتحكي قصتي للناس وأُصير بطلا .
آه ه ه ه كانت أحلام . ......... فقد كبرت ولم أصبح محامياً ، ولم أصير بطل . بل أصبحت . عاجز . مشلول . أبكم .
لكن عندما قابلتها وشاهدتها كاد الألم يفتت ضلوعي ..
ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟ فهي كالبدر لا!!!!!!!!!!! بل هي البدر . لكني تذكرت ليال طفولتي وأساطير بنات الحور اللاتي كُن يخنقن القمر غيرة عليه . تذكرت وأنا أنظر للقمر وأبكي شفقاً عليه . ونظل نهلل " يا بنات الحور الحور متسيبوا القمر يدور ، يا بنات الجنة الجنة متسيبوا القمر يتهنى "
وكنا نتخيل أننا بذلك نصرفهن عنه . ولكن عرفنا بعد ذلك أن كل ما نفعله من تهليل وتطبيل لا يفيد القمر من قريب أو بعيد لكنها كانت ليالً ينتظرها معظم الغلابة والفقراء ليخرجوا ما بداخلهم من تعب وعناء وكبت في تلك الأيام .
لكني وجدت المشهد هو نفس المشهد الناس هم الناس الوجوه نفسها ، ربما تغيرت قليلا فقد تحمرت و تخضرت وتزينت . يهللون للقمر المخنوق ربما تسمعهم بنات الحور فترفع قبضتها عن القمر حتى يلتقط أنفاسه أو يروي ظمأه ، لكن الفرق كبير فهن لسن بنات الحور اللاتي كانت تتنافسن على حب القمر والفوز به ، إنما هم شياطين أبناء إبليس يتنافسن في كرهها والقضاء عليها .
اقتربت منها.... نظرت إليها ، فهي شامخة الرأس برغم ما هي فيه . تحاول جاهدة ألا تحني رأسها أبداً ، تحاول حبس دمعتها حتى تظل شامخة .
سألتها : هل يسعدك كل هذا التهليل ؟ راحت بوجهها عني بعيداً . وطال صمتها ، ربما خشيت أن تقول نعم فيكتفي الناس بذلك ، أو تقول لا فيذهب الناس عنها ........ فهي بذلك على الأقل تشعر بهم . ظلت شاردة ثم نظرت نظرة جعلتني ارتعد من الخجل ومالت بوجهها وكأنها تقول لي أنظر ،
هؤلاء هم أبنائي.... ثم راحت تبتسم كأنها فخورة بهم .ثم نطقت... نعم ... أقسم أنها نطقت وراحت تحكي لي عن بطولات أبنائها وما يقدمون من تضحيات لتظل مرفوعة الرأس . ثم راحت في شرود مرة ثانية .
نظرت إليها سمعتُ لها أنين كأنها تخشى أن يسمعها أحد ، ثم مالت بوجهها كأنها أرادت أن تقول لي : أنظر..... أبنائي الجوعى........... أنظر لبراءة أطفالي تغتال ........ أنظر أعراض بناتي تنتهك .......... أنظر تلك الأجساد الممزقة هي لأولادي ........أنظر............ أنظر.......
كاد الألم يفتك بي ثم أجهشت بالبكاء . فنظرت إلي وكأنها تسخر مني كأنما أرادت أن تقول لي أن بكاءك لا يختلف عن تهليل الناس لا يغني ولا يسمن من جوع ، ثم نبست وهي تتنهد " لقد أعتدت على هذا فأنا منذ الأزل هكذا .
سألتها وأنا كلي خجل : أليس لك من أهل يرفعون عنك هذا الظلم ؟ وكم تمنيت لو لم أسألها . فقد نظرت إلي نظرة جعلتني أموت أكثر من الخجل ثم راحت تتمتم برأسها قائلة : بل هم كثير لكن الأغنياء منهم استعروا مني والفقراء يهللون كما ترى .
ثم وجدتها تربت بيدها على كتفي قائلة وبكل شموخ إني باقية بأبنائي باقية لكني كنت أتمنى من أهل وأخوتي أن يلتفوا حولي ويكونوا سنداً لأبنائي .
سألتها: من أنت ؟
قالت : اسأل عني أبيك العجوز وأخيك الشاب وولدك الصغير
فكلهم يعرفون من أنا

عبدالسلام الجد
12/03/2008, 02:35 PM
شكر للقصاص الشاب الاستاذ على عبدالرحمن على هذه القصة الرائعة المحيرة والتى تنتهى بسؤالى من هى فعلا لا اعلم عما تتكلم ولكن حديثك عنها احسست فى البداية انك تتكلم عن معشوقتك فما بل الوضع قد تغيير لاحقا
برجاء التوضيح وشكرا على تواجدك معنا فى منتدى الاديب العربى المربد

علي عبدالرحمن
13/03/2008, 11:17 AM
أخي العزيز / الأستاذ/ عبد السلام الجد
شكرا جزيلا أولاً : لما تقدمه للمنتدى من مواقع هامة والجديد دائماً في عالم الكمبيوتر والنصائح والإرشادات فأنت أهل لذلك.
ثانياً : شكراً جزيلا لنعتك لي بالقصاص لكن اسمح لي بتوضيح بسيط فقط أن كلمة ( القصاص ) تعني الشخص المختص بتنفيذ الإحكام ويقال عليه في مصر ( عشماوي )واعلم انك لا تقصد هذا طبعاً إما إن كنت تقصد (القاص) أي صاحب القصة أو كاتب القصة فهذا كثير جداً ولا استحق ذلك إنما هو إطراء وتشجيع أشكرك جداً عليه وأنا لست كذلك لكنها بعض المحاولات ولا تصل بالطبع لمرتبة القصة القصيرة التي لها أهلها .
إما عن سؤالك عن بطلة القصة وظنك أنها معشوقتي فهي كذلك بل ومعشوقتك أنت أيضاً وكل من يدخل لذلك المنتدى الرائع بحق واسمح لي بالمناسبة أن أحيي كل القائمين على هذا المنتدى فلهم مني جزيل الشكر على ما يقدمونه من موضوعات تثري الشاب العربي ، والفتاة العربية .
وأما من هي معشوقتي تلك فالحقيقة عندما كنت أكتب كانت بمخيلتي واحدة ولكني وجدتهن كثيرات وكلهن معشوقات وكلهن شقيقات ومتشابهات فربما تكون هي ............. ؟ أو ...............؟ أو ................؟ ..............الخ والكل يعرفهن فهن واضحات كالشمس بل كلهن بدور ( مفردها بدر ) فتركت لكل قارئ أن يتخيلها كما يحلو له ، وكلهن طبعاً لسن من النساء .
ولك من جزي الشكر وأعتذر إن كنت قد أطلت في الرد

ماجدة2
13/03/2008, 05:46 PM
آه ه ه ه ه............... قابلتها ؟؟؟؟؟؟ فمنذ نعومة أظافري كنت أسمع عنها ، سمعت كثيراً عن قضيتها ، عن محنتها .
كم حدثت نفسي كثيراً وأنا طفلُ عن تلك القضية !!!! وسرٌ تعقيدها ، وقتها ... تمنيت ، أ ن أصبح محامياً لأُفند لها دواعي براءتها ، أو أكون شجاعاً فأمتطي جوادي وأنتزعها من أغلالها فتحكي قصتي للناس وأُصير بطلا .
آه ه ه ه كانت أحلام . ......... فقد كبرت ولم أصبح محامياً ، ولم أصير بطل . بل أصبحت . عاجز . مشلول . أبكم .
لكن عندما قابلتها وشاهدتها كاد الألم يفتت ضلوعي ..
ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟ فهي كالبدر لا!!!!!!!!!!! بل هي البدر . لكني تذكرت ليال طفولتي وأساطير بنات الحور اللاتي كُن يخنقن القمر غيرة عليه . تذكرت وأنا أنظر للقمر وأبكي شفقاً عليه . ونظل نهلل " يا بنات الحور الحور متسيبوا القمر يدور ، يا بنات الجنة الجنة متسيبوا القمر يتهنى "
وكنا نتخيل أننا بذلك نصرفهن عنه . ولكن عرفنا بعد ذلك أن كل ما نفعله من تهليل وتطبيل لا يفيد القمر من قريب أو بعيد لكنها كانت ليالً ينتظرها معظم الغلابة والفقراء ليخرجوا ما بداخلهم من تعب وعناء وكبت في تلك الأيام .
لكني وجدت المشهد هو نفس المشهد الناس هم الناس الوجوه نفسها ، ربما تغيرت قليلا فقد تحمرت و تخضرت وتزينت . يهللون للقمر المخنوق ربما تسمعهم بنات الحور فترفع قبضتها عن القمر حتى يلتقط أنفاسه أو يروي ظمأه ، لكن الفرق كبير فهن لسن بنات الحور اللاتي كانت تتنافسن على حب القمر والفوز به ، إنما هم شياطين أبناء إبليس يتنافسن في كرهها والقضاء عليها .
اقتربت منها.... نظرت إليها ، فهي شامخة الرأس برغم ما هي فيه . تحاول جاهدة ألا تحني رأسها أبداً ، تحاول حبس دمعتها حتى تظل شامخة .
سألتها : هل يسعدك كل هذا التهليل ؟ راحت بوجهها عني بعيداً . وطال صمتها ، ربما خشيت أن تقول نعم فيكتفي الناس بذلك ، أو تقول لا فيذهب الناس عنها ........ فهي بذلك على الأقل تشعر بهم . ظلت شاردة ثم نظرت نظرة جعلتني ارتعد من الخجل ومالت بوجهها وكأنها تقول لي أنظر ،
هؤلاء هم أبنائي.... ثم راحت تبتسم كأنها فخورة بهم .ثم نطقت... نعم ... أقسم أنها نطقت وراحت تحكي لي عن بطولات أبنائها وما يقدمون من تضحيات لتظل مرفوعة الرأس . ثم راحت في شرود مرة ثانية .
نظرت إليها سمعتُ لها أنين كأنها تخشى أن يسمعها أحد ، ثم مالت بوجهها كأنها أرادت أن تقول لي : أنظر..... أبنائي الجوعى........... أنظر لبراءة أطفالي تغتال ........ أنظر أعراض بناتي تنتهك .......... أنظر تلك الأجساد الممزقة هي لأولادي ........أنظر............ أنظر.......
كاد الألم يفتك بي ثم أجهشت بالبكاء . فنظرت إلي وكأنها تسخر مني كأنما أرادت أن تقول لي أن بكاءك لا يختلف عن تهليل الناس لا يغني ولا يسمن من جوع ، ثم نبست وهي تتنهد " لقد أعتدت على هذا فأنا منذ الأزل هكذا .
سألتها وأنا كلي خجل : أليس لك من أهل يرفعون عنك هذا الظلم ؟ وكم تمنيت لو لم أسألها . فقد نظرت إلي نظرة جعلتني أموت أكثر من الخجل ثم راحت تتمتم برأسها قائلة : بل هم كثير لكن الأغنياء منهم استعروا مني والفقراء يهللون كما ترى .
ثم وجدتها تربت بيدها على كتفي قائلة وبكل شموخ إني باقية بأبنائي باقية لكني كنت أتمنى من أهل وأخوتي أن يلتفوا حولي ويكونوا سنداً لأبنائي .
سألتها: من أنت ؟
قالت : اسأل عني أبيك العجوز وأخيك الشاب وولدك الصغير
فكلهم يعرفون من أنا



بوركت أخي الكريم على هذه السطور الرائعة

هل هي الأرض؟ ....يخامرني إحساس أنها الأرض

دمت متألقا

تحياتي و خالص تقديري

علي عبدالرحمن
13/03/2008, 07:03 PM
أختي الكريمة ماجدة لك مني كل الاحترام والتقدير لقد سألني ايضا الاستاذ عبدالسلام الجد عن من هي المعشوقة و أنا لم أشئ ابداً أن أجعل منها لغز ولكن التي اردت الكتابة عنها كانت "غزة" لكني وجدت أن لها شقيقات متشابهات هن كثيرات مثل " بغداد " و "مقديشيو" و " كوسفو " و " إسلام اباد " وأتمني ألا تأتي البقية الباقية و كنت أتمنى ألا تكون لغز
لكن حقيقي أختيارك دليل على عظم فكرك فتعبيرك أنها" الارض " يكاد يكون أعم فالارض هي الام وغزة وشقيقاتها هن نبتها
لكي مني كل التقدير والاحترام أختي العزيزة ماجدة

ماجدة2
13/03/2008, 08:13 PM
أختي الكريمة ماجدة لك مني كل الاحترام والتقدير لقد سألني ايضا الاستاذ عبدالسلام الجد عن من هي المعشوقة و أنا لم أشئ ابداً أن أجعل منها لغز ولكن التي اردت الكتابة عنها كانت "غزة" لكني وجدت أن لها شقيقات متشابهات هن كثيرات مثل " بغداد " و "مقديشيو" و " كوسفو " و " إسلام اباد " وأتمني ألا تأتي البقية الباقية و كنت أتمنى ألا تكون لغز
لكن حقيقي أختيارك دليل على عظم فكرك فتعبيرك أنها" الارض " يكاد يكون أعم فالارض هي الام وغزة وشقيقاتها هن نبتها
لكي مني كل التقدير والاحترام أختي العزيزة ماجدة

شكرا أخي الكريم عليّ

نسأل المولى سبحانه أن يأتي الفرج يوما و تعود العزّة لكل أرض الإسلام و المسلمين


غالية هذه الأرض
غال الوصول إلى الله ...الله هو الوطن لكل الأوطان...
و كل ما صَعُب نيله ...عزّ التخلي عنه...و لو كان في القلب ما كان من...و لو كان فوق الأرض ما كان مِن...و لو كان تحت الأرض ما كان مِن...

عبدالسلام الجد
17/03/2008, 10:08 PM
أخي العزيز / الأستاذ/ عبد السلام الجد
شكرا جزيلا أولاً : لما تقدمه للمنتدى من مواقع هامة والجديد دائماً في عالم الكمبيوتر والنصائح والإرشادات فأنت أهل لذلك.
ثانياً : شكراً جزيلا لنعتك لي بالقصاص لكن اسمح لي بتوضيح بسيط فقط أن كلمة ( القصاص ) تعني الشخص المختص بتنفيذ الإحكام ويقال عليه في مصر ( عشماوي )واعلم انك لا تقصد هذا طبعاً إما إن كنت تقصد (القاص) أي صاحب القصة أو كاتب القصة فهذا كثير جداً ولا استحق ذلك إنما هو إطراء وتشجيع أشكرك جداً عليه وأنا لست كذلك لكنها بعض المحاولات ولا تصل بالطبع لمرتبة القصة القصيرة التي لها أهلها .
إما عن سؤالك عن بطلة القصة وظنك أنها معشوقتي فهي كذلك بل ومعشوقتك أنت أيضاً وكل من يدخل لذلك المنتدى الرائع بحق واسمح لي بالمناسبة أن أحيي كل القائمين على هذا المنتدى فلهم مني جزيل الشكر على ما يقدمونه من موضوعات تثري الشاب العربي ، والفتاة العربية .
وأما من هي معشوقتي تلك فالحقيقة عندما كنت أكتب كانت بمخيلتي واحدة ولكني وجدتهن كثيرات وكلهن معشوقات وكلهن شقيقات ومتشابهات فربما تكون هي ............. ؟ أو ...............؟ أو ................؟ ..............الخ والكل يعرفهن فهن واضحات كالشمس بل كلهن بدور ( مفردها بدر ) فتركت لكل قارئ أن يتخيلها كما يحلو له ، وكلهن طبعاً لسن من النساء .
ولك من جزي الشكر وأعتذر إن كنت قد أطلت في الرد
روحك خفيفة اخ على بارك الله فيك