القرية المنكوبة..

[ابو مريم]

تجمهر الكادحون للتملي بطلعة الوزير ،الذي سيزور قريتهم المنكوبة ،نزل من سيارته الفاخرة بعد أن سبقه أصحاب الحال ، وثبتوا الأشجار المثمرة ووصلوا الحي بمرافق متنقلة والبسمة لا تفارق محياهم ..ماألطفهم وهم يضعون المولد الكهربائي ،ومكبر الصوت ااا..لم يستثنوا أحدا من باروك السيد الوزير ومن باب الفضول تطلع المدني إلى نصيبه ،فوجد لترا من الزيت وكيلو جراما من السكر وعلبة شاي صغيرة..
أقبل الوزير وقد تدلى شحمة ، وبدت عليه آثار النعمة ،وما إن أهل حتى أشار المقدم موحا بيديه ليصفق الناس..
الكل يصفق ، الأطفال والشيوخ و النساء ،توسط الوزير السكان وقال: أنتم محضوضون لأن قريتكم نالت شرف جولتي ،وأشار المقدم مرة أخرى إلى الحاضرين ،فتزايدت التصفيقات اسرسل الوزير في الكلام .... عندكم الضوء والمرافق في خدمتم ،إنها تتحرك في زمن العولمة..
احمدوا الله ويتوالى التصفيق كلما رفع المقدم يده...
اليوم أنا جئت هنا رغم الصعوبات ، حتى أطمئن عليكم وفي المرة القادمة سأحضر معي المشاريع ...
ويرن جواله الخلوي ويصفر لونه ويقترب منه مرافقوه فيمتطي سيارته ،ويرفع المقدم يده وتتوالى التصفيقات ،و تتوارى طلعة الوزير وموكبه ، تتبعهما المرافق المجرورة والتصفيقات تدوي.. ثم سرعان ما تهدأ ، لما أحسوا أن كل شيء راح، و الكاميرا تستعد للتغطية في جهة
أخرى الوزير من يعرفها..