المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيات الحصار



ابومحمدالسوداني
06/03/2008, 03:25 PM
من أجل حور عينيه طردت ألوساوس التي كانت تحوم فوق رأسي وكتبت بأقلام متنوعة أنغاما على أوتار اللوعة ورسمت حواجز بفرشاة الهموم لحجب ألعيون المتطفلة التي تتابعني كلما مررت وكأنها دبابيس تغرس في جسدي 0
وبكل جرأة حطمت ألصخرة ألماسية على عتبة بيتي وخرجت لأرى ثلمة الشمس ألمستحية لعلي أتمتع بدفء بقايا أشعتها 00 سرت في طرقات ألشبهة على حافات مائلة كدت أن أنزلق منها لولا هبات الصدفة التي انتشلتني من أدران السقوط في هاويتها المريرة 00 وفي كل مرة أعود أليه وحقيبتي فارغة فأجده لا يزال ينظر إلى الباب الذي ودعته عنده فأحنو عليه وأضع رأسي بين ركبتيه ألجاثيتين في عربة احتوته من جراء شظية طائشة أرسلها أليه هواة الدمار 00 أحس بأنامله تداعب خصلات شعري وبقايا دموع تتساقط بصمت , ثم أفيق فأرى حور عينيه ، فأذوب في بحر الحزن وأتمرغ برمال الأسى 0
أسقطت كل شيء من مفردات بيتي ما كان ثمين ونادر إبتداءا من مجوهراتي الغالية و انتهاء بعفش البيت المحبب ولم يبق لي سوى الفراغ والهم وجسدي الممشوق الذي كان وبالا علي في أزمتي الخانقة وهاتفي ألنقال الذي أهداه لي في عيد ميلادي عندما كان شعلة أستضئ به 0
كل ذلك بسبب ما يسمونه – الحصار – الذي صدره لنا القابعون خلف أكوام ألخراف ألمفلطحة و الحمام المحشي0000
تجولت كثيرا وبحثت كثيرا وجربت أنواعا من الحرف المتواضعة التي لا تناسبني00 شاهدت ألأجسام المسندة والشخوص المتحذلقة والكل يقدم لي أوراقه ألصفراء ألمخادعة 0
قصدت أسواق الثقافة ومكاتب الدعاية وعشرات ألمؤسسات وشركات النشر علني أحظى بومضة نور أو أهتدي إلى ظل خفيف احتمي به , أخيرا فشلت وقصدت أصحاب ألجيوب ألمنتفخة الذين يهمسون لي بضمير ألغائب بالفردوس عن لحظة لقاء0
وفي أول تجربة لي بدأت أخلع عفتي مستسلمة لمخالب الجوع التي تمزق أحشائي وألقيتها في أدران ألحضيض من اجل فتاة ألطعام ألرخيص الذي يملأ قمامة ألمدينة والذي توارى عنا بحجب ظلامية لا يمكن الاهتداء إليه إلا بالتضحية بالنادر 00 وفي أللحظات ألأخيرة أدركني رنين ألهاتف ألنقال 00 كان على ألطرف ألآخر مدير دار ألنشر : يستحثني بالقدوم لتوقيع العقود على نشر مجموعاتي ألقصصية ألتي كتبتها بألوان مختلفة 0
عمدت إلى أخفاء الأزرار في بيوتها الآمنة خوفا عليها من الأنامل المتلهفة التي تغريها رياح المجون الفاسدة وتدغدغ أفكارها الغريزية نحو مكامن الحمام ، وأعدت ترتيب هيأتي وهرعت إلى بيتي مسرعة00كان في وسط البيت ينتظر وعيناه معلقتان في فضائه يعرف عودتي 0وقفت أمامه أنظر إلى حور عينيه 000
أبتسم لي 000
ابتسمت له بعد أن أدركت نفسي ، قبل فوات ألأوان0

الباز
06/03/2008, 03:53 PM
هكذا الكتابة و إلا فلا ..

أعجبني النص ..

يجعل القارئ يحلق بنفسه للبحث عن فك العقدة ..

ما شاء الله عليك هذه المرة بهرتني بتمكنك من أدواتك ..



ملاحظات إملائية بسيطة لا تؤثر على روعة نصك :

- ما كان ثمينا ونادرا

- فتات

- هيئتي


تقديري

ابومحمدالسوداني
15/03/2008, 12:43 PM
حياك الله يا أخي , هذا هو الرد المسؤل الجاد الصادر من مستوى ثقافي كبير
لكل حملة الأقلام المثقفة. الباذلة حياتها من اجل الفكر والعلم.
أخوكم أبو محمدا لسوداني \العراق