حسين الخطيب
30/07/2005, 01:09 AM
مهداة إلى جميع أعضاء هذا المنتدى وإلى الأخ العزيز طارق شفيق حقي .. أتمنى أن تنال إعجابكم ..
[align=center:8964ac5acb]فتاة الزاوية الشمالية[/align:8964ac5acb]
تعودت على وجودها هكذا .. بعيدةً عني بقدر طاولتين .
نادرا ما كانت بمفردها ورغم ذلك لم أتجرأ على الكلام معها ، ربما حرصي الشديد على عدم إفساد صورتها هكذا هو الذي دفعني لعدم الحديث معها وتأجيله أطول فترة ممكنة.
المرة الأولى التي لمحتها فيها كنت ما أزال في السنة الثانية وكانت المرة الأولى التي أدخل فيها مقصف الوحدة الثانية في المدينة الجامعية ، لم يكلفني النادل عناء البحث والتمحيص للحصول على مواعيد تواجدها في المقصف حيث بالصدفة كنت أعرف ابن عمه الذي كان طالبا معنا في القسم .
بعدها أصبحت شغلي الشاغل ، كانت أنثى جميلة في الحفاظ على مواعيدها، التاسعة تماما تحتسي فنجان قهوتها الصباحية في المقصف على الطاولة التي في الزاوية الشمالية ، وأنا أتصبب عليها وحيدا على بعد طاولتين إلى الجنوب .
كان إذا جاء النادل ليسألني ما أحب أضيع ... قهوة .. كولا ... كوكتيل ... عصير .. لا فرق ... ولكن المشكلة في كل تلك المواد أنها طيبة المذاق بحيث أن البني آدم في بعض الأحيان قد يشربها دفعة واحدة حتى اهتديت إلى ما يسمى بـ (( النسكافيه سادة )) حيث أن فنجان النسكافيه أكبر حجما بثلاث أو أربع مرات من القهوة وطعمها لاذع جدا بحيث أنك لا تستطيع إلا أن تسب الذي اخترعها بعد أول رشفة .... هكذا مرت السنة الثانية .. هي تحتسي قهوتها وأنا أسب النسكافيه سادة ..
في السنة الثالثة لم تغير .. ولم أغير عادتي غير أن النادل لم يعد يسألني ما أحب، مجرد دخولي إلى المقصف كان يعني نسكافيه سادة .
كانت تلك الفتاة تلهمني الكثير بهدوئها وبجمالها ، حفظت تضاريس وجهها وجسدها عن ظهر قلب ، عاداتها ، عدد الأطواق التي تضعها على نحرها العاجي ، عدد البناطيل التي ترتديها ، حتى عدد أحذيتها ، فقررت أن لا أتحدث معها مطلقا، لأنني تعودت على وجودها هكذا .!!
في السنة الرابعة لم أتكبد عناء يذكر في التخلص من فتاة الزاوية الشمالية بقدر عنائي الفاشل إلى حد الآن في التخلص من النسكافيه سادة
[align=center:8964ac5acb]فتاة الزاوية الشمالية[/align:8964ac5acb]
تعودت على وجودها هكذا .. بعيدةً عني بقدر طاولتين .
نادرا ما كانت بمفردها ورغم ذلك لم أتجرأ على الكلام معها ، ربما حرصي الشديد على عدم إفساد صورتها هكذا هو الذي دفعني لعدم الحديث معها وتأجيله أطول فترة ممكنة.
المرة الأولى التي لمحتها فيها كنت ما أزال في السنة الثانية وكانت المرة الأولى التي أدخل فيها مقصف الوحدة الثانية في المدينة الجامعية ، لم يكلفني النادل عناء البحث والتمحيص للحصول على مواعيد تواجدها في المقصف حيث بالصدفة كنت أعرف ابن عمه الذي كان طالبا معنا في القسم .
بعدها أصبحت شغلي الشاغل ، كانت أنثى جميلة في الحفاظ على مواعيدها، التاسعة تماما تحتسي فنجان قهوتها الصباحية في المقصف على الطاولة التي في الزاوية الشمالية ، وأنا أتصبب عليها وحيدا على بعد طاولتين إلى الجنوب .
كان إذا جاء النادل ليسألني ما أحب أضيع ... قهوة .. كولا ... كوكتيل ... عصير .. لا فرق ... ولكن المشكلة في كل تلك المواد أنها طيبة المذاق بحيث أن البني آدم في بعض الأحيان قد يشربها دفعة واحدة حتى اهتديت إلى ما يسمى بـ (( النسكافيه سادة )) حيث أن فنجان النسكافيه أكبر حجما بثلاث أو أربع مرات من القهوة وطعمها لاذع جدا بحيث أنك لا تستطيع إلا أن تسب الذي اخترعها بعد أول رشفة .... هكذا مرت السنة الثانية .. هي تحتسي قهوتها وأنا أسب النسكافيه سادة ..
في السنة الثالثة لم تغير .. ولم أغير عادتي غير أن النادل لم يعد يسألني ما أحب، مجرد دخولي إلى المقصف كان يعني نسكافيه سادة .
كانت تلك الفتاة تلهمني الكثير بهدوئها وبجمالها ، حفظت تضاريس وجهها وجسدها عن ظهر قلب ، عاداتها ، عدد الأطواق التي تضعها على نحرها العاجي ، عدد البناطيل التي ترتديها ، حتى عدد أحذيتها ، فقررت أن لا أتحدث معها مطلقا، لأنني تعودت على وجودها هكذا .!!
في السنة الرابعة لم أتكبد عناء يذكر في التخلص من فتاة الزاوية الشمالية بقدر عنائي الفاشل إلى حد الآن في التخلص من النسكافيه سادة