المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملامح اختيار الزوج المثالي " من كتاب الأمالي"



محمد عبده العباسي
20/02/2008, 12:47 PM
ملامح اختيار الزوج المثالي

يورد أبو إسماعيل القالي في كتابه الشهير "الأمالي" حديثاً دار بين ثلاث فتيات، كل واحدة منهن تتوق إلى زوج تعيش معه السعادة الزوجية، وتحاول رسم صورة الزوج الذي تتمنى، والإلف الذي تسعى إليه؛ لتبني عش الزوجية، ومن المعروف أن كل فتاة تختلف عن الأخرى في رسم ملامح شخصية الزوج، فهو يروي ـ أي القالي ـ في كتابه عن ابن الكلبي قوله: "قالت عجوز من العرب لثلاث بنات لها:

ـ لتصف لي كل واحدة منكن ما تحبه في الزوج الذي تريده".

قالت الكبرى: أريده أروع بساماً، أخد مجذاماً، سيد ناديه، وثمال عافيه، ومحسب راجيه، فناؤه رحب، وقياده صعب.

وقالت الوسطى: أريده عالي السناء، مصمم المضاء، عظيم نار، متمم ايسار، يفيد ويبيد، ويبدئ ويعيد، هو في الأهل صبي، وفي الجيش كمي، تستعبده الحليلة، وتسوده الفضيلة.

وقالت الصغرى: أريده بازل عام، كالمهند الصمصام، قرانه حبور، ولقاؤه سرور، إن صم قضقض، وإن دسر أغمض، وإن أخل أحمض.

قالت الأم: لا فض فوك لقد فررت لي شرة الشباب جذعة.

ولعل القالي قد شعر بأن هناك غموضاً في معنى بعض الكلمات التي نطقت بها الفتيات الثلاث، فأخذ يعري ما غمض، ويكشف ما ستر من معانيها، فيقول:

قال أبو زيد: الأروع والنجيب واحد وهما الكريم.

وقال غيره: الأروع: الذي يروعك جماله، والأخد هنا الخفيف السريع.

وقال أبو عبيدة في قولة عتبة بن غزوان حين خطب الناس فقال:

إن الدنيا من أذنت بصرم وولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء.

وقال أبو عمر وغيره: الحذاء هي السريعة، الخفيفة التي انقطع آخرها ومنه قيل للقطاة: حذاء لقصر ذنبها مع خفتها، وقال النابغة الذبياني:

حذاء مدبرة سكاء مقبلة

للماء في النحر منها نوطة عجب

وتريد الفتاة الكبرى أنه قطَّاع للأمور، لا يتردد في اتخاذ القرار ولا يتلوى في مواقف الحزم.

والنادي، والندي: المجلس، والثمال: الغياث، وثمال القوم: غياثهم ومن يقوم بأمرهم ويكون أملاً لهم وغياثاً.

وفناؤه رحب: أي واسع، ويقال فناء الدار وثناؤها، وواضح أن الفتاة الكبرى تريد فيه عدداً من الصفات، وهي الجمال والكرم والشرف والعز وقوة الشكيمة والحزم.

أما الوسطى فهي تريده شريفاً أصيل النسب، لأن السنا من الشرف ممدود ومن الضوء مقصور، والمصمم من الرجال الذي يمضي في الأمر لا يرد عزمه شيء.

والمصمم: من السيوف الذي يمضي في الضراب لا يحبسه شيء.

أما الصغرى فقولها: أريده بازل عام، أي: تام الشباب، كامل القوة، فيه حيوية الشباب، وفيه لطف المعشر، وابتسام الثغر، وقوة الشخصية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبده العباسي

د.ألق الماضي
20/02/2008, 09:08 PM
اختيار موفق ...
لتقرأه كل فتاة وفتى في هذا الزمن...
فقد انقلبت الموازين وأصبحت الشروط من كليهما تدل على سطحية التفكير...

مرود المجذوب
07/05/2008, 06:36 PM
متى ومتى..
إن لم تفعل البنات الحاليات..
ففي الغد المشرق أمل..
شكرا