المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البضاعة الفكرية المعادة الصنع........قاطع



طارق شفيق حقي
23/07/2005, 09:35 PM
[align=center:f0ed66c7be]البضاعة الفكرية المعادة الصنع........قاطع[/align:f0ed66c7be]


بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت مرة قصة عن ثور أعور كان يرعى قرب البحر وأراد هذا الثور لنفسه حماية ففكر وقدر فقتل بتقديره

قال في نفسه أدير جانب وجهي السليم إلى المرعى كي أرى العدو إذا أتى , وأمن لجانب البحر الخالي

ففكر وقدر ... وحين كان يستلذ بالعشب الطري الأخضر.....

جاءه من البحر ما يسمى عجل البحر وافترسه.



آه منا نحن العرب
أحسب مصابنا كمصاب هذا الثور وكنت في صياغتي سأضع بدل الثور كلمة أخرى لكن تلطفت قليلا


لا يعرف الأب الجالس أمام التلفاز برفقة ابنه المدلل النزق عاشق الأفلام الأجنبية وابنته الكبرى الولهانة ببرامج صنع النجوم والمطربين وبرامج الأزياء والمكياج وصغيره العابث بالأقنية بمنأى عن مراقبة الجميع



وزوجته مدمنة المسلسلات المدبلجة والأغاني ..... وهو تائه بين الضلال الإعلامي والسم المبثوث من هذه القناة أو تلك ....

لا يعرف الأب الجالس بأمان الله أي افتراس شرس يتعرض له منزله الصغير

هو لا يعرف سبب فشل ابنه الكبير في البكالوريا وابنته الهائمة بحب ابن الجيران

وصغيره الذي لا يعرف أين يختفي طوال النهار

هو لا يعرف لماذا أصبح منطق زوجته غريبا وما عاد اللقاء بها إلا نكدا متجددا

وبالطبع لم يعرف أنه حين يدخل إلى المنزل فانه يدخل توترا عاليا لا يعرف مصدره

وما خفي كان أعظم؟؟

ليته جلس مع ولده وتابع فلما مرة واحدة وشرح له هذا الاستلاب الفكري المتجدد والمكرور بالخدع والزيف

على حساب فقر المحتوى غالبا.


ليته جلس وراقب ابنه الصغير و حببه بالبرامج المفيدة وصنع له غاية وهدفا تجعل الطفل لا يدور في حلقات

مفرغة إنما يعرف للحقيقة طعما من خلال هدف يسير إليه

ليته أكد لابنته أن الإنسان جسد وروح وأن للروح غذاء فلا تغذيها بالغذاء الفاسد إذ ستمرض ويتعكر فكرها وقلبها وحياتها
ليته جلس قبل ذلك ولم شمل عائلته وفتح موضوعا للنقاش الجماعي سيجد ذكرى جميلة تحفز الجميع للبوح
والبوح سمة مشتركة بين البشر وسيجد ألوانا من الحب و الألفة والسكينه تعود لبيته وسيجد أنه يحب زوجته

وأولاده
وسيعاود كل من أولاده مراجعة سلوكهم

سيجد الابن الكبير حين يبحث عن شيء يسليه وهو يقلب بين الأقنية دون جدوى أن اختيار والده لبرنامج يبث

المعرفة والحقيقة و الغذاء الروحي هو الأجدى والأجمل

سيعاود في مرة أخرى العبث لأن الشيطان لايزال يمارس إغوائه للإنسان

وتضليله وسيكون اختيار الأب هو المنقذ مرة أخرى لحين معرفة الأولاد هذا الزيف و الغزو الهاجم على بيتهم
الصغير


انه الغزو الفكري لمنازلنا الآمنة حصنوا بيوتكم فأن الطوفان آت

قبل أن تقاطع المنتجات المادية قاطع المنتجات الفكرية

طارق شفيق حقي
16/12/2011, 12:18 AM
ترفع للأعلى