المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القميء والمرايا



maroinedes
11/02/2008, 07:07 PM
القميء والمرايا


مرفوعة إلى الحُطيئة.



" ذاك هو التأثير العنيف للقبح على نفس وجدت لكي تعشق ما هو جميل"

- ستاندال -

لم يكن في واشنطن على كثافتها .. شخص يحوز على الشهرة واستثارة الفضول مثلما ينالهما " داود العربي " جراء ما يمتلك من الوسامة والفتنة .. وقدر وافر من الزينة والثراء بين أبناء العم سام.. فقد أجمعت النساء على تفرده بجمال بشري خطير لا يقوين على مفعوله فتتقلص أوكيتهن وترتخي.. وينتصب الزغب الرقيق في وجوههن الفاتنة بفعل كهرباء تدغدغهن بلذة لا سلطان عليها كلما رأينه يرفل في طقم أسود من نوع lagerlfeld ذو الياقة المعقوفة والأزرار الأربع .. وحذاء كستنائي علامة prada .
كن كلما اقتنصته أعينهن الحسيرة من أضواء المجتمع الأمريكي إلا وتنهدن من منظره الآسر وهو يذرع طرقات Manhattan(مانهاتن) بسيارة Ferrari نموذج 612 sessanta ذات السقف الشفاف و الكاتم .. إلا و أكبرنه.. وعضضن على شفاههن بسادية واحدة لها نفس الألم اللذيذ بينهن سواء كن خلاسيات بشعر أملس أو سوداوات بقدود ممشوقة أو شقراوات يكشفن أجيدهن على أيقونات فضية متدلية بغية درء العين والشر عنهن في شوارع Pennsylvania(بنسيلفانيا) و Wisconsin (ويسكنسن) كما هي العادة المتبعة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
كان مما يجلل تراكيب داوود الجميلة .. شعره الأسود كليل دمشقي .. غير المنفوش ولا المجعد .. الناعم اللين.. والذي لا يتقصف ولا يتساقط.. إلا أنه يحجم عن إرساله تماشيا مع آخر موضة في صالات الحلاقة الأمريكية.. أما الجمال على جبينه فكان ينطوي على بهاء منفرد يضيء مع كل كلمة طيبة ينبس بها أو يتحفه أحدهم برقتها .. ولكنه بعد أن اهتدى إلى عيب الانحناء بجبهته في كل حديث ودي..أسدل شعر ناصيته عليها فاختفت كمصباح يحجبه اللبلاب فوق عمود كهربائي.. والمحزن أنه لم يقض بذلك على عادة الانحناء للأمريكيين من جيرانه وأصدقائه رغم توهمه القديم بأن ستر المظاهر العزيزة سيحافظ على قداستها.. وحز في نفسه أن يرى الأمور حوله بعين بدوي نازح من مجتمع تعود السواد الأعظم فيه على حني الجباه وتقبيل الأكتاف والرؤوس والأكف .. والهتاف بحياة الملوك والأمراء والممثلين والممثلات وملكات الجمال.. والأكثر إيغالا في حزنه أن شكل وجهه الجديد اكتسب جاذبية أخرى بخصلة الشعر المتدلية على جبهته.. وزاد النسوة به افتنانا وتعلقا.. وأرهقنه بالتخفي والهروب من مطارداتهن لسحر عيونه المشعة بلون اليخضور في أوراق شجر الكرز.
والحق أن داوود الجميل يرى في جماله لعنة اللعنات ..ليس لكونه تحفة جذب تلتقط ما لذ وطاب من وسيمات فحسب .. بل بسبب المرآة العجيبة التي جاد بها أمهر المخترعين الجدد في قسم التكنولوجيا والتقنيات البصرية في مجمع شركات " الصناعيون الجدد " للصناعات الدقيقة.. والتي اشتراها بثروة لم تأثر على هالة الأبهة التي تحيط بكل مظاهر حياته .. اقتداء بأكبر الأثرياء الذين سارعوا للحصول على نماذج منها مثل زوجة ملك النيبال وإحدى صغيرات الأسرة الحاكمة في سيدني . وثرية من أميرات دولة عربية ( لا داعي لذكر اسمها خوفا من بيان تنديد شديد اللهجة يصدر عن جامعة الدول العربية )..هذه المرآة المزينة بإطار رخامي مصقول بالصدف .. ترتبط بجهاز الكتروني شديد التعقيد وتنبأ صاحبها بحالته الجمالية بتقييم تكنولوجي لا يرق إليه شك .. وهو ما حدا بداود أن يجعل من تقريرها معيارا وحيدا لجماله الروحي .. سرعان ما تحولت هذه المرآة إلى عدوه اللدود .. وباعث العذاب الفريد بالنسبة له في هذا العالم رغم امتلاكه لأسباب البهجة وحياة الرفه والثراء .. واستحالت أيامه الآمنة المطمئنة إلى جحيم لا طاقة له بسعيره وعذابه بسبب هذه المرآة الالكترونية .
وحدث لداود ذات صباح متسارع من صباحات واشنطن المضنية الرتيبة .. أن لجأ إلى مرآته العجيبة عجب يقينه بجدواها وفائدتها.. وضغط كالعادة على زر التشغيل ليسأل عن حالة جمال روحه في الإخلاص هذه المرة .. ولكنه رأى نفسه في المرآة مخلوقا هجينا يبعث على التقزز .. بجبهة عريضة عرضا يتطابق مع تدليل صريح بضخامتها وتوزعها في مقدم وجهه على شكل ملعب كرة طائرة من منظر أفقي.. وتندلع على مستوى الحاجبين بعظام جانبية مدببة كبقايا لقرنين مبتورين .. ورأى عيناه غائرتان في عظام وجنتيه البارزتين كنتوء مخيف.. وخلت الجفون من رموشها فبدا منظر العينين كجرحان عفنين بحاجة إلى خياطة طبية لحجب البياض الباهت فيهما فابتلع خيبته أمام الكلمات التي عكستها الشاشة الالكترونية الصغيرة تحت المرآة :
0/10 . : - mark"This is the amount of faithfulness in your soul"-
(أي هذا حظ الإخلاص في روحك- العلامة: 0/10)ولكنه جدد سؤالا للمرآة عن حالة جمال روحه في القناعة.. المسكين.. قال للمرآة أن الجمال للنسوة .. ولكن المرآة اكتفت بعكس صورته كتعقيب على اعتقاده فطالعته بوجهه مليئا بالثقوب ..وهزه منظر أسنانه المكشر عنها ولعاب رخو يتقاطر من فاه مفغر على جشع.. ولمداراة قبح منظره ذهب لغرفته وانتقى طقما فاخرا ولبسه حتى يشغل المرآة عن الثقوب العديدة والمتجاورة تحت ذقنه وعينيه والتي عكستها لبصره قبل قليل.. ولكن ( هذه ال" لكن"المفسدة والمباغتة في أقلام الكتاب عزيزي القارئ تعري كل حقيقة يائسة من لباس الرحمة وتفاجئ سياق الكلام بلفظتها المعارضة) لم تعبأ المرآة الالكترونية بأناقته الخارجية وشدها التراكم العجيب لنقاط الحفر الجلية في وجهه مرة أخرى.. فغمره ألم يضج باللعنة على اليوم الذي اقتنى فيه هذه المرآة وعلى حظ القناعة المعدوم في تركيبة روحه كما هو مبين على أسفل الشاشة:
0/10 . : - mark"This is the amount of satisfaction in your soul"-
(أي هذا حظ القناعة في روحك- العلامة: 0/10) فكتب سؤالا عبر الجهاز الالكتروني ليسأل المرآة:- هل العيب في الجمال أن تكون قبيح الروح؟ .
فطالعته الشاشة بانجليزية واضحة: yes . فالتقى ضوء الجواب الصادق بعتمة سؤاله فبددها.
وتذكر داود إيمانه القديم بمفاهيم الجمال حين تقتفي شقراء أثره طلبا للذة عابرة أو تحاصره مراهقة لعوب على كره منه وفي نفسها نشدانا مؤرقا للمسة واهنة لوجهه أو شفتيه.. ففي الصباح نفسه لما غادر المقهى .. سارعت إحدى المعجبات الكثيرات إلى الفنجان الذي شرب به ولعقت أثر شفتيه على حافة الفنجان.. وبعد أن تمطقت بعذوبة قالت للنادل " من اليوم فصاعدا ستكون قهوتي بدون سكر " .وفي الأمس قالت له إحداهن مغازلة :
- عيونك داود .. تزود البحر بلون الزرقة والخضرة.
وفي خضم أساه من عقدة الجمال الهارب من عقله توقف وسألها كالساذج:
-هل تريني جميلا سيدتي ؟.
أجابته باستغراب :
- إذا كان معيار الجمال عندك هو القبح.. فما أقبحك.
ثم استدركت أمام صمته :
- أنتم العرب لا تقدرون عاليا قيمة جمالكم .. ألا ترى بحيرة فيكتوريا تتفجر من لسانك؟.. ألا تشعر بالنيل ينبع من شفتيك ؟. Sink me David in your towns .. Please
( أي أغرقني في مدنك يا داود..رجاءا..) ثم غرزت أظافرها في لحم كتفيه فاتقاها بالهرب. وعلى كل حال فإننا التزاما بما يمليه البناء القصصي من تحاشي الإطناب والتقريرية سنحذف المشاهد المطولة لمجونيات داود وشبقه وإسرافه اللامتناهي في مراتع اللذة تحت شمس هوليوود وفي ردهات فنادق Marriott ( ماريوت) وSheraton (شيراطون).
وعلى أسلوب قصة قصيرة مثل حبل الكذب .. ( ومتخيلة في قهوة العروسي على عجل) نعود إلى الحقيقة الواجب إبرازها في جبلة داود وسريرته الموبوءة بجلد الذات وكراهية وجهه المشرق بآي الجمال.. الذي لا تترجمه له عيناه إلا قبحا مغرقا في الفظاعة والذميمية ..أو رعبا موغلا في تلافيف المسخ المخيف .. لقد شعر داود بنفسه ساذجا وهو يلعب دور عربي بائس يعارك وجهه في مرآة من صنع شركة أمريكية رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية .. تكتب على أغلفة منتجاتها :
"made in U.S.A احذر التقليد عزيزي المستهلك" فأثار فيه ذلك ثورة غيظ مباغتة جعلته يقف أمام المرآة بعد أن فصل الألياف الرابطة بين الجهاز الالكتروني وإطار المرآة ثم أغمض عينيه وقال بصوت مرتفع كمن يحدثها :
" سأنفخ في زجاجك روح الكلام ..مرآتي يا مرآتي .. أنا لست الساحرة المعروفة في قصة سندريلا..و لست الأمير الذي طارد رائحتها في الحذاء الزجاجي المخلف في حديقة قصره.. مرآتي يا مرآتي .. أنا لست النبي يوسف بن يعقوب الجميل.. ولا Tom Cruise .. ولست دحية الكلبي الذي نزل جبريل على صورته.. من أنا؟.. تكلمي يا مرآتي .. ثرثري .. واستبدلي صمت وجهي بصوت النايات الحزينة ثم غن .. مثلما تغني نافورة الماء لحن المفردات العديمة اللون والطعم والرائحة مثل وجهي.. يا غيمتي أمطري ..قصائد للسمع تبلل زهر اللغات على وجهي.. أينك يا وجهي الممزق بين آلاف المرايا التي لا تؤمن بالوجوه وفوضى الجمال والقبح ..تعالي مرآتي غازية .. واسحقي على عيني مدن السكون القابعة من المحيط إلى الخليج.. ردي لوجهي عينان تريان ما بدا من سوآتنا..وأنفا أميز به رائحة الخيانة من رائحة BOSS وGivenchy و Hugoو ما أبدعته بيوت العنبر والعطور من رائحة.. ردي إلي لسانا أعرف به ذوق الخبيث من الطيب.. وذوق الـ vodkaمن اللبن .. وطعم الـCheeseburger من الخبز الحافي .. مرآتي يا مرآتي..من يمنحني وجها عربيا خالصا احترف به ضجة العشق في كل صورة.. وأذر به رماد الصمت الرهيب خارج وجهي .. أنا وجه بلا ملامح.. " .
فتح داود عينيه قبالة المربع المزخرف .. ذهل وتقهقر.. فجأة (هنا يندس عنصر المفاجئة ليزيد من التشويق والإثارة في هذه الحبكة الوجيزة)..فجأة .. تصوروا ماذا رأى ؟.. لم ينعكس شيء على المرآة الكريستالية إطلاقا .. لا تضحكوا.. بقيت خالية .. بيضاء كالثلج .. ومعدومة من أية نقطة أو طيف يفض أغشية الفراغ على سطحها.


بشيري طيب مروان - الجلفة -

ابو مريم
12/02/2008, 01:21 PM
القميء والمرايا




مرفوعة إلى الحُطيئة.




" ذاك هو التأثير العنيف للقبح على نفس وجدت لكي تعشق ما هو جميل"


- ستاندال -


لم يكن في واشنطن على كثافتها .. شخص يحوز على الشهرة واستثارة الفضول مثلما ينالهما " داود العربي " جراء ما يمتلك من الوسامة والفتنة .. وقدر وافر من الزينة والثراء بين أبناء العم سام.. فقد أجمعت النساء على تفرده بجمال بشري خطير لا يقوين على مفعوله فتتقلص أوكيتهن وترتخي.. وينتصب الزغب الرقيق في وجوههن الفاتنة بفعل كهرباء تدغدغهن بلذة لا سلطان عليها كلما رأينه يرفل في طقم أسود من نوع lagerlfeld ذو الياقة المعقوفة والأزرار الأربع .. وحذاء كستنائي علامة prada .
كن كلما اقتنصته أعينهن الحسيرة من أضواء المجتمع الأمريكي إلا وتنهدن من منظره الآسر وهو يذرع طرقات Manhattan(مانهاتن) بسيارة Ferrari نموذج 612 sessanta ذات السقف الشفاف و الكاتم .. إلا و أكبرنه.. وعضضن على شفاههن بسادية واحدة لها نفس الألم اللذيذ بينهن سواء كن خلاسيات بشعر أملس أو سوداوات بقدود ممشوقة أو شقراوات يكشفن أجيدهن على أيقونات فضية متدلية بغية درء العين والشر عنهن في شوارع Pennsylvania(بنسيلفانيا) و Wisconsin (ويسكنسن) كما هي العادة المتبعة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
كان مما يجلل تراكيب داوود الجميلة .. شعره الأسود كليل دمشقي .. غير المنفوش ولا المجعد .. الناعم اللين.. والذي لا يتقصف ولا يتساقط.. إلا أنه يحجم عن إرساله تماشيا مع آخر موضة في صالات الحلاقة الأمريكية.. أما الجمال على جبينه فكان ينطوي على بهاء منفرد يضيء مع كل كلمة طيبة ينبس بها أو يتحفه أحدهم برقتها .. ولكنه بعد أن اهتدى إلى عيب الانحناء بجبهته في كل حديث ودي..أسدل شعر ناصيته عليها فاختفت كمصباح يحجبه اللبلاب فوق عمود كهربائي.. والمحزن أنه لم يقض بذلك على عادة الانحناء للأمريكيين من جيرانه وأصدقائه رغم توهمه القديم بأن ستر المظاهر العزيزة سيحافظ على قداستها.. وحز في نفسه أن يرى الأمور حوله بعين بدوي نازح من مجتمع تعود السواد الأعظم فيه على حني الجباه وتقبيل الأكتاف والرؤوس والأكف .. والهتاف بحياة الملوك والأمراء والممثلين والممثلات وملكات الجمال.. والأكثر إيغالا في حزنه أن شكل وجهه الجديد اكتسب جاذبية أخرى بخصلة الشعر المتدلية على جبهته.. وزاد النسوة به افتنانا وتعلقا.. وأرهقنه بالتخفي والهروب من مطارداتهن لسحر عيونه المشعة بلون اليخضور في أوراق شجر الكرز.
والحق أن داوود الجميل يرى في جماله لعنة اللعنات ..ليس لكونه تحفة جذب تلتقط ما لذ وطاب من وسيمات فحسب .. بل بسبب المرآة العجيبة التي جاد بها أمهر المخترعين الجدد في قسم التكنولوجيا والتقنيات البصرية في مجمع شركات " الصناعيون الجدد " للصناعات الدقيقة.. والتي اشتراها بثروة لم تأثر على هالة الأبهة التي تحيط بكل مظاهر حياته .. اقتداء بأكبر الأثرياء الذين سارعوا للحصول على نماذج منها مثل زوجة ملك النيبال وإحدى صغيرات الأسرة الحاكمة في سيدني . وثرية من أميرات دولة عربية ( لا داعي لذكر اسمها خوفا من بيان تنديد شديد اللهجة يصدر عن جامعة الدول العربية )..هذه المرآة المزينة بإطار رخامي مصقول بالصدف .. ترتبط بجهاز الكتروني شديد التعقيد وتنبأ صاحبها بحالته الجمالية بتقييم تكنولوجي لا يرق إليه شك .. وهو ما حدا بداود أن يجعل من تقريرها معيارا وحيدا لجماله الروحي .. سرعان ما تحولت هذه المرآة إلى عدوه اللدود .. وباعث العذاب الفريد بالنسبة له في هذا العالم رغم امتلاكه لأسباب البهجة وحياة الرفه والثراء .. واستحالت أيامه الآمنة المطمئنة إلى جحيم لا طاقة له بسعيره وعذابه بسبب هذه المرآة الالكترونية .
وحدث لداود ذات صباح متسارع من صباحات واشنطن المضنية الرتيبة .. أن لجأ إلى مرآته العجيبة عجب يقينه بجدواها وفائدتها.. وضغط كالعادة على زر التشغيل ليسأل عن حالة جمال روحه في الإخلاص هذه المرة .. ولكنه رأى نفسه في المرآة مخلوقا هجينا يبعث على التقزز .. بجبهة عريضة عرضا يتطابق مع تدليل صريح بضخامتها وتوزعها في مقدم وجهه على شكل ملعب كرة طائرة من منظر أفقي.. وتندلع على مستوى الحاجبين بعظام جانبية مدببة كبقايا لقرنين مبتورين .. ورأى عيناه غائرتان في عظام وجنتيه البارزتين كنتوء مخيف.. وخلت الجفون من رموشها فبدا منظر العينين كجرحان عفنين بحاجة إلى خياطة طبية لحجب البياض الباهت فيهما فابتلع خيبته أمام الكلمات التي عكستها الشاشة الالكترونية الصغيرة تحت المرآة :
0/10 . : - mark"This is the amount of faithfulness in your soul"-
(أي هذا حظ الإخلاص في روحك- العلامة: 0/10)ولكنه جدد سؤالا للمرآة عن حالة جمال روحه في القناعة.. المسكين.. قال للمرآة أن الجمال للنسوة .. ولكن المرآة اكتفت بعكس صورته كتعقيب على اعتقاده فطالعته بوجهه مليئا بالثقوب ..وهزه منظر أسنانه المكشر عنها ولعاب رخو يتقاطر من فاه مفغر على جشع.. ولمداراة قبح منظره ذهب لغرفته وانتقى طقما فاخرا ولبسه حتى يشغل المرآة عن الثقوب العديدة والمتجاورة تحت ذقنه وعينيه والتي عكستها لبصره قبل قليل.. ولكن ( هذه ال" لكن"المفسدة والمباغتة في أقلام الكتاب عزيزي القارئ تعري كل حقيقة يائسة من لباس الرحمة وتفاجئ سياق الكلام بلفظتها المعارضة) لم تعبأ المرآة الالكترونية بأناقته الخارجية وشدها التراكم العجيب لنقاط الحفر الجلية في وجهه مرة أخرى.. فغمره ألم يضج باللعنة على اليوم الذي اقتنى فيه هذه المرآة وعلى حظ القناعة المعدوم في تركيبة روحه كما هو مبين على أسفل الشاشة:
0/10 . : - mark"This is the amount of satisfaction in your soul"-
(أي هذا حظ القناعة في روحك- العلامة: 0/10) فكتب سؤالا عبر الجهاز الالكتروني ليسأل المرآة:- هل العيب في الجمال أن تكون قبيح الروح؟ .
فطالعته الشاشة بانجليزية واضحة: yes . فالتقى ضوء الجواب الصادق بعتمة سؤاله فبددها.
وتذكر داود إيمانه القديم بمفاهيم الجمال حين تقتفي شقراء أثره طلبا للذة عابرة أو تحاصره مراهقة لعوب على كره منه وفي نفسها نشدانا مؤرقا للمسة واهنة لوجهه أو شفتيه.. ففي الصباح نفسه لما غادر المقهى .. سارعت إحدى المعجبات الكثيرات إلى الفنجان الذي شرب به ولعقت أثر شفتيه على حافة الفنجان.. وبعد أن تمطقت بعذوبة قالت للنادل " من اليوم فصاعدا ستكون قهوتي بدون سكر " .وفي الأمس قالت له إحداهن مغازلة :
- عيونك داود .. تزود البحر بلون الزرقة والخضرة.
وفي خضم أساه من عقدة الجمال الهارب من عقله توقف وسألها كالساذج:
-هل تريني جميلا سيدتي ؟.
أجابته باستغراب :
- إذا كان معيار الجمال عندك هو القبح.. فما أقبحك.
ثم استدركت أمام صمته :
- أنتم العرب لا تقدرون عاليا قيمة جمالكم .. ألا ترى بحيرة فيكتوريا تتفجر من لسانك؟.. ألا تشعر بالنيل ينبع من شفتيك ؟. Sink me David in your towns .. Please
( أي أغرقني في مدنك يا داود..رجاءا..) ثم غرزت أظافرها في لحم كتفيه فاتقاها بالهرب. وعلى كل حال فإننا التزاما بما يمليه البناء القصصي من تحاشي الإطناب والتقريرية سنحذف المشاهد المطولة لمجونيات داود وشبقه وإسرافه اللامتناهي في مراتع اللذة تحت شمس هوليوود وفي ردهات فنادق Marriott ( ماريوت) وSheraton (شيراطون).
وعلى أسلوب قصة قصيرة مثل حبل الكذب .. ( ومتخيلة في قهوة العروسي على عجل) نعود إلى الحقيقة الواجب إبرازها في جبلة داود وسريرته الموبوءة بجلد الذات وكراهية وجهه المشرق بآي الجمال.. الذي لا تترجمه له عيناه إلا قبحا مغرقا في الفظاعة والذميمية ..أو رعبا موغلا في تلافيف المسخ المخيف .. لقد شعر داود بنفسه ساذجا وهو يلعب دور عربي بائس يعارك وجهه في مرآة من صنع شركة أمريكية رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية .. تكتب على أغلفة منتجاتها :
"made in U.S.A احذر التقليد عزيزي المستهلك" فأثار فيه ذلك ثورة غيظ مباغتة جعلته يقف أمام المرآة بعد أن فصل الألياف الرابطة بين الجهاز الالكتروني وإطار المرآة ثم أغمض عينيه وقال بصوت مرتفع كمن يحدثها :
" سأنفخ في زجاجك روح الكلام ..مرآتي يا مرآتي .. أنا لست الساحرة المعروفة في قصة سندريلا..و لست الأمير الذي طارد رائحتها في الحذاء الزجاجي المخلف في حديقة قصره.. مرآتي يا مرآتي .. أنا لست النبي يوسف بن يعقوب الجميل.. ولا Tom Cruise .. ولست دحية الكلبي الذي نزل جبريل على صورته.. من أنا؟.. تكلمي يا مرآتي .. ثرثري .. واستبدلي صمت وجهي بصوت النايات الحزينة ثم غن .. مثلما تغني نافورة الماء لحن المفردات العديمة اللون والطعم والرائحة مثل وجهي.. يا غيمتي أمطري ..قصائد للسمع تبلل زهر اللغات على وجهي.. أينك يا وجهي الممزق بين آلاف المرايا التي لا تؤمن بالوجوه وفوضى الجمال والقبح ..تعالي مرآتي غازية .. واسحقي على عيني مدن السكون القابعة من المحيط إلى الخليج.. ردي لوجهي عينان تريان ما بدا من سوآتنا..وأنفا أميز به رائحة الخيانة من رائحة BOSS وGivenchy و Hugoو ما أبدعته بيوت العنبر والعطور من رائحة.. ردي إلي لسانا أعرف به ذوق الخبيث من الطيب.. وذوق الـ vodkaمن اللبن .. وطعم الـCheeseburger من الخبز الحافي .. مرآتي يا مرآتي..من يمنحني وجها عربيا خالصا احترف به ضجة العشق في كل صورة.. وأذر به رماد الصمت الرهيب خارج وجهي .. أنا وجه بلا ملامح.. " .
فتح داود عينيه قبالة المربع المزخرف .. ذهل وتقهقر.. فجأة (هنا يندس عنصر المفاجئة ليزيد من التشويق والإثارة في هذه الحبكة الوجيزة)..فجأة .. تصوروا ماذا رأى ؟.. لم ينعكس شيء على المرآة الكريستالية إطلاقا .. لا تضحكوا.. بقيت خالية .. بيضاء كالثلج .. ومعدومة من أية نقطة أو طيف يفض أغشية الفراغ على سطحها.



بشيري طيب مروان - الجلفة -

قصة طويلة أخ طيب مروان نتتناول الجمال الظاهري الذي يثير الجميع وخصوصا في المجتمعات الغربية ...لكن الوسامة قد تخلق لصاحبها مشكلا.وتتبادر مجموعة من الأسئلة
لماذا لا يهتم الناس أكثر بجمال الروح؟؟؟؟
ماهي مقاييس الجمال؟؟؟؟
كانت ستكون القصة أحسن لو أنك اختزلتها واشتغلت عليها أكثر...
تحياتي...

ابو مريم
12/02/2008, 01:22 PM
القميء والمرايا




مرفوعة إلى الحُطيئة.




" ذاك هو التأثير العنيف للقبح على نفس وجدت لكي تعشق ما هو جميل"


- ستاندال -


لم يكن في واشنطن على كثافتها .. شخص يحوز على الشهرة واستثارة الفضول مثلما ينالهما " داود العربي " جراء ما يمتلك من الوسامة والفتنة .. وقدر وافر من الزينة والثراء بين أبناء العم سام.. فقد أجمعت النساء على تفرده بجمال بشري خطير لا يقوين على مفعوله فتتقلص أوكيتهن وترتخي.. وينتصب الزغب الرقيق في وجوههن الفاتنة بفعل كهرباء تدغدغهن بلذة لا سلطان عليها كلما رأينه يرفل في طقم أسود من نوع lagerlfeld ذو الياقة المعقوفة والأزرار الأربع .. وحذاء كستنائي علامة prada .
كن كلما اقتنصته أعينهن الحسيرة من أضواء المجتمع الأمريكي إلا وتنهدن من منظره الآسر وهو يذرع طرقات Manhattan(مانهاتن) بسيارة Ferrari نموذج 612 sessanta ذات السقف الشفاف و الكاتم .. إلا و أكبرنه.. وعضضن على شفاههن بسادية واحدة لها نفس الألم اللذيذ بينهن سواء كن خلاسيات بشعر أملس أو سوداوات بقدود ممشوقة أو شقراوات يكشفن أجيدهن على أيقونات فضية متدلية بغية درء العين والشر عنهن في شوارع Pennsylvania(بنسيلفانيا) و Wisconsin (ويسكنسن) كما هي العادة المتبعة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
كان مما يجلل تراكيب داوود الجميلة .. شعره الأسود كليل دمشقي .. غير المنفوش ولا المجعد .. الناعم اللين.. والذي لا يتقصف ولا يتساقط.. إلا أنه يحجم عن إرساله تماشيا مع آخر موضة في صالات الحلاقة الأمريكية.. أما الجمال على جبينه فكان ينطوي على بهاء منفرد يضيء مع كل كلمة طيبة ينبس بها أو يتحفه أحدهم برقتها .. ولكنه بعد أن اهتدى إلى عيب الانحناء بجبهته في كل حديث ودي..أسدل شعر ناصيته عليها فاختفت كمصباح يحجبه اللبلاب فوق عمود كهربائي.. والمحزن أنه لم يقض بذلك على عادة الانحناء للأمريكيين من جيرانه وأصدقائه رغم توهمه القديم بأن ستر المظاهر العزيزة سيحافظ على قداستها.. وحز في نفسه أن يرى الأمور حوله بعين بدوي نازح من مجتمع تعود السواد الأعظم فيه على حني الجباه وتقبيل الأكتاف والرؤوس والأكف .. والهتاف بحياة الملوك والأمراء والممثلين والممثلات وملكات الجمال.. والأكثر إيغالا في حزنه أن شكل وجهه الجديد اكتسب جاذبية أخرى بخصلة الشعر المتدلية على جبهته.. وزاد النسوة به افتنانا وتعلقا.. وأرهقنه بالتخفي والهروب من مطارداتهن لسحر عيونه المشعة بلون اليخضور في أوراق شجر الكرز.
والحق أن داوود الجميل يرى في جماله لعنة اللعنات ..ليس لكونه تحفة جذب تلتقط ما لذ وطاب من وسيمات فحسب .. بل بسبب المرآة العجيبة التي جاد بها أمهر المخترعين الجدد في قسم التكنولوجيا والتقنيات البصرية في مجمع شركات " الصناعيون الجدد " للصناعات الدقيقة.. والتي اشتراها بثروة لم تأثر على هالة الأبهة التي تحيط بكل مظاهر حياته .. اقتداء بأكبر الأثرياء الذين سارعوا للحصول على نماذج منها مثل زوجة ملك النيبال وإحدى صغيرات الأسرة الحاكمة في سيدني . وثرية من أميرات دولة عربية ( لا داعي لذكر اسمها خوفا من بيان تنديد شديد اللهجة يصدر عن جامعة الدول العربية )..هذه المرآة المزينة بإطار رخامي مصقول بالصدف .. ترتبط بجهاز الكتروني شديد التعقيد وتنبأ صاحبها بحالته الجمالية بتقييم تكنولوجي لا يرق إليه شك .. وهو ما حدا بداود أن يجعل من تقريرها معيارا وحيدا لجماله الروحي .. سرعان ما تحولت هذه المرآة إلى عدوه اللدود .. وباعث العذاب الفريد بالنسبة له في هذا العالم رغم امتلاكه لأسباب البهجة وحياة الرفه والثراء .. واستحالت أيامه الآمنة المطمئنة إلى جحيم لا طاقة له بسعيره وعذابه بسبب هذه المرآة الالكترونية .
وحدث لداود ذات صباح متسارع من صباحات واشنطن المضنية الرتيبة .. أن لجأ إلى مرآته العجيبة عجب يقينه بجدواها وفائدتها.. وضغط كالعادة على زر التشغيل ليسأل عن حالة جمال روحه في الإخلاص هذه المرة .. ولكنه رأى نفسه في المرآة مخلوقا هجينا يبعث على التقزز .. بجبهة عريضة عرضا يتطابق مع تدليل صريح بضخامتها وتوزعها في مقدم وجهه على شكل ملعب كرة طائرة من منظر أفقي.. وتندلع على مستوى الحاجبين بعظام جانبية مدببة كبقايا لقرنين مبتورين .. ورأى عيناه غائرتان في عظام وجنتيه البارزتين كنتوء مخيف.. وخلت الجفون من رموشها فبدا منظر العينين كجرحان عفنين بحاجة إلى خياطة طبية لحجب البياض الباهت فيهما فابتلع خيبته أمام الكلمات التي عكستها الشاشة الالكترونية الصغيرة تحت المرآة :
0/10 . : - mark"This is the amount of faithfulness in your soul"-
(أي هذا حظ الإخلاص في روحك- العلامة: 0/10)ولكنه جدد سؤالا للمرآة عن حالة جمال روحه في القناعة.. المسكين.. قال للمرآة أن الجمال للنسوة .. ولكن المرآة اكتفت بعكس صورته كتعقيب على اعتقاده فطالعته بوجهه مليئا بالثقوب ..وهزه منظر أسنانه المكشر عنها ولعاب رخو يتقاطر من فاه مفغر على جشع.. ولمداراة قبح منظره ذهب لغرفته وانتقى طقما فاخرا ولبسه حتى يشغل المرآة عن الثقوب العديدة والمتجاورة تحت ذقنه وعينيه والتي عكستها لبصره قبل قليل.. ولكن ( هذه ال" لكن"المفسدة والمباغتة في أقلام الكتاب عزيزي القارئ تعري كل حقيقة يائسة من لباس الرحمة وتفاجئ سياق الكلام بلفظتها المعارضة) لم تعبأ المرآة الالكترونية بأناقته الخارجية وشدها التراكم العجيب لنقاط الحفر الجلية في وجهه مرة أخرى.. فغمره ألم يضج باللعنة على اليوم الذي اقتنى فيه هذه المرآة وعلى حظ القناعة المعدوم في تركيبة روحه كما هو مبين على أسفل الشاشة:
0/10 . : - mark"This is the amount of satisfaction in your soul"-
(أي هذا حظ القناعة في روحك- العلامة: 0/10) فكتب سؤالا عبر الجهاز الالكتروني ليسأل المرآة:- هل العيب في الجمال أن تكون قبيح الروح؟ .
فطالعته الشاشة بانجليزية واضحة: yes . فالتقى ضوء الجواب الصادق بعتمة سؤاله فبددها.
وتذكر داود إيمانه القديم بمفاهيم الجمال حين تقتفي شقراء أثره طلبا للذة عابرة أو تحاصره مراهقة لعوب على كره منه وفي نفسها نشدانا مؤرقا للمسة واهنة لوجهه أو شفتيه.. ففي الصباح نفسه لما غادر المقهى .. سارعت إحدى المعجبات الكثيرات إلى الفنجان الذي شرب به ولعقت أثر شفتيه على حافة الفنجان.. وبعد أن تمطقت بعذوبة قالت للنادل " من اليوم فصاعدا ستكون قهوتي بدون سكر " .وفي الأمس قالت له إحداهن مغازلة :
- عيونك داود .. تزود البحر بلون الزرقة والخضرة.
وفي خضم أساه من عقدة الجمال الهارب من عقله توقف وسألها كالساذج:
-هل تريني جميلا سيدتي ؟.
أجابته باستغراب :
- إذا كان معيار الجمال عندك هو القبح.. فما أقبحك.
ثم استدركت أمام صمته :
- أنتم العرب لا تقدرون عاليا قيمة جمالكم .. ألا ترى بحيرة فيكتوريا تتفجر من لسانك؟.. ألا تشعر بالنيل ينبع من شفتيك ؟. Sink me David in your towns .. Please
( أي أغرقني في مدنك يا داود..رجاءا..) ثم غرزت أظافرها في لحم كتفيه فاتقاها بالهرب. وعلى كل حال فإننا التزاما بما يمليه البناء القصصي من تحاشي الإطناب والتقريرية سنحذف المشاهد المطولة لمجونيات داود وشبقه وإسرافه اللامتناهي في مراتع اللذة تحت شمس هوليوود وفي ردهات فنادق Marriott ( ماريوت) وSheraton (شيراطون).
وعلى أسلوب قصة قصيرة مثل حبل الكذب .. ( ومتخيلة في قهوة العروسي على عجل) نعود إلى الحقيقة الواجب إبرازها في جبلة داود وسريرته الموبوءة بجلد الذات وكراهية وجهه المشرق بآي الجمال.. الذي لا تترجمه له عيناه إلا قبحا مغرقا في الفظاعة والذميمية ..أو رعبا موغلا في تلافيف المسخ المخيف .. لقد شعر داود بنفسه ساذجا وهو يلعب دور عربي بائس يعارك وجهه في مرآة من صنع شركة أمريكية رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية .. تكتب على أغلفة منتجاتها :
"made in U.S.A احذر التقليد عزيزي المستهلك" فأثار فيه ذلك ثورة غيظ مباغتة جعلته يقف أمام المرآة بعد أن فصل الألياف الرابطة بين الجهاز الالكتروني وإطار المرآة ثم أغمض عينيه وقال بصوت مرتفع كمن يحدثها :
" سأنفخ في زجاجك روح الكلام ..مرآتي يا مرآتي .. أنا لست الساحرة المعروفة في قصة سندريلا..و لست الأمير الذي طارد رائحتها في الحذاء الزجاجي المخلف في حديقة قصره.. مرآتي يا مرآتي .. أنا لست النبي يوسف بن يعقوب الجميل.. ولا Tom Cruise .. ولست دحية الكلبي الذي نزل جبريل على صورته.. من أنا؟.. تكلمي يا مرآتي .. ثرثري .. واستبدلي صمت وجهي بصوت النايات الحزينة ثم غن .. مثلما تغني نافورة الماء لحن المفردات العديمة اللون والطعم والرائحة مثل وجهي.. يا غيمتي أمطري ..قصائد للسمع تبلل زهر اللغات على وجهي.. أينك يا وجهي الممزق بين آلاف المرايا التي لا تؤمن بالوجوه وفوضى الجمال والقبح ..تعالي مرآتي غازية .. واسحقي على عيني مدن السكون القابعة من المحيط إلى الخليج.. ردي لوجهي عينان تريان ما بدا من سوآتنا..وأنفا أميز به رائحة الخيانة من رائحة BOSS وGivenchy و Hugoو ما أبدعته بيوت العنبر والعطور من رائحة.. ردي إلي لسانا أعرف به ذوق الخبيث من الطيب.. وذوق الـ vodkaمن اللبن .. وطعم الـCheeseburger من الخبز الحافي .. مرآتي يا مرآتي..من يمنحني وجها عربيا خالصا احترف به ضجة العشق في كل صورة.. وأذر به رماد الصمت الرهيب خارج وجهي .. أنا وجه بلا ملامح.. " .
فتح داود عينيه قبالة المربع المزخرف .. ذهل وتقهقر.. فجأة (هنا يندس عنصر المفاجئة ليزيد من التشويق والإثارة في هذه الحبكة الوجيزة)..فجأة .. تصوروا ماذا رأى ؟.. لم ينعكس شيء على المرآة الكريستالية إطلاقا .. لا تضحكوا.. بقيت خالية .. بيضاء كالثلج .. ومعدومة من أية نقطة أو طيف يفض أغشية الفراغ على سطحها.



بشيري طيب مروان - الجلفة -

قصة طويلة أخ طيب مروان نتتناول الجمال الظاهري الذي يثير الجميع وخصوصا في المجتمعات الغربية ...لكن الوسامة قد تخلق لصاحبها مشكلا.وتتبادر مجموعة من الأسئلة
لماذا لا يهتم الناس أكثر بجمال الروح؟؟؟؟
ماهي مقاييس الجمال؟؟؟؟
كانت ستكون القصة أحسن لو أنك اختزلتها واشتغلت عليها أكثر...
تحياتي...