المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بُكائيّة رحيل ،



بيَات شتويّ
08/02/2008, 03:58 AM
-من قال أنّ القدرَ قرّرَ أنّ يكسِرني؟
إنّني أنحني


قبل ولادةِ الرحيل بشهقة وألف دمعةٍ مما يعدون
نشيجٌ وطفل يدعك البكاء على فمه - لم أكن أنا
قوم تُبّع في صدري يمورون
نشيجٌ وطفل يدعك البكاء في فمه - كنتُ أنا
الغزاة يتشكلون على هيئة حبات برد وفي مساماتي يقرِصون.
إيّاكَ أن تصغي إلى البكاء في أصابعي وهي تفرك القلق و تلِتُ الحيرة كعادتها عندما يهاجمها الصقيع
ولا تهتم أبداً للإهتزازات التي قد تصيب فكيّ فهي سرعان ماتزول عندما تنشق القربة ويسيل الملح
ولا تحاول أن تسأل عن السحنة الفارّة من وجهي عندما يتلاقح النظر بيننا
كنت شجاعة بما يكفي حتى ألبّي_موعدك_نداء الحب الأخير

-خنوع ويظنه موعد-
النظارة الشمسية الملقاة بإهمال على الطاولة ابتلعت ملامحي لكثرة ماحدّقت بها
وزرقة السماء في عينيه تتماوج مع مستنقع القهوة الشاخصِ أمامه
يدهُ الحريق تلتهِمُ كفيَ الدُخان
لاشيء يتمزق سوى حبة الأكسجين بين أنفي وأنفه
نصفها اللاهثِ إليّ ارتمى في حضنِ الشهيق
ونصفها الفارّ إلى أنفه لفظها زفرة
أفرج عن دخانِ التبغ المحبوس بين فكيه فتبدّد شيءٌ من الوجومِ الممتد بيننا
أورقَ الصمت "أحبكِ" خضراء نبتت على حواف فمه
مضغها القلب قبل أن ترِفّ شفتاه باستدراك "ولكنه الرحيل"
ابتلعني الكرسي غصّة ، ولا شيء في الأسفل سوى راجفة أصابت الأقدام
لم تخرس شفتاه اللتانِ غارتا في جبيني ارتعاشة أوردتي
قبلةُ الرحيل الشتوية ترسل صقيعاً يجمد شغاف القلب
وأنا كتلة الجسد الواجمةِ على قارعة فراق
تمور الأرض من تحتي على وقع الرحيل في قدميه
يده الحريق تلوّح
تتلاصق جفناي على المقلِ المتصحرة في فتحات رأسي
ينزُّ الرصيف عن صوتِ بكاء طفلةٍ ترنو إلى الفقد بصريخ
من سرق الحلوى من فمي؟
من أخرس الغناء في حنجرتي؟
من أغلق نافذةَ الفجرِ على شدو الناي من أنفاس حبيبي؟
التلويحة في يديه توشك على الاختفاء
ويديَ الدخان تغضّ الطرف عن هجير التلويحة و تتلقف كتاب الرحيل المقدس الذي تركه ملقىً خلف ظهر الوجع
يبدؤه بِـ :
أوراقٌ من مدى اكتحلت بحبر الغياب المحتّم تكاتفت لتجمع حزنيّ إليكِ ،
إلى رقيع..سمائي الأولى
إلى سجَّانة النور في محيطي بعد قذفي من ظلمات رحم
إليكِ يامن حبستِ بياض الكون بين دفتي جسد
إليكِ ياروح تيتمت بين جماداتٍ بشرية
شاعركِ المتسخ بنبضه يرحل
وصدره مملوء بما تيسر من طهرِ أنفاسك
شاعركِ المتسخ بحزنه يرحل
وجسده مسكون بأُغنيات فرحك
شاعركِ المتسخ بحرفه يرحل
وشفتاه تتلو قصائد طهرك
ترياقكِ الشهد ينساب بين انحناءات حنجرتي فأشدو
أحبكِ بكلّ ما أوتيت شعور
أنا الميمّمِ شطر غربةٍ تغرس أنيابها في عنق الشاعر الوضيع
الذي خلق نكرة لـ يفنى نكرة
أحبكِ بكلّ ما أوتيت من إحساس وإن خلوتُ من إحساسي الفطري إلا بكِ
أنا الراكض خلف ترابِ معركة وجودي البائس المتصاعدة خارج مداراتك
يا زفرة الناي الحزين
يا سطرَ الماءِ على وجنةِ جدول
يا بقعة السجود في محراب ناسك
يا بتلة الياسمين البِكر
يا وقع الندى على أوراق العنب
يا خمرة الجنة
أنا الواقفُ بين الفردوسِ والحُطَمَة
على صراطٍ يشق نصله جسدي نصفين
نصفٌ تصَعَّد إلى سماء الله ونصفٌ يُداس في شقاء الأرض .
سيكون رحيلٌ بلا أوبة فلا تذكريني
واكتبي على الطرقات على جدران المقاهي والطاولات
شاعري البائس ترك النعيم بين أحضاني ومات
أخبري كلّ العشاق أنني أول من هجر الجنة للجحيم
أخبريهم أنني لست أهلاً للبياض لمراتع العشب بداخلك
أخبريهم أنني جرحٌ لا يتفتق إلا عن قيحٍ أسود كفيل بنشرِ نجس الحزن بكل من يمر به
لن يمنّ علي المنفى بإنسانٍ آخر يستحقكِ فلا تذكريني

انتهى ..

بيَات شتويّ
08/02/2008, 04:11 AM
حضور أول ، كلّ ما أتمنّاه هو أن يرتقي لذوائقكم
وأنّ أجد النقد ، و أجد من يهدي إليّ أخطائي
أختُكم : بيَات شتويّ.

ماجدة2
08/02/2008, 06:21 AM
-من قال أنّ القدرَ قرّرَ أنّ يكسِرني؟
إنّني أنحني


قبل ولادةِ الرحيل بشهقة وألف دمعةٍ مما يعدون
نشيجٌ وطفل يدعك البكاء على فمه - لم أكن أنا
قوم تُبّع في صدري يمورون
نشيجٌ وطفل يدعك البكاء في فمه - كنتُ أنا
الغزاة يتشكلون على هيئة حبات برد وفي مساماتي يقرِصون.
إيّاكَ أن تصغي إلى البكاء في أصابعي وهي تفرك القلق و تلِتُ الحيرة كعادتها عندما يهاجمها الصقيع
ولا تهتم أبداً للإهتزازات التي قد تصيب فكيّ فهي سرعان ماتزول عندما تنشق القربة ويسيل الملح
ولا تحاول أن تسأل عن السحنة الفارّة من وجهي عندما يتلاقح النظر بيننا
كنت شجاعة بما يكفي حتى ألبّي_موعدك_نداء الحب الأخير

-خنوع ويظنه موعد-
النظارة الشمسية الملقاة بإهمال على الطاولة ابتلعت ملامحي لكثرة ماحدّقت بها
وزرقة السماء في عينيه تتماوج مع مستنقع القهوة الشاخصِ أمامه
يدهُ الحريق تلتهِمُ كفيَ الدُخان
لاشيء يتمزق سوى حبة الأكسجين بين أنفي وأنفه
نصفها اللاهثِ إليّ ارتمى في حضنِ الشهيق
ونصفها الفارّ إلى أنفه لفظها زفرة
أفرج عن دخانِ التبغ المحبوس بين فكيه فتبدّد شيءٌ من الوجومِ الممتد بيننا
أورقَ الصمت "أحبكِ" خضراء نبتت على حواف فمه
مضغها القلب قبل أن ترِفّ شفتاه باستدراك "ولكنه الرحيل"
ابتلعني الكرسي غصّة ، ولا شيء في الأسفل سوى راجفة أصابت الأقدام
لم تخرس شفتاه اللتانِ غارتا في جبيني ارتعاشة أوردتي
قبلةُ الرحيل الشتوية ترسل صقيعاً يجمد شغاف القلب
وأنا كتلة الجسد الواجمةِ على قارعة فراق
تمور الأرض من تحتي على وقع الرحيل في قدميه
يده الحريق تلوّح
تتلاصق جفناي على المقلِ المتصحرة في فتحات رأسي
ينزُّ الرصيف عن صوتِ بكاء طفلةٍ ترنو إلى الفقد بصريخ
من سرق الحلوى من فمي؟
من أخرس الغناء في حنجرتي؟
من أغلق نافذةَ الفجرِ على شدو الناي من أنفاس حبيبي؟
التلويحة في يديه توشك على الاختفاء
ويديَ الدخان تغضّ الطرف عن هجير التلويحة و تتلقف كتاب الرحيل المقدس الذي تركه ملقىً خلف ظهر الوجع
يبدؤه بِـ :
أوراقٌ من مدى اكتحلت بحبر الغياب المحتّم تكاتفت لتجمع حزنيّ إليكِ ،
إلى رقيع..سمائي الأولى
إلى سجَّانة النور في محيطي بعد قذفي من ظلمات رحم
إليكِ يامن حبستِ بياض الكون بين دفتي جسد
إليكِ ياروح تيتمت بين جماداتٍ بشرية
شاعركِ المتسخ بنبضه يرحل
وصدره مملوء بما تيسر من طهرِ أنفاسك
شاعركِ المتسخ بحزنه يرحل
وجسده مسكون بأُغنيات فرحك
شاعركِ المتسخ بحرفه يرحل
وشفتاه تتلو قصائد طهرك
ترياقكِ الشهد ينساب بين انحناءات حنجرتي فأشدو
أحبكِ بكلّ ما أوتيت شعور
أنا الميمّمِ شطر غربةٍ تغرس أنيابها في عنق الشاعر الوضيع
الذي خلق نكرة لـ يفنى نكرة
أحبكِ بكلّ ما أوتيت من إحساس وإن خلوتُ من إحساسي الفطري إلا بكِ
أنا الراكض خلف ترابِ معركة وجودي البائس المتصاعدة خارج مداراتك
يا زفرة الناي الحزين
يا سطرَ الماءِ على وجنةِ جدول
يا بقعة السجود في محراب ناسك
يا بتلة الياسمين البِكر
يا وقع الندى على أوراق العنب
يا خمرة الجنة
أنا الواقفُ بين الفردوسِ والحُطَمَة
على صراطٍ يشق نصله جسدي نصفين
نصفٌ تصَعَّد إلى سماء الله ونصفٌ يُداس في شقاء الأرض .
سيكون رحيلٌ بلا أوبة فلا تذكريني
واكتبي على الطرقات على جدران المقاهي والطاولات
شاعري البائس ترك النعيم بين أحضاني ومات
أخبري كلّ العشاق أنني أول من هجر الجنة للجحيم
أخبريهم أنني لست أهلاً للبياض لمراتع العشب بداخلك
أخبريهم أنني جرحٌ لا يتفتق إلا عن قيحٍ أسود كفيل بنشرِ نجس الحزن بكل من يمر به
لن يمنّ علي المنفى بإنسانٍ آخر يستحقكِ فلا تذكريني

انتهى ..


لا أملك إلا ان اقول رائع جدا ، و فريد
و فيه إلهام .........
متألقة دوما اختي الكريمة بيات
مرحبا بك في المربد

تحياتي الخالصة

بيَات شتويّ
11/02/2008, 09:03 PM
لا أملك إلا ان اقول رائع جدا ، و فريد
و فيه إلهام .........
متألقة دوما اختي الكريمة بيات
مرحبا بك في المربد

تحياتي الخالصة
شكراً لكرمِ مروركِ ، وجميل ثنائكِ ،
ممتنّة للحرف أن ارتقى لذائقتك .

بيَات شتويّ

ليالي غربتي
13/02/2008, 09:26 PM
بيــات شـــتوي,,,,


قــلبــاً محــب عــاشق,,,,

روحـــاً مـــستهامـه,,,,,

أنــفــــاس محــب,,,,

ونبـــضـات مهــيم,,,,

و آنــــين عـــاشق,,,,

خفقــات آجــدتي و صفها و برعتي حتى الشهيق والزفير لم تنسيه !! رائع ذلك الإقتــسام و المشاعر بين القلوب المحبــه,,,,

ولكن الآلـــم دائمــاً يكون نهايتها بالفــراق,,,,


بــوح رائع,,, سلمتي عليه,,,,

دمتي بود و بحفظ من الله,,,,

يوسف الباز بلغيث
14/02/2008, 03:21 PM
حضور أول ، كلّ ما أتمنّاه هو أن يرتقي لذوائقكم
وأنّ أجد النقد ، و أجد من يهدي إليّ أخطائي
أختُكم : بيَات شتويّ.


الأخت الفاضلة "بيَات شتويّ "
في البدء..مرحى بك بيننا .....,
و كيف سنبكي على رحيلِكِ و ما حطَطْتِ الرّحلَ بعد..يا بيَاتُ..؟
سنتحدّثُ بعد ثلاثة أيام ٍمنَ الضيافة..
لقد ازدان المربد بحظورك يا بياتْ

أهلا و سهلا..و كل عام و انت بألف خير.

بيَات شتويّ
17/02/2008, 08:30 AM
بيــات شـــتوي,,,,


قــلبــاً محــب عــاشق,,,,

روحـــاً مـــستهامـه,,,,,

أنــفــــاس محــب,,,,

ونبـــضـات مهــيم,,,,

و آنــــين عـــاشق,,,,

خفقــات آجــدتي و صفها و برعتي حتى الشهيق والزفير لم تنسيه !! رائع ذلك الإقتــسام و المشاعر بين القلوب المحبــه,,,,

ولكن الآلـــم دائمــاً يكون نهايتها بالفــراق,,,,


بــوح رائع,,, سلمتي عليه,,,,

دمتي بود و بحفظ من الله,,,,
أهلاً بمروركِ ،
تشرفت الأحرف وازدانت بثنائك عليها
شكراً و لا أظنها تفي .

بيَات شتويّ
17/02/2008, 08:33 AM
الأخت الفاضلة "بيَات شتويّ "
في البدء..مرحى بك بيننا .....,
و كيف سنبكي على رحيلِكِ و ما حطَطْتِ الرّحلَ بعد..يا بيَاتُ..؟
سنتحدّثُ بعد ثلاثة أيام ٍمنَ الضيافة..
لقد ازدان المربد بحظورك يا بياتْ


أهلا و سهلا..و كل عام و انت بألف خير.


شكراً أُستاذيَ الكريم ،
على كرم ضيافتك ومرورك وتشريفك ،
و شرفٌ لي هو وجودي بينكم ،
تقبّل خالص تحيّاتي .

بنت الشهباء
17/02/2008, 09:51 PM
وأنا أعجب منه يا حبيبتي المبدعة
بيات شتوي
كيف يسمح لهذا الطهر والنقاء والصفاء أن يهجره وهو يعلن بأنه ما زال ينبض حبا لصاحبه !!!....

وأعجب أيضا كيف تخلق له الأعذار وقد أعلن الرحيل بلا أوبة عن هذا الحب الطاهر الذي يسكن جنبيه !!!...

عذرا يا غاليتي
ما قرأته بين سطورك هو الذي أوحى إليّ بهذا الاستفهام والتساؤل

قلم مبدع يسيل من يراعاه أجمل وأحلى العبارات والكلم

نوف
25/02/2008, 11:21 AM
(على صراطٍ يشق نصله جسدي نصفين
نصفٌ تصَعَّد إلى سماء الله ونصفٌ يُداس في شقاء الأرض .)


كيف جئتي بهذه الفكرة
أعجبتني كثيرا

رائعة حروفك :?:

اليساري
10/03/2008, 03:14 AM
حضور أول ، كلّ ما أتمنّاه هو أن يرتقي لذوائقكم
وأنّ أجد النقد ، و أجد من يهدي إليّ أخطائي
أختُكم : بيَات شتويّ.


:ranting: :ranting: :ranting:

الأخت بيات شتوي :
سلام من صبا بردى أرق .... أما بعد :
فقد انتهت أيام الضيافة وصار لزاما ً على أبناء المربد أن يضعوا في الجوارير
مجاملاتهم ويقرؤوا ما كتبتيه قراءة تليق بك كضيف صار واحداً
منهم و تليق بهم كمضيفين زادهم الكلمة المسؤولة .
و اسمحي لي – وليسمح لي بقية الأخوة - أن أتجشم عناء القراءة .
و سأحاول الاختصار هربا ً من إضجار القراء
فقط أؤكد على أن ما ستقرأينه هو قراءة تقليدية ، والقراءة – كما تعلمين –
تختلف عن النقد وإن كانت تمتح من شواطئه لذلك سوف تكون
الآراء انطباعية أكثر لتقترب من القراءة و تتميز عن النقد
وأعدك – عندما تطلبين – أنني سأنقد ما كتبتيه منطلقا ً من أي
نظرية تقترحينها .

القراءة

- الموضوع هو موضوع عام وتقليدي وهذا ليس تقليلا ً من شأنه
فهو – كان – ملعب أهم الشعراء ، ولكن لتوضيح أن ذلك سوف يكون
مقتلا ً لمن يروم الخوض فيه إن لم يكن يمتلك الإطلاع أولا ً والتفرد
ثانيا ً ومن هنا يأتي معنى أن يكون المبدع مبدعا ً .
إذا ً فالموضوع عن الفراق وقد مر بي كثير من القصائد في الأدب العربي
والروسي والفرنسي لشعراء كبار طرقوه إلا أنني أقف دائما ً عند قصيدة
ابن زريق البغدادي ثم أسكت .
وبحثت كثيرا ً في ثنايا ما كتبتيه لأجد الخاص من المشاعر فلم أجده ولم ألجأ
إلى العام لأنه بالتأكيد ليس موجودا ً . والسبب عدم التوافق في ضم معاني الصورة الواحدة
وهي كثيرة و سأضرب مثالا ً :
إيّاكَ أن تصغي إلى البكاء في أصابعي وهي تفركالقلق و تلِتُ الحيرة كعادتها عندما يهاجمها الصقيع
ولا تهتم أبداً للإهتزازات التي قد تصيب فكيّ فهي سرعان ماتزول عندما تنشق القربة ويسيل الملح
- أن تبكي الأصابع هذا جميل ولكن الصورة وئدت بالقلق الذي فركته ؟؟؟
فكيف استقام القلق والبكاء لا أعرف ، ثم لم تنته الجملة إلا ونحن في
الصقيع منتظرين قربة الملح ؟؟؟؟؟
- ما أعنيه أن الصورة ككل غير متناسقة ولا يشفع لها أي جمال جزئي فهي في النهاية تتشكل
لتصبح جزءا ً بدورها ... وقولي مثل ذلك عن بقية الصور
وهذه الصور مع مشاكلها لم تستطع أن تنتشل ما كتبتيه من مستنقع التقريرية والمباشرة في
تناول الموضوع أولا ً ثم في تناول تفاصيله ثانيا ً فجاء العرض مبتذلا ً أكثر منه مباشرا ً
النظارة الشمسية الملقاة بإهمال على الطاولة ابتلعت ملامحي لكثرة ماحدّقت بها
وزرقة السماءفي عينيه تتماوج مع مستنقع القهوة الشاخصِ أمامه
ثم هناك الاستخدام اللزج للغة بحيث تتراكب الصفات مع المضاف إليه لتشكل
ثقلا ً على النفس والذهن
قبل ولادةِ الرحيل بشهقة وألف دمعةٍ ممايعدون
قبلةُ الرحيل الشتوية ترسل صقيعاً يجمد شغاف القلب وأنا كتلة الجسد الواجمةِ على قارعة فراق
وهي إلى ذاك لا تقدم معنى زائدا ً على المعنى
يدهُ الحريق تلتهِمُ كفيَ الدُخان
نشيجٌ وطفل يدعك البكاء على فمه
وبين التكرار الذي لا داعي له و الاستخدام الميت للاستعارة
تفاجئنا صورة غريبة
لاشيء يتمزق سوى حبة الأكسجين بين أنفي وأنفه
نصفها اللاهثِ إليّ ارتمى في حضنِ الشهيق
ونصفها الفارّ إلى أنفه لفظها زفرة
ثم
على صراطٍ يشق نصله جسدي نصفين
نصفٌ تصَعَّد إلى سماء الله ونصفٌ يُداس في شقاء الأرض

ماهذا ؟؟؟ بالله عليك


وثمة أمور كثيرة صددت عنها لكي لا يطول الحديث ، فلم أتوقف
عند الاستخدام الخاطئ للغة :
ولا شيء في الأسفل سوى راجفة أصابت الأقدام
-من قال أنّ القدرَ قرّرَ أنّ يكسِرني؟
يبدؤه بِـ : أوراقٌ من مدى اكتحلت بحبر الغياب المحتّم تكاتفت لتجمع حزنيّ إليكِ
وكذلك لم أتوقف عند الاستفهام الجميل
من سرق الحلوى من فمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعند وعند و عند
لذلك يا صديقتي لجأت إلى القراءة – التقليدية جدا ً - لأن ما كتبتيه
عصي على النقد
ومع ذلك أقدر لك حزنك فهو أجمل ما فيك و لولا أنك طلبت آراء القراء
لما قلت لك ذلك و لكن اسمعيها مني لأنك لن تسمعيها من غيري فيبدو
أن المجاملة ودماثة الخلق قد أنست المربديين أن هذا السوق للأدب الإبداعي وليس للأدب الباحث
عن معناه القاموسي ، ويجب ألا ننسى – أيها الأخوة – أن عبارات الإطراء هي نوع
من النقد و " فهمكم كفاية " .
ومع ذلك ففي هذا السوق كثير من الشباب المبدع الذي سوف يفيدك و يأخذ بيدك كي تكتبي بطريقة
أجمل و يحزنني أنني لست واحدا ً منهم فأنا لست مبدعا ً أولا ً وثانيا ً لم أتعلم المجاملة بعد .
تحياتي و اغفري لنفسك إن لم تغفري لي .

وحياتنا : ... هي أن نكون كما نريد.
نريد أن نحيا قليلاً .... لا لشيء.....
بل .. لنحترمَ القيامةَ بعد هـــــذا المـــــــــــــــــــــــوت .

ty>?