المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصرة : نواح الحمام



Anonymous
23/08/2004, 10:03 AM
كعادته دائماَ . . عندما ينقبض قلبه يتوجه إلى السطح لكي ينعم بهذا النغم والشدو الجميل من الحمام فوق منزلة . . كي تهدأ نفسه وتبتهج سريرته ويبدأ يوم عمل جميل . .
استيقظ ذات يوم منقبض الفؤاد . . فتوجه لأعلى السطح فوجد الثلاث حمامات يتبارين في الأداء مثل أهل الموال . . ولكن كانت حزينة هذه المرة . . تقسيمات رائعة حزينة . . زادت من شجونه حتى بدت في عيونه . . فانزوى بدموعه . . بدأت النغمات تزداد حزناً . . ومعها يزداد دموع عيونه . . ليتها تسكت . . . !
توقفت الحمامات عن الشدو الحزين . . بدأن ينظرن إليه . .
فقالت حمامه : لعل صاحبنا حزين . . ؟
فقالت الثانية : يبدو هذا . . ونحن لعبنا على أوتاره الحزينة . .
وقالت الثالثة : دعوه يبكي . . فبكاؤه هذا يواسينا . . فيحس بنا كما نحس به . .
كيف لا نحس بكم . . ؟ لو لم نحس بكم ما أشجاني حزن شدوكم . . بل نحس ونحس . .
فقالت إحداهن : أتعلم ما بنا . . ؟
نعم إني أحس بشيء من نغمكم . .
فقالت الأخرى : نعم تحس . . ولكن ما هو هذا الشيء الذي تحسه ؟ نريد أن نعرف منك . .
وبشيء من الغضب . . رد قائلاً : إنه شئ 00 ولا يهم أن أعلمه . . فما يجديني أن أعرفه . . إنه يكفي إني أحس بشيء . . وكينونة هذا الشيء لا يهم . .
فقالت واحدة لأخوتها : إنه يحس فقط ولا تجديه آلامنا . .
فقالت الثالثة : إنها أنانيتكم . . لا تعنيكم أمور غيركم . . ألم تعلم بأنه من لا تعنيه أمور غيره اليوم فغداً لا تعنيه أمور أهل بيته ويمكن لا تعنيه أمور نفسه . . !
إذن فما بكم ؟
فقالت واحدة : ما بك أنت ؟ !
ما بي شيء جد خطير . .
فقالت الأخرى : إنني أعلم ما بك . .
ما هو ؟
فقالت : ابنك محموم . . أليس كذلك ؟ !
صدقت . . ولكن كيف لك هذا ؟
فقالت : رأينا الجيران يدخلون وهم يشاركونكم في شئ وبنبرة حزينة . .
فإذا به يبتسم لإحساس الحمام بمصابه ويقول لهم : ولكن ما أشجاكم أنتم ؟
فقالت إحداهن : هو ما أشجاك .. ألم تعلم بأن الغراب قتَّل أبنائنا ومزق أجنحتها ؟ !

ثم قالت الأخرى : لقد ماتت أفراخنا قتلاً وسوف نموت نحن جوعاً . .
فقالت الثالثة : فهل لك أن تساعدنا ؟
عفواً : إنني أخشى هذا الطائر . .
ثم تركهم متوجهاً إلى زوجته مبتهجاً وهو يقول لها : على السطح الثلاث حمامات يغنون أغاني أحزنتني . . إنهم يموتون . . قومي واذبحيهم . . فإنهم خير وليمة على الغذاء . . !

تمت